بحار الانوار الجزء 95
بسمه تعالى
اسم موضوع: بحار95
بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 1 سطر 1 إلى صفحه 7 سطر 3
[ 1 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
1 .
* " ( باب ) " *
* " ( فضل زيارة الامامين الطاهرين المعصومين ) " *
" ( أبى الحسن موسى بن جعفر وأبى جعفر ) "
" ( محمد بن على صلوات الله عليهم ببغداد ) "
* " ( وفضل مشهدهما ) " *
1 - قب : الخطيب في تاريخه باسناده ، عن علي بن الخلال قال : ما همني
أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر عليه السلام وتوسلت به إلا سهل الله لي ما أحب ( 1 ) .
2 - ورأى في بغداد امرأة تهرول فقيل : إلى أين ؟ قالت : إلى موسى بن
جعفر ، فانه حبس ابني ، فقال لها حنبلي : إنه قد مات في الحبس فقالت : بحق
المقتول في الحبس أن تريني القدرة ، فاذا بابنها قد اطلق واخذ ابن المستهزي
بجنايته ( 2 ) .
3 - قب : ابن سنان ، قلت للرضا عليه السلام : ما لمن زار أباك ؟ قال : له
* ( هامش ص 1 ) ( 1 ) تاريخ بغداد : ج 1 ص 120 .
( 2 ) مناقب ابن شهر اشوب ص 422 طبع النجف الاشرف . *
[ 2 ]
الجنة فزره ( 1 ) .
4 - زكريا ابن آدم ، عن الرضا عليه السلام : إن الله نجى بغداد بمكان قبر أبي
الحسن عليه السلام ، وقال عليه السلام :
وقبر ببغداد لنفس زكية تضمنها الرحمن في الغرفات
وقبر بطوس يالها من مصيبة ألحت على الاحشاء بالزفرات ( 2 )
5 - يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن
أبيه ، عن سلمة بن الخطاب ، عن علي بن ميسر ، عن ابن سنان قال : قلت للرضا
عليه السلام : ما لمن زار أباك ؟ قال : الجنة فزره ( 3 ) .
6 - يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن همام ، عن أبي جعفر أحمد بن
ما بندار ، عن منصور بن العباس ، عن جعفر الجوهري ، عن زكريا بن آدم القمي
عن الرضا عليه السلام قال : إن الله نجا بغداد لمكان قبور الحسينيين فيها ( 4 ) .
7 - ن : ما جيلويه ، عن محمد العطار ، عن حمدان بن سليمان ، عن علي بن
محمد الحصيني ، عن علي بن محمد بن مروان ، عن إبراهيم بن عقبة قال : كتبت إلى
أبي الحسن الثالث عليه السلام أسأله عن زيارة أبي عبدالله الحسين عليه السلام وعن
زيارة
أبي الحسن وأبي جعفر عليهما السلام فكتب إلى : أبوعبدالله عليه السلام المقدم وهذا
أجمع
وأعظم أجرا ( 5 ) .
8 - مل : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن حمدان القلانسي مثله ( 6 ) .
9 - كا ، يب : محمد بن يحيى ، عن حمدان القلانسي ، عن علي بن محمد الحصيني
عن علي بن عبدالله بن مروان ، عن إبراهيم مثله ( 7 ) .
* ( هامش ص 2 ) ( 1 - 2 ) المناقب ج 3 ص 442 .
( 3 ) التهذيب ج 6 ص 82 .
( 4 ) التهذيب ج 6 ص 81 .
( 5 ) عيون اخبار الرضا ( ع ) ج 2 ص 261 .
( 6 ) كامل الزيارات ص 300 .
( 7 ) الكافى ج 4 ص 583 والتهذيب ج 6 ص 82 . *
[ 3 ]
بيان : قوله عليه السلام : أبوعبدالله عليه السلام المقدم أي الحسين عليه السلام
أقدم وأفضل
وزيارته فقط أفضل من زيارة كل من المعصومين ومجموع زيارتيهما أجمع و
أفضل . أوالمراد أن زيارة الحسين عليه السلام أولى بالتقديم ، ثم إن اضيفت إلى
زيارته
زيارة الامامين عليهما السلام كان أجمع وأعظم أجرا .
أو المعنى أن زيارتهما أجمع من زيارته عليه السلام وحدها ، لان الاعتقاد
بامامتهما يستلزم الاعتقاد بامامته دون العكس ، فكأن زيارتهما تشتمل على زيارته
ولان زيارتهما مختصة بالخواص من الشيعة كما سيأتى في زيارة الرضا عليه السلام ، و
لا يخفى بعد الوجه الاخير .
10 ثو : أبى ، عن سعد ، عن البرقى ، عن الوشا قال : قلت للرضا عليه السلام :
ما لمن زار قبر أبي الحسن عليه السلام ؟ قال : له مثل ما لمن زار قبر أبي عبدالله
عليه السلام ( 1 )
11 مل : علي بن الحسين مثله ( 2 ) .
12 مل : على بن الحسين ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الوشا قال :
سألت الرضا عليه السلام عن زيارة قبر أبى الحسن عليه السلام مثل زيارة قبر الحسين
عليه السلام ؟
قال : نعم ( 3 ) .
13 مل : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى مثله ( 4 ) .
14 يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن سلامة بن محمد ، عن أحمد بن علي
ابن أبان القمي ، عن ابن عيسى مثله ( 5 ) .
15 مل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن أبي علي الوشا ، عن الحسين
ابن يسار الواسطي قال : قلت للرضا عليه السلام : أزور قبر أبي الحسن عليه السلام
ببغداد ؟ فقال : * ( هامش ص 3 ) ( 1 ) ثواب الاعمال ص 89 ذيل حديث .
( 2 ) كامل الزيارات ص 299 .
( 3 ) كامل الزيارات ص 298 .
( 4 ) كامل الزيارات ص 299 .
( 5 ) التهذيب ج 6 ص 91 . *
[ 4 ]
إن كان لابد منه فمن وراء الحجاب ( 1 ) .
بيان : الامر بالزيارة خارج الجدار ومن وراء الحجاب للتقية من المخالفين .
16 - مل : محمد بن الحميرى ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن على بن حسان الواسطي
، عن بعض أصحابنا ، عن الرضا عليه السلام في إتيان قبرأبي الحسن عليه السلام
قال : صلوا في المساجد حوله ( 2 ) .
17 مل : أبي وعلي بن الحسين وابن الوليد جميعا ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن الحسين
بن يسار الواسطي قال : سألت أباالحسن الرضا عليه السلام ما لمن
زار قبر أبيك صلى الله عليه وآله ؟ قال : فقال : زوروه ، قال : قلت : وأي شئ
فيه من الفضل ؟ قال : فقال : فيه من الفضل كفضل من زار والده يعني رسول الله
صلى الله وعليه آله ، قلت : فان خفت ولم يمكني الدخول داخلا ؟ قال : سلم من
وراء الجدار ( 3 ) .
18 يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن أبيه ، عن أحمد بن داود ، عن أحمد ابن جعفر
المؤدب ، عن محمد بن أحمد ، بن يحيى ، عن ابن يزيد مثله إلا أن فيه : من
وراء الجسر ( 4 ) .
19 مل : محمد بن جعفر ، عن ابن أبى الخطاب ، عن ابن بزيع ، عن الخيبري
عن الحسين بن محمد الاشعري قال : قال الرضا عليه السلام من زار قبر أبي ببغداد كان
كمن زار رسول الله صلى الله عليه واله وقبر أميرالمؤمنين عليه السلام إلا أن لرسول
الله صلى الله عليه وآله و
أميرالمؤمنين عليه السلام فضلهما ( 5 ) .
20 مل : الكلينى ، عن محمد بن يحيى ، عن ابن أبى الخطاب مثله ( 6 ) .
* ( هامش ص 4 ) ( 1 ) كامل الزيارات ص 298 .
( 2 ) كامل الزيارات ص 299 .
( 3 ) كامل الزيارات ص 299 .
( 4 ) التهذيب ج 6 ص 82 . ( 5 6 ) كامل الزيارات ص 299 . *
[ 5 ]
بيان : يعني كونهما أفضل من موسى عليه السلام لا ينافي مساواتهم في فضل
الزيارة ، ويحتمل أن يكون المعنى إنهم مشتركون في أن لزيارتهم فضلا عظيما
لكن زيارتهما أفضل لفضلهما ، والاول أظهر .
21 أقول : ورواه في التهذيب ، عن محمد بن أحمد بن داود ، عن علي
ابن حبشي بن قوني ، عن علي بن سليمان الرازي ، عن ابن أبي الخطاب مثله ( 1 ) .
22 مل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي نجران قال :
سألت أبا جعفر عليه السلام عمن زار رسول الله صلى الله عليه واله قاصدا ؟ قال : له
الجنة ، ومن
زار قبر أبي الحسن عليه السلام فله الجنة ( 2 ) .
23 مل : علي بن الحسين ، عن سعد مثله ( 3 ) .
24 مل : ابن الوليد ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الوشا ، عن الرضا عليه السلام قال
: زيارة قبر أبي مثل زيارة قبر الحسين عليه السلام ( 4 ) .
25 مل : ابن الوليد ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن أحمد بن عبدوس
عن أبيه رحيم قال : قلت للرضا عليه السلام : جعلت فداك إن زيارة قبر أبي الحسن عليه
السلام
ببغداد فيها مشقة وإنما نأتيه فنسلم عليه من وراء الحيطان فما لمن زاره من الثواب ؟
قال : فقال : له والله مثل ما لمن أتى قبر رسول الله صلى الله عليه واله ( 5 ) .
26 مل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن على بن الحكم
عن رحيم قال : قلت للرضا عليه السلام : إن زيارة قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد
علينا
فيها مشقة فما لمن زاره ؟ فقال : له مثل ما لمن أتى قبر الحسين عليه السلام من
الثواب
قال : ودخل رجل فسلم عليه وجلس ، وذكر بغداد ورداءة أهلها وما يتوقع أن
ينزل بهم من الخسف والصيحة والصواعق وعدد من ذلك أشياء قال : فقمت
لاخرج فسمعت أبا الحسن عليه السلام وهو يقول : أما أبوالحسن عليه السلام فلا ( 6 )
.
* ( هامش ص 5 ) ( 1 ) التهذيب ج 6 ص 81 .
( 2 ) كامل الزيارات ص 299 .
( 3 ) نفس المصدر ص 301 .
( 4 6 ) كامل الزيارات ص 300 . *
[ 6 ]
بيان : أي لا يصيب قبره الشريف مثل هذه الامور ، أو لا يدع أن يصيب
أهل بغداد شئ من ذلك ، فهم ببركة قبره محروسون ، والاول أظهر لفظا و
الثاني معنى .
27 ق : أبوعلي بن همام ، عن الحسن بن محمد بن جمهور العمي قال :
رأيت في سنة ستة وتسعين ومائتين وهي السنة التي تقلد فيها علي بن محمد بن
موسى بن الفرات وزارة المقتدر أحمد بن ربيعة الانباري الكاتب وقد اعتلت يده
العلة الخبيثة وعظم أمرها حتى راحت واسودت وأشار يزيد المتطبب بقطعها ولم
يشك أحد مما رآه في تلفه .
فرأى في منامه مولانا أميرالمؤمنين صلوات الله عليه فقال له : يا أميرالمؤمنين
أما تستوهب لي يدي ؟ فقال : أنا مشغول عنك ولكن امض إلى موسى بن جعفر
فانه يستوهبها لك ، فأصبح فقال : ائتوني بمحمل ووطئوا تحتى واحملوني إلى مقابر
قريش ، ففعلوا به ذلك بعد أن غسلوه وطيبوه وطرحوا عليه ثوبا ، وحملوه
إلى قبر موسى بن جعفر صلوات الله عليه فلاذ به ، ودعا وأخذ من تربته وطلى به
يده إلى الكتف وشدها ، فلما كان من الغد حلها وقد سقط كل لحم وجلد
عليها حتى بقيت عظاما وعروقا وأعصابا مشبكة ، وانقطعت الرايحة ، وبلغ
خبره الوزير فحمل إليه حتى نظر إليه ، ثم عولج فرجع إلى الديوان وكتب
بها كما كان ، ففيه يقول صالح الديلمي :
وموسى قد شفى الكف من الكاتب إذ زارا
28 قبس : أخبرنا الشيخ أبوالحسن أحمد بن محمد بن موسى بن جندي
عن أبي علي محمد بن همام مثله .
[ 7 ]
2 .
* ( باب ) *
* " ( كيفية زيارتهما صلى الله عليهما ) " *
............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 7 سطر 4 إلى صفحه 15 سطر 2
1 مل : محمد بن جعفر الرزاز ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عمن ذكزه
عن أبي الحسن عليه السلام قال : تقول [ ببغداد ] : السلام عليك يا ولي الله ،
السلام عليك
يا حجة الله ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا من
بدا لله في شأنه ، أتيتك زائرا عارفا بحقك ، معاديا لاعدائك ، فاشفع لي عند
ربك يامولاي .
قال : وادع الله واسئل حاجتك ، وسلم بهذا على أبى جعفر محمد بن علي
وقال : قل : إذا أردت زيارة موسى بن جعفر ومحمد بن علي عليه السلام فاغتسل وتنظف
والبس ثوبيك الطاهرين ، وزر قبر أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ومحمد بن
على بن موسى عليهم السلام وقل حين تصير عند قبر أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام
:
السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك ياحجة الله ، السلام عليك يا نور الله
في ظلمات الارض ، السلام عليك يامن بدا لله في شأنه ، أتيتك زائرا عارفا بحقك
معاديا لاعدائك ، مواليا لاوليائك ، اشفع لي عند ربك يا مولاي .
ثم سل حاجتك ، ثم سلم على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام بهذه الاحرف
وابدأ بالغسل وقل : الهم صل على محمد بن علي ، الامام البر التقي الرضي
المرضي ، وحجتك على من فوق الارضين ومن تحت الثرى ، صلاة كثيرة
نامية زاكية مباركة متواصلة مترادفة ، كأفضل ما صليت على أحد من أوليائك ،
السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا نورالله ، السلام عليك يا حجة الله ،
السلام عليك يا إمام المؤمنين ، ووارث النبيين ، وسلالة الوصيين ، السلام عليك
يا نور الله في ظلمات الارض ، أتيتك زائرا عارفا بحقك ، معاديا لاعدائك ، مواليا
لاوليائك ، فاشفع لي عند ربك يامولاي .
[ 8 ]
ثم سل حاجتك تقضى إنشاء الله تعالى .
قال : وتقول عند قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد ويجزي في المواطن
كلها أن تقول : السلام على أولياء الله وأصفيائه ، السلام على امناء الله وأحبائه
السلام على أنصارالله وخلفائه ، السلام على محال معرفة الله ، السلام على مساكن
ذكر الله ، السلام على مظاهر أمر الله ونهيه ، السلام على الدعاة إلى الله ، السلام
على المستقرين في مرضاة الله ، السلام على الممحصين في طاعة الله ، السلام على
الادلاء على الله ، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله ، ومن اعتصم بهم
فقد اعتصم بالله ، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله ، اشهد الله أني سلم لمن سالمكم
وحرب لمن حاربكم ، مؤمن بسركم وعلانيتكم ، مفوض في ذلك كله إليكم
لعن الله عدو آل محمد من الجن والانس ، وأبرأ إلى الله منهم ، وصلى الله على
محمد وآله .
وهذا يجزي في الزيارات [ المشاهد ] كلها ، وتكثر من الصلاة على محمد وآله
وتسمى واحدا واحدا بأسمائهم وتبرأ إلى الله من أعاديهم ، وتخير لنفسك من
الدعاء وللمؤمنين والمؤمنات ( 1 ) .
2 بيان : روى في الكافي ، عن محمد بن جعفر الرزاز بهذا الاسناد إلى قوله :
وتسلم بهذا على أبي جعفر عليه السلام ، ثم قال : محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ،
عن
هارون بن مسلم ، عن علي بن حسان ، عن الرضا عليه السلام قال : سئل أبي عن إتيان
قبر الحسين عليه السلام قال : صلوا في المساجد حوله ويجزي في المواضع كلها أن تقول
:
السلام على أولياء الله وأصفيائه إلى آخر مامر ( 2 ) .
3 - ورواه الشيخ في التهذيب : عن محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ،
عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن هارون بن مسلم عن علي بن حسان قال : * ( هامش ص 8 ) (
1 ) كامل الزيارات ص 301 .
( 2 ) الكافى ج 4 ص 578 . *
[ 9 ]
سئل الرضا عليه السلام عن إتيان قبر أبي الحسن عليه السلام فقال : صلوا في المساجد
حوله
وذكرنحوه ( 1 ) .
أقول : لعل التكرار في كلام ابن قولويه من جهة اختلاف الاسانيد ، قوله
عليه السلام : يا من بدا لله ، يمكن أن يكون إشارة إلى ما ورد في بعض الاخبار
أنه كان قد رله عليه السلام أنه القائم بالسيف ثم بدا لله فيه . وأن يكون إشارة إلى
البداء
الذي وقع في إسماعيل ، فان البداء في إسماعيل يستلزم البداء فيه عليه السلام كما لا
يخفى .
لكن إجراؤه في أبي جعفر عليه السلام يحتاج إلى تكلف آخر بأن يقال : إنه لما
تولد بعد يأس الناس منه فكأنما بدا لله فيه أو للوجه الاول الذي تقدم . وفي
بعض النسخ : يا مريد الله في شأنه . من الارادة ، وفي بعضها بدأ لله بالهمز أي أراد
الله
إمامته أو بدأ بها قبل خلقه .
4 - أقول : وذكر الشيخ في التهذيب في وداع أبي الحسن موسى عليه السلام :
تقف على القبر كوقوفك أول مرة للزيارة وتقول : السلام عليك يا مولاي يا
أبا الحسن ورحمة الله وبركاته ، أستودعك الله وأقرأ عليك السلام آمنا بالله و
بالرسول وبما جئت به ودللت عليه ، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين ( 2 ) .
وقال في وداع أبي جعفر عليه السلام : تقف عليه كوقوفك عليه حين بدأت
بزيارته وتقول : السلام عليك يا مولاي يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته ،
أستودعك الله وأقرأ عليك السلام ، آمنا بالله وبرسوله وبما جئت به ودللت عليه
اللهم اكتبنا مع الشاهدين . ثم تسأله أن لا يجعله آخر العهد منك ، وادع بما
شئت وقبل القبر وضع خديك عليه إنشاء الله ( 3 ) .
5 - أقول : وقال الصدوق - رحمه الله - في الفقيه : إذا وردت بغداد
إن شاء الله فاغتسل وتنظف والبس ثوبيك الطاهرين وزر قبريهما وقل حين
تصير إلى قبر موسى بن جعفر عليه السلام : السلام عليك يا ولي الله إلى آخر ما مر
* ( هامش ص 9 ) ( 1 ) التهذيب ج 6 ص 82 .
( 2 ) التهذيب ج 6 ص 83 . ( 3 ) التهذيب ج 6 ص 91 . *
[ 10 ]
في كلام ابن قولويه من زيارة الامامين عليهما السلام ثم قال : ثم صل في القبة التي
فيها
محمد بن علي عليه السلام أربع ركعات ركعتين لزيارة موسى عليه السلام وركعتين لزيارة
محمد
ابن علي عليه السلام ، ولا تصل عند رأس موسى عليه السلام فانه يقابل قبور قريش ولا
يجوز
اتخاذها قبلة ( 1 ) .
6 - أقول : وروى مؤلف المزار الكبير ، عن محمد بن جعفر الرزاز
بالاسناد المتقدم إلى قوله : وسلم بهذا على أبي جعفر عليه السلام ثم قال : ثم تصلي
صلاة الزيارة فاذا فرغت منها سبحت تسبيح الزهراء عليها السلام وتقول : اللهم إليك
نصبت يدى ، وفيما عندك عظمت رغبتي ، فاقبل يا سيدي توبتي واغفر لي وارحمني
واجعل لي في كل خير نصيبا وإلى كل خير سبيلا .
اللهم صل على محمد وآل محمد واسمع دعائي ، وارحم تضرعي وتذللي و
استكانتي وتوكلي عليك ، فأنا لك سلم ، لا أرجو نجاحا ولا معافاة ولا تشريفا
إلا بك ومنك ، فامنن علي بتبليغي هذا المكان الشريف من قابل ، وأنا معافى من
كل مكروه ومحذور ، وأعنى على طاعتك وطاعة أوليائك الذين اصطفيتهم
من خلقك .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وسلمني في ديني ، وامدد لى في أجلي ،
وأصلح لي جسمي ، يا من رحمني وأعطاني ، وبفضله أغناني ، اغفرلي ذنبي و
أتمم لى نعمتك فيما بقي من عمري ، حتى توفاني وأنت عني راض ، اللهم صل
على محمد وآل محمد ولا تخرجني من ملة الاسلام فاني اعتصمت بحبلك فلا تكلني إلى غيرك
.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعلمنى ما ينفعني ، وانفعني بما علمتني ، واملا
قلبي علما وخوفا من سطواتك ونقماتك ، اللهم إني أسئلك مسألة المضطر إليك
المشفق من عذابك ، الخائف من عقوبتك ، أن تغفرلي وتغمدني وتحنن على
برحمتك وتعود على بمغفرتك ، وتؤدي عني فريضتك ، وتغنينى بفضلك عن سؤال
* ( هامش ص 10 ) ( 1 ) الفقيه ج 2 ص 363 . *
[ 11 ]
أحد من خلقك ، وتجيرني من النار برحمتك .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج وليك وابن وليك وافتح له فتحا
يسيرا وانصره نصرا عزيزا ، اللهم صل على محمد وآل محمد وأظهر حجته بوليك وأحي
سنته بظهوره حتى يستقيم بظهوره جميع عبادك وبلادك ، ولا يستخفي أحد بشئ
من الحق .
اللهم إني أرغب إليه في دولته الشريفة الكريمة ، التي تعز بها الاسلام وأهله
وتذل بها النفاق وأهله اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعلنا فيها من الداعين
إلى طاعتك ، والفائزين في سبيلك ، وارزقنا كرامة الدنيا والاخرة .
اللهم ما أنكرنا من الحق فعرفناه ، وما قصرنا عنه فبلغناه ، اللهم صل
على محمد وآل محمد ، واستجب لنا جميع ما دعوناك وأعطنا جميع ما سألناك ، واجعلنا
لانعمك من الشاكرين ، ولالائك من الذاكرين ، واغفر لنا يا خير الغافرين ، وافعل
بنا وبالمؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين ، ثم اسجد وعفر خديك وامض في
دعة الله ( 1 ) .
7 أقول : قال المفيد والشهيد ومؤلف المزار الكبير قدس الله أرواحهم :
إذا وردت إن شاء الله تعالى ببغداد فاغتسل للزيارة واقصد المشهد وقف على الباب
الشريف واستأذن ثم ادخل وأنت تقول : بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول
الله
والسلام على أولياء الله ، ثم امض حتى تتقبل قبر موسى بن جعفر عليهما السلام فاذا
وقفت عليه
فقل : السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا ولي الله ،
السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا باب الله ، أشهد أنك أقمت الصلاة ،
وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ، وتلوت الكتاب حق
تلاوته ، وجاهدت في الله حق جهاده ، وصبرت على الاذى في جنبه محتسبا ، و
عبدته مخلصا حتى أتاك اليقين .
أشهد أنك أولى بالله وبرسوله ، وأنك ابن رسول الله حقا ، أبرأ إلى الله
من أعدائك ، وأتقرب إلى الله بموالاتك . أتيتك يا مولاي عارفا بحقك مواليا
* ( هامش ص 11 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 179 . *
[ 12 ]
لاوليائك ، معاديا لاعدائك ، فاشفع لي عند ربك .
ثم انكب على القبر وقبله وضع خديك وتحول إلى عند الرأس وقف
وقل : السلام عليك يا ابن رسول الله ، أشهد أنك صادق أديت ناصحا ، وقلت أمينا
ومضيت شهيدا ، لم تؤثر عمى على الهدى ، ولم تمل من حق إلى باطل ، صلى الله
عليك وعلى آبائك وأبنائك الطاهرين .
ثم قبل القبر وصل ركعتين وصل بعدهما ما أحببت واسجد وقل : اللهم
إليك اعتمدت ، وإليك قصدت ، ولفضلك رجوت ، وقبر إمامى الذي أوجبت على
طاعته زرت ، وبه إليك توسلت ، فبحقهم الذي أوجبت على نفسك اغفرلي ولوالدي
وللمؤمنين يا كريم .
ثم اقلب خدك الايمن وقل : اللهم قد علمت حوائجي فصل على محمد و
آل محمد واقضها .
ثم اقلب خدك الايسر وقل : اللهم قد أحصيت ذنوبي فبحق محمد وآل محمد
صل على محمد وآل محمد واغفرها وتصدق علي بما أنت أهله .
ثم عد إلى السجود وقل : شكرا شكرا مائة مرة ، ثم ارفع رأسك وادع
بما شئت لمن شئت وأحببت .
ثم توجه نحو قبر أبي جعفر محمد بن على الجواد وهو بظهر جده عليهم السلام
فاذا وقفت عليه فقل : السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ،
السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام
عليك وعلى آبائك ، السلام عليك وعلى أبنائك ، السلام عليك وعلى أوليائك
أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر
وتلوت الكتاب حق تلاوته ، وجاهدت في الله حق جهاده ، وصبرت على الاذى
في جنبه حتى أتاك اليقين ، أتيتك زائرا عارفا بحقك ، مواليا لاوليائك ، معاديا
لاعدائك ، فاشفع لي عند ربك .
ثم قبل القبر وضع خديك عليه ثم صل ركعتين للزيارة وصل بعدهما ما شئت
[ 13 ]
ثم اسجد وقل : ارحم من أسآء واقترف ، واستكان واعترف .
ثم اقلب خدك الايمن وقل : إن كنت بئس العبد ، فأنت نعم الرب
ثم اقلب خدك الايسر وقل : عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك يا
كريم ، ثم عد إلى السجود وقل : شكرا شكرا مائة مرة ثم انصرف إنشاء الله ( 1 ) .
8 ثم قالوا : زيارة اخرى لهما عليهما السلام جميعا قل :
السلام عليكما يا وليي الله ، السلام عليكما يا حجتي الله ، السلام عليكما
يا نوري الله في ظلمات الارض ، أشهد أنكما قد بلغتما عن الله ما حملكما ،
وحفظتما ما استودعتما ، وحللتما حلال الله ، وحرمتما حرام الله ، وأقمتما
حدود الله ، وتلوتما كتاب الله ، وصبرتما على الاذى في جنب الله محتسبين ، حتى
أتاكما اليقين أبرء إلى الله من أعدائكما ، وأتقرب إلى الله بولايتكما أتيتكما
زائرا
عارفا بحقكما مواليا لاوليائكما ، معاديا لاعدائكما مستبصرا بالهدى الذي أنتما عليه
عارفا بضلالة من خالفكما ، فاشفعا لى عند ربكما ، فان لكما عند الله جاها عظيما
ومقاما محمودا .
ثم قبل التربة وضع خدك الايمن عليها وتحول إلى عند الرأس فقل :
السلام عليكما يا حجتي الله في أرضه وسمائه ، عبدكما ووليكما زائركما
متقربا إلى الله بزيارتكما ، اللهم اجعل لي لسان صدق في أوليائك المصطفين ،
وحبب إلى مشاهدهم ، واجعلنى معهم في الدنيا والاخرة يا أرحم الراحمين .
ثم صل لكل إمام ركعتين للزيارة وادع بما أحببت ، فاذا أردت الانصراف
فودعهما عليهما السلام وقل بعد أن وقفت مثل ما وقفت أولا :
السلام عليكما يا وليى الله أستودعكما الله وأقرأ عليكما السلام ، آمنا
بالله وبالرسول وبما جئتما به ودللتما عليه ، اللهم اكتبنا مع الشاهدين ، اللهم
لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياهما ، وارزقني مرافقتهما واحشرني معهما
* ( هامش ص 13 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 177 ومزار الشهيد ص 58 . *
[ 14 ]
وانفعني بحبهما ، والسلام عليكما ورحمة الله وبركاته ( 1 ) .
9 وقال السيد رضي الله عنه : إذا أردت زيارة الامام موسى بن جعفر عليهما السلام
فينبغي أن تغتسل ثم تأتي المشهد المقدس وعليك السكينة والوقار فاذا أتيته فقف
على بابه وقل : الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، الحمد لله على
هدايته لدينه ، والتوفيق لما دعا إليه من سبيله ، اللهم إنك أكرم مقصود
وأكرم مأتي ، وقد أتيتك متقربا إليك بابن بنت نبيك ، صلواتك عليه وعلى آبائه
الطاهرين وأبنائه الطيبين ، اللهم صل على محمد وآل محمد ولا تخيب سعيي ، ولا تقطع
رجائي واجعلني بهم عندك وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين .
ثم تقدم رجلك اليمنى عند الدخول وتقول : بسم الله وبالله وفي سبيل الله
وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله ، اللهم اغفرلي ولوالدى ولجميع
المؤمنين والمؤمنات .
فاذا وصلت إلى باب القبة فقف عليه واستأذن تقول : ءأدخل يا رسول الله
ءأدخل يا نبي الله ، ء أدخل يا محمد بن عبدالله ، ءأدخل يا أميرالمؤمنين ، ءأدخل يا
أبا محمد الحسن ، ءأدخل يا أبا عبدالله الحسين ، ءأدخل يا أبا محمد علي بن الحسين ،
ءأدخل يا أبا جعفر محمد بن علي ، ءأدخل يا أبا عبدالله جعفر بن محمد ، ءأدخل يا
مولاي يا أبا الحسن موسى بن جعفر ، ءأدخل يا مولاي يا أبا جعفر ، ءأدخل يا
مولاي يا محمد بن علي .
فاذا دخلت فكبر الله أربعا ، ثم تقف مستقبل القبر بوجهك والقبلة بين
كتفيك وتقول :
السلام عليك يا ولى الله وابن وليه ، السلام عليك يا حجة الله وابن
حجته السلام عليك يا صفي الله وابن صفيه ، السلام عليك يا أمين الله وابن
أمينه ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا إمام الهدى
السلام عليك يا علم الدين والتقى ، السلام عليك يا خازن علم النبيين ، السلام
* ( هامش ص 14 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 178 ومزار الشهيد ص 59 . *
[ 15 ]
عليك يا خازن علم المرسلين ، السلام عليك يا نائب الاوصيآء السابقين ، السلام
عليك يا معدن الوحي المبين ، السلام عليك يا صاحب العلم اليقين ، السلام عليك
............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 15 سطر 3 إلى صفحه 23 سطر 3
يا عيبة علم المرسلين ، السلام عليك أيها الامام الصالح ، السلام عليك أيها الامام
الزاهد ، السلام عليك أيها الامام العابد ، السلام عليك أيها الامام السيد الرشيد
السلام عليك أيها الامام المقتول الشهيد ، السلام عليك يا ابن رسول الله وابن وصيه
.
السلام عليك يا مولاي ياموسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته ، أشهد أنك قد
بلغت عن الله ما حملك ، وحفظت ما استودعك ، وحللت حلال الله ، وحرمت حرام
الله ، وأقمت أحكام الله ، وتلوت كتاب الله ، وصبرت على الاذى في جنب الله ، و
جاهدت في الله حق جهاده ، حتى أتاك اليقين .
وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليه آباؤك الطاهرون ، وأجدادك الطيبون
والاوصياء الهادون ، الائمة المهديون ، لم تؤثر عمى على هدى ، ولم تمل من حق
إلى باطل ، وأشهد أنك نصحت لله ولرسوله ولاميرالمؤمنين ، وأنك أديت الامانة و
اجتنبت الخيانة ، وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن
المنكر ، وعبدت الله مخلصا مجتهدا محتسبا حتى أتاك اليقين فجزاك الله عن
الاسلام وأهله أفضل الجزاء وأشرف الجزاء .
أتيتك يا ابن رسول الله زائرا عارفا بحقك ، مقرا بفضلك ، محتملا لعلمك
محتجبا بذمتك ، عائذا بقبرك ، لائذا بضريحك ، مستشفعا بك إلى الله ، مواليا
لاوليائك ، معاديا لاعدائك ، مستبصرا بشأنك ، وبالهدى الذي أنت عليه ، عالما
بضلالة من خالفك ، وبالعمى الذي هم عليه .
بأبي أنت وامي ونفسي وأهلي ومالي وولدي يا ابن رسول الله ، أتيتك متقربا
بزيارتك إلى الله تعالى ، ومستشفعا بك إليه ، فاشفع لي عند ربك ، ليغفرلي ذنوبي
ويعفو عن جرمي ، ويتجاوز عن سيئاتي ، ويمحو عني خطيئاتي ، ويدخلنى الجنة ، و
يتفضل علي بما هو أهله ، ويغفرلي ولابائي ولاخواني ولجميع المؤمنين والمؤمنات
في مشارق الارض ومغاربها بفضله وجوده ومنه .
[ 16 ]
ثم تنكب على القبر وتقبله وتعفر خديك عليه وتدعو بما تريد ، ثم تتحول
إلى الرأس تقول :
السلام عليك يا مولاي يا موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته ، أشهد أنك
الامام الهادي ، والولي المرشد وأنك معدن التنزيل وصاحب التأويل ، وحامل
التوراة والانجيل ، والعالم العادل ، والصادق العامل ، يا مولاي أنا أبرء إلى الله
من أعدائك ، وأتقرب إلى الله بموالاتك ، فصلى الله عليك وعلى آبائك وأجدادك
وأبنائك وشيعتك ومحبيك ورحمة الله وبركاته .
ثم تصلي ركعتين للزيارة تقرء فيهما سورة يس والرحمان أو ما تيسر من
القرآن ثم تدعو بما تريد ( 1 ) .
10 زيارة اخرى لمولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلام تستأذن بما
تقدم ، ثم تدخل مقدما رجلك اليمنى فاذا دخلت فكبر الله تعالى مائة تكبيرة و
تقف مستقبل الضريح وتقول :
السلام عليك أيها العبد الصالح ، السلام عليك أيها النور الساطع ، السلام
عليك أيها القمر الطالع ، السلام عليك أيها الغيث النافع ، السلام عليك أيها
الامام الكاظم ، السلام عليك يا ولي الله وحجته ، السلام عليك يا نورالله في
الظلمات
السلام عليك يا آل الله ، السلام عليك يا باب الله ، السلام عليك يا صفوة الله ،
السلام عليك
يا خاصة الله السلام عليك يا سرالله المستودع ، السلام عليك يا صراط الله ، السلام
عليك يا زين الابرار ، السلام عليك يا سليل الاطهار ، السلام عليك يا عنصر الاخيار
السلام عليك يا محنة الخلق ، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه ، السلام عليك
يا وارث علم النبيين ، وسلالة الوصيين ، وشاهد يوم الدين .
أشهد أنك وآباءك الذين كانوا من قبلك ، وأبناءك الذين من بعدك موالي
وأوليائي وأئمتي ، أشهد أنكم أصفياء الله وخيرته وحجته البالغة ، انتجبكم بعلمه و
جعلكم أنصارا لدينه ، وقواما بأمره ، وخزانا لحكمه ، وحفظة لسره ، وأركانا
لتوحيده ، ومعادن لكلماته ، وتراجمة لوحيه ، وشهودا على عباده ، استرعاكم
* ( هامش ص 16 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 198 - 200 . *
[ 17 ]
خلقه وآتاكم كتابه ، وخصكم بكرائم التنزيل ، وأعطاكم فضائل التأويل ، وجعلكم
تابوت حكمته ، وعصا عزه ، ومنارا في بلاده ، وأعلاما لعباده ، وأجرى فيكم من
روحه ، وعصمكم من الزلل ، وطهركم من الدنس ، وأذهب عنكم الرجس ، وآمنكم
من الفتن .
بكم تمت النعمة واجتمعت الفرقة وائتلفت الكلمة ، ولكم الطاعة المفترضة
والمودة الواجبة ، وأنتم أولياء الله النجباء ، وعباده المكرمون ، أتيتك يا ابن
رسول
الله عارفا بحقك ، مستبصرا بشأنك ، مواليا لاوليائك ، معاديا لاعدائك ، بأبى أنت
وامي صلى الله عليك وسلم تسليما ( 1 ) .
( الصلاة عليه صلى الله عليه ) اللهم صل على محمد وأهل بيته وصل على موسى بن
جعفر وصي الابرار ، وإمام الاخيار ، وعيبة الانوار ، ووارث السكينة والوقار
والحكم والاثار ، الذي كان يحيى الليل بالسهر إلى السحر ، بمواصلة الاستغفار
حليف السجدة الطويلة ، والدموع الغزيرة ، والمناجاة الكثيرة ، والضراعات
المتصلة الجميلة ، ومقر النهى والعدل ، والخير والفضل ، والندى والبذل ، و
مألف البلوى والصبر ، والمضطهد بالظلم ، والمقبور بالجور ، والمعذب في قعر
السجون وظلم المطامير ، ذي الساق المرضوض بحلق القيود ، والجنازة المنادى
عليها بذل الاستخفاف ، والوارد على جده المصطفى وأبيه المرتضى وامه سيدة
النساء ، بارث مغصوب ، وولاء مسلوب ، وأمر مغلوب ، ودم مطلوب و
سم مشروب .
اللهم وكما صبر على غليظ المحن ، وتجرع ( فيك ) غصص الكرب ، واستسلم
لرضاك ، وأخلص الطاعة لك ، ومحض الخشوع واستشعر الخضوع ، وعادى
البدعة وأهلها ، ولم يلحقه في شئ من أوامرك ونواهيك لومة لائم ، صل عليه
صلاة نامية منيفة زاكية توجب له بها شفاعة امم من خلقك ، وقرون من براياك
وبلغه عنا تحية وسلاما ، وآتنا من لدنك في موالاته فضلا وإحسانا ، ومغفرة و
* ( هامش ص 17 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 200 . *
[ 18 ]
رضوانا ، إنك ذو الفضل العميم ، والتجاوز العظيم ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
ثم تصلي ركعتي الزيارة وتقول عقيبهما وأنت قائم : اللهم إني أسئلك
بحرمة من عاذ بك منك ، ولجأ إلى عزك واستظل بفيئك ، واعتصم بحبلك ،
ولم يثق إلا بك ، يا جزيل العطايا ، يا فكاك الاسارى ، يامن سمى
نفسه من جوده وهابا ، أن تصلي على محمد وآل محمد ولا تردني من هذا المقام
خائبا ، فان هذا مقام تغفر فيه الذنوب العظام ، وترجى فيه الرحمة من الكريم
العلام ، مقام لا يخيب فيه السائلون ، ولا يجبه فيه بالرد الراغبون مقام من لاذ
بمولاه رغبة ، وتبتل إليه رهبة ، مقام الخائف من يوم يقوم فيه الناس لرب العالمين
ولا تنفع فيه شفاعة الشافعين إلا من أذن له الرحمن وكان من الفائزين ، ذلك
يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ، وازلفت الجنة
للمتقين ، وقيل لهم هذا ما كنتم توعدون ، لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن
بالغيب ، وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود
اللهم فاجعلني من المخلصين الفائزين ، واجعلني من ورثة جنة النعيم ،
واغفرلي ولوالدي ولولدي يوم الدين ، وألحقني بالصالحين واخلف على أهلي
و ولدي في الغابرين ، واجمع بيننا جميعا في مستقر رحمتك يا أرحم الراحمين .
و سلمني من أهوال ما بيني وبين لقائك ، حتى تبلغني الدرجة التي فيها
مرافقة أحبائك ، الذين عليهم دللت ، وبالاقتداء بهم أمرت ، واسقني من حوضهم
مشربا رويا سائغا هنيئا ، لا أظما بعده ولا أحلا عنه أبدا ، واحشرني في زمرتهم
وتوفني على ملتهم ، واجعلني في حزبهم ، وعرفني وجوههم في رضوانك والجنة
فاني رضيت بهم أئمة وهداة وولاة ، فاجعلهم أئمتي وهداتي وولاتي في الدنيا و
الاخرة ، ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين يا أرحم الراحمين آمين يا رب العالمين .
وصل ما تختار وادع بما تريد ( 1 ) .
11 - ( زيارة اخرى ) يزار بها صلوات الله عليه تستأذن بما تقدم وتقف
* ( هامش ص 18 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 201 - 202 . *
[ 19 ]
على ضريحه وتقول :
السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا حجة
الله ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا إمام المتقين ، و
وارث علم الاولين والاخرين ، السلام عليك يا سلالة الوصيين ، السلام عليك يا
شاهد يوم الدين ، أشهد أنك وآباءك الذين كانوا من قبلك ، وأبناءك الذين
يكونون من بعدك ، موالي وأوليائي وأئمتي وقادتي في الدنيا والاخرة .
وأشهد أنكم أصفياء الله وخيرته من خلقه وحجته البالغة ، انتجبكم لعلمه
وجعلكم خزنة لسره ، وأركانا لتوحيده ، وتراجمة لوحيه ، ومعادن لكلماته
وشهودا له على عباده ، واسترعاكم أمر خلقه ، وخصكم بكرائم التنزيل ، و
أعطاكم التأويل وجعلكم أبوابا لحكمته ، ومنارا في بلاده ، وأعلاما لعباده ، و
ضرب لكم مثلا من نوره ، وعصمكم من الزلل ، وطهركم من الدنس ، وآمنكم
من الفتن ، فبكم تمت النعمة واجتمعت بكم الفرقة ، وبكم انتظمت الكلمة ، ولكم
الطاعة المفترضة والمودة الواجبة الموظفة ، وأنتم أولياء الله النجباء ، أحيا بكم
الصدق . فنصحتم لعباده ، ودعوتم إلى كتاب الله وطاعته ، ونهيتم عن معاصي الله
وذببتم عن دين الله .
أتيتك يا مولاي يا أبا إبراهيم موسى بن جعفر ، يا ابن خاتم النبيين ، وابن
سيد الوصيين ، وابن سيدة نساء العالمين ، عارفا بحقك مستبصرا بشأنك ، مصدقا
بوعدك ، مواليا لاوليائك ، معاديا لاعدائك ، فعليك يا مولاي مني أفضل التحية
والسلام .
ثم تقول : اللهم صل على حجتك من خلقك ، وأمينك في بلادك ، وخليفتك
في عبادك ، ولسان حكمتك ، ومنهج حقك ، ومقصد سبيلك ، والسبب إلى
طاعتك ، وصراطك المستقيم ، وخازنك والطريق إليك ، موسى بن جعفر فرط
أنبيائك ، وسلالة أصفيائك ، داعي الحكمة وخازن الحلم ، وكاظم الغيظ ، و
صائم القيظ ، وإمام المؤمنين ، وزين المهتدين ، الحاكم الرضي ، والامام الزكي
[ 20 ]
الوفي الوصي .
اللهم صل عليه وعلى الائمة من آبائه وولده ، واحشرني في زمرته ، و
اجعلني في حزبه ، ولا تحرمني مشاهدته ، اللهم فكما مننت علي بولايته ، وبصرتني
طاعته وهديتني لمودته ، ورزقتني البراءة من عدوه ، فأسئلك أن تجعلني معه ومع
الائمة من آبائه وولده برحمتك ، ومع من ارتضيت من المؤمنين بولايته يارب العالمين
وخير الناصرين .
ثم تصلي عليه بما تقدم في الزيارة الثانية ، وتصلي صلاة الزيارة وتدعو
بعدها بالدعاء الذي تقدم عقيب صلاة تلك الزيارة ، ثم تمضي فتقف عند رجليه
عليه السلام وتقول : اللهم عظم البلاء ، وبرح الخفاء ، وانكشف الغطاء ، وضاقت الارض
ومنعت
السماء ، وأنت يارب المستعان ، وإليك يارب المشتكى ، اللهم صل على محمد
وآله ، الذين فرضت طاعتهم ، وعرفتنا بذلك منزلتهم ، وفرج عنا كربنا قريبا
كلمح البصر أو هو أقرب ، يا أبصر الناظرين ، ويا أسمع السامعين ، ويا أسرع
الحاسبين ، ويا أحكم الحاكمين ، يا محمد يا علي يا علي يا محمد يا مصطفى يا مرتضى
يا مرتضى يا مصطفى ، انصراني فانكما ناصراي واكفياني فانكما كافياي ، ياصاحب
الزمان ، الغوث الغوث الغوث ، أدركني أدركني أدركني .
تقول ذلك حتى ينقطع النفس ، ثم تسأل حاجتك فانها تقضى باذن الله ( 1 ) .
ثم تقف على قبر الجواد صلوات الله عليه وتقبله وتقول :
السلام عليك يا أبا جعفر محمد بن علي البر التقي ، الامام الوفي ، السلام
عليك أيها الرضي الزكي ، السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا نجي
الله ، السلام عليك يا سفير الله ، السلام عليك يا سر الله ، السلام عليك يا ضياء
الله
السلام عليك يا سناء الله ، السلام عليك يا كلمة الله ، السلام عليك يا رحمة الله ،
السلام عليك أيها النور الساطع ، السلام عليك أيها البدر الطالع ، السلام
* ( هامش ص 20 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 202 - 203 . *
[ 21 ]
عليك أيها الطيب من الطيبين ، السلام عليك أيها الطاهر من المطهرين ، السلام
عليك أيها الاية العظمى ، السلام عليك أيها الحجة الكبرى ، السلام عليك أيها
المطهر من الزلات ، السلام عليك أيها المنزه عن المعضلات ، السلام عليك أيها
العلى عن نقص الاوصاف ، السلام عليك أيها الرضي عند الاشراف ، السلام عليك
يا عمود الدين ، أشهد أنك ولي الله وحجته في أرضه ، وأنك جنب الله وخيرة
الله ، ومستودع علم الله ، وعلم الانبياء وركن الايمان ، وترجمان القرآن .
واشهد أن من اتبعك على الحق والهدى ، وأن من أنكرك ونصب لك العداوة
على الضلالة والردى ، أبرأ إلى الله وإليك منهم في الدنيا والاخرة ، و السلام عليك
ما بقيت وبقي الليل والنهار ( 1 )
( الصلاة عليه صلى الله عليه و آله وسلم ) .
اللهم صل على محمد وأهل بيته ، وصل على محمد بن علي الزكي التقي ، والبر
الوفي ، والمهذب الصفي هادي الامة ، ووارث الائمة ، وخازن الرحمة ، وينبوع
الحكمة ، وقائد البركة ، وعديل القرآن في الطاعة ، وواحد الاوصياء في الاخلاص
والعبادة ، وحجتك العليا ، ومثلك الاعلى ، وكلمتك الحسنى ، الداعي إليك
والدال عليك الذي نصبته علما لعبادك ، ومترجما لكتابك ، وصادعا بأمرك ،
وناصرا لدينك ، وحجة على خلقك ، ونورا تحرق به الظلم ، وقدوة تدرك به الهداية
وشفعا تنال به الجنة .
اللهم وكما أخذ في خشوعه لك حقه ، واستوفى من خشيتك نصيبه ، فصل
عليه أضعاف ما صليت على ولي ارتضيت طاعته ، وقبلت خدمته ، وبلغه منا تحية
وسلاما ، وآتنا في موالاته من لدنك فضلا واحسانا ، ومغفرة ورضوانا ، إنك ذو المن
القديم ، والصفح الجميل .
ثم صل صلاة الزيارة فاذا سلمت فقل :
اللهم أنت الرب وأنا المربوب ، وأنت الخالق وأنا المخلوق ، وأنت المالك
* ( هامش ص 21 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 206 . *
[ 22 ]
وأنا المملوك ، وأنت المعطى وأنا السائل ، وأنت الرازق وأنا المرزوق ، وأنت القادر
وأنا العاجز ، وأنت القوي وأنا الضعيف ، وأنت المغيث وأنا المستغيث ، وأنت الدائم
وأنا الزائل ، وأنت الكبير وأنا الحقير ، وأنت العظيم وأنا الصغير ، وأنت المولى
وأنا
العبد ، وأنت العزيز وأنا الذليل ، وأنت الرفيع وأنا الوضيع ، وأنت المدبر وأنا
المدبر ، وأنت الباقي وأنا الفاني ، وأنت الديان وأنا المدان ، وأنت الباعث وأنا
المبعوث ، وأنت الغني وأنا الفقير ، وأنت الحي وأنا الميت ، تجد من تعذب يارب
غيري ، ولا أجد من يرحمني غيرك .
اللهم صل على محمد وآل محمد وقرب فرجهم ، وارحم ذلي بين يديك وتضرعى
إليك ، ووحشتي من الناس ، وانسي بك يا كريم ، ثم تصدق علي في هذه الساعة
برحمة من عندك تهدئ بها قلبي ، وتجمع بها أمري ، وتلم بها شعثي ، وتبيض بها
وجهي ، وتكرم بها مقامي ، وتحط بها عني وزري ، وتغفر بها ما مضى من ذنوبي
وتعصمني فيما بقي من عمري ، وتستعملني في ذلك كله بطاعتك وما يرضيك عني
وتختم عملي بأحسنه ، وتجعل لي ثوابه الجنة ، وتسلك بي سبيل الصالحين ، وتعينني
على صالح ما أعطيتني ، كما أعنت الصالحين على صالح ما أعطيتهم ، ولا تنزع مني
صالحا أعطيتنيه أبدا ، ولا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا ، ولا تشمت بي عدوا ولا
حاسدا
أبدا ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ، ولا أقل من ذلك ولا أكثر يارب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد وأرني الحق حقا فأتبعه والباطل باطلا فأجتنبه
ولا تجعله على متشابها فأتبع هواي بغير هدى منك ، واجعل هواي تبعا لطاعتك
وخذ رضا نفسك من نفسي ، واهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك إنك تهدي
من تشاء إلى صراط مستقيم ، ثم ادع بما أحببت ( 1 ) .
12 - زيارة اخرى له عليه السلام
السلام على الباب الاقصد ، والطريق الارشد ، والعالم المؤيد ، ينبوع
الحكم ، ومصباح الظلم ، سيد العرب والعجم ، الهادي إلى الرشاد ، الموفق
بالتأييد والسداد ، مولاي أبي جعفر محمد بن علي الجواد ، أشهد يا ولي الله أنك أقمت
* ( هامش ص 22 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 207 - 208 . *
[ 23 ]
الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وجاهدت في سبيل
الله حق جهاده ، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين ، فعشت سعيدا ومضيت
شهيدا ، ياليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما ، ورحمة الله وبركاته .
............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 23 سطر 4 إلى صفحه 31 سطر 4
ثم قبل التربة وضع خدك الايمن عليها وصل ركعتين للزيارة وادع بعد هما
بما تشاء ( 1 ) .
13 - زيارة اخرى له صلوات الله عليه .
تقف عليه وأنت مستقبله بوجهك وتقول : السلام عليك يا صفي الله ، السلام
عليك يا حبيب الله ، السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام
عليك يا نور الله ، السلام عليك يا خيرة الله ، السلام عليك أيها الامام ابن الامام
السلام عليك يا ابن سيد جميع الانام ، السلام عليك أيها المبرء من الاثام ، السلام
عليك أيها الداعي إلى الحق والهدى ، السلام عليك أيها المزيل للشك والعمى
والردى ، السلام عليك أيها الداعى إلى الخير والسداد ، السلام عليك أيها
الامام المعروف بأبي جعفر محمد بن علي الجواد ، السلام عليك يا ابن خير الانام ،
السلام عليك يا ابن الائمة الكرام ، السلام عليك يا خازن العلم ومعدن الحكمة
السلام عليك أيها المؤيد بالعصمة ، السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي
ورحمة الله وبركاته .
أشهد أنك يا مولاي أقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، و
نهيت عن المنكر ، وتلوت الكتاب حق تلاوته ، وجاهدت في الله حق جهاده ،
وصبرت على الاذى في جنبه ، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين ، أنا أبرأ
إلى الله من أعدائك ، وأتقرب إلى الله بموالاتك ، أتيتك ياابن رسول الله زائرا
عارفا بحقك ، عائذا بقبرك ، مقرا بفضلك ، مواليا لمن واليت ، معاديا لمن
عاديت ، مستبصرا بشأنك ، وبضلالة من خالفك ، مستشفعا بك إلى الله ليغفر بك
ذنوبي ، ويتجاوز عن سيئاتي ، فاشفع لي عند ربك .
* ( هامش ص 23 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 208 . *
[ 24 ]
ثم تنكب على القبر وتقبله وتدعو بما تريد ( 1 ) .
( ذكر وداع له وللكاظم عليهما السلام ) تقف على قبر محمد بن علي عليه السلام وتقول
:
السلام عليك يا ولي الله وابن وليه ، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته
السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا
ابن
فاطمة الزهراء ، السلام عليك يا ابن الحسن والحسين ، السلام عليك يا ابن الائمة
الطاهرين ، السلام عليك وعلى آبائك المطهرين وعلى أبنائك الطيبين ، السلام
عليك يا مولاي يا أبا جعفر ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك سلام مودع لا سئم
ولا قال ورحمة الله وبركاته ، أستودعك الله يا مولاي وأسترعيك ، وأقرأ عليك
السلام ، آمنت بالله وبالرسول وبما جاء به من عند الله .
اللهم صل على محمد وآل محمد واكتبنا مع الشاهدين ، اللهم لا تجعله آخر
العهد من زيارتي إياه ، وارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني ، فان توفيتني فاحشرني
معه وفي زمرته وزمرة آبائه الطيبين الطاهرين ، اللهم لا تفرق بيني وبينه
أبدا ، ولا تخرجني من هذه القبة الشريفة إلا مغفورا ذنبي ، مشكورا سعيي
مقبولا عملي ، مبرورا زيارتي ، مقضيا حوائجي ، قد كشفت جميع البلاء عني .
اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني ممن ينقلب مفلحا منجحا سالما غانما
بأفضل ما ينقلب به أحد من زواره ومواليه ومحبيه بأبي أنت وامي ونفسي و
أهلي ومالي يا موسى بن جعفر ويا محمد بن علي ، اجعلاني في همكما ، وصيراني
في حزبكما ، وأدخلاني في شفاعتكما ، واذكراني عند ربكما صلى الله عليكما
وعلى أهلكما ، ولا فرق الله بيني وبينكما ولا قطع عني بركتكما ، وغفرلي
ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات إنه حميد مجيد .
ثم تدعو بما تحب ثم تخرج ولا تجعل ظهرك إلى الضريح ، وامض كذلك
حتى تغيب عن معاينتك .
* ( هامش ص 24 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 208 - 209 . *
[ 25 ]
إلى هذا انتهى ما أورده السيد - ره - من زيارة الامامين صلوات الله عليهما ( 1 )
توضيح : المطامير جمع المطمورة وهي الحفيرة تحت الارض " قوله "
في الغابرين الغابر الماضي والباقي ، والمراد به هنا الثاني ، أي حال كونهم في
الباقين
بعدي أوفي أمر الباقين بأن تكف عن أهلي أذاهم وتجعلهم مشفقين عليهم ، ويقال :
برح الخفاء كسمع إذا وضح الامر ، والسفير الرسول المصلح بين القوم
" قوله " يا سر الله أي صاحب سره أو الذي ستر الله جلالته ومنزلته عن الناس .
أقول : زيارتهما عليهما السلام في الايام الشريفة والاوقات المختصة بهما آكد
وأنسب كيوم ولادة الكاظم عليه السلام وهو سابع صفر ، ويوم وفاته عليه السلام وهو
الخامس
والعشرون من رجب أو سادسة وقيل خامسه ، ويوم إمامته وهو منتصف رجب
أو شوال ، ويوم ولادة الجواد عليه السلام وهو عاشر رجب برواية ابن عياش أو سابع
عشر شهر رمضان أو منتصفه ، ويوم وفاته وهو آخر ذي القعدة أو الحادي عشر
منه ، ويوم إمامته وهو يوم شهادة أبيه عليهما السلام كما سيأتي .
* ( هامش ص 25 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 209 . *
[ 26 ]
3 .
* ( ( باب ) ) *
* " ( فضل مسجد براثا والعمل فيه ) " * 1 - شف : وجدت بخط المحدث الاخباري محمد بن
المشهدي باسناده ، عن
محمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد ، عن مشايخه ، عن سليمان الاعمش ، عن جابر بن
عبدالله الانصاري قال : حدثنا أنس بن مالك وكان خادم رسول الله صلى الله عليه واله
قال : لما
رجع أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من قتال أهل النهروان نزل براثا و
كان بها راهب في قلايته وكان اسمه الحباب فلما سمع الراهب الصيحة والعسكر
أشرف من قلايته إلى الارض فنظر إلى عسكر أميرالمؤمنين عليه السلام فاستفظع ذلك
فنزل مبادرا ، فقال : من هذا ؟ ومن رئيس هذا العسكر ؟ فقيل له : هذا أميرالمؤمنين
وقد رجع من قتال أهل النهروان فجاء الحباب مبادرا يتخطا الناس حتى وقف
على أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : السلام عليك يا أميرالمؤمنين حقا حقا .
فقال : وما علمك بأني أميرالمؤمنين حقا حقا ، قال له : بذالك أخبرنا
علماؤنا وأحبارنا ، فقال له : يا حباب ، فقال له الراهب : وما علمك باسمي ؟ فقال
أعلمني بذلك حبيبي رسول الله صلى الله عليه واله فقال له الحباب : مد يدك فأنا أشهد
أن لا إله
إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه واله وأنك علي بن أبي طالب وصيه ، فقال
أمير
المؤمنين عليه السلام : وأين تأوي ؟ فقال : أكون في قلاية لي هاهنا ، فقال له
أميرالمؤمنين :
بعد يومك هذا لا تسكن فيها ولكن ابن ههنا مسجدا وسمه باسم بانيه ، فبناه رجل
اسمه براثا فسمي المسجد براثا باسم الباني له .
ثم قال : ومن أين تشرب يا حباب ؟ فقال : يا أميرالمؤمنين من دجلة ههنا
قال : فلم لا تحفر ههنا عينا أو بئرا ؟ فقال له : يا أميرالمؤمنين ، كلما حفرنا
بئرا
وجدناها مالحة غير عذبة ، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : احفر ههنا بئرا فحفر
فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها فقلعها أميرالمؤمنين عليه السلام فانقلعت عن
عين
[ 27 ]
أحلى من الشهد وألذ من الزبد ، فقال له : يا حباب يكون شربك من هذه العين
أما انه يا حباب ستبنى إلى جنب مسجدك هذا مدينة وتكثر الجبابرة فيها ويعظم
البلاء . حتى أنه ليركب فيها كل ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام ( 1 ) .
بيان : قال في النهاية ( 2 ) القلاية معرب كلادة من بيوت عبادة النصارى .
أقول : قد مر الحديث بطوله في كتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام .
2 ما : المفيد ، عن علي بن بلال ، عن إسماعيل بن علي بن عبدالرحمن
عن أبيه ، عن عيسى بن حميد ، عن أبيه حميد بن قيس : عن علي بن الحسين بن
علي بن الحسين ، عن أبيه قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن أميرالمؤمنين
عليه السلام لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال للناس : إنها الزوراء
فسيروا وجنبوا عنها ، فان الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة ، فلما أتى
موضعا من أرضها قال : ما هذه الارض ؟ قيل : أرض نجرا فقال : أرض سباخ جنبوا
ويمنوا ، فلما أتى يمنة السواد إذا هو براهب في صومعة فقال له : يا راهب انزل
ههنا ؟ فقال له الراهب : لا تنزل هذه الارض بجيشك ، قال : ولم ؟ قال : لانه لا
ينزلها
إلا نبي أو وصي نبي بجيشه يقاتل في سبيل الله عزوجل هكذا نجد في كتبنا .
فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : أنا ذلك ، فنزل الراهب إليه فقال : خذ علي
شرايع الاسلام إني وجدت في الانجيل نعتك وأنك تنزل أرض براثا بيت مريم و
أرض عيسى عليهما السلام فقال أميرالمؤمنين : قف ولا تخبرنا بشئ ، ثم أتى موضعا فقال
الكزوا هذا فلكزه برجله عليه السلام فانبجست عين خرارة ، فقال : هذه عين مريم التي
انبعت لها .
ثم قال : اكشفوا ههنا على سبعة عشر ذراعا ، فكشف فاذا بصخرة بيضاء
فقال عليه السلام : على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلت ههنا ، فنصب
أميرالمؤمنين
عليه السلام الصخرة وصلى إليها وأقام هناك أربعة أيام يتم الصلاة ، وجعل الحرام
* ( هامش ص 27 ) ( 1 ) كشف اليقين ص 156 157 للسيد بن طاووس طبع النجف .
( 2 ) النهاية ج 3 ص 309 . *
[ 28 ]
في خيمة من الموضع على دعوة ، ثم قال : أرض براثا هذا بيت مريم عليها السلام هذا
الموضع المقدس صلى فيها الانبياء ، قال أبوجعفر محمد بن علي عليهما السلام ولقد
وجدنا أنه
صلى فيه إبراهيم قبل عيسى عليهما السلام ( 1 ) .
3 يج : مرسلا عنه عليه السلام مثله ( 2 ) .
بيان اللكز الدفع بالكف ، والخرير صوت الماء ، قوله : على دعوة
أي كان البعد بينهما قدر مد صوت داع ينادي ، ثم اعلم أنه يستفاد من هذا الخبر
أن هذا الموضع أيضا من المواضع التي يجوز للمسافر إتمام الصلاة فيهاو لم
يقل به أحد .
4 قب : الحارث الاعور وعمرو بن حريث وأبوأيوب عن أميرالمؤمنين
عليه السلام أنه لما رجع من وقعة الخوارج نزل يمنى السواد فقال له راهب : لا
ينزل هاهنا إلا وصي نبى يقاتل في سبيل الله ، فقال علي : فأنا سيد الاوصياء وصي
سيد الانبياء ، قال : فاذا أنت أصلع قريش وصي محمد ، خذ علي الاسلام ، إني وجدت
في الانجيل نعتك وأنت تنزل مسجد براثا بيت مريم وأرض عيسى .
قال أمير المؤمنين : فاجلس يا حباب ، قال : وهذه دلالة اخرى ، ثم
قال : فانزل يا حباب من هذه الصومعة وابن هذا الدير مسجدا ، فبنى حباب
الدير مسجدا ولحق أميرالمؤمنين إلى الكوفة ، فلم يزل بها مقيما حتى قتل
أميرالمؤمنين عليه السلام فعاد حباب إلى مسجده ببراثا ( 3 ) .
5 وفي رواية أن الراهب قال : قرأت أنه يصلي في هذا الموضع إيليا وصي
البارقليطا محمد نبي الاميين الخاتم لمن سبقه من أنبياء الله ورسله ، في كلام كثير
فمن أدركه فليتبع النور الذي جاء به ، ألا وإنه يغرس في آخر الايام بهذه البقعة
شجرة لا يفسد ثمرتها ( 4 ) .
* ( هامش ص 28 ) ( 1 ) أمالى الطوسى ج 1 ص 202 طبع النجف الاشرف .
( 2 ) الخرائج لم أعثر عليه في مظانه .
( 3 - 4 ) مناقب ابن شهر اشوب ج 2 ص 100 طبع النجف الاشرف . *
[ 29 ]
6 - وفي رواية زاذان قال أمير المؤمنين عليه السلام : ومن أين شربك ؟ قال : من
دجلة قال : ولم لم تحفر عينا تشرب منها ؟ قال : قد حفرتها فخرجت مالحة ، قال :
فاحتفر الان بئرا اخرى ، فاحتفر فخرج ماؤها عذبا ، فقال : يا حباب ليكن
شربك من هاهنا ، ولا يزال هذا المسجد معمورا ، فاذاخربوه وقطعوا نخله
حلت بهم أو قال بالناس داهية ( 1 ) .
7 - وفي رواية محمد بن القيس : فأتى أميرالمؤمنين عليه السلام موضعا من تلك
الملينة فركلها برجله فانبجست عين خرارة فقال : هذه عين مريم ، ثم قال : احتفروا
هاهنا سبعة ( عشر ) ذراعا فاحتفروا فاذا صخرة بيضاء فقال : هاهنا وضعت مريم عيسى
من عاتقها وصلت هاهنا فنصب أميرالمؤمنين عليه السلام الصخرة ، وصلى إليها وأقام
هناك أربعة أيام ( 2 ) .
8 - وفي رواية الباقر عليه السلام قال : هذه عين مريم التي أنبعت لها ، واكشفوا
هاهنا سبعة عشر ذراعا فكشف فاذا صخرة بيضاء الخبر ( 3 ) .
9 - وفي رواية : هذا الموضع المقدس صلى فيه الانبياء وقال أبوجعفر عليه السلام
ولقد وجدنا أنه صلى فيه قبلي عيسى ( 4 ) .
10 - وفي رواية اخرى : صلى فيه الخليل عليه السلام ( 5 ) .
11 - وروي أن أميرالمؤمنين عليه السلام صاح فقال : يابئر بالعبراني أقرب
إلى ، فلما عبر إلى المسجد وكان فيه عوسج وشوك عظيم ، فانتضى سيفه و
كسح ذلك كله ، وقال : إن هاهنا قبر نبي من أنبياء الله وأمر الشمس أن ارجعي
فرجعت وكان معه ثلاثة عشر رجلا من أصحابه ، فأقام القبلة بخط الاستواء
وصلى إليها ( 6 ) .
بيان : هذا المسجد الان موجود وهو قريب من وسط الطريق من بغداد
إلى مشهد الكاظمين عليهما السلام ، ويستحب الصلاة وطلب الحوائج فيه وذكر بعض
الاصحاب أنه يستحب الصلاة في مسجد شمس خارج الحلة ، وهو المسجد الذي
* ( هامش ص 29 ) ( 1 - 6 ) نفس المصدر ج 2 ص 101 . *
[ 30 ]
رد فيه الشمس على أميرالمؤمنين صلوات الله عليه بعد وفاة النبى صلى الله عليه واله
وهو أيضا
الان معمور ومعروف ( 1 ) .
وقال الشهيد - رحمه الله - في الذكرى ( 2 ) ومن المساجد الشريفة مسجد
براثا في غربي بغداد ووباق إلى الان رأيته وصليت فيه ، روى الجماعة عن
جابر الانصاري قال : ؟ ؟ بنا علي عليه السلام ببراثا بعد رجوعه من قتال الشراة ونحن
زهاء مائة ألف رجل فنزل نصرانى من صومعته فقال : أين عميد هذا الجيش ؟ فقلنا : هذا
فأقبل إليه وسلم عليه .
ثم قال : يا سيدي أنت نبي ؟ قال : لا النبي سيدي قد مات ، قال :
أفأنت وصي نبي ؟ قال : نعم ، فقال : إنما بنيت الصومعة من أجل هذا الموضع
وهو ببراثا وقرأت في الكتب المنزلة أن لا يصلي في هذا الموضع بذا الجمع إلا
نبي أو وصي نبي ثم أسلم ، فقال له علي عليه السلام من صلى ههنا ؟ قال : عيسى بن
مريم
وامه فقال له علي عليه السلام : والخليل عليه السلام .
* ( هامش ص 30 ) ( 1 ) لا يزال هذا المسجد الشريف في الحلة على يسار الخارج منها
إلى كربلا
متبركا ومقصدا لما وقع فيه من الكرامة المشار اليها .
( 2 ) الذكرى ص 155 طبع ايران ص 1271 . *
[ 31 ]
4 * " ( باب ) " *
* " ( فضل زيارة امام الانس والجن أبى الحسن ) " *
* " ( على بن موسى الرضا صلوات الله عليه ) " *
* " ( وفضل مشهده ) " *
............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 31 سطر 5 إلى صفحه 39 سطر 5
1 - ن ، لى : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن الجوهري ، عن جعفربن
محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله
صلى الله عليه واله : ستدفن
بضعة مني بأرض خراسان لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله عزوجل له الجنة و
حرم جسده على النار ( 1 ) .
( 2 - لى الطالقانى ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال ،
عن أبيه ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال : إن بخراسان لبقعة يأتي عليها
زمان تصير مختلف الملائكة ، فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد ، إلى
أن ينفخ في الصور فقيل له : يا ابن رسول الله وأية بقعة هذه ؟ قال : هي بأرض طوس
وهي والله روضة من رياض الجنة ، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله
صلى الله عليه واله وكتب الله تبارك وتعالى له بذلك ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة
مقبوله
وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة .
ن - القطان والطالقانى والنقاش جميعا عن أحمد الهمداني مثله ) ( 2 )
* ( هامش ص 31 ) ( 1 ) عيون أخبار الرضا ( ع ) ج 2 ص 255 قم وأمالى الصدوق ص 62 طبع
الاسلامية .
( 2 ) زيادة من نسخة مخطوطة اشرف عليها المؤلف العلامة مطالعة وعليها بعض الاستدراك
والبيانات بخط يده قدس سره لخزانة كتب الفاضل الخبير البحاث الميرزا فخر الدين
النصيرى الامينى حفظه الله ، وقد قابلنا المطبوعة هذه وصححناه عند الطباعة على تلك
النسخة الشريفة . *
[ 32 ]
2 - ن ، لى : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي قال : سمعت
الرضا عليه السلام يقول : والله ما منا إلا مقتول شهيد ، فقيل له : فمن يقتلك يا
ابن
رسول الله ؟ قال : شر خلق الله في زماني يقتلني بالسم ، ثم يدفنني في دار مضيعة
وبلاد غربة ، ألا فمن زارني في غربتي كتب الله عزوجل له أجر مائة ألف شهيد
ومائة ألف صديق ، ومائة ألف حاج ومعتمر ، ومائة ألف مجاهد ، وحشر في
زمرتنا ، وجعل في الدرجات العلى من الجنة رفيقنا ( 1 )
بيان : قال في النهاية ( 2 ) في حديث كعب بن مالك ولم يجعلك الله بدار
هوان ولا مضيعة المضيعة بكسر الضاد مفعلة من الضياع الاطراح والهوان كأنه فيه ضايع
فلما كانت عين الكلمة ياء وهي مكسورة نقلت حركتها إلى الضاد فسكنت الياء فصارت
بوزن معيشة ، والتقدير فيهما سواء .
3 - ن ، لى : الطالقانى ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن
فضال ، عن أبيه ، عن الرضا عليه السلام أنه قال له رجل من أهل خراسان : يا ابن رسول
الله رأيت رسول الله صلى الله عليه واله في المنام كأنه يقول لي ؟ : كيف أنتم إذا
دفن في أرضكم
بعضي فاستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم نجمي ؟ فقال له الرضا عليه السلام : أنا
المدفون في أرضكم ، وأنا بضعة من نبيكم ، وأنا الوديعة والنجم ، ألا فمن
زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقي وطاعتي فأنا وآبائي
شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنا شفعاءه يوم القيامة نجاو لو كان عليه مثل وزر الثقلين
الجن والانس .
ولقد حدثني أبي عن جدي ، عن أبيه ، عن آبائه عليهما السلام أن رسول الله صلى الله
عليه واله قال :
من رآني في منامه فقد رآني لان الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد
من أوصيائي ، ولا في صورة أحد من شيعتهم ، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين
جزءا من النبوة ( 3 ) .
* ( هامش ص 32 ) ( 1 ) عيون أخبار الرضا ( ع ) ج 2 ص 256 وأمالى الصدوق ص 63 .
( 2 ) النهاية في غريب الحديث ج 3 ص 32 .
( 3 ) عيون الاخبار ج 2 ص 257 والامالى ص 64 . *
[ 33 ]
4 - ثو ، ن ، لى ، مل : ابن وليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي قال
قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه السلام : أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عندالله عزوجل
ألف حجة قال : فقلت لابي جعفر عليه السلام : ألف حجة ؟ قال عليه السلام : إي والله
ألف ألف
حجة لمن زاره عارفا بحقه ( 1 ) .
5 - بشا : الحسن بن الحسين ابن بابويه ، عن عمه محمد بن الحسن ، عن
أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمه أبي جعفر ابن بابويه ، عن محمد بن الحسن بن
الوليد مثله ( 2 ) .
6 - لى : أبي عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي مثله وفيه : قال :
فقلت لابي جعفر ابنه عليهما السلام ( 3 ) .
7 - لى : بهذا الاسناد عن البزنطي قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : ما زارني
أحد من أوليائي عارفا بحقي إلا تشفعت فيه يوم القيامة ( 4 ) .
8 - ن : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي مثله ( 5 )
.
9 - ن لى : ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن عبدالرحمان بن حماد ، عن عبدالله
ابن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسين بن يزيد ، عن الصادق عليه السلام قال : سمعته
يقول : يخرج
رجل من ولد ابني موسى اسمه اسم أمير المؤمنين صلوات الله عليه فيدفن في أرض طوس
وهي بخراسان يقتل فيها بالسم فيدفن فيها غريبا ، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله
عزوجل
أجر من أنفق قبل الفتح وقاتل ( 6 ) .
10 - ن ، لى : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطينى ، عن محمد بن سليمان
* ( هامش ص 33 ) ( 1 ) ثواب الاعمال ص 89 طبع بغداد وعيون الاخبار ج 2 ص 257 وأمالى
الصدوق
ص 64 وكامل الزيارات ص 306 .
( 2 ) بشارة المصطفى ص 24 طبع النجف الاشرف الطبعة الثانية سنة 1383 .
( 3 - 4 ) أمالى الصدوق ص 119 .
( 5 ) عيون الاخبار ج 2 ص 258 .
( 6 ) عيون الاخبار ح 2 ص 255 وأمالى الصدوق ص 118 . *
[ 34 ]
المصرى عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبي حجر ، عن قبيصة ، عن جابر الجعفى ، عن أبي جعفر
عليه السلام ، عن أبيه وجده ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال : قال
رسول الله صلى الله عليه واله : ستدفن بضعة مني بخراسان ما زارها مكروب إلا نفس
الله كربته
ولا مذنب إلا غفر الله ذنوبه ( 1 ) .
11 - ن ، لى : الوراق ، عن سعد ، عن عمران بن موسى ، عن الحسن بن علي بن النعمان
عن محمد بن فضيل ، عن غزوان الضبى ، عن عبدالرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد
قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسم ظلما
اسمه
اسمى ، واسم أبيه اسم ابن عمران موسى عليه السلام ، ألا فمن زاره في غربته غفر الله
ذنوبه
ما تقدم منها وما تأخر ، ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الامطار وورق الاشجار ( 2 )
.
12 - ن ، لى : العطار عن سعد عن أيوب بن نوح عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال :
من زار قبر أبي عليه السلام بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فاذا كان
يوم
القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله صلى الله عليه واله حتى يفرغ الله من
حساب عباده ( 3 ) .
13 - ل ، لى : ابن موسى عن الاسدى عن أحمد بن محمد بن صالح عن حمدان
الديوانى قال : قال الرضا عليه السلام : من زارني على بعد داري ، أتيته يوم القيامة
في ثلاث
مواطن حتى أخلصه من أهوالها : إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا ، عند الصراط
وعند الميزان ( 4 ) .
14 - ن : الدقاق والسناني والوراق والمكتب جميعا عن الاسدى ( مثله ) ( 5 ) .
15 - ن ، لى : الطالقاني عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال :
سمعت الرضا عليه السلام يقول : إني مقتول ومسموم ومدفون بأرض غربة أعلم ذلك بعهد
* ( هامش ص 34 ) ( 1 ) عيون الاخبار ج 2 ص 257 وأمالى الصدوق ص 119 .
( 2 ) عيون الاخبار ج 2 ص 258 وأمالى الصدوق ص 119 .
( 3 ) عيون الاخبار ج 2 ص 259 وأمالى الصدوق ص 120 .
( 4 ) الخصال ج 1 ص 109 طبع الاسلامية وأمالى الصدوق ص 121 .
( 5 ) عيون الاخبار ج 2 ص 255 . *
[ 35 ]
عهده إلى أبي ، عن أبيه عن آبائه ، عن رسول الله صلى الله عليه واله ألا فمن زارني
في غربتي كنت أنا
وآبائي شفعاءه يوم القيمة ومن كنا شفعاءه نجى ولو كان عليه مثل وزر الثقلين ( 1 ) .
16 - ن ، لى : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه عن سليمان بن حفص قال :
سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول : من زار قبر ولدي على كان له عند الله عزوجل
سبعون حجة مبرورة ، قلت : سبعين حجة مبرورة ؟ قال : نعم سبعين ألف حجة
قلت : سبعين ألف حجة ، قال : فقال : رب حجة لا تقبل من زاره أوبات عنده ليلة
كان كمن زار الله في عرشه ، قلت : كمن زار الله في عرشه ؟ قال : نعم إذا كان يوم
القيمة
كان على عرش الله عزوجل أربعة من الاولين وأربعة من الاخرين ، فأما الاولون فنوح
وإبراهيم وموسى وعيسى ، وأما الاربعة الاخرون فمحمد وعلي والحسن والحسين ، ثم
يمد المطمر فيقعد معنا زوار قبور الائمة ألا إن أعلاها درجة وأقربهم حبوة زوار
قبر ولدي علي عليه السلام ( 2 ) .
17 - لى ، ابن ناتانه ، عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران
قال : قال أبوعبدالله عليه السلام يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس من
زاره إليها عارفا بحقه أخذته بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنة ، وإن كان من
أهل الكباير ، قلت : جعلت فداك وما عرفان حقه ؟ قال : يعلم أنه مفترض
الطاعة غريب شهيد ، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عزوجل أجر سبعين شهيدا
ممن استشهد بين يدي رسول الله صلى الله عليه واله على حقيقة ( 3 ) .
18 - ن : ابن ناتانه والمكتب وماجيلويه وابن المتوكل وأحمد بن علي
ابن إبراهيم وعلي بن هبة الله الوراق جميعا عن علي مثله ( 4 ) .
19 - وفي حديث آخر قال : قال الصادق عليه السلام : يقتل لهذا - وأومأ بيده إلى
مولانا موسى عليه السلام - ولد بطوس لا يزوره من شيعتنا إلا الاندر فالاندر ( 5 ) .
بيان : قوله على حقيقة أي كائنا على حقيقة الايمان أو شهادة حقيقية .
* ( هامش ص 35 ) ( 1 ) عيون الاخبار : ج 2 ص 263 والامالى ص 611 .
( 2 ) عيون الاخبار ج 2 ص 295 وامالى الصدوق ص 120 .
( 3 ) أمالى الصدوق ص 121 . ( 4 - 5 ) عيون الاخبار ج 2 ص 259 . *
[ 36 ]
20 - لى : ابن موسى ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني قال :
سمعت أبا جعفر الثاني عليه السلام يقول : مازار أبي عليه السلام أحد فأصابه أذى من
مطر أو
برد أو حر إلا حرم الله جسده على النار ( 1 ) .
21 - ن ، ل : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ياسر الخادم قال : قال
الرضا عليه السلام : لا تشد الرحال إلى شئ من القبور إلا إلى قبورنا ، ألا وإني
مقتول
بالسم ظلما ، ومدفون في موضع غربة ، فمن شد رحله إلى زيارتي استجيب دعاؤه
وغفر له ذنبه ( 2 ) .
22 - ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن الانصاري ، عن الهروي قال :
دخل الرضا عليه السلام القبة التي فيها قبر هارون الرشيد ثم خط بيده إلى جانبه ثم
قال : هذه تربتي وفيها ادفن وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي وأهل
محبتي ، والله ما يزورني منهم زائر ولا يسلم علي منهم مسلم إلا وجب له غفران الله
ورحمته بشفاعتنا أهل البيت ، تمام الخبر ( 3 ) .
23 - ن : ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي قال : سمعت الرضا
عليه السلام يقول : إني ساقتل بالسم مسموما ومظلوما واقبر إلى جنب هارون ويجعل
الله عزوجل تربتي مختلف شيعتي وأهل بيتي فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي
يوم القيامة ، والذي أكرم محمدا صلى الله عليه واله بالنبوة واصطفاه على جميع
الخليقة لا
يصلي أحد منكم عند قبري ركعتين إلا استحق المغفرة من الله عزوجل يوم يلقاه
والذي أكرمنا بعد محمد صلى الله عليه واله بالامامة وخصنا بالوصية إن زوار قبري
لاكرم
الوفود على الله يوم القيامة ، وما من مؤمن يزورني فتصيب وجهه قطرة من السماء
* ( هامش ص 36 ) ( 1 ) الامالى الصدوق ص 654 .
( 2 ) عيون الاخبار ج 2 ص 254 والخصال ج 1 ص 94 طبع الاسلامية وكان الرمز
في المتن ( لى ) علامة الامالى ولم يوجد فيها وهو في الخصال لذلك صححنا الرمز تبعا
لصاحب الوسائل حيث روى الحديث عن الخصال والعيون .
( 3 ) عيون الاخبار ج 2 ص 136 ضمن الحديث . *
[ 37 ]
إلا حرم الله عزوجل جسده على النار ( 1 ) .
24 - ن : ابن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي هاشم
الجعفري قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن بين جبلي طوس قبضة قبضت من
الجنة من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار ( 2 ) .
25 - ن : ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي
جعفر عليه السلام قال : حتمت لمن زار أبي عليه السلام بطوس عارفا بحقه الجنة على
الله
تعالى ( 3 ) .
26 - ن : بهذا الاسناد ، عن عبدالعظيم قال : قلت لابي جعفر عليه السلام قد
تحيرت بين زيارة قبر أبي عبدالله عليه السلام وبين قبر أبيك عليه السلام بطوس فما
ترى ؟
فقال لي : مكانك ، ثم دخل وخرج ودموعه تسيل على خديه فقال : زوار قبر
أبي عبدالله عليه السلام كثيرون وزوار قبر أبي عليه السلام بطوس قليل ( 4 ) .
27 - ن : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي نجران قال :
سألت أبا جعفر عليه السلام ما تقول : لمن زار أباك ؟ قال : الجنة والله ( 5 ) . 28
- ن : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أسباط قال :
سألت أبا جعفر عليه السلام ما لمن زار والدك بخراسان ؟ قال : الجنة والله الجنة
والله ( 6 ) .
29 - ن : ابن المغيرة ، عن جده الحسن ، عن الحسين بن يوسف ، عن محمد بن
أسلم ، عن محمد بن سليمان قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن رجل حج حجة الاسلام
فدخل متمتعا بالعمرة إلى الحج فأعانه الله تعالى على حجة وعمرة ، ثم أتى المدينة
فسلم على النبي صلى الله عليه واله ثم أتى أباك أمير المؤمنين عليه السلام عارفا
بحقه يعلم أنه حجة
الله على خلقه وبابه الذي يؤتى منه فسلم عليه ، ثم أتى أبا عبدالله عليه السلام
فسلم عليه
ثم أتى بغداد فسلم على أبي الحسن موسى عليه السلام ، ثم انصرف إلى بلاده .
فلما كان في هذا الوقت رزقه الله تعالى ما يحج به فأيهما أفضل هذا الذي
* ( هامش ص 37 ) ( 1 - 4 ) عيون الاخبار ج 2 ص 256 وفى الثالث ضمنت بدل حتمت .
( 5 - 6 ) نفس المصدر ج 2 ص 257 *
[ 38 ]
حج حجة الاسلام يرجع أيضا فيحج أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك على بن
موسى الرضا عليه السلام فيسلم عليه ؟ قال : بل يأتي خراسان فيسلم على أبي عليه
السلام
أفضل ، وليكن ذلك في رجب ، ولا ينبغي أن تفعلوا هذا اليوم فان علينا وعليكم
من السلطان شنعة ( 1 ) .
30 - مل : أبي ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسن جميعا ، عن سعد ، عن
الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ، عن الحسين بن سيف مثله ( 2 ) .
31 - ن : السناني ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني قال : سمعت علي بن
محمد العسكري عليه السلام يقول : أهل قم وأهل آبة المغفور لهم لزيارتهم
لجدي علي بن موسى الرضا عليه السلام بطوس ، ألا ومن زاره فأصابه في طريقه قطرة
من السماء حرم الله جسده على النار ( 3 ) .
32 - ن : الفامي ، عن ابن بطة ، عن محمد بن على بن محبوب ، عن إبراهيم
ابن هاشم ، عن سليمان بن حفص قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام
يقول : إن ابني عليا مقتول بالسم ظلما ، ومدفون إلى جانب هارون بطوس ، من
زاره كمن زار رسول الله صلى الله عليه واله ( 4 ) .
33 - ن : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن الوشا ، قال :
قال الرضا عليه السلام إني ساقتل بالسم مظلوما فمن زارني عارفا بحقي غفر الله ما
تقدم
من ذنبه وما تأخر ( 5 ) .
34 - ن : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن معروف ، عن ابن
مهزيار قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : جعلت فداك زيارة الرضا عليه السلام أفضل
أم زيارة
أبي عبدالله عليه السلام ؟ فقال : زيارة أبي عليه السلام أفضل ، وذلك أن أبا
عبدالله عليه السلام
* ( هامش ص 38 ) ( 1 ) عيون الاخبار ج 2 ص 258 .
( 2 ) كامل الزيارات ص 305 .
( 3 - 4 ) عيون الاخبار ج 2 ص 260 .
( 5 ) عيون الاخبار ج 2 ص 261 . *
[ 39 ]
يزوره كل الناس وأبي عليه السلام لا يزوره إلا الخواص من الشيعة ( 1 ) .
35 - مل : الكليني وعلي بن الحسين وغيرهما ، عن علي ، عن أبيه ، عن
ابن مهزيار مثله ( 2 ) .
بيان : لعل هذا مختص بهذا الزمان ، فان الشيعة كانوا لا يرغبون في
زيارته إلا الخواص منهم الذين يعرفون فضل زيارته ، فعلى هذا التعليل يكون في
............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 39 سطر 6 إلى صفحه 47 سطر 6
كل زمان يكون إمام من الائمة أقل زائرا يكون ثواب زيارته أكثر ، أو المعنى
أن المخالفين أيضا يزورون الحسين عليه السلام ، ولا يزور الرضا إلا الخواص وهم
الشيعة فيكون من بيانية ، أو المعنى أن من فرق الشيعة لا يزوره إلا من كان قائلا
بامامة جميع الائمة ، فان من قال بالرضا عليه السلام لا يتوقف فيمن بعده ، والمذاهب
النادرة التي حدثت بعده زالت بأسرع زمان ولم يبق لها أثر .
36 - ن : المكتب والوراق معا ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي ، عن
الرضا عليه السلام في خبردعبل قال عليه السلام : لا تنقضي الايام والليالي حتى تصير
طوس
مختلف شيعتي وزواري ألا فمن زارني في غربتي بطوس ، كان معي في درجتي يوم
القيامة مغفورا له ، الخبر ( 3 ) . 37 - مل ، ثو ، ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن
معروف ، عن علي
ابن مهزيار قال ، قلت لابي جعفر عليه السلام : ما لمن أتى قبر الرضا عليه السلام ؟
قال :
الجنة والله ( 4 ) . 38 - حه : نصير الدين الطوسي عن والده ، عن القطب الراوندي ،
عن
الشيخ المفيد ، عن محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن جعفر ، عن محمد بن أحمد
ابن علي الجعفري ، عن محمد بن محمد بن الفضل ابن بنت داود الرقي قال : قال
* ( هامش ص 39 ) ( 1 ) عيون الاخبار : ج 2 ص 261 .
( 2 ) كامل الزيارات ص 306 .
( 3 ) عيون الاخبار ج 2 ص 264 .
( 4 ) ثواب الاعمال ص 89 وكامل الزيارات ص 306 .
[ 40 ]
الصادق عليه السلام : أربع بقاع ضجت إلى الله أيام الطوفان : البيت المعمور فرفعه
الله
والغرى ، وكربلا ، وطوس ( 1 ) .
39 - مل : جماعة مشايخي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن داود الصرمي
عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : من زار قبر أبي فله الجنة ( 2 ) .
40 - مل : الحسن بن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الصرمي
مثله ( 3 ) . 41 - مل : أبي ، عن سعد ، عن على بن إبراهيم الجعفري ، عن حمدان
الدسوائي قال : دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السلام فقلت له : ما لمن زار أباك
بطوس ؟ فقال عليه السلام : من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر ، قال حمدان : فلقيت بعد ذلك أيوب بن نوح بن دراج فقلت له : يا أبا الحسين
إني سمعت مولاي أبا جعفر عليه السلام يقول : من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما
تقدم
من ذنبه وما تأخر ، فقال أيوب ، وأزيدك فيه ؟ قلت : نعم فقال : سمعته يقول : - يعني
أبا جعفر عليه السلام - من زار قبر أبي بطوس غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ،
فاذا كان
يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله صلى الله عليه واله حتى يفرغ الله من
حساب
الخلائق ( 4 ) 42 - مل : أبي ، عن سعد ، عن علي بن الحسين النيسابوري ، عن شعيب
ابن عيسى ، عن صالح بن محمد الهمدانى ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال :
قال أبوالحسن الرضا عليه السلام : من زارني على بعد داري وشطون مزاري أتيته يوم
القيامة في ثلاثة مواطن ، حتى اخلصه من أهوالها : إذا تطايرت الكتب يميناو شمالا
وعند الصراط ، وعند الميزان ، قال سعد : وسمعة بعد ذلك من صالح بن محمد
الهمداني ( 5 ) .
* ( هامش ص 40 ) ( 1 ) فرحة الغرى ص 70 طبع النجف الاشرف ( الطبعة الثانية ) .
( 2 - 3 ) كامل الزيارات ص 303 .
( 4 - 5 ) كامل الزيارات ص 304 . *
[ 41 ]
بيان : قال الجوهري ( 1 ) شطن عنه بعد وبئر شطون بعيدة القعر .
43 مل : أبي ، عن سعد ، عن إبراهيم بن الزيات ، عن يحيى بن الحسن
الحسيني ، عن علي بن عبدالله بن قطرب ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام
قال : مر به ابنه وهوشاب حدث وبنوه مجتمعون عنده فقال : إن ابني هذا
يموت في أرض غربة ، فمن زاره مسلما لامره عارفا بحقه كان عند الله عزوجل
كشهداء بدر ( 2 ) .
44 - مل : أبي والكليني معا ، عن علي بن إبراهيم ، عن حمدان بن
إسحاق قال : سمعت أباجعفر عليه السلام أوحكى لي عن رجل ، عن أبي جعفر عليه السلام
الشك من علي بن إبراهيم قال : قال أبوجعفر عليه السلام : من زار قبر أبي بطوس
غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال : فحججت بعد الزيارة فلقيت أيوب بن
نوح فقال لي : قال أبوجعفر عليه السلام : من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ماتقدم
من ذنبه وماتأخر ، وبنى له منبرا حذاء منبر رسول الله وعلي عليهما السلام حتى يفرغ
الله من حساب الخلائق ، فرأيت بعد أيوب بن نوح وقد زار فقال : جئت أطلب
المنبر ( 3 ) .
45 - مل : أبي وأخى وعلى بن الحسين جميعا ، عن على بن إبراهيم ، عن
أبيه ، عن ابن أبى عمير ، عن زيد النرسي ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : من
زار ابني هذا وأومأ بيده إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام فله الجنة ( 4 ) .
46 - مل : الكليني ، عن محمد العطار ، عن على بن الحسين النيسابوري ،
عن إبراهيم بن محمد ، عن عبدالرحمن بن سعد المكي ، عن يحيى بن سليمان المازنى
عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال : من زار قبرولدي كان له عندالله كسبعين
* ( هامش ص 41 ) ( 1 ) صحاح الجوهرى ج 5 ص 2144 .
( 2 ) كامل الزيارات ص 304 وفى المصدر ابراهيم بن ريان بدل ( الزيات )
( 3 ) كامل الزيارات ص 305 .
( 4 ) كامل الزيارات ص 306 وليس في السند ( أخى ) *
[ 42 ]
حجة مبرورة قال : قلت سبعين حجة ؟ قال : نعم وسبعمائة حجة ؟ قلت : وسبعمائة
حجة ؟ قال : نعم وسبعين ألف حجة ، قلت : وسبعين ألف حجة ؟ قال : رب حجة
لاتقبل ، من زاره وبات عنده ليلة كان كمن زارالله في عرشه .
قلت : كمن زارالله في عرشه ؟ قال : نعم إذا كان يوم القيامة كان على عرش
الله أربعة من الاولين وأربعة من الاخرين ، فأما الاربعة الذين هم من الاولين فنوح
وابراهيم وموسى وعيسى ، وأما الاربعة الذين هم من الاخرين فمحمد وعلي
والحسن والحسين عليهم السلام ، ثم يمد المطمار فيقعد معنامن زار قبورالائمة عليهم
السلام إلا أن
أعلاهم درجة وأقربهم حبوة زوارقبر ولدي علي عليه السلام ( 1 ) .
47 - مل : أبي عن سعد ، عن علي بن الحسين النيشابوري ، بهذا
السناد مثله ( 2 ) .
بيان : قوله ثم يمد المضمار : المضمار ميدان السباق والذي يضمرفيه الخيل
ولعله كناية عن المجلس عبر به عنه لسعته وفي بعض النسخ المطمار والمطمار والمطمر
خيط للبناء يقدر به ويؤيده مامر سابقا ولعل مده ليدخل فيه من كان من أوليائهم
ويخرج عنه مخالفوهم وفي بعض نسخ الكافي ثم يمد الطعام .
والحبوة العطية ، والحبوة ايضا الاحتباء بالثوب بأن يجمع بين ظهره وساقيه
بعمامة ونحوها ، وهنايحتمل المعنيين .
48 - لى : الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن المنذر بن محمد ، عن جعفر بن
سليمان ، عن عبدالله بن الفضل قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فدخل عليه رجل
من أهل طوس ، فقال له : ياابن رسول الله ما لمن زارقبر أبي عبدالله الحسين بن
علي عليه السلام فقال له : ياطوسي من زارقبر أبي عبدالله الحسين بن علي عليه السلام
وهو
يعلم أنه إمام من الله مفترض الطاعة على العباد غفر الله له ماتقدم من ذنبه وما
تأخر
وقبل شفاعته في سبعين مذنبا ، ولم يسأل الله عزوجل عند قبره حاجة إلا
* ( هامش ص 42 ) ( 1 ) كامل الزيارات ص 307 وفيه ( ثم يمد المضمار ) .
( 2 ) كامل الزيارات ص 308 *
[ 43 ]
قضاها له .
قال : فدخل موسى بن جعفر عليه السلام فأجلسه على فخذه وأقبل يقبل ما بين عينيه
ثم التفت اليه ، فقال له : ياطوسي إنه الامام والخليفة والحجة بعدي ، وانه
سيخرج من صلبه رجل يكون رضى لله عزوجل في سمائه ولعباده في أرضه ، يقتل
في أرضكم بالسم ظلماو عدوانا ويدفن بها غريبا ، ألا فمن زاره في غربته وهو
يعلم أنه إمام بعد أبيه ، مفترض الطاعة من الله عزوجل ، كان كمن زار
رسول الله صلى الله عليه وآله ( 1 ) .
اقول : قد مضى بعض أخبار فضل زيارته عليه السلام في أبواب فضل زيارة
الحسين عليه السلام وسيأتي بعضها في الباب الاتي ، ثم اعلم أن زيارته عليه السلام
في الايام
الفاضلة والاوقات الشريفة أفضل لا سيما الايام التي لها اختصاص به عليه السلام ،
كيوم
ولادته وهو حادي عشر ذي القعدة ، ويوم وفاته وهو آخر شهر صفر ، أو السابع
عشر منه ، أوالرابع والعشرون من شهر رمضان ، ويوم بويع بالخلافة وهو أول
شهر رمضان ، أوالسادس منه .
وقال السيد ابن طاوس في كتاب الاقبال : 49 - روي أنه يصلى يوم السادس من شهر رمضان
ركعتان كل ركعة بالحمد
مرة وبسورة الاخلاص خمسا وعشرين مرة لاجل ماظهر من حقوق مولانا
الرضا عليه السلام فيه ، ( 2 ) أقول : فيناسب إيقاع هذه الصلاة في روضته المقدسة
بعد زيارته عليه السلام .
50 - وقال السيد أيضا في كتاب الاقبال : رأيت في بعض تصانيف أصحابنا
العجم رضوان الله عليهم أنه يستحب أن يزار مولانا الرضا عليه السلام يوم الثالث
والعشرين من ذى القعدة من قرب أو بعد ببعض زياراته المعروفة ، أو بما يكون
* ( هامش ص 43 ) ( 1 ) امالى الصدوق ص 587 .
( 2 ) الاقبال ص 373 . *
[ 44 ]
كالزيارة من الرواية بذلك انتهى ( 1 ) .
اقول : وقد مر استحباب كونها في رجب .
51 - ورأيت في بعض مؤلفات أصحابنا قال : ذكر في كتاب فصل الخطاب
عن الرضا عليه السلام أنه قال : من شد رحله إلى زيارتي استجيب دعاؤه وغفرت له
ذنوبه ، فمن زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله صلى الله عليه واله ، وكتب
الله له
ثواب الف حجة مبرورة والف عمرة مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعآءه يوم
القيامة ، وهذه البقعة روضة من رياض الجنة ، ومختلف الملائكة ، لايزال فوج
ينزل من السماء وفوج يصعد ، إلى أن ينفخ في الصور .
5 * ( ( باب ) ) *
* " ( كيفية زيارته صلوات الله عليه ) " *
1 - ن : ذكر شيخنا محمد بن الحسن في جامعه فقال : إذا أردت زيارة
الرضا عليه السلام بطوس فاغتسل عند خروجك من منزلك وقل حين تغتسل : اللهم
طهرني وطهرلي قلبي ، واشرح لي صدري ، وأجر على لساني مدحتك والثناء
عليك ، فانه لا قوة إلابك ، اللهم اجعله لي طهورا وشفاء .
وتقول حين تخرج ، بسم الله وبالله وإلى الله ، وإلى ابن رسول الله ، حسبي
الله توكلت على الله ، اللهم إليك توجهت ، وإليك قصدت ، وما عندك أردت .
فإذاخرجت فقف على باب دارك وقل : اللهم اليك وجهت وجهي ، وعليك
خلفت أهلي ومالي وما خولتني ، وبك وثقت فلا تخيبني ، يامن لايخيب من أراده ،
ولايضيع من حفظه ، صل على محمد وآل محمد واحفظني بحفظك فانه لايضيع من حفظت .
فإذا وافيت سالما فاغتسل وقل حين تغتسل : اللهم طهرني وطهر قلبي واشرح
( هامش ص 44 ) ( 1 ) الاقبال ص 525 . *
[ 45 ]
لي صدري ، وأجر على لساني مدحتك ومحبتك والثناء عليك ، فانه لا قوة الا بك
وقد علمت أن قوة ديني التسليم لامرك ، والاتباع لسنة نبيك ، والشهادة على جميع
خلقك ، اللهم اجعله لي شفاء ونورا إنك على كل شئ قدير .
والبس أطهر ثيابك وامش حافيا وعليك السكينة والوقار بالتكبير والتهليل
والتسبيح والتمجيد وقصر خطاك .
وقل حين تدخل : بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه واله ، اشهد أن
لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، واشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وأشهد أن عليا
ولي الله .
وسرحتى تقف على قبره وتستقبل وجهه بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك
وقل : اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، واشهد أن محمدا عبده ورسوله ،
وأنه
سيد الاولين والاخرين ، وأنه سيد الانبياء والمرسلين ، اللهم صل على محمد
عبدك ورسولك ونبيك وسيد خلقك اجمعين ، صلاة لايقوى على احصائها غيرك .
اللهم صل على اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ، عبدك وأخى رسولك الذي
انتجبته بعلمك ، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك ، والدليل على من بعثته برسالتك
وديان الدين بعدلك ، وفصل قضائك بين خلقك ، والمهيمن على ذلك كله
والسلام عليه ورحمة الله وبركاته .
اللهم صل على فاطمة بنت نبيك ، وزوجة وليك ، وام السبطين الحسن
والحسين سيدى شباب أهل الجنة ، الطهر الطاهرة المطهرة التقية النقية الرضية
الزكية سيدة نساء العالمين ، وأهل الجنة اجمعين ، صلاة لايقوى على إحصائها غيرك .
اللهم صل على الحسن والحسين سبطى نبيك ، وسيدى شباب أهل الجنة
القائمين في خلقك ، والدليلين على من بعثت برسالتك ، ودياني الدين بعدلك
وفصلى قضائك بين خلقك .
اللهم صل على علي بن الحسين ، عبدك القائم في خلقك ، والدليل على
من بعثت برسالتك ، وديان الدين بعدلك ، وفصل قضائك بين خلقك
[ 46 ]
سيد العابدين .
اللهم صل على محمد بن علي ، عبدك وخليفتك في أرضك ، باقر علم النبيين .
اللهم صل على جعفر بن محمد الصادق ، عبدك وولى دينك ، وحجتك على
خلقك اجمعين الصادق البار .
اللهم صل على موسى بن جعفر ، عبدك الصالح ، ولسانك في خلقك ،
الناطق بعلمك ، والحجة على بريتك .
اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضى ، عبدك وولي دينك ، القائم
بعدلك ، والداعي إلى دينك ودين آبائه الصادقين ، صلاة لايقوى على إحصائها غيرك .
اللهم صل على محمد بن علي ، عبدك ووليك . القائم بأمرك ، والداعي
إلى سبيلك
اللهم صل على علي بن محمد ، عبدك وولي دينك ( وحجتك على خلقك أجمعين )
اللهم صل على الحسن بن علي ، العامل بامرك ، القائم في خلقك ، وحجتك
المؤدى عن نبيك وشاهدك على خلقك ، المخصوص بكرامتك ، الداعي إلى طاعتك
وطاعة رسولك ، صلواتك عليهم أجمعين .
اللهم صل على حجتك ووليك القائم في خلقك صلاة تامة نامية باقية تعجل
بها فرجه وتنصره بها وتجعلنا معه في الدنيا والاخرة .
اللهم إني أتقرب إليك بحبهم ، واوالي وليهم ، واعادي عدوهم ، فارزقني
بهم خير الدنيا والاخرة ، واصرف عني بهم شرالدنيا والاخرة ، وأهوال يوم
القيامة .
ثم تجلس عند رأسه وتقول : السلام عليك ياولي الله ، السلام عليك ياحجة
الله ، السلام عليك يا نورالله في ظلمات الارض ، السلام عليك ياعمود الدين
السلام عليك ياوارث آدم صفي الله ، السلام عليك ياوارث نوح نبي الله ، السلام
عليك ياوارث إبراهيم خليل الله ، السلام عليك ياوارث إسماعيل ذبيح الله ، السلام
عليك ياوارث موسى كليم الله ، السلام عليك ياوارث عيسى روح الله ، السلام عليك
ياوارث محمد بن عبدالله ، خاتم النبيين ، وحبيب رب العالمين رسول الله ، السلام
عليك
[ 47 ]
ياوارث علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين ولى الله ، السلام عليك ياوارث فاطمة الزهراء
سيدة نساء العالمين ، السلام عليك ياوارث أبي محمد الحسن ، السلام عليك ياوارث
أبي عبدالله الحسين ، السلام عليك ياوارث علي بن الحسين سيد العابدين ، السلام
عليك ياوارث محمد بن علي ، باقر علم الاولين والاخرين ، السلام عليك ياوارث
جعفر بن محمد الصادق البار الامين ، السلام عليك ياوارث أبي الحسن موسى بن جعفر
الكاظم الحليم .
............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 47 سطر 7 إلى صفحه 55 سطر 7
السلام عليك أيها الشهيد السعيد المظلوم المقتول ، السلام عليك أيها
الصديق الوصي البار التقي ، أشهد أنك قد أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة وأمرت
بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين ، السلام عليك
ياأبا الحسن ورحمة الله وبركاته ، إنه حميد مجيد ، لعن الله امة قتلتك ، لعن الله
امة ظلمتك ، لعن الله امة أسست أساس الظلم والجور والبدعة عليكم أهل البيت .
ثم تنكب على القبرو تقول : اللهم إليك صمدت من أرضي ، وقطعت البلاد
رجاء رحمتك ، فلا تخيبني ولا تردني بغير قضاء حوائجى ، وارحم تقلبي على قبر
ابن أخي رسولك صلواتك عليه وآله بأبي أنت وامي أتيتك زائرا وافدا ، عائذا
مما جنيت على نفسي ، واحتطبت على ظهري ، فكن لي شافعا إلى الله تعالى يوم حاجتي
وفقري وفاقتي ، فلك عند الله مقام محمود وأنت عندالله وجيه .
ثم ترفع يدك اليمنى وتبسط اليسرى على القبرو تقول : اللهم إني أتقرب
إليك بحبهم وولايتهم ، أتولى آخرهم بما توليت به أولهم ، وأبرأ من كل وليجة
دونهم اللهم العن الذين بدلوا نعمتك واتهموا نبيك وجحدوا آياتك ، وسخروا
بامامك ، وحملوا الناس على أكتاف آل محمد ، اللهم إني أتقرب إليك باللعنة
عليهم ، والبراءة منهم في الدنيا والاخرة يارحمان .
ثم تحول عند رجليه وتقول : صلى الله عليك يا أباالحسن ، صلى الله عليك
وعلى روحك وبدنك صبرت على الاذى وأنت الصادق المصدق ، قتل الله من قتلك
بالايدي والالسن . ثم ابتهل في اللعنة على قاتل أمير المؤمنين وعلى قتلة الحسن
[ 48 ]
والحسين ، وعلى جميع قتلة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله ثم تحول عند رأسه
من خلفه
وصل ركعتين تقرأ في إحداهما يس وفي الاخرى الرحمان ، وتجهد في الدعاء والتضرع .
وأكثر من الدعاء لنفسك و لوالديك ولجميع إخوانك وأقم عند رأسه ما شئت
ولتكن صلاتك عندالقبر ( 1 )
مل - روي عن بعضهم قال : إذا أتيت قبر علي بن موسى عليه السلام بطوس فاغتسل
عند خروجك إلى آخر الزيارة ( 2 ) .
3 - ن : الوداع فاذا أردت أن تودعه فقل : السلام عليك يامولاي وابن مولاي
ورحمة الله وبركاته ، أنت لنا جنة من العذاب وهذا أوان انصرافي عنك ، إن كنت
أذنت لى غير راغب عنك ولا مستبدل بك ولا مؤثر عليك ولا زاهد في قربك ، وقد جدت
بنفسي للحدثان ، وتركت الاهل والاولاد والاوطان ، فكن لي شافعا يوم حاجتي
وفقري وفاقتي يوم لايغني عنى حميمي ولا قريبي يوم لايغني عني والدي ولا ولدي
أسأل الله الذي قدر على رحلتي إليك أن ينفس بك كربتي وأسأل الله الذي قدر
علي فراق مكانك أن لايجعله آخر العهد من رجوعي إليك وأسأل الله الذي أبكى
عليك عيني أن يجعله لي سببا وذخرا ، وأسأل الله الذي أراني مكانك وهداني للتسليم
عليك وزيارتي إياك أن يوردني حوضكم ويرزقنى مرافقتكم في الجنان .
السلام عليك ياصفوة الله ، السلام على أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين
وقائد الغر المحجلين ، السلام على الحسن والحسين ، سيدى شباب أهل الجنة ،
السلام على الائمة - وتسميهم واحدا واحدا - ورحمة الله وبركاته ، السلام على
ملائكة الله الباقين ، السلام على الملائكة المقيمين المسبحين ، الذين بأمره يعلمون
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .
اللهم لاتجعله آخرالعهد من زيارتي إياه ، فان جعلته فاحشرني معه ومع
* ( هامش ص 48 ) ( 1 ) عيون الاخبار ج 2 ص 267 - 270 وأخرج الزيارة بتفاوت يسير
صاحب المزار الكبير فيه ص 181 - 182 .
( 2 ) كامل الزيارات ص 309 . *
[ 49 ]
آبائه الماضين ، وإن أبقيتنى يا رب فارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني إنك على كل
شئ قدير .
وتقول : أستودعك الله وأسترعيك وأقرأ عليك السلام ، آمنا بالله وبما
دعوت إليه فاكتبنا مع الشاهدين ، اللهم فارزقني حبهم ومودتهم أبداما أبقيتني
السلام مني أبدا مابقيت ودائما إذا فنيت ، السلام علينا وعلى عبادالله الصالحين .
وإذا خرجت من القبة فلا تول وجهك عنه حتى يغيب عن بصرك إنشاء
الله تعالى ( 1 ) .
بيان : قوله : اللهم طهرني أي من الذنوب ، وطهر لي قلبي أي من
مدانس الاخلاق الذميمة " قوله " ومحبتك أي مايوجب محبتك إياي أو محبتي
لك أو ماتحبه " قوله " والشهادة على جميع خلقك أي بأنهم عباد الله ومخلوقاته أو
بما لهم من الاوصاف وبما يستحقونه من المدح والذم " قوله " واحتطبت : الاحتطاب
جمع الحطب ، وهنا استعير لما يوجب النار من الذنوب والاثام .
4 - ن : المكتب وماجيلويه واحمد بن علي بن ابراهيم وابن ناتانه
والوراق جميعا عن علي بن ابراهيم ( عن أبيه ) عن الصقربن دلف ، قال : سمعت سيدي
علي بن محمد بن علي الرضا عليه السلام يقول : من كانت له إلى الله عزوجل حاجة فليزر
قبر جدي الرضا عليه السلام بطوس وهو على غسل وليصل عند رأسه ركعتين وليسأل الله
تعالى حاجته في قنوته ، فانه يستجيب له ، مالم يسأل في مأثم أو قطيعة رحم ، فان
موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة لايزورها مؤمن إلا أعتقه الله تعالى من النار
وأدخله دار القرار ( 2 ) .
5 لى : أحمد بن علي بن ابراهيم عن أبيه عن جده عن الصقر مثله ( 3 ) .
6 ن : تميم القرشي عن أبيه عن أحمد الانصاري عن الهروي قال :
( هامش ص 49 ) ( 1 ) عيون الاخبار ج 2 ص 270 271
( 2 ) نفس المصدر ج 2 ص 262 .
( 3 ) امالى الصدوق ص 588 . *
[ 50 ]
كنت عند الرضا عليه السلام فدخل عليه قوم من أهل قم فسلموا عليه فرد عليهم وقربهم
ثم قال لهم : مرحبا بكم وأهلا فأنتم شيعتنا حقا ، وسيأتي عليكم يوم تزورون فيه
تربتي بطوس ، ألا فمن زارني وهو على غسل خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه ( 1 ) .
7 مل : حكيم بن داود عن سلمة عن عبدالله بن أحمد عن بكر بن
صالح عن عمرو بن هشام عن رجل من أصحابنا عنه قال : إذا أتيت الرضا عليه السلام علي
ابن موسى فقل : اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضى الامام التقي النقي ، وحجتك
على من فوق الارض ومن تحت الثرى ، الصديق الشهيد صلاة كثيرة تامة زاكية
متواصلة متواترة مترادفه ، كأفضل ما صليت على أحد من أوليائك ( 2 ) .
8 لد : قل بعد الاستيذان إن كانت الزيارة من قرب وأنت على غسل : اللهم
صل إلى آخر مامر ، ثم صل ركعتين وقل في وداعه ماروى عن الصادق عليه السلام
في وداع النبي صلى الله عليه وآله قال : قل : لا جعله الله آخر تسليمي عليك ، وإن
شئت قلت :
السلام عليك يا ولي الله ، ورحمة الله وبركاته ، اللهم لا تجعله آخر العهد من
زيارتي ابن نبيك ، وحجتك على خلقك ، واجعلني وإياه في جنتك ، واحشرنى
معه وفي حزبه ، مع الشهداء والصالحين ، وحسن اولئك رفيقا وأستودعك الله
وأسترعيك ، وأقرأ عليك السلام ، آمنا بالله وبالرسول وبما جئت به ، ودللت
عليه ، فاكتبنا مع الشاهدين ( 3 ) .
9 ق : إذا خرجت من منزلك تريد أبي الحسن الرضا عليه السلام فقل
ما تقدم ذكره عند التوجه لزيارة صاحب الغري عليه السلام ، فاذا وصلت إلى قبره فقل :
السلام عليك أيها العلم الهادي ، السلام عليك أيها الوصي الزكي
( هامش ص 50 ) ( 1 ) عيون الاخبار ج 2 ص 260 .
( 2 ) كامل الزيارات ص 308 .
( 3 ) البلد الامين ص 283 .
[ 51 ]
السلام عليك أيها الامام البر التقي ، السلام عليك أيها العلم المطهر من الذنوب
السلام عليك يا وعاء حكم الله ، السلام عليك يا عيبة سر الله ، السلام عليك أيها
الحافظ لوحي الله ، السلام عليك أيها المستوفي في طاعة الله ، السلام عليك أيها
المترجم لكتاب الله ، السلام عليك أيها الداعي إلى توحيد الله ، السلام عليك
أيها المعبر لمراد الله ، السلام عليك أيها المحلل لحلال الله ، والمحرم لحرام الله
والداعي إلى دين الله ، والمعن لاحكام الله ، والفاحص عن معرفة الله .
السلام عليك يا أبا الحسن أشهد يا مولاي أنك حجة الله وأمينه ، وصفوة الله وحبيبه ،
وخيرة الله من خلقه ، وحجته على عباده ، أشهد أنه من والاك فقد
والى الله ، ومن عاداك فقد عادى الله ، ومن استمسك بك وبالائمة من آبائك
وولدك ، فقد استمسك بالعروة الوثقى : وأشهد أنكم كلمة التقوى ، وأعلام الهدى ، ونور
لسائر الورى .
ثم تنكب على قبره وتقبله وتقول : بأبي أنت وامي أيها الصديق الشهيد
بأبي أنت وامي يا ابن أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وإمام المسلمين ، وحجة الله
على الخلق أجمعين ، وتصلي عنده ركعتين ، فاذا فرغت وأردت الوداع فقل :
يا مولاي يا أباالحسن ، يا مولاي أيها الرضا أتيتك زائرا ، وأشهد أنك خير
مزور بعد آبائك ، وأفضل مقصود ، وأشهد أن من زارك فقد وصل رسول الله صلى الله عليه
واله
وأبهج فاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام ، ونال من الله الفوز العظيم ، فلا
جعله الله آخر العهد من زيارتك ، وإتيان مشهدك ، ورزقني العود ثم العود إليك ، آمين
رب العالمين .
10 قال مؤلف المزار الكبير بعد إيراد الزيارة الاولى : زيارة اخرى له صلوات
الله عليه تغتسل وتقف على قبره عليه السلام وتقول : السلام عليك يا ولي الله وابن
وليه ، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته وأبا حججه ، السلام عليك يا إمام
الهدى ، والعروة الوثقى ، ورحمة الله وبركاته ، أشهد أنك مضيت على ما مضى
عليه آباؤك الطاهرون عليهم السلام ، لم تؤثر عمى على هدى ، ولم تمل من حق إلى
[ 52 ]
باطل ، وأنك قد نصحت لله ولرسوله وأديت الامانة ، فجزاك الله عن الاسلام
وأهله خير الجزاء ، أتيتك بأبي وامي زائرا عارفا بحقك ، مواليا لاوليائك
معاديا لاعدائك ، فاشفع لي عند ربك عزوجل ( 1 ) .
أقول : وجدت في بعض مؤلفات قدماء أصحابنا زيارة له عليه السلام ، وكانت النسخة
قديمة كان تاريخ كتابتها سنة ست وأربعين وسبعمائة فأوردتها كما وجدتها .
11 قال : زيارة مولانا وسيدنا أبي الحسن الرضا عليه وعلى آبائه وأبنائه
الصلاة والسلام ، كل الاوقات صالحة لزيارته ، وأفضلها في شهر رجب .
روى ذلك عن ولده أبي جعفر الجواد صلوات الله عليه وسلامه وهي :
السلام عليك يا ولى الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا نور الله
في ظلمات الارض ، السلام عليك يا عمود الدين ، السلام عليك يا وارث آدم صفوة
الله ، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله ، السلام عليك يا وارث موسى كليم
الله
( هامش ص 52 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 182 وفي آخر الزيارة زيادة لم يذكرها المؤلف
رحمه الله
وهى :
( ثم انكب على القبر فقبله وضع خديك عليه وتحول إلى الرأس فقل :
السلام عليك يا مولاى يا ابن رسول الله ، ورحمة الله وبركاته ، اشهد أنك الامام
الهادى والمولى الراشد ، والولى المجاهد ، أبرأ إلى الله تعالى من اعدائك ، وأتقرب
إلى الله عزوجل بموالاتك ، صلى الله عليك ورحمة الله وبركاته .
ثم صل ركعتين وصل بعدهما ما أحببت ، وتحول إلى عند الرجلين وادع بما
شئت وانصرف .
فاذا أردت وداعه عند الانصراف فقل : السلام عليك يا مولاى يا أبا الحسن ، السلام
عليك يا ابن رسول الله ، ورحمة الله وبركاته ، استودعك الله وأقرأ عليك السلام .
آمنا بالله
وبماجئت به ودللت عليه ، اللهم اكتبنا مع الشاهدين .
ثم انكب على القبر فقبله وضع خديك عليه ، وادع بما شئت لك وللمؤمنين ، وانصرف راشدا
ان شاء الله ) . *
[ 53 ]
السلام عليك يا وارث عيسى روح الله ،
السلام عليك يا وارث محمد رسول الله ، السلام
عليك يا وارث أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ، السلام عليك يا وارث الحسن و
الحسين سيدي شباب أهل الجنة ، السلام عليك يا وارث علي بن الحسين سيد
العابدين ، السلام عليك يا وارث محمد بن علي باقر علم الاولين والاخرين ، السلام
عليك يا وارث جعفر بن محمد الصادق البر التقى ، السلام عليك يا وارث موسى بن
جعفر العالم الحفي .
السلام عليك أيها الصديق الشهيد ، السلام عليك أيها الوصي البر التقي
أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر
وعبدت الله حتى أتاك اليقين ، السلام عليك من إمام عصيب ، وإمام نجيب ، و
بعيد قريب ، ومسموم غريب ، السلام عليك أيها العالم النبيه ، والقدر الوجيه ،
النازح عن تربة جده وأبيه ، السلام على من أمر أولاده وعياله بالنياحة عليه
قبل وصول القتل إليه ، السلام على دياركم الموحشات ، كما استوحشت منكم منى
وعرفات ، السلام على سادات العبيد وعدة الوعيد ، والبئر المعطلة والقصر
المشيد ، السلام على غوث اللهفان ومن صارت به أرض خراسان خراسان ، السلام على
قليل الزائرين ، وقرة عين فاطمة سيدة نساء العالمين ، السلام على البهجة الرضوية
والاخلاق الرضية ، والغصون المتفرعة عن الشجرة الاحمدية ، السلام على
من انتهى إليه رياسة الملك الاعظم ، وعلم كل شئ لتمام الامر المحكم .
السلام على من أسماؤهم وسيلة السائلين ، وهياكلهم أمان المخلوقين ، و
حججهم إبطال شبه الملحدين ، السلام على من كسرت له وسادة والده أميرالمؤمنين
حتى خصم أهل الكتب ، وثبت قواعد الدين ، السلام على علم الاعلام ومن كسر
قلوب شيعته بغربته إلى يوم القيام ، السلام على السراج الوهاج ، والبحر العجاج
الذي صارت تربته مهبط الاملاك والمعراج ، السلام على امراء الاسلام ، وملوك
الاديان ، وطاهري الولادة ومن أطلعهم الله على علم الغيب والشهادة ، وجعلهم أهل
السادة [ السعادة ظ ] السلام على كهوف الكائنات وظلها ، ومن ابتهجت به معالم طوس
[ 54 ]
حيث حل بربعها .
يا قبر طوس سقاك الله رحمته ماذا ضمنت من الخيرات يا طوس
طابت بقاعك في الدنيا وطاب بها شخص ثوى بسناآباد مرموس
شخص عزيز على الاسلام مصرعه في رحمة الله مغمور ومغموس
يا قبره أنت قبر قد تضمنه حلم وعلم وتطهير وتقديس
فخرا بأنك مغبوط بجثته وبالملائكة الاطهار محروس
في كل عصر لنا منكم إمام هدى فربعه آهل منكم ومأنوس
أمست نجوم سماء الدين آفلة وظل اسد الشرى قد ضمها الخيس
غابت ثمانية منكم وأربعة ترجى مطالعها ما حنت العيس
حتى متى يزهر الحق المنير بكم فالحق في غيركم داج ومطموس ( 1 )
السلام على مفتخر الابرار ، ونائي المزار ، وشرط دخول الجنة أو النار
السلام على من لم يقطع الله عنهم صلواته في آناء الساعات ، وبهم سكنت السواكن
وتحركت المتحركات ، السلام على من جعل الله إمامتهم مميزة بين الفريقين ،
كما تعبد بولايتهم أهل الخافقين ، السلام على من أحيى الله به دارس حكم النبيين
وتعبدهم بولايته لتمام كلمة الله رب العالمين ، السلام على شهور الحول وعد
الساعات ، وحروف لا إله إلا الله في الرقوم المسطرات ، السلام على إقبال الدنيا
وسعودها ، ومن سئلوا عن كلمة التوحيد فقالوا نحن والله من شروطها ، السلام
على من يعلل وجود كل مخلوق بلولاهم ، ومن خطبت لهم الخطباء :
بسبعة آباء هم ماهم هم أفضل من يشرب صوب الغمام ( 2 ) .
( هامش ص 54 ) ( 1 ) هذه الابيات رويت في المناقب ج 3 ص 468 469 منسوبة لعلى بن
أحمد
الخوافى ، ورويت الخمسة الاولى في عيون الاخبار ج 2 ص 251 ونسبت إلى على بن
ابى عبدالله الخوافى والظاهر أنه هو السابق .
( 2 ) هذا البيت أنشده عبدالجبار بن سعيد على منبر النبى صلى الله عليه وآله في
المدينة المنورة
حين خطب ودعا للمأمون ولولى عهده الامام على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على *
[ 55 ]
السلام على على مجدهم وبنائهم ، ومن أنشد في فخرهم وعلائهم بوجوب
الصلاة عليهم ، وطهارة ثيابهم ، السلام على قمر الاقمار ، المتكلم مع كل لغة
بلسانهم ، القائل لشيعته ما كان الله ليولي إماما على امة حتى يعرفه بلغاتهم ،
السلام على فرحة القلوب وفرج المكروب وشريف الاشراف ، ومفخر عبد مناف
يا ليتني من الطائفين بعرصته وحضرته ، مستشهدا لبهجة مؤانسته :
أطوف ببابكم في كل حين كأن ببابكم جعل الطواف
السلام على الامام الرؤف ، الذي هيج أحزان يوم الطفوف ، بالله اقسم
............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 55 سطر 8 إلى صفحه 63 سطر 8
وبآبائك الاطهار وبأبنائك المنتجبين الابرار ، لو لا بعد الشقة حيث شطت بكم
الدار ، لقضيت بعض واجبكم بتكرار المزار ، والسلام عليكم يا حماة الدين ، وأولاد
النبيين ، وسادة المخلوقين ، ورحمة الله وبركاته .
ثم صل صلاة الزيارة وسبح وأهدها إليه صلوات الله عليه ثم قل : اللهم
إني أسئلك يا الله الدائم في ملكه ، القائم في عزه ، المطاع في سلطانه ، المتفرد
في كبريائه ، المتوحد في ديمومية بقائه ، العادل في بريته ، العالم في قضيته ،
الكريم في تأخير عقوبته ، إلهى حاجاتي مصروفة إليك ، وآمالي موقوفة لديك
وكلما وفقتني بخير فأنت دليلي عليه ، وطريقي إليه ، يا قديرا لا تؤوه المطالب
يا مليا يلجأ إليه كل راغب ، ما زلت مصحوبا منك بالنعم ، جاريا على عادات
الاحسان والكرم .
أسئلك بالقدرة النافذة في جميع الاشياء ، وقضائك المبرم الذي تحجبه
بأيسر الدعاء ، وبالنظرة التي نظرت بها إلى الجبال فتشامخت ، وإلى الارضين
فتسطحت ، وإلى السماوات فارتفعت ، وإلى البحار فتفجرت ، يا من جل عن
أدوات لحظات البشر ، ولطف عن دقائق خطرات الفكر ، لا تحمد يا سيدى إلا
بتوفيق منك يقتضى حمدا ، ولا تشكر على أصغر منة إلا استوجبت بها شكرا ،
* ( هامش ص 55 ) ابن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام ثم أنشد البيت المذكور
وذلك في سنة
اخذ البيعة بولاية العهد راجع المناقب ج 3 ص 473 طبع النجف الاشرف . *
[ 56 ]
فمتى تحصى نعماؤك يا إلهي وتجازي آلاؤك يا مولاي ، وتكافى صنايعك يا سيدي
ومن نعمك يحمد الحامدون ، ومن شكرك يشكر الشاكرون ، وأنت المعتمد
للذنوب في عفوك ، والناشر على الخاطئين جناح سترك ، وأنت الكاشف للضر
بيدك ، فكم من سيئة أخفاها حلمك حتى دخلت ، وحسنة ضاعفها فضلك حتى
عظمت عليها مجازاتك ، جللت أن يخاف منك إلا العدل ، وأن يرجى منك
إلا الاحسان والفضل ، فامنن علي بما أوجبه فضلك ، ولا تخذلني بما يحكم
به عدلك .
سيدي لو علمت الارض بذنوبي لساخت بي ، أوالجبال لهدتني ، أو السموات
لاختطفتني ، أوالبحار لاغرقتني ، سيدي سيدي سيدي ، مولاي مولاي مولاي
قد تكرر وقوفي لضيافتك فلا تحرمني ما وعدت المتعرضين لمسئلتك ، يا معروف
العارفين ، يا معبود العابدين ، يا مشكور الشاكرين ، يا جليس الذاكرين ، يا
محمود من حمده ، يا موجود من طلبه ، يا موصوف من وحده ، يا محبوب من أحبه
يا غوث من أراده ، يا مقصود من أناب إليه ، يا من لا يعلم الغيب إلا هو ، يا من
لا يصرف السوء إلا هو ، يا من لا يدبر الامر إلا هو ، يا من لا يغفر الذنب إلا هو
يا من لا يخلق الخلق إلا هو ، يا من لا ينزل الغيث إلا هو ، صل على محمد وآل
محمد واغفرلي يا خير الغافرين .
رب إني أستغفرك استغفار حيآء ، وأستغفرك استغفار رجاء ، وأستغفرك
استغفار إنابة ، وأستغفرك استغفار رغبة ، وأستغفرك استغفار رهبة ، وأستغفرك استغفار
طاعة ، وأستغفرك استغفار إيمان ، وأستغفرك استغفار إقرار ، وأستغفرك استغفار
إخلاص ، وأستغفرك استغفار تقوى ، وأستغفرك استغفار توكل ، وأستغفرك استغفار
ذلة ، وأستغفرك استغفار عامل لك ، هارب منك إليك ، فصل على محمد وآل محمد
وتب علي وعلى والدي بما تبت وتتوب على جميع خلقك ، يا أرحم الراحمين .
يا من تسمي بالغفور الرحيم ، يا من تسمى بالغفور الرحيم ، يا من
تسمى بالغفور الرحيم ، صل على محمد وآل محمد واقبل توبتي ، وزك عملي و
[ 57 ]
اشكر سعيي ، وارحم ضراعتي ، ولا تحجب صوتي ، ولا تخيب مسئلتي ، يا غوث
المستغيثين ، وأبلغ أئمتي سلامي ودعائي ، وشفعهم في جميع ما سألتك ، وأوصل
هديتي إليهم كما ينبغي لهم ، وزدهم من ذلك ما ينبغي لك ، بأضعاف لا يحصيها
غيرك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وصلى الله على طيب المرسلين
محمد وآله الطاهرين .
بيان : روي عن الشيخ المفيد قدس الله روحه أنه يستحب أن يدعو بعد
زيارة الرضا عليه السلام بهذا الدعاء ، اللهم إني أسئلك يا الله الدائم في ملكه إلى
آخر الدعاء .
قوله : الحفي هو العالم يتعلم باستقصاء ، والنبيه الشريف ، والقدر بالفتح الغنى
واليسار والقوة ، وهنا المضاف محذوف أو ساقط من النساخ أي ذو القدر ، والنازح
البعيد ( قوله ) عليه السلام وعدة الوعيد أي عدة رفع ما أوعد الله من العقاب .
( قوله ) والبئر المعطلة إشارة إلى ما مر في أخبار كثيرة أن البئر المعطلة
الامام الغائب ، والقصر المشيد الامام الحاضر ( قوله عليه السلام : ) أرض خراسان
خراسان أي بسبب مرقده الشريف اشتهرت من بين طوايف العالم ، وصارت مقصودة
لاصناف الامم ( قوله ) على البهجة ، أي صاحبها .
( قوله ) والغصون أي هو وسائر الائمة عليهم السلام أو صاحب الغصون ، بأن يكون
المراد بالغصون الاخلاق الكريمة والفضائل العظيمة ، والعجاج الصياح كناية
عن كثرة مائة وشدة تلاطم أمواجه ، والثرى كعلى طريق في سلمى كثيرة الاسد
والخيس بالكسر الشجر الملتف وموضع الاسد ، والعيس بالكسر الابل البيض
يخالط بياضها شقرة ، والطموس الدروس والامحاء ، والخافقان المشرق والمغرب
أو افقاهما ، لان الليل والنهار يختلفان فيهما أوطرفا السماء والارض ، أو منتهاهما
كذا ذكره الفيروز آبادي ( 1 ) .
( قوله عليه السلام : ) وتعبدهم أي الانبياء أو الناس ، والاول أظهر ، وكلمة الله
* ( هامش ص 57 ) ( 1 ) القاموس ج 3 ص 228 . *
[ 58 ]
وعده أو حكمته أو دينه أو شريعته ( قوله ) السلام على شهور الحول أي عددهم عليهم
السلام
مطابق لعدد شهور الحول ، وعدد ساعات كل من الليل والنهار وحروف لا إله إلا الله
وقد يعبر عنهم بكل منها لذلك .
( قوله ) بسبعة آباءهم قد مضى شرحه في أبواب تاريخ الرضا عليه السلام ( قوله )
ومن أنشد أي نظم في الشعر ما يدل على وجوب الصلاة عليهم وطهارة ثيابهم من
لوث الذنوب ، ولعله تصحيف أرشد فيكون إشارة إلى ما بين عليه السلام للمأمون
من فضل الال والعترة وعصمتهم ووجوب الصلاة عليهم ، وشطت الدار بالتشديد
بعدت ( قوله ) لا تؤوده أي لا تثقل عليه ( قوله ) حتى دخلت أي غابت وذهبت فلم
يطلع عليها أحد أو غفرت ولم يبق لها أثر ، أو بكسر الخاء من قولهم دخل أمره
كفرح أي فسد داخله ، أو بالحاء المهملة من قولهم دحل عني كمنع أي تباعد
وفر واستتر .
واعلم : ان ظاهر العبارة يدل على أن هذه الزيارة مروية عن الجواد عليه السلام
ويحتمل أن يكون الاشارة في قوله : روي ذلك راجعة إلى كون أفضلها في شهر
رجب ، وفي بعض عبارتها ما يوهم كونها غير مروية والله يعلم .
أقول : قد مضى بعض ما يناسب هذا الباب في الباب السابق .
[ 59 ]
6 * " ( باب ) " *
* " ( فضل زيارة الامامين الهمامين أبي الحسن ) " *
* " ( على بن محمد النقى الهادى وأبى محمد الحسن ) " *
* " ( ابن على الزكى العسكرى وآداب زيارتهما ) " *
* " ( والدعاء في مشهدهما صلوات الله عليهما ) " *
1 - يب : محمد بن همام ، عن الحسن بن محمد بن جمهور ، عن الحسين بن
روح رضي الله عنه ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هاشم الجعفري قال : قال لي أبومحمد
الحسن بن علي عليه السلام : قبري بسرمن رأى أمان لاهل الجانبين ( 1 ) .
أقول : قد مرت أخبار فضل زيارتهما في أول الكتاب .
2 - ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه قال : قلت للامام علي بن
محمد عليهما السلام : علمني ياسيدي دعاء أتقرب إلى الله عزوجل به ، فقال لي هذا
دعاء كثيرا
ما أدعو به وقد سألت الله عزوجل أن لا يخيب من دعا به في مشهدي وهو : يا
عدتي عند العدد ، ويا رجائي والمعتمد ، ويا كهفي والسند ، ويا واحد يا أحد
ويا قل هو الله أحد ، أسئلك اللهم بحق من خلقته من خلقك ، ولم تجعل في
خلقك مثلهم أحدا ، صل على جماعتهم وافعل بي كذا وكذا ( 2 ) .
3 - عدة الداعى : روي أن رجلا كان له شئ موظف على الخليفة
كل سنة فغضب عليه وقطعه عدة سنوات ، فدخل الرجل على مولانا أبي الحسن
الهادي عليه السلام فحكى له صدوده عنه وطلب منه أنه عليه السلام إذا اجتمع به أن
يذكره عنده ويشفع له برد جائزته ، ثم خرج الرجل فلما كان الليل بعث إليه
الخليفة يستدعيه فتأهب الرجل وخرج إلى منزل الخليفة ، فلم يصل حتى وافاه
* ( هامش ص 59 ) ( 1 ) التهذيب ج 6 ص 93 .
( 2 ) أمالى الطوسى ج 1 ص 286 . *
[ 60 ]
عدة رسل كل يقول : أجب أمير المؤمنين ، فلما وصل إلى البواب قال له : جاء
علي بن محمد هنا ؟ قال البواب : لا .
فلما دخل على الخليفة قربه وأدناه ، وأمر له بكل ما انقطع عن جائزته
فلما خرج قال له البواب ويسمى الفتح : قل له : يعلمني الدعاء الذي دعا لك به
ثم فيما بعد دخل الرجل على أبي الحسن عليه السلام فلما بصر به قال : هذا وجه الرضا
؟
قال : نعم ولكن قالوا إنك ما جئت إليه .
فقال أبوالحسن عليه السلام : إن الله عودنا أن لا نلجأ في المهمات إلا إليه ، ولا
نسأل سواه فخفت أن اغير فيغير ما بي ، فقال : يا سيدي الفتح يقول يعلمني الدعاء
الذي دعاك به ، فقال : إن الفتح يوالينا بظاهره دون باطنه ، الدعاء لمن دعا به
بشرط أن يوالينا أهل البيت ، لكن هذا الدعاء كثيرا ما يدعو به عند الحوائج فتقضى
وقد سألت الله عزوجل أن يدعو به بعدي أحد عند قبري إلا استجيب له ،
ثم ذكر الدعاء كما مر ( 1 ) . 4 - ما : الفحام قال : حدثني أبوالطيب أحمد بن محمد
بن بطة وكان لا
يدخل المشهد ويزور من وراء الشباك ، فقال لي : جئت يوم عاشورا نصف نهار
ظهير والشمس تغلي والطريق خال من أحد ، وأنا فزع من الدعاة ومن أهل
البلد الجفاة إلى أن بلغت الحائط الذي أمضى منه إلى الشباك ، فمددت عيني وإذا
برجل جالس على الباب ظهيره إلى كأنه ينظر في دفتر ، فقال لي : إلى أين يا أبا
الطيب ؟ بصوت يشبه صوت حسين بن علي بن أبي جعفر ابن الرضا ، فقلت : هذا
حسين قد جاء يزور أخاه . قلت : يا سيدي أمضي أزور من الشباك وأجيئك فأقضي
حقك ، قال : ولم لا تدخل يا أبا الطيب ؟ فقلت له : الدار لها مالك لا أدخلها
من غير إذنه .
فقال يا أبا الطيب تكون مولانا رقا وتوالينا حقا ونمنعك تدخل الدار
* ( هامش ص 60 ) ( 1 ) عدة الداعى ص 41 - 42 ولم يوجد هذا في مطبوعة المزار الاخرى
المطبوعة بتبريز . *
[ 61 ]
ادخل يا أبا الطيب ، فقلت : أمضي اسلم إليه ولا أقبل منه ، فجئت إلى الباب و
ليس عليه أحد فتعسر بي فبادرت إلى عند البصري خادم الموضع ففتح لي الباب
فدخلت . فكنا نقول : أليس كنت لا تدخل الدار ؟ فقال : أما أنا فقد أذنوا لى و
بقيتم أنتم ( 1 ) .
5 - مل : روي عن بعضهم صلوات الله عليهم أنه قال : إذا أردت زيارة قبر
أبي الحسن علي بن محمد وأبي محمد الحسن بن علي عليهم السلام تقول : بعد الغسل
إن وصلت إلى قبريهما ، وإلا أومأت بالسلام من عند الباب الذي على الشارع
الشباك تقول :
السلام عليكما يا وليي الله ، السلام عليكما يا حجتي الله ، السلام عليكما
يا نوري الله في ظلمات الارض ، السلام عليكما يا من بدا لله في شانكما ، أتيتكما
زائرا عارفا بحقكما معاديا لاعدائكما ، مواليا لاوليائكما مؤمنا بما آمنتما به
كافرا بما كفرتما به ، محققا لما حققتما ، مبطلا لما أبطلتما ، أسئل الله ربي
وربكما ، أن يجعل حظي من زيارتكما ، الصلاة على محمد وآله ، وأن يرزقني
مرافقتكما في الجنان مع آبائكما الصالحين ، وأسئله أن يعتق رقبتي من النار
ويرزقني شفاعتكما ومصاحبتكما ، ويعرف بيني وبينكما ، ولا يسلبني حبكما
وحب آبائكما الصالحين ، وأن لا يجعله آخر العهد من زيارتكما ، ويحشرني
معكما في الجنة برحمته .
اللهم ارزقني حبهما ، وتوفني على ملتهما ، اللهم العن ظالمي
آل محمد حقهم وانتقم منهم ، اللهم العن الاولين منهم والاخرين ، وضاعف عليهم
العذاب ، وأبلغ بهم وبأشياعهم ومحبيهم ومتبعيهم أسفل درك من الجحيم إنك
على كل شئ قدير ، اللهم عجل فرج وليك وابن وليك ، واجعل فرجنا مع
فرجهم يا أرحم الراحمين ، وتجتهد في الدعاء لنفسك ولوالديك ، وتخير من الدعاء ، فان
وصلت إليهما صلوات الله عليهما ، فصل عند قبريهما ركعتين ، وإذا
* ( هامش ص 61 ) ( 1 ) أمالى الطوسى ج 1 ص 294 . *
[ 62 ]
دخلت لمسجد وصليت دعوت الله بما أحببت إنه قريب مجيب ، وهذا المسجد إلى
جانب الدار وفيه كان يصليان عليهما السلام ( 1 ) .
6 - بيان : ذكر الصدوق رحمه الله هذه الزيارة بعينها في الفقيه ( 2 ) إلا
أنه أسقط قوله السلام عليكما يا من بدا لله في شأنكما ، ثم قال : وتجتهد في
الدعاء لنفسك ولوالديك وصل عندهما لكل زيارة ركعتين ركعتين ، وإن لم تصل
إليهما دخلت بعض المساجد وصليت لكل إمام لزيارته ركعتين ، وادع الله بما أحببت
إن الله قريب مجيب .
7 - وقال الشيخ المفيد قدس الله روحه على ما ينسب إليه من كتاب المزار : إذا
وردت مشهدهما صلى الله عليهما فاغتسل للزيارة ثم امض حتى تقف على الباب القبة
واستأذن وادخل مقدما رجلك اليمنى وقف على قبريهما وقل : ثم ذكر الزيارة بعينها
إلا أنه بدل قوله يا من بدا لله في شأنكما بقوله يا أميني الله ثم ذكر الوداع كما
سننقله من التهذيب ، ثم قال : ثم اخرج ووجهك إلى القبرين على أعقابك ( 3 ) .
8 - وقال الشيخ نور الله مرقده في التهذيب : قال الشيخ - رحمه الله - إذا
أتيت سر من رأى فاغتسل قبل أن تأتى المشهد على ساكنه السلام ، فاذا أتيته فقف
بظاهر الشباك واجعل وجهك تلقاء القبلة وقل : .
هذا الذي ذكره من المنع من الدخول الدار هو الاحوط والاولى لان
الدار قد ثبت أنها ملك للغير ، ولا يجوز لنا أن نتصرف فيها بالدخول فيها ولا غيره
إلا باذن صاحبها ، ولم ينقطع العذر لنا باذنهم عليهم السلام في ذلك ، فينبغي التوقف
في ذلك
والامتناع منه ، ولو أن أحدا يدخلها لم يكن مأثوما خاصة إذا تأول في ذلك ما
روي عنهم عليهم السلام من أنهم جعلوا شيعتهم في حل من مالهم وذلك على عمومه ، وقد
روي
في ذلك أكثر من أن يحصى ، وقد أوردنا طرفا منه فيما تقدم في باب الاخماس في
* ( هامش ص 62 ) ( 1 ) كامل الزيارات ص 313 .
( 2 ) الفقيه ج 2 ص 368 .
( 3 ) المزار الكبير ص 182 - 183 بتفاوت . *
[ 63 ]
هذا الكتاب ، إلا أن الاحوط ما قدمناه .
وذكر محمد بن الحسن بن الوليد هذه الزيارة قال : إذا أردت زيارة قبريهما
تغتسل وتتنظف والبس ثوبيك الطاهرين فان وصلت إليهما وإلا أومأت من الباب الذي
على الشارع وتقول :
أقول ثم ذكر الزيارة بعينها ثم قال : وتجتهد أن تصلي عند قبريهما ركعتين
وإلا خلت بعض المساجد وصليت ودعوت بما أحببت إن الله قريب مجيب .
ثم قال في وداعيهما عليهما السلام تقف كوقوفك في أول دخولك وتقول : السلام عليكما
يا وليي الله ، أستودعكما الله وأقرأ عليكما السلام ، آمنا بالله وبالرسول وبما
............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 63 سطر 9 إلى صفحه 71 سطر 9
جئتما به ودللتما عليه ، اللهم اكتبنا مع الشاهدين . ثم اسئل الله العود إليهما
وادع بما أحببت انشاء الله ( 1 ) .
أقول : أما البداء في أبي محمدالحسن عليه السلام فقد مضى في باب النص عليه أخبار
كثيرة بأن البدا قد وقع فيه وفي أخيه الذي كان أكبر منه ومات قبله ، كما كان في
موسى وإسماعيل ، وأما في أبيه عليه السلام فلم نرفيه شيئا يدل على البداء ، فلعله
وقع فيه
أيضا شئ من هذا القبيل ، أو من القيام بالسيف أو غيرهما ، أو نسب هذا البداء إلى
الاب أيضا لان التنصيص على الامامة يتعلق به ، وأما الدخول في دار للزيارة
فالاظهر جوازه لما ذكره الشيخ رحمه الله ، وللتعليل الذي سبق في خبر أبي الطيب
الدال على عموم الحكم ، ولرواية ابن قولويه هذه ، ولما سيأتي في الزيارات الجامعة
من الوقوف عند القبر واللصوق به والانكباب عليه ، ولعمل قدماء الاصحاب وأرباب
النصوص منهم ، وتجويزهم ذلك ، والله يعلم .
وقال السيد ابن طاووس نورالله مرقده : إذا وصلت إلى محله الشريف بسر
من رأى فاغتسل عند وصولك غسل الزيارة والبس أطهر ثيابك ، وامش على سكينة
ووقار ، إلى أن تصل الباب الشريف ، فاستأذن وقل : ءأدخل يا نبي الله ، ءأدخل
يا أمير المؤمنين ، ءأدخل يا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، ءأدخل يا مولاى
* ( هامش ص 63 ) ( 1 ) التهذيب ج 6 ص 94 . *
[ 64 ]
الحسن بن علي ، ءأدخل يا مولاي الحسين بن علي ، ءأدخل يا مولاي علي بن الحسين
ءأدخل يا مولاي محمد بن علي ، ءأدخل يا مولاي جعفربن محمد ، ءأدخل يا مولاي
موسى بن جعفر ، ءأدخل يا مولاي علي بن موسى ، ءأدخل يا مولاي محمد بن علي ، ءأدخل
يا مولاي يا أبا الحسن علي بن محمد ، ءأدخل يا مولاي يا أبا محمد الحسن بن علي ،
ءأدخل
يا ملائكة الله الموكلين بهذاالحرم الشريف .
ثم تدخل مقدما رجلك اليمنى وتقف على الضريح الامام أبي الحسن الهادي
عليه السلام مستقبل القبر ومستدبر القبلة وتكبر الله مائة تكبيرة ( 1 ) وتقول :
السلام عليك يا أبا الحسن علي بن محمد الزكي الراشد ، النور الثاقب ورحمة الله
وبركاته ، السلام عليك يا صفي الله ، السلام عليك يا سر الله ، السلام عليك يا أمين
الله
عليك يا حبل الله ، السلام عليك يا آل الله ، السلام عليك يا خيرة الله ، السلام
عليك يا
صفوة الله ، السلام عليك يا حق الله ، السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك
يا نور الانوار ، السلام عليك يا زين الابرار ، السلام عليك يا سليل الاخيار
السلام عليك يا عنصر الاطهار ، السلام عليك يا حجة الرحمان ، السلام عليك يا
ركن الايمان ، السلام عليك يا مولى المؤمنين ، السلام عليك يا ولي الصالحين
السلام عليك يا علم الهدى ، السلام عليك يا حليف التقى ، السلام عليك يا عمود الدين
.
السلام عليك يا ابن خاتم النبيين ، السلام عليك يا ابن سيد الوصيين
السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين ، السلام عليك أيها الامين الوفي ،
السلام
عليك أيها العلم الرضي ، السلام عليك أيها الزاهد التقي ، السلام عليك أيها
الحجة على الخلق أجمعين ، السلام عليك أيها التالى للقرآن ، السلام عليك
أيها المبين للحلال من الحرام ، السلام عليك أيها الولي الناصح ، السلام عليك
أيها الطريق الواضح ، السلام عليك أيها النجم اللائح
أشهد يا مولاي يا أبا الحسن ! أنك حجة الله على خلقه ، وخليفته في بريته
* ( هامش ص 64 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 210 . *
[ 65 ]
وأمينه في بلاده ، وشاهده على عباده ، وأشهد أنك كلمة التقوى ، وباب الهدى ،
والعروة الوثقى ، والحجة على من فوق الارض ، ومن تحت الثرى ، وأشهد أنك
المطهر من الذنوب ، المبرأ من العيوب ، والمختص بكرامة الله ، والمحبو بحجة
الله ، والموهوب له كلمة الله ، والركن الذي يلجأ إليه العباد ، وتحيى به البلاد .
أشهد يا مولاي أني بك وبآبائك وأبنائك موقن مقر ، ولكم تابع في ذات
نفسي وشرائع ديني وخاتمة عملي ومنقلبي ومثواى ، وأني ولي لمن والاكم ، عدو
لمن عاداكم ، مؤمن بسركم وعلانيتكم ، وأولكم وآخركم ، بأبي أنت وامي
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ( 1 ) .
ثم قبل ضريحه وضع خدك الايمن عليه ثم الايسر وقل : اللهم صل
على محمد وآل محمد ، وصل على حجتك الوفي ، ووليك الزكي ، وأمينك المرتضى
وصفيك الهادي ، وصراطك المستقيم ، والجادة العظمى ، والطريقة الوسطى ، ونور
قلوب المؤمنين ، وولي المتقين ، وصاحب المخلصين .
اللهم صل على سيدنا محمد وأهل بيته ، وصل على علي بن محمد الراشد
المعصوم من الزلل ، والطاهر من الخلل ، والمنقطع إليك بالامل ، المبلو بالفتن
والمختبر بالمحن ، والممتحن بحسن البلوى ، وصبر الشكوى ، مرشد عبادك ،
وبركة بلادك ، ومحل رحمتك ، ومستودع حكمتك ، والقائد إلى جنتك ، العالم
في بريتك ، والهادى في خليقتك الذي ارتضيته وانتجبته واخترته لمقام رسولك في
امته ، وألزمته حفظ شريعته فاستقل بأعبآء الوصية ، ناهضا بها ومضطلعا بحملها ، لم
يعثر في مشكل ، ولا هفا في معضل ، بل كشف الغمة ، وسد الفرجة ، وأدى
المفترض .
اللهم فكما أقررت ناظر نبيك به فرقه درجته ، وأجزل لديك مثوبته
وصل عليه وبلغه منا تحية وسلاما ، وآتنا من لدنك في موالاته فضلا وإحسانا
ومغفرة ورضوانا انك ذو الفضل العظيم . * ( هامش ص 65 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 210 -
211 . *
[ 66 ]
ثم تصلي صلاة الزيارة فإذا سلمت فقل : اللهم يا ذا القدرة الجامعة ، والرحمة
الواسعة ، والمنن المتتابعة ، والالاء المتواترة ، والايادي الجليلة ، والمواهب
الجزيلة ، صل على محمد وآل محمد الصادقين ، وأعطني سؤلي ، اجمع شملي ، ولم
شعثي ، وزك عملي ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، ولا تزل قدمي ، ولا تكلني إلى
نفسي طرفة عين أبدا ، ولا تخيب طمعي ، ولا تبد عورتي ، ولا تهتك ستري ، ولا
توحشني ولا تؤيسني ، وكن لي رؤفا رحيما ، واهدني وزكني وطهرني وصفني
واصطفني وخلصني واستخلصني واصنعني واصطنعني ، وقربني إليك ولا تباعدني منك
والطف بي ولا تجفني ، وأكرمني ولا تهني ، وما أسئلك فلا تحرمني ، وما لا أسئلك
فاجمعه لي برحمتك يا أرحم الراحمين .
وأسألك بحرمة وجهك الكريم ، وبحرمة نبيك محمد صلواتك عليه وآله ،
وبحرمة أهل بيت رسولك أميرالمؤمنين علي والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر
وموسى وعلى ومحمد وعلي والحسن والخلف الباقي ، صلواتك وبركاتك عليهم ، أن
تصلي عليهم أجمعين ، وتعجل فرج قائمهم بأمرك ، وتنصره وتنتصر به لدينك ، وتجعلني
في جملة الناجين به ، والمخلصين في طاعته ، وأسألك بحقهم لما استجبت لي دعوتي
وقضيت حاجتي ، وأعطيتني سؤلي وامنيتي ، وكفني ما أهمني من أمر دنياي
وآخرتي ، يا أرحم الراحمين .
يا نور يا برهان ، يا منير يا مبين ، يا رب اكفني شر الشرور ، وآفات
الدهور ، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور ( 1 ) .
وادع بما شئت وأكثر من قولك : يا عدتي عند العدد ، ويا رجائي والمعتمد
ويا كهفي والسند ، يا واحد يا أحد ، ويا قل هو الله أحد ، أسئلك اللهم بحق
من خلقت من خلقك ولم تجعل في خلقك مثلهم أحدا ، صل على جماعتهم وافعل
بي كذا وكذا .
فقد روي عنه صلوات الله عليه أنه قال : إننى دعوت الله عزوجل ألا يخيب
* ( هامش ص 66 ) ( 1 ) نفس المصدر ص 211 - 212 . *
[ 67 ]
من دعا به في مشهدي بعدي ( 1 ) .
ثم قال رضي الله عنه : فاذا أردت زيارة أبي محمد الحسن العسكري صلوات
الله عليه فليكن بعد عمل جميع ما قدمناه في زيارة أبيه الهادي عليه السلام ثم قف
على ضريحه
عليه السلام وقل :
السلام عليك يا مولاي يا أبا محمد الحسن العسكري ابن علي الهادى المهتدى
ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا ولي الله وابن أوليائه ، السلام عليك يا
حجة الله وابن حججه ، السلام عليك يا صفي الله وابن أصفيائه ، السلام عليك يا
خليفة الله وابن خلفائه وأبا خليفته ، السلام عليك يا ابن خاتم النبيين ، السلام
عليك يا ابن خاتم الوصيين ، السلام عليك يا ابن سيد المرسلين ، السلام عليك يا ابن
أميرالمؤمنين ، السلام عليك ياابن سيد الوصيين ، السلام عليك يا ابن سيدة نساء
العالمين السلام عليك يا ابن الائمة الهادين ، السلام عليك يابن الاوصياء الراشدين
السلام عليك يا عصمة المتقين ، السلام عليك يا إمام الفائزين ، السلام عليك يا
ركن المؤمنين ، السلام عليك يا فرج الملهوفين ، السلام عليك يا وارث الانبياء
المنتجبين السلام عليك أيها الناطق بكتاب الله ، السلام عليك يا حجة الحجج
السلام عليك يا هادي الامم ، السلام عليك يا ولي النعم ، السلام عليك يا عيبة العلم
السلام عليك يا سفينة الحلم ، السلام عليك يا أبا الامام المنتظر ، الظاهرة للعاقل
حجته ، والثابتة في اليقين معرفته ، المحتجب عن أعين الظالمين ، والمغيب
عن دولة الفاسقين ، والمعيد ربنا به الاسلام جديدا بعد الانطماس ، والقرآن غضا
بعد الاندراس .
أشهد يا مولاي أنك أقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ،
ونهيت عن المنكر ، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وعبدت
الله مخلصا حتى أتاك اليقين ، أسأل الله بالشأن الذي لكم عنده ، أن يتقبل زيارتي
( هامش ص 67 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 212 . *
[ 68 ]
لكم ، ويشكر سعيى إليكم ، ويستجيب دعائي بكم ، ويجعلني من أنصار الحق
وأتباعه وأشياعه ومواليه ومحبيه ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ( 1 ) .
ثم قبل ضريحه وضع خدك الايمن عليه ثم الايسر وقل : اللهم صل على
سيدنا محمد وأهل بيته ، وصل على الحسن بن علي الهادي إلى دينك ، والداعي
إلى سبيلك ، علم الهدى ، ومنار التقى ، ومعدن الحجى ، ومأوى النهى ، وغيث
الورى ، وسحاب الحكمة ، وبحر الموعظة ، ووارث الائمة ، والشهيد على الامة
المعصوم المهذب ، والفاضل المقرب ، والمطهر من الرجس ، الذي ورثته
علم الكتاب ، وألهمته فصل الخطاب ، ونصبته علما لاهل قبلتك ، وقرنت طاعته
بطاعتك ، وفرضت مودته على جميع خليقتك .
اللهم فكما أناب بحسن الاخلاق في توحيدك ، وأردى من خاض في
تشبيهك ، وحامى عن أهل الايمان بك ، فصل يا رب عليه صلاة يلحق بها محل
الخاشعين ، ويعلو في الجنة بدرجة جده خاتم النبيين ، وبلغه منا تحية وسلاما
وآتنا من لدنك في موالاته فضلا وإحسانا ومغفرة ورضوانا إنك ذوفضل عظيم
ومن جسيم .
ثم تصلي صلاة الزيارة فاذا فرغت فقل : يا دائم يا ديموم يا حي يا قيوم
يا كاشف الكرب والهم ، ويا فارج الغم ، ويا باعث الرسل ، ويا صادق الوعد
ويا حي لا إله إلا أنت ، أتوسل إليك بحبيبك محمد ، ووصيه علي ابن عمه وصهره
على ابنته ، الذي ختمت بهما الشرايع ، وفتحت التأويل والطلائع ، فصل عليهما
صلاة يشهد بها الاولون والاخرون ، وينجو بها الاولياء والصالحون .
وأتوسل إليك بفاطمة الزهراء والدة الائمة المهديين ، وسيدة نساء العالمين
المشفعة في شيعة أولادها الطيبين ، فصل عليها صلاة دائمة أبدالابدين ، ودهر
الداهرين .
وأتوسل إليك بالحسن الرضي ، الطاهر الزكي ، والحسين المظلوم المرضى
البر التقى ، سيدي شباب أهل الجنة ، الامامين الخيرين الطيبين التقيين النقيين
الطاهرين
( هامش ص 68 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 212 . *
[ 69 ]
الشهيدين المظلومين المقتولين ، فصل عليهما ما طلعت شمس وما غربت ، صلاة
متوالية متتالية .
وأتوسل إليك بعلي بن الحسين ، سيد العابدين ، المحجوب من خوف
الظالمين ، وبمحمد بن علي الباقر الطاهر ، النور الزاهر الامامين السيدين
مفتاحي البركات ، ومصباحي الظلمات ، فصل عليهما ما سرى ليل وما أضاء نهار صلاة تغدو
وتروح .
وأتوسل إليك بجعفر بن محمد الصادق عن الله ، والناطق في علم الله ، و
بموسى بن جعفر العبد الصالح في نفسه ، والوصي الناصح ، الامامين الهاديين
المهديين الوافيين الكافيين ، فصل عليهما ما سبح لك ملك ، وتحرك لك فلك ،
صلاة تنمي وتزيد ، ولاتفنى ولا تبيد .
وأتوسل إليك بعلي بن موسى الرضا وبمحمد بن علي المرتضى
الامامين المطهرين المنتجبين فصل عليهما ما أضاء صبح ودام ، صلاة ترقيهما إلى
رضوانك في العليين من جنانك .
وأتوسل إليك بعلي بن محمد الراشد والحسن بن علي الهادي القائمين بأمر
عبادك المختبرين بالمحن الهائلة والصابرين في الاحن المائلة فصل عليهما كفاء
أجر الصابرين ، وإزاء ثواب الفائزين ، صلاة تمهد لهما الرفعة .
وأتوسل إليك يا رب بامامنا ومحقق زماننا ، اليوم الموعود ، والشاهد
المشهود ، والنوور الازهر ، والضياء الانور ، والمنصور بالرعب ، والمظفر
بالسعادة ، فصل عليه عدد الثمر وأورق الشجر ، وأجزاء المدر ، وعدد الشعر
والوبر ، وعدد ما أحاط به علمك ، وأحصاه كتابك ، صلاة يغبطه بها الاولون
والاخرون .
اللهم واحشرنا في زمرته ، واحفظنا على طاعته ، واحرسنا بدولته ، وأتحفنا
بولايته ، وانصرنا على أعدائنا بعزته ، واجعلنا يا رب من التوابين يا أرحم
الراحمين .
[ 70 ]
اللهم وإن إبليس المتمرد اللعين قد استنظرك لاغواء خلقك فأنظرته ،
واستمهلك لا ضلال عبيدك فأمهلته ، بسابق علمك فيه وقد عشش وكثرت جنوده
وازدحمت جيوشه ، وانتشرت دعاته في أقطار الارض ، فأضلوا عبادك ، وأفسدوا
دينك ، وحرفوا الكلم عن مواضعه ، وجعلوا عبادك شيعا متفرقين ، وأحزابا
متمردين ، وقد وعدت نقوض بنيانه وتمزيق شأنه ، فأهلك أولاده وجيوشه
وطهر بلادك من اختراعاته واختلافاته ، وأرح عبادك من مذاهبه وقياساته ،
واجعل دائرة السوء عليهم ، وابسط عدلك ، وأظهر دينك ، وقو أولياءك ، وأوهن
أعداءك وأورث ديار إبليس وديار أوليائه أولياءك ، وخلدهم في الجحيم وأذقهم
من العذاب الاليم ، واجعل لعائنك المستودعة في مناحس الخلقة ومشاويه الفطرة
دائرة عليهم ، ومؤكلة بهم ، وجارية فيهم كل مساء وصباح ، وغدو ورواح
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا برحمتك عذاب النار ، يا أرحم
الراحمين .
ثم ادع بما تحب لنفسك ولاخوانك ( 1 ) .
ثم تزور ام القائم عليهما السلام وقبرها خلف ضريح مولانا الحسن العسكري عليه السلام
فتقول : السلام على رسول الله صلى الله عليه واله الصادق الامين ، السلام على
مولانا أمير
المؤمنين ، السلام على الائمة الطاهرين ، الحجج الميامين ، السلام على والدة
الامام ، والمودعة أسرار الملك العلام ، والحاملة لاشرف الانام ، السلام عليك
أيها الصديقة المرضية ، السلام عليك يا شبيهة ام موسى ، وابنة حواري عيسى
السلام عليك أيتها التقية النقية ، السلام عليك أيتها الرضية المرضية ، السلام عليك
أيتها المنعوتة في الانجيل ، المخطوبة من روح الله الامين ، ومن رغب في وصلتها
محمد سيد المرسلين ، والمستودعة أسرار رب العالمين ، السلام عليك وعلى آبائك
الحواريين ، السلام عليك وعلى بعلك وولدك ، السلام عليك وعلى روحك و
بدنك الطاهر ، أشهد أنك أحسنت الكفالة ، وأديت الامانة ، واجتهدت في
( هامش ص 70 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 213 214 . *
[ 71 ]
مرضاة الله ، وصبرت في ذات الله ، وحفظت سر الله ، وحملت ولي الله ، وبالغت
في حفظ حجة الله ، ورغبت في وصلة أبناء رسول الله ، عارفا بحقهم ، مؤمنة
بصدقهم ، معترفة بمنزلتهم ، مستبصرة بأمرهم ، مشفقة عليهم ، مؤثرة هواهم .
وأشهد أنك مضيت على بصيرة من أمرك ، مقتدية بالصالحين ، راضية مرضية
تقية نقية زكية ، فرضى الله عنك وأرضاك ، وجعل الجنة منزلك ومأواك ، فلقد
أولاك من الخيرات ما أولاك ، وأعطاك من الشرف ما به أغناك ، فهناك الله بما
منحك من الكرامة وأمراك .
ثم ترفع رأسك وتقول : اللهم إياك اعتمدت ، ولرضاك طلبت ، وبأوليائك
إليك توسلت ، وعلى غفرانك وحلمك اتكلت ، وبك اعتصمت ، وبقبر ام
............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 71 سطر 10 إلى صفحه 79 سطر 10
وليك لذت ، فصل على محمد وآل محمد وانفعني بزيارتها ، وثبتني على محبتها ، و
لا تحرمني شفاعتها وشفاعة ولدها وارزقني مرافقتها واحشرني معها ومع ولدها
كما وفقتني لزيارة ولدها وزيارتها ، اللهم إني أتوجه إليك بالائمة الطاهرين
وأتوسل إليك بالحجج الميامين ، من آل طه ويس ، أن تصلي على محمد وآل محمد
الطيبين ، وأن تجعلني من المطمئنين الفايزين ، الفرحين المستبشرين ، الذين
لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، واجعلني ممن قبلت سعيه ، ويسرت أمره ، وكشفت
ضره ، وآمنت خوفه .
اللهم بحق محمد وآل محمد ، صل على محمد وآل محمد ، وعجل لهم بانتقامك
ولا تجعله آخرالعهد من زيارتي إياها ، وارزقني العود إليها أبدا ما أبقيتني ، وإذا
توفيتني فاحشرني في زمرتها ، وأدخلني في شفاعة ولدها وشفاعتها ، واغفرلي
ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات ، وآتنا في الدنيا حسنة ، وفي الاخرة حسنة
وقنا برحمتك عذاب النار ، والسلام عليكم يا ساداتى ورحمة الله وبركاته .
وقد تقدم في ذكر زيارة فاطمة بنت أسد رضوان الله عليها أكثر هذه الالفاظ
وإنما نقلنا ما وجدناه ، والله الموفق لما يرضاه ( 1 ) .
* ( هامش ص 71 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 214 215 . *
[ 72 ]
اقول : ذكر المفيد والشهيد ( 1 ) وغيرهما في كتبهم زيارة ام القائم عليهما السلام
هكذا
وقال مؤلف المزار الكبير : أملاها علي رجل من البحرين سمعته يزور بها ثم ذكر هذه
الزيارة بعينها ( 2 ) .
ثم قال السيد رحمه الله في ذكر وداع الامامين العسكريين صلوات الله
عليهما : فاذا فرغت من زيارة ام القائم عليه السلام وأدت وداع العسكريين صلوات الله
عليهما فقف على ضريحهما وقل : السلام عليكما يا وليي الله ، السلام عليكما ياحجتي
الله السلام عليكما يا نوري الله ، السلام عليكما وعلى آبائكما وعلى أجدادكما
وأولادكما ، السلام عليكما وعلى أرواحكما وأجسادكما ، السلام عليكما سلام مودع
لاسئم ولا قال ولا مال ورحمة الله وبركاته ، السلام عليكما سلام ولي غير راغب
عنكما ، ولا مستبدل بكما غير كما ، ولا مؤثر عليكما ، يا ابنى رسول الله صلى الله
عليه واله
أستودعكما الله وأسترعيكما وأقرأ عليكما السلام آمنت بالله وبالرسول ، وبما
جاء به من عند الله .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واكتبنا مع الشاهدين ، اللهم لا تجعله
آخر العهد مني ، وارددنى اليهما ، وارزقني العود ثم العود إليهما ما أبقيتني ،
فان توفيتني فاحشرني معهما ومع آبائهما الائمة الراشدين .
اللهم صل على محمد آل محمد ، وتقبل عملي واشكر سعيي وعرفنى
الاجابة في دعائي ، ولا تخيب سعيى ، ولا تجعله آخر العهد مني ، وارددني
إليهما ببر وتقوى ، وعرفني بركة زيارتهما في الدنيا والاخرة ، اللهم صل
على محمد وآل محمد ، ولا تردني خائبا ولا خاسرا ، وارددني مفلحا منجحا
مستجابا دعائي ، مرحوما صوتي ، مقضيا حوائجي ، واحفظني من بين يدي ، ومن
خلفي وعن يميني وعن شمالي ، واصرف عني شر كل ذي شر ، وشر كل دابة
أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم ، ثم انصرف مرحوما إن شاء الله ( 3 ) .
* ( هامش ص 72 ) ( 1 ) مزار الشهيد ص 65 . ( 2 ) المزار الكبيرص 217 .
( 3 ) مصباح الزائر ص 216 . *
[ 73 ]
10 ثم قال السيد رحمه الله : زيارة اخرى لهما معا صلوات الله عليهما
إذا أردت ذلك فتستأذن بما تقدم ثم تدخل مقدما رجلك اليمنى فاذا وقفت على
قبريهما صلوات الله عليهما فقف عندهما واجعل القبلة بين كتفيك ، وكبر الله مائة
تكبيرة وقل : السلام عليكما يا وليي الله ، السلام عليكما يا حبيبي الله ،
السلام عليكما يا حجتي الله ، السلام عليكما يا نوري الله في ظلمات الارض ، السلام
عليكما يا أميني الله ، السلام عليكما يا سيدي الامة ، السلام عليكما يا حافظي
الشريعة ، السلام عليكما يا تاليي كتاب الله ، السلام عليكما يا وارثي الانبياء ،
السلام عليكما يا خازني علم الاوصياء ، السلام عليكما يا علمي الهدى ، السلام
عليكما يا مناري التقى ، السلام عليكما يا عروتي الله الوثقى ، السلام عليكما يا
محلي معرفة الله ، السلام عليكما يا مسكني ذكرالله ، السلام عليكما يا حاملي
سر الله ، السلام عليكما يا معدني كلمة الله ، السلام عليكما يا ابني رسول الله ،
السلام
عليكما يا ابني وصى رسول الله ، السلام عليكما يا قرتي عين فاطمة سيدة نساء
السلام عليكما يا ابنى الائمة المعصومين السلام عليكما وعلى آبائكما الطاهرين
السلام عليكما وعلى ولدكما الحجة على الخلق أجمعين ، السلام عليكما وو على
أرواحكما وأجسادكما وأبدانكما ورحمة الله وبركاته .
بأبى أنتما وامى وأهلى ومالى وولدي يا ابنى رسول الله صلى الله عليه واله أتيتكما
زايرا لكما ، عارفا بحقكما ، مؤمنا بما آمنتما به ، كافرا بما كفرتما به ، محققا
لما حققتما ، مبطلا لما أبطلتما ، مواليا لكما ، معاديا لاعدائكما ، ومبغضا لهم
سلما لمن سالمتما ، محاربا لمن حاربتما ، عارفا بفضلكما ، محتملا لعلمكما
محتجبا بذمتكما ، مؤمنا بايابكما ، مصدقا بدولتكما ، مرتقبا لامركما ، معترفا
بشأنكما وبالهدى الذي أنتما عليه ، مستبصرا بضلالة من خالفكما وبالعمى الذي
هم عليه ، أسأل الله ربي وربكما أن يجعل حظي من زيارتي إياكما ، الصلاة
على محمد وآله ، وأن يرزقني شفاعتكما ، ولا يفرق بيني وبينكما ، ولا يسلبني
حبكما وحب آبائكما الصالحين ، وأن يحشرني معكما ، ويجمع بيني وبينكما
[ 74 ]
في جنته برحمته وفضله .
ثم تنكب على قبر كل واحد منهما فتقبله وتضع خدك الايمن عليه
والايسر ثم ترفع رأسك وتقول : اللهم ارزقني حبهم ، وتوفني على ولايتهم ،
اللهم العن ظالمي آل محمد حقهم ، وانتقم منهم ، اللهم العن الاولين والاخرين
منهم ، وضاعف عليهم العذاب الاليم ، إنك على كل شئ قدير ، اللهم عجل فرج
وليك وابن نبيك ، واجعل فرجنا مقرونا بفرجهم ، يا أرحم الراحمين ، اللهم
إني قد أتيت لزيارة هؤلاء الائمة المعصومين ، رجاء لجزيل الثواب ، وفرارا
من سوء الحساب .
اللهم إني أتوجه إليك بأوليائك ، الدالين عليك ، في غفران ذنوبى ،
وحط سيئاتي ، وأتوسل إليك في هذه الساعة ، عند أهل بيت نبيك ، في
هذه البقة المباركة الشريفة ، اللهم فتقبل مني ، وجازنى على حسن نيتي ،
وصالح عقيدتي ، وصحة موالاتي ، أفضل ما جازيت أحدا من عبيدك المؤمنين ،
وأدم لي ما خولتني ، واستعملني صالحا فيما آتيتني ، ولا تجعلني أخسر وارد
إليهم ، وأعتق رقبتي من النار ، وأوسع على من رزقك الحلال الطيب ، واجعلني
من رفقاء محمد وآل محمد ، وحل بيني وبين معاصيك حتى لا أعصيك ، وأعني
على طاعتك ، وطاعة أوليائك ، حتى لا تفقدني حيث أمرتني ، ولا تراني
حيث نهيتني .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واغفر لي وارحمني ، واعف عني وعن جميع المؤمنين
والمؤمنات ، اللهم صل على محمد وآل محمد وأعذني من هول المطلع ومن فزع
يوم القيامة ، ومن شر المنقلب ، ومن ظلمة القبر ووحشته ، ومن مواقف الخزي
في الدنيا والاخرة ، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل جائزتي في موقفي هذا
غفرانك ، وتحفتك في مقامي هذا عند أئمتي وموالى صلوات الله عليهم أن تقبل
عثرتي ، وتقبل معذرتي ، وتتجاوز عن خطيئتي ، وتجعل التقوى زادي ، وما
عندك خيرا لي في معادي ، وتحشرني في زمرة محمد صلى الله عليه واله ، وتغفر لي
ولوالدي
[ 75 ]
فانك خير مرغوب إليه ، وأكرم مسؤل اعتمد عليه ، ولكل وافد كرامة ، و
لكل زائر جايزة ، فاجعل جائزتي في موقفي هذا غفرانك ، والجنة لي ولجميع
المؤمنين والمؤمنات .
اللهم وأنا عبدك الخاطئ المذنب المقر بذنبه ، فأسئلك يا الله يا كريم ،
بحق محمد وآل محمد ، لا تحرمني الاجر والثواب من فضل عطائك ، وكريم
تفضلك ، يا مولاي يا أبا الحسن على بن محمد ، ويا مولاى يا أبا محمد الحسن بن
علي ، أتيتكما زائرا لكما ، أتقرب إلى الله عزوجل وإلى رسوله ، وإليكما
وإلى أبيكما وإلى امكما بذلك ، أرجو بزيارتكما فكاك رقبتي من النار ، فاشفعا
لي عند ربكما في إجابة دعائي ، وغفران ذنوبي ، وذنوب والدي وإخواني المؤمنين
وأخواتي المؤمنات . يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله ، يا رحمن يا رحمن يا
رحمن يا رحمن يا
رحمن ، لا إله إلا أنت صل على محمد وآل محمد واستجب دعائي فيما سألتك ، وصل بذلك
من بمشارق الارض ومغاربها ، يا الله يا كريم ، لا إله إلا أنت الحليم الكريم ، لا
إله إلا
أنت العلي العظيم ، سبحان الله رب السموات السبع ، ورب الارضين السبع ، وما
فيهن وما بينهن وما تحتهن ، ورب العرش العظيم وسلام على المرسلين ، والحمد لله
رب العالمين ، والصلاة على محمد النبي وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا .
ثم تصلي عند الضريح أربع ركعات صلاة الزيارة ، فاذا فرغت رفعت يديك
إلى السماء ودعوت بما قدمنا ذكره عقيب زيارة الجواد عليه السلام وهو قوله : اللهم
أنت الرب وأنا المربوب ( 1 ) بتمامه ، ووداع هذه الزيارة قد تقدم في الزيارة
السابقة .
11 - أقول : وجدت في بعض مؤلفات أصحابنا الدعاء الذي أحاله على ما
سبق بوجه يخالفه فأحببت إيراده وهو هذا : اللهم أنت الرب وأنا المربوب ،
وأنت الخالق وأنا المخلوق ، وأنت المالك وأنا المملوك ، وأنت المعطي وأنا
السائل ، وأنت الرازق وأنا المرزوق ، وأنت القادر وأنا العاجز ، وأنت القوي
* ( هامش ص 75 ) ( 1 ) مصباح الزائر 257 *
[ 76 ]
وأنا الضعيف . وأنت المغيث وأنا المستغيث . وأنت الدائم وأنا الزائل ، وأنت
الكبير وأنا الحقير ، وأنت العظيم وأنا الصغير ، وأنت العزيز وأنا الذليل ،
وأنت الرفيع وأنا الوضيع ، وأنت المدبر وأنا المدبر ، وأنت الباقي وأنا
الفاني ، وأنت الديان وأنا المدان ، وأنت الباعث وأنا المبعوث ، وأنت الغني
وأنا الفقير ، وأنت الحي وأنا الميت ، تجد من تعذب يا رب غيري ، ولا أجد
من يرحمني غيرك .
اللهم إني أسئلك بحرمة من عاذ بذمتك ، ولجأ إلى عزك ، واستظل
بفيئك ، واعتصم بحبلك ، ولم يثق إلا بك ، يا جزيل العطايا ، يا فكاك الاسارى
يا من سمي نفسه من جوده الوهاب ، أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد ولا تردني
من هذا المقام خائبا ، فان هذا مقام تغفر فيه الذنوب العظام ، وترجى فيه الرحمة
من الكريم العلام ، مقام لا يخيب فيه السائلون ، ولا يرد فيه الراغبون ، مقام
من لاذ بمولاه رغبة ، وتبتل إليه رهبة ، مقام الخائف من يوم يقوم فيه الناس لرب
العالمين ، ولا تنفع فيه شفاعة الشافعين ، إلا من أذن له الرحمن وكان من الفائزين
ذلك يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ، وازلفت الجنة
للمتقين ، وقيل لهم هذا ما كنتم توعدون ، لكل أواب حفيظ ، من خشي الرحمن
بالغيب وجاء بقلب منيب .
اللهم فاجعلني من المخلصين الفائزين ، واجعلني من ورثة جنة النعيم ، واغفر لي
ولوالدي وللمؤمنين يوم الدين ، وألحقني بالصالحين ، واخلف على أهلي وولدي
في الغابرين ، واجمع بيننا جميعا في مستقر من رحمتك يا أرحم الراحمين ، وسلمني من
أهوال ما بيني وبين لقائك حتى تبلغني الدرجة التي فيها مرافقة أوليائك وأحبائك
الذين عليهم دللت ، وبالاقتداء بهم أمرت ، واسقني من حوضهم مشربا رويا لا ظمأ
بعده أبدا ، واحشرني في زمرتهم ، وتوفني على ملتهم ، واجعلني في حزبهم
وعرفني وجوههم في رضوانك والجنة ، فاني رضيت بهم أئمة وهداة وولاة ، فاجعلهم
أئمتي وهداتي في الدنيا والاخرة ، ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين أبدا ،
[ 77 ]
يا أرحم الراحمين .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارحم ذلي بين يديك ، وتضرعي إليك ،
ووحشتي من الناس ، وانسي بك يا كريم ، تصدق علي في هذه الساعة برحمة من
عندك تهدي بها قلبي ، وتجمع بها أمري ، وتلم بها شعثى ، وتبيض بها وجهي ، وتكرم
بها مقامي ، وتحط بها عني وزري ، وتغفر بها ما مضى من ذنوبي ، وتعصمني بها فيما بقي
من عمري ، وتوسع لي بها رزقي ، وتمد بها في أجلي ، وتستعملني في ذلك
كله بطاعتك ، وما يرضيك عني ، وتختم لي عملي بأحسنه ، وتجعل لي ثوابه
الجنة ، وتسلك بي سبيل الصالحين ، وتعينني على صالح ما أعطيتني ، كما أعنت
الصالحين على صالح ما أعطيتهم ، ولا تنزع مني صالح ما أعطيتنيه أبدا ، ولا
تردني في سوء استنقذتني منه أبدا ، ولا تكلنى إلى نفسى طرفة عين ابدا ، ولا أقل
من ذلك ولا أكثر يا أرحم الراحمين .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأرنى الحق حقا فأتبعه ، والباطل باطلا
فأجتنبه ، ولا تجعله علي متشابها ، فأتبع هواى بغير هدى منك ، واجعل هواي
متبعا لرضاك وطاعتك ، وخذ رضا نفسك من نفسي ، واهدنى لما اختلف فيه من
الحق باذنك ، إنك تهدي من تشآء إلى صراط مستقيم .
12 - ثم قال السيد - رحمه الله - : زيارة اخرى لهما عليهما السلام على صفة
ما تقدم ، تقف عليهما وأنت على غسل وتقول : السلام على رسول الله ، السلام
على محمد بن عبدالله ، السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، السلام على
الائمة المعصومين من ولده ، المهديين الذين أمروا بطاعة الله ، وقربوا أولياء
الله ، واجتنبوا معصية الله ، وجاهدوا أعداءه ، ودحضوا حزب الشيطان الرجيم ،
وهدوا إلى صراط المستقيم .
السلام عليكما أيها الامامان الطاهران الصديقان ، اللذان استنقذا المؤمنين
من مخالطة الفاسقين ، وحقنا دماء المحبين بمداراة المبغضين ، أشهد أنكما حجتا
الله على عباده ، وسراجا أرضه وبلاده ، وتجرعتما في ربكما غيظ الظالمين ،
[ 78 ]
وصبرتما في مرضاته على عناد المعاندين ، حتى أقمتما منار الدين ، وأبنتما
الشك من اليقين ، فلعن الله مانعكما الحق ، والباغي عليكما من الخلق .
ثم ضع خدك الايمن على القبر وقل : اللهم إن هذين الامامين قائداي
وبهما وبآبائهما أرجو الزلفة لديك ، يوم قدومي عليك ، اللهم إني اشهدك ومن
حضر من ملائكتك أنهما عبدان لك ، اصطفيتهما وفضلتهما وتعبدت خلقك
بموالاتهما ، وأذقتهما المنية التي كتبت عليهما ، وماذاقا فيك أعظم مما ذاقا
منك ، وجمعتني وإياهما في الدنيا على صحة الاعتقاد في طاعتك ، فاجمعني وإياهما
في جنتك ، يا من حفظ الكنز باقامة الجدار ، وحرس محمدا صلى الله عليه واله بالغار ،
ونجى
إبراهيم عليه السلام من النار .
اللهم إني أبرأ اليك ممن اعتقد فيهما اللاهوت ، وقدم عليهما الطاغوت ،
اللهم العن الناصبة الجاحدين ، والمسرفين الغالين ، والشاكين المقصرين ،
والمفوضين ، اللهم إنك تسمع كلامي وترى مقامي ، وعلمك محيط بما خلفي
وأمامي ، فأجرنى من كل سوء يخرج ديني ، واكفني كل شبهة تشكك يقيني ،
وأشرك في دعائى أخواني ومن أمره يعنيني .
اللهم إن هذا موقف خضت إليه المتالف ، وقطعت دونه المخاوف ، طلبا
أن تستجيب فيه دعائي ، وأن تضاعف فيه حسناتي ، وأن تمحو فيه سيئآتي .
اللهم وأعطني فيه وإخواني من آل محمد وشيعتهم وأهل حزانتي وأولادي
وقراباتي ، من كل خير مزلف في الدنيا ، ومحظ في الاخرة ، واصرف عن جمعنا
كل شر يورث في الدنيا عدما ، ويحجب غيث السمآء ، ويعقب في الاخرة ندما ،
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واستجب وصل على محمد وآله أجمعين .
ثم تخرج عنهما ولا تول ظهرك إليهما وامض إلى السرداب فزر صاحب
الامر صلوات الله عليه بما سيأتي .
بيان : اعلم أن زيارتهما صلوات الله عليهما في الاوقات والايام الشريفة
والازمان المختصة بهما أفضل وأنسب :
[ 79 ]
كيوم ولادة الهادي وهو النصف من ذى الحجة ، وبرواية ابن عياش ثاني
رجب ، أو خامسه وبرواية إبراهيم بن هاشم ثالث عشر رجب ، والاول أشهر
ولكن كونه في رجب قد ورد به الخبر ، ويوم وفاته وهو ثالث رجب برواية
إبراهيم بن هاشم وغيره ، أو ثانية وخامسه على بعض الاقوال ، أو لاربع بقين من
جمادى الاخرة برواية الكليني ( 1 ) ، ويوم إمامته وهو آخر ذي القعدة أو الحادي
عشر منه .
ويوم ولاده العسكري عليه السلام وهو عاشر ربيع الثاني على قول المفيد ( 2 )
والشيخ ( 3 ) ، أو ثامنه على قول الطبرسي ( 4 ) ، أو رابعه على قول الشهيد ،
ويوم وفاته وهو ثامن ربيع الاول على قول الكليني والشيخ في التهذيب ( 5 )
والطبرسي ( 6 ) ، والشهيد رحمهم الله ، أو أوله على قول الشيخ في المصباح ( 7 ) ،
............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 79 سطر 11 إلى صفحه 87 سطر 11
ويوم انتقال الخلافة إليه وهو يوم وفاة والده صلوات الله عليهما .
ثم اعلم أن في القبة الشريفة قبرا منسوبا إلى النجيبة الكريمة العالمة
الفاضلة التقية الرضية حكيمة بنت أبي جعفر الجواد عليهما السلام ولا أدري لم
لم يتعرضوا لزيارتما مع ظهور فضلها وجلالتها ، وأنها كانت مخصوصة بالائمة عليهم
السلام
ومودعة أسرارهم ، وكانت ام القائم عندها وكانت حاضرة عند ولادته عليه السلام ،
وكانت
تراه حينا بعد حين في حياة أبي محمد العسكري عليه السلام وكانت من السفراء والابواب
بعد وفاته ، فينبغي زيارتها بما أجرى الله على اللسان مما يناسب فضلها وشأنها
* ( هامش ص 79 ) ( 1 ) الكافى ج 1 ص 497 .
( 2 ) مسار الشيعة ص 24 طبع سنة 1315 .
( 3 ) مصباح المتهجد ص 554 .
( 4 ) اعلام الورى ص 349 .
( 5 ) التهذيب ج 6 ص 92 .
( 6 ) اعلام الورى ص 349 .
( 7 ) مصباح المتهجد ص 553 . *
[ 80 ]
والله الموفق .
ولنوضح بعض ما يحتاج إلى التوضيح والبيان في تلك الزيارات السالفة
" قوله " ولا هفا ، هفا الرجل زل " قوله " واصنعني أي حسن أخلاقي وأعمالي
كأنك صنعتني مرة أخرى ، أو من قولهم صنع الفرس إذا أحسن القيام عليها
وسمنها ، واصطنعتك لنفسي أي اخترتك لخاصة أمر أستكفيكه ، والاصطناع
افتعال من الصنيعة وهي العطية والكرامة والاحسان ، والغض الطري الذي لم
يتغير ، والاحن كعنب جمع الاحنة بالكسر وهي الحقد والغضب .
قوله : المائلة أي التي تميل إلى الانتقام والخروج عن الصبر " قوله "
كفاء أجر الصابرين أي ما يكون مكافئا له " قوله " وإزاء ثواب الفائزين أي
ما يكون موازيا له " قوله " مناحس الخلقة أي مشائمها أي اللعائن التي قررتها
للذين في خلقتهم وطينتهم نحوسة ورداءة ، وكذا مشاويه الفطرة من الشوه بمعنى
القبح والعيب .
" قوله " من هول المطلع قال الجزري ( 1 ) يريد به الموقف يوم القيامة أو
ما يشرف عليه من أمر الاخرة عقيب الموت ، فشبه بالمطلع الذي يشرف عليه
من موضع عال " قوله " ومن أمره يعنيني : أي يهمني وأعتني بشأنه ، وحزانتك
بالضم عيالك الذي تتحزن لامرهم و " قوله " مزلف من الزلفى وهو القرب
و " قوله " محظ من الحظوة وهي المكانة والمنزلة . * ( هامش ص 80 ) ( 1 ) النهاية ج
3 ص 49 . *
[ 81 ]
7 * ( ( باب ) ) *
* " ( زيارة الامام المستتر عن الابصار ) " *
* " ( الحاضر في قلوب الاخيار المنتظر ) " *
* " ( في الليل والنهار الحجة بن الحسن ) " *
* " ( صلوات الله عليهما في السرداب وغيره ) " *
1 - ج : خرج من الناحية المقدسة إلى محمد الحميري بعد الجواب عن
المسائل التي سألها ( بسم الله الرحمن الرحيم ) لا لامره تعقلون ، ولا من
أوليائه تقلبون ، حكمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون ، السلام علينا
وعلى عباد الله الصالحين ، إذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا
كما قال الله تعالى : سلام على آل ياسين ، السلام عليك يا داعى الله وربانى
آياته ، السلام عليك يا باب الله وديان دينه ، السلام عليك يا خليفة الله وناصر
حقه ، السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته ، السلام عليك يا تالي كتاب الله
وترجمانه ، السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك ، السلام عليك يا بقية الله
في أرضه ، السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه ووكده ، السلام عليك يا وعد
الله الذي ضمنه ، السلام عليك أيها العلم المنصوب ، والعلم المصبوب ، والغوث
والرحمة الواسعة ، وعدا غير مكذوب ، السلام عليك حين تقوم ، السلام عليك
حين تقعد ، السلام عليك حين تقرأ وتبين ، السلام عليك حين تصلي وتقنت ،
السلام عليك حين تركع وتسجد ، السلام عليك حين تهلل وتكبر ، السلام
عليك حين تحمد وتستغفر ، السلام عليك حين تصبح وتمسي ، السلام
عليك في الليل إذا يغشى ، والنهار إذا تجلى ، السلام عليك أيها الامام
المأمون ، السلام عليك أيها المقدم المأمول ، السلام عليك بجوامع السلام .
اشهدك يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا
[ 82 ]
عبده ورسوله لا حبيب إلاهو وأهله ، واشهدك يا مولاي أن عليا أميرالمؤمنين
حجته ، والحسن حجته ، والحسين حجته ، وعلي بن الحسين حجته ، ومحمد بن
علي حجته ، وجعفربن محمد حجته ، وموسى بن جعفر حجته ، وعلي بن موسى حجته
ومحمد بن علي حجته ، وعلي بن محمد حجته ، والحسن بن علي حجته ، وأشهد
أنك حجة الله ، أنتم الاول والاخر ، وأن رجعتكم حق لا ريب فيها ، يوم
لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، وأن الموت
حق ، وأن ناكرا ونكيرا حق .
وأشهد أن النشر والبعث حق ، وأن الصراط حق ، والمرصاد حق
والميزان حق ، والحشر حق ، والحساب حق ، والجنة والنار حق ، والوعد
والوعيد بهما حق ، يا مولاي شقي من خالفكم ، وسعد من أطاعكم فاشهد على ما
أشهدتك عليه وأنا ولي لك ، برئ من عدوك ، فالحق ما رضيتموه ، والباطل
ما سخطتموه ، والمعروف ما أمرتم به ، والمنكر ما نهيتم عنه ، فنفسي مؤمنة بالله
وحده لا شريك له ، وبرسوله وبأميرالمؤمنين ، وبكم يا مولاي أولكم وآخركم
ونصرتي معدة لكم ، ومودتي خالصة لكم آمين آمين .
الدعاء عقيب هذا القول : اللهم إني أسئلك أن تصلي على محمد نبي رحمتك
وكلمة نورك ، وأن تملا قلبي نور اليقين ، وصدري نور الايمان ، وفكري نور
النيات ، وعزمي نورالعلم ، وقوتي نور العمل ، ولساني نور الصدق ، وديني
نور البصائر من عندك ، ، وبصري نور الضياء ، وسمعي نور الحكمة ، ومودتي نور
الموالاة لمحمد وآله عليهم السلام حتى ألقاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك ، فتغشيني
رحمتك ياولي يا حميد .
اللهم صل على محمد حجتك في أرضك وخليفتك في بلادك ، والداعي
إلى سبيلك ، والقائم بقسطك ، والثائر بأمرك ، ولي المؤمنين ، وبوار الكافرين
ومجلي الظلمة ، ومنير الحق .
والناطق بالحكمة والصدق ، وكلمتك التامة في أرضك ، المرتقب الخائف
[ 83 ]
والولي الناصح ، سفينة النجاة ، وعلم الهدى ، ونور أبصار الورى ، وخيرمن تقمص
وارتدى ، ومجلي العمى ، الذي يملاء الارض عدلا وقسطا ، كما ملئت
ظلما وجورا ، إنك على كل شئ قدير .
اللهم صل على وليك وابن أوليائك ، الذين فرضت طاعتهم ، وأوجبت
حقهم ، وأذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا ، اللهم انصره وانتصر به لدينك
وانصر به أولياءك وأولياءه وشيعته وأنصاره ، واجعلنا منهم ، اللهم أعذه من شر
كل باغ وطاغ ، ومن شر جميع خلقك ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن
يمينه وعن شماله ، واحرسه وامنعه من أن يوصل إليه بسوء ، واحفظ فيه رسولك
وآل رسولك ، وأظهر به العدل ، وأيده بالنصر ، وانصر ناصريه ، واخذل
خاذليه ، واقصم قاصميه ، واقصم به جبابرة الكفر ، واقتل به الكفار والمنافقين
وجميع الملحدين ، حيث كانوا من مشارق الارض ومغاربها ، برها وبحرها ،
واملاء به الارض عدلا ، وأظهر به دين نبيك صلى الله عليه واله .
واجعلني اللهم من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته ، وأرني في آل محمد
عليهم السلام ما يأملون ، وفي عدوهم ما يحذرون ، إله الحق آمين ، يا ذا الجلال
والاكرام ، يا أرحم الراحمين ( 1 ) .
2 - قال السيد علي بن طاووس نورالله مرقده : إذا فرغت من زيارة
العسكريين عليهما السلام فامض إلى السرداب المقدس وقف على بابه وقل : إلهى إني
قد وقفت على باب بيت من بيوت نبيك محمد صلواتك عليه وآله ، وقد منعت الناس
من الدخول إلى بيوته إلا باذنه ، فقلت : يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت
النبي إلا أن يؤذن لكم ، اللهم وإني أعتقد حرمة نبيك في غيبته ، كما أعتقد
في حضرته وأعلم أن رسلك وخلفاءك أحياء عندك يرزقون ، فرحين ، يرون
مكاني ويسمعون كلامي ويردون سلامي علي ، وأنك حجبت عن سمعي كلامهم
وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم فاني أستأذنك يا رب أولا ، وأستأذن رسولك
* ( هامش ص 83 ) ( 1 ) الاحتجاج ج 2 ص 316 - 318 طبع النجف الاشرف . *
[ 84 ]
صلواتك عليه وآله ثانيا وأستأذن خليفتك الامام المفترض علي طاعته في الدخول
في ساعتي هذه إلى بيته ، وأستأذن ملائكتك الموكلين بهذه البقعة المباركة المطيعة
لك السامعة ، السلام عليكم أيتها الملائكة الموكلون بهذا المشهد الشريف المبارك
ورحمة الله وبركاته .
باذن الله وإذن رسوله وإذن خلفائه وإذن هذا الامام وباذنكم صلوات الله
عليكم أجمعين ، أدخل هذا البيت متقربا إلى الله بالله ورسوله محمد وآله الطاهرين
فكونوا ملائكة الله أعواني ، وكونوا أنصاري حتى أدخل هذا البيت ، وأدعو
الله بفنون الدعوات ، وأعترف لله بالعبودية ، ولهذا الامام وآبائه - صلوات الله
عليهم - بالطاعة ( 1 ) .
ثم تنزل مقدما رجلك اليمنى وتقول : " بسم الله وبالله ، وفي سبيل الله
وعلى ملة رسول الله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله " وكبر الله واحمده وسبحه وهلله فاذا استقررت فيه فقف مستقبل
القبلة وقل :
سلام الله وبركاته وتحياته وصلواته على مولاي صاحب الزمان ، صاحب
الضياء والنور ، والدين المأثور ، واللواء المشهور ، والكتاب المنشور ، و
صاحب الدهور والعصور ، وخلف الحسن ، الامام المؤتمن ، والقائم المعتمد ، والمنصور
المؤيد ، والكهف والعضد ، وعماد الاسلام ، وركن الانام ، ومفتاح الكلام ،
وولي الاحكام ، وشمس الظلام ، وبدر التمام ، ونضرة الايام ، وصاحب
الصمصام ، وفلاق الهام ، والبحر القمقام ، والسيد الهمام ، وحجة الخصام ، وباب
المقام ليوم القيام والسلام على مفرج الكربات ، وخواض الغمرات ، ومنفس
الحسرات ، وبقية الله في أرضه ، وصاحب فرضه ، وحجته على خلقه ، وعيبة
علمه ، وموضع صدقه ، والمنتهى إليه مواريث الانبياء ، ولديه موجود آثار
الاوصياء ، وحجة الله وابن رسوله ، والقيم مقامه ، وولي أمرالله ،
* ( هامش ص 84 ) مصباح الزائر ص 216 . *
[ 85 ]
ورحمة الله وبركاته .
اللهم كما انتجبته لعلمك ، واصطفيته لحكمك ، وخصصته بمعرفتك ، و
جللته بكرامتك ، وغشيته برحمتك ، وربيته بنعمتك ، وغذيته بحكمتك ، و
اخترته لنفسك ، واجتبيته لبأسك ، وارتضيته لقدسك ، وجعلته هاديا لمن شئت
من خلقك ، وديان الدين بعدلك ، وفصل القضايا بين عبادك ، ووعدته أن تجمع
به الكلم ، وتفرج به عن الامم ، وتنير بعدله الظلم ، وتطفئ به نيران الظلم ،
وتقمع به حر الكفر و آثاره ، وتطهر به بلادك ، وتشفى به صدور عبادك ،
وتجمع به الممالك كلها ، قريبها وبعيدها ، عزيزها وذليلها ، شرقها وغربها ،
سهلها وجبلها ، صباها و دبورها ، شمالها وجنوبها ، برها وبحرها ، حزونها
ووعورها ، يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وتمكن له فيها ، وتنجز
به وعد المؤمنين ، حتى لا يشرك بك شيئا ، وحتى لا يبقى حق إلا ظهر ، ولا
عدل إلا زهر ، وحتى لا يستخفي بشئ من الحق ، مخافة أحد من الخلق .
اللهم صل عليه صلاة تظهر بها حجته ، وتوضح بها بهجته ، وترفع بها
درجته ، وتؤيد بها سلطانه ، وتعظم بها برهانه ، وتشرف بها مكانه ، وتعلي بها
بنيانه ، وتعز بها نصره ، وترفع بها قدره ، وتسمي بها ذكره ، وتظهر بها كلمته
وتكثر بها نصرته ، وتعز بها دعوته ، وتزيده بها إكراما ، وتجعله للمتقين
إماما وتبلغه في هذا المكان ، مثل هذا الاوان ، وفي كل مكان وأوان ، منا تحية
وسلاما ، لا يبلى جديده ، ولا يفنى عديده .
السلام عليك يا بقية الله في أرضه وبلاده ، وحجته على عباده ، السلام عليك
يا خلف السلف ، السلام عليك يا صاحب الشرف ، السلام عليك يا حجة المعبود ،
السلام عليك يا كلمة المحمود ، السلام عليك يا شمس الشموس ، السلام عليك يا مهدي
الارض ، و ( مبين ) عين الفرض ، السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان والعالي
الشأن ، السلام عليك يا خاتم الاوصياء ، وابن خاتم الانبياء ، السلام عليك يا معز
الاولياء ومذل الاعداء ، السلام عليك أيها الامام الوحيد ، والقائم الرشيد ،
[ 86 ]
السلام عليك أيها الامام الفريد ، السلام عليك أيها الامام المنتظر ، والحق
المشتهر ، السلام عليك أيها الامام الولي المجتبى ، والحق المنتهى ، السلام
عليك أيها الامام المرتجى لازالة الجور والعدوان ، السلام عليك أيها الامام
المبيد ، لاهل الفسوق والطغيان ، السلام عليك أيها الامام الهادم لبنيان الشرك
والنفاق ، والحاصد فروع الغي والشقاق ، السلام عليك أيها المدخر لتجديد
الفرائض والسنن ، السلام عليك يا طامس آثار الزيغ والاهواء ، وقاطع حبائل
الكذب والفتن والامتراء ، السلام عليك أيها المؤمل لاحيآء الدولة الشريفة
السلام عليك يا جامع الكلمة على التقوى ، السلام عليك يا باب الله ، السلام عليك
يا ثار الله ، السلام عليك يا محيي معالم الدين وأهله ، السلام عليك يا قاصم شوكة
المعتدين ، السلام عليك يا وجه الله الذي لا يهلك ولا يبلى إلى يوم الدين ، السلام
عليك يا ركن الايمان ، السلام عليك أيها السبب المتصل بين الارض والسماء
السلام عليك يا صاحب الفتح وناشر رأيه الهدى ، السلام عليك يا مؤلف شمل الصلاح
والرضا ، السلام عليك يا طالب ثار الانبياء ، وأبناء الانبياء ، والثائر بدم
المقتول
بكربلاء ، السلام عليك أيها المنصور على من اعتدى ، السلام عليك أيها المنتظر ( 1 )
المجاب إذا دعا ، السلام عليك يا بقية الخلائف ، البر التقي الباقي لازالة الجور
والعدوان .
السلام عليك يا ابن النبي المصطفى ، السلام عليك يا ابن على المرتضى ،
السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء ، السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى ، وابن
السادة المقربين ، والقادة المتقين ، السلام عليك يا ابن النجباء الاكرمين ، السلام
عليك
يا ابن الاصفياء المهتدين ، السلام عليك يا ابن الهداة المهديين ، السلام عليك يا
ابن
خيرة الخير ، السلام عليك يا ابن سادة البشر ، السلام عليك يا ابن الغطارفة
الاكرمين
والاطائب المطهرين ، السلام عليك يا ابن البررة المنتجبين ، والخضارمة الانجبين
السلام عليك يا ابن الحجج المنيرة ، والسراج المضيئة ، السلام عليك يا ابن الشهب
* ( هامش ص 86 ) ( 1 ) المضطر خ ل . *
[ 87 ]
الثاقبة ، السلام عليك يا ابن قواعد العلم ، السلام عليك ياابن معادن الحلم ،
السلام
عليك ياابن الكواكب الزاهرة ، والنجوم الباهرة ، السلام عليك يا ابن الشموس الطالعة
السلام عليك ياابن الاقمار الساطعة ، السلام عليك ياابن السبل الواضحة والاعلام
اللائحة ، السلام عليك ياابن السنن المشهورة ، السلام عليك ياابن المعالم المأثورة
،
السلام عليك ياابن الشواهد المشهودة والمعجزات الموجودة ، السلام عليك ياابن
الصراط المستقيم ، والنباء العظيم ، السلام عليك ياابن الايات البينات ، والدلائل
الظاهرات ، السلام عليك ياابن البراهين الواضحات ، السلام عليك ياابن الحجج
البالغات ، والنعم السابغات ، السلام عليك ياابن طه والمحكمات ، وياسين والذاريات
والطور والعاديات .
السلام عليك يا ابن من دنى فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى ، واقترب من
العلي الاعلى ليت شعرى أين استقرت بك النوى ، أم أنت بوادي طوى ، عزيز
............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 87 سطر 12 إلى صفحه 95 سطر 12
علي أن ترى الخلق ولا ترى ، ولا يسمع لك حسيس ولا نجوى ، عزيز علي أن
يرى الخلق ولا ترى ، عزيز علي أن تحيط بك الاعداء ، بنفسي أنت من مغيب
ما غاب عنا ، بنفسي أنت من نازح مانزح عنا ، ونحن نقول الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله أجمعين ( 1 ) .
ثم ترفع يديك وتقول : اللهم أنت كاشف الكرب والبلوى ، وإليك
نشكو فقد نبينا ، وغيبة إمامنا وابن بنت نبينا ، اللهم واملا به الارض قسطا
وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا ، اللهم صل على محمد وأهل بيته ، وأرنا سيدنا
وصاحبنا وإمامنا ومولانا صاحب الزمان ، وملجأ أهل عصرنا ، ومنجأ أهل دهرنا
ظاهر المقالة ، واضح الدلالة ، هاديا من الضلالة ، منقذا من الجهالة ، وأظهر معالمه
وثبت قواعده [ وأعز نصره ، وأطل عمره ، وابسط جاهه ، وأحي أمره ، وأظهر
نوره ، وقرب بعده ، وأنجز وعده ، وأوف عهده ، وزين الارض بطول بقائه ، و
دوام ملكه ، وعلو ارتقائه وارتفاعه ، وأنر مشاهده ، وثبت قواعده ، وعظم
* ( هامش ص 87 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 217 219 . *
[ 88 ]
برهانه وأمد سلطانه ، وأعل مكانه ، وقو أركانه ، وأرنا وجهه ، وأوضح بهجته ،
وارفع درجته ، وأظهر كلمته ، وأعز دعوته ، وأعطه سؤله ، وبلغه يا رب مأموله ، و
شرف مقامه ] ( 1 ) ، وعظم إكرامه ، وأعز به المؤمنين ، وأحي به سنن المرسلين ،
وأذل به المنافقين ، وأهلك به الجبارين ، واكفه بغي الحاسدين ، وأعذه من
شر الكائدين ، وازجر عنه إرادة الظالمين ، وأيده بجنود من الملائكة مسومين
وسلطه على أعداء دينك أجمعين ، واقصم به كل جبار عنيد ، وأخمد بسيفه كل
نار وقيد وأنفذ حكمه في كل مكان ، وأقم بسلطانه كل سلطان ، واقمع به
عبدة الاوثان ، وشرف به أهل القرآن والايمان ، وأظهر على كل الاديان ، و
اكبت من عاداه ، وأذل من ناواه ، واستأصل من جحد حقه ، وأنكر صدقه ،
واستهان بأمره ، وأراد إخماد ذكره ، وسعى في إطفاء نوره .
اللهم نور بنوره كل ظلمة ، واكشف به كل غمة ، وقدم أمامه الرعب
وثبت به القلب ، وأقم به نصرة الحرب ، واجعله القائم المؤمل ، والوصى
المفضل ، والامام المنتظر ، والعدل المختبر ، واملا به الارض عدلا وقسطا ،
كما ملئت جورا وظلما ، وأعنه على ما وليته واستخلفته واسترعيته ، حتى يجري
حكمه على كل حكم ، ويهدي بحقه كل ضلالة .
واحرسه اللهم بعينك التي لا تنام ، واكنفه بركنك الذي لا يرام ، وأعزه بعزك
الذي لا يضام ، واجعلني يا إلهي من عدده ومدده ، وأنصاره وأعوانه وأركانه ،
وأشياعه وأتباعه ، وأذقني طعم فرحته ، وألبسني ثوب بهجته ، واحضرني معه
لبيعته ، وتأكيد عقده ، بين الركن والمقام ، عند بيتك الحرام ، ووفقني يا
رب للقيام بطاعته ، والمثوى في خدمته ، والمكث في دولته ، واجتناب معصيته ،
فان توفيتني اللهم قبل ذلك ، فاجعلني يا رب فيمن يكر في رجعته ، ويملك في
دولته ، ويتمكن في أيامه ، ويستظل تحت أعلامه ، ويحشر في زمرته ، وتقر
عينه برؤيته ، بفضلك وإحسانك وكرمك وامتنانك ، إنك ذوالفضل العظيم ،
* ( هامش ص 88 ) ( 1 ) ما بين العلامتين زيادة من النسخة المخطوطة التى اوعزنا اليه
ص 31 . *
[ 89 ]
والمن القديم ، والاحسام الكريم ( 1 ) .
ثم صل في مكانك اثنتى عشرة ركعة واقرأ فيها ما شئت ، واهدهاله عليه السلام ،
فاذا سلمت في كل ركعتين فسبح تسبيح الزهراء عليها السلام وقل : اللهم أنت السلام
ومنك السلام ، وإليك يعود السلام ، حينا ربنا منك بالسلام ، اللهم إن هذه
الركعات هدية مني إلى وليك وابن وليك ، وابن أوليائك ، الامام ابن الائمة
الخلف الصالح الحجة صاحب الزمان ، فصل على محمد وآل محمد ، وبلغه إياها و
أعطني أفضل أملي ، ورجائى فيك وفي رسولك ، صلواتك عليه وعلى آله أجمعين .
فاذا فرغت من الصلاة فادع بهذا الدعاء وهو دعاء مشهور يدعى به في غيبة
القائم عليه السلام وهو : اللهم عرفنى نفسك فانك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فانك إن لم تعرفنى رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفنى
حجتك فانك إن لم تعرفني حجتك ظللت عن ديني ، اللهم لا تمتني ميتة جاهلية
ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني .
اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت علي طاعة من ولاة أمرك بعد رسولك
صلواتك عليه وآله ، حتى واليت ولاة أمرك أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب
والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة
القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين .
اللهم فثبتني على دينك ، واستعملني بطاعتك ، ولين قلبى لولي أمرك ، و
عافني مما امتحنت به خلقك ، وثبتني على طاعة ولي أمرك ، الذي سترته عن
خلقك ، وباذنك غاب عن بريتك ، وأمرك ينتظر ، وأنت العالم غير المعلم
بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الاذن له باظهار أمره ، وكشف سره فصبرني
على ذلك حتى لا احب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجلت ، ولا كشف ما
سترت ، ولا البحث عما كتمت ، ولا انازعك في تدبيرك ، ولا أقول لم وكيف ، ولا
ما بال ولي الامر لا يظهر ، وقد امتلات الارض من الجور ، وافوض اموري
* ( هامش ص 89 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 218 - 220 . *
[ 90 ]
كلها إليك
اللهم إني أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهرا ، نافذ الامر ، مع علمي بأن
لك السلطان ، والقدرة والبرهان ، والحجة والمشية ، والحول والقوة ، فافعل
بي ذلك وبجميع المؤمنين ، حتى ننظر إلى ولي أمرك صلواتك عليه وآله ظاهر
المقالة ، واضح الدلالة ، هاديا من الضلالة ، شافيا من الجهالة ، أبرز يارب مشاهده
وثبت قواعده ، واجعلنا ممن تقر عينه برؤيته ، وأقمنا بخدمته ، وتوفنا على
ملته ، واحشرنا في زمرته .
اللهم أعذه من شر جميع خلقك وذرأت وبرأت وأنشأت وصورت ،
واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، بحفظك الذي لا يضيع من
حفظته به ، واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك عليه وآله السلام ، ومد عمره
وزد في أجله ، وأعنه على ما وليته واسترعيته ، وزد في كرامتك له ، فانه الهادي
المهدي ، والقائم المهتدي ، والطاهر التقي ، الزكي النقى ، الرضي المرضى
الصابر الشكور المجتهد .
اللهم ولا تسلبنا اليقين لطول الامد في غيبته ، وانقطاع خبره عنا ، ولا تنسنا
ذكره وانتظاره والايمان به ، وقوة اليقين في ظهوره ، والدعاء له ، والصلاة عليه
حتى لا تقنطنا غيبته من قيامه ، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك
صلواتك عليه وآله ، وما جاء به من وحيك وتنزيلك ، فقو قلوبنا على الايمان به
حتى تسلك بنا على يديه منهاج الهدى ، والمحجة العظمى ، والطريقة الوسطى
وقونا على طاعته ، وثبتنا على متابعته ، واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره
والراضين بفعله ، ولا تسلبنا ذلك في حياتنا ، ولا عند وفاتنا ، حتى تتوفانا و
نحن على ذلك لا شاكين ولا ناكثين ولا مرتابين ولا مكذبين
اللهم عجل فرجه وأيده بالنصر ، وانصر ناصريه ، واخذل خاذليه ، ودمدم على من نصب له
وكذب به ، وأظهر به الحق ، وأمت به الجور ، واستنقذ به
عبادك المؤمنين من الذل ، وانعش به البلاد ، واقتل به الجبابرة والكفرة ، واقصم به
[ 91 ]
رؤوس الضلالة ، وذلل به الجبارين والكافرين ، وأبر به المنافقين والناكثين وجميع
المخالفين والملحدين ، في مشارق الارض ومغاربها وبرها وسهلها وجبلها ، حتى لا تدع
منهم ديارا ، ولا تبقى لهم آثارا ، طهر منهم بلادك ، واشف منهم صدور عبادك ، وجدد
به ما امتحى من دينك وأصلح به ما بدل من حكمك ، وغير من سنتك ، حتى يعود
دينك به وعلى يديه غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه ، ولا بدعة معه ، حتى تطفئ بعدله
نيران الكافرين ، فانه عبدك الذي استخلصته لنفسك ، وارتضيته لنصر دينك ، و
اصطفيته بعلمك ، وعصمته من الذنوب ، وبرأته من العيوب ، ( وأطلعته على الغيوب )
وأنعمت عليه ، وطهرته من الرجس ، ونقيته من الدنس .
اللهم فصل عليه وعلى آبائه الائمة الطاهرين وعلى شيعته المنتجبين ، وبلغهم
من أيامهم ما يأملون ، واجعل ذلك منا خالصا من كل شك وشبهة ورياء وسمعة ، حتى
لا نريد به غيرك ، ولا نطلب به إلا وجهك .
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ، وغيبة إمامنا ، وشدة الزمان علينا
ووقوع الفتن بنا ، وتظاهر الاعداء . وكثرة عدونا ، وقلة عددنا ، اللهم فافرج
ذلك عنا بفتح منك تعجله ، ونصر منك تعزه ، وإمام عدل تظهره ، إله الحق
آمين .
اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك ، وقتل أعدائك
في بلادك ، حتى لا تدع للجور يا رب دعامة إلا قصمتها ، ولا بقية إلا أفنيتها
ولا قوة إلا أوهنتها ، ولا ركنا إلا هدمته ، ولا حدا إلا فللته ، ولا سلاحا إلا
أذللته
ولا راية إلا نكستها ، ولا شجاعا إلا قتلته ، ولا جيشا إلا خذلته ، وارمهم يا رب
بحجرك الدامغ ، واضربهم بسيفك القاطع ، وبأسك الذي لا ترد عن القوم المجرمين
وعذب أعداءك وأعداء وليك وأعداء رسولك صلواتك عليه وآله بيد وليك
وأيدي عبادك المؤمنين .
اللهم اكف وليك وحجتك في أرضك هول عدوه ، وكيد من أراده ، وامكر
بمن مكر به ، واجعل دائرة السوء على من أراد به سوء ، واقطع عنه مادتهم ،
[ 92 ]
وأرعب له قلوبهم ، وزلزل أقدامهم ، وخذهم جهرة وبغتة ، وشدد عليهم العذابك
وأخزهم في عبادك ، والعنهم في بلادك ، وأسكنهم أسفل نارك ، وأحط بهم أشد عذابك
وأصلهم نارا ، واحش قبور موتاهم نارا ، وأصلهم حر نارك ، فانهم أضاعوا
الصلواة ، واتبعوا الشهوات ، وأضلوا عبادك ، وأخربوا بلادك .
اللهم وأحي بوليك القرآن ، وأرنا نوره سرمدا لا ليل فيه ، وأحي به
القلوب الميتة ، واشف به الصدور الوغرة ، واجمع به الاهواء المختلفة على الحق
وأقم به الحدود المعطلة ، والاحكام المهملة ، حتى لا يبقى حق إلا ظهر ، ولا عدل
إلا زهر ، واجعلنا يا رب من أعوانه ، ومقوية سلطانه ، والمؤتمرين لامره
والراضين بفعله ، والمسلمين لاحكامه ، وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك .
وأنت يا رب الذي تكشف الضر ، وتجيب المضطر إذا دعاك ، وتنجي من
الكرب العظيم ، فاكشف الضر عن وليك ، واجعله خليفة في أرضك ، كما
ضمنت له .
اللهم لا تجعلنى من خصماء آل محمد عليهم السلام ، ولا تجعلنى من أعداء آل محمد
عليهم السلام
ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على محمد وآل محمد عليهم السلام ، فاني أعوذ بك من
ذلك
فأعذني ، وأستجير بك فأجرني ، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بهم عندك فائزا
في الدنيا والاخرة ومن المقربين ، آمين يا رب العالمين ( 1 ) .
زيارة اخرى له صلوات الله عليه وهي المعروفة بالندبة خرجت من الناحية
المحفوفة بالقدس إلى أبي جعفر محمد بن عبدالله الحميري رحمه الله وأمر أن تتلى
في السرداب المقدس وهي :
بسم الله الرحمن الرحيم لا لامر الله تعقلون ، ولا من أوليائه تقبلون ،
حكمة بالغة فما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون ، السلام علينا وعلى عباد
الله الصالحين ، سلام على آل ياسين ، ذلك هو الفضل المبين ، والله ذوالفضل العظيم
لمن يهديه صراطه المستقيم ، قد آتاكم الله يا آل يسين خلافته ، وعلم مجاري
* ( هامش ص 92 ) ( 1 ) مصباح الزائر : ص 220 - 223 .
[ 93 ]
أمره فيما قضاه ودبره ، ورتبه وأراده في ملكوته ، فكشف لكم الغطاء وأنتم خزنته
وشهداؤه وعلماؤه وامناؤه ، وساسة العباد ، وأركان البلاد ، وقضاة الاحكام ، وأبواب
الايمان ، وسلالة النبيين ، وصفوة المرسلين ، وعترة خيرة رب العالمين ، ومن
تقديره منايح العطاء بكم إنفاذه محتوما مقرونا ، فما شئ منا إلا وأنتم له السبب
وإليه السبيل ، خياره لوليكم نعمة ، وانتقامه من عدوكم سخطة ، فلا نجاة ولا مفزع
إلا أنتم ، ولا مذهب عنكم ، يا أعين الله الناظرة ، وحملة معرفته ، ومساكن توحيده
في أرضه وسمائه . وأنت يا مولاي ويا حجة الله وبقيته كمال نعمته ، ووارث
أنبيائه وخلفائه ، ما بلغناه من دهرنا ، وصاحب الرجعة لوعد ربنا ، التي فيها دولة
الحق وفرجنا ، ونصرالله لنا وعزنا .
السلام عليك أيها العلم المنصوب ، والعلم المصبوب ، والغوث والرحمة
الواسعة ، وعدا غير مكذوب ، السلام عليك يا صاحب المرأى والمسمع ، الذي
بعين الله مواثيقه ، وبيدالله عهوده ، وبقدرة الله سلطانه ، أنت الحكيم الذي لا
تعجله
الغضبة ، والكريم الذي لا تبخله الحفيظة ، والعالم الذي لا تجهله الحمية ،
مجاهدتك في الله ذات مشية الله ، ومقارعتك في الله ذات انتقام الله ، وصبرك في الله
ذو أناة
الله ، وشكرك لله ذو مزيد الله ورحمته .
السلام عليك يا محفوظا بالله ! الله نور أمامه وورائه ويمينه وشماله ،
وفوقه وتحته ، السلام عليك يا مخزونا في قدرة الله نور سمعه وبصره ، السلام
عليك يا وعدالله الذي ضمنه ، ويا ميثاق الله الذي أخذه ووكده ، السلام عليك يا
داعي الله وديان دينه ، السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه ، السلام عليك يا
حجة الله ودليل إرادته ، السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه ، السلام عليك
في آناء الليل والنهار ، السلام عليك يا بقية الله في أرضه ، السلام عليك حين
تقوم ، السلام عليك حين تقعد ، السلام عليك حين تقرأ وتبين ، السلام عليك
حين تصلي وتقنت ، السلام عليك حين تركع وتسجد ، السلام عليك حين تعوذ
وتسبح ، السلام عليك حين تهلل وتكبر ، السلام عليك حين تحمد وتستغفر ،
[ 94 ]
السلام عليك حين تمجد وتمدح ، السلام عليك حين تمسي وتصبح .
السلام عليك في الليل إذا يغشى ، والنهار إذا تجلى ، السلام عليك في
الاخرة والاولى ، السلام عليكم يا حجج الله ودعاتنا ، وهداتنا ورعاتنا ، وقادتنا
وأئمتنا
وسادتنا وموالينا ، السلام عليكم أنتم نورنا ، وأنتم جاهنا أوقات صلواتنا ، وعصمتنا
بكم لدعائنا وصلاتنا وصيامنا واستغفارنا وسائر أعمالنا ، السلام عليك أيها الامام
المأمون ، السلام عليك أيها الامام المامول ، السلام عليك بجوامع السلام .
اشهد يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا
عبده ورسوله ، لا حبيب إلا هو وأهله ، وأن أمير المؤمنين حجته ، وأن الحسن حجته
وأن الحسين حجته ، وأن علي بن الحسين حجته ، وأن محمد بن علي حجته ، وأن
جعفربن محمد حجته ، وأن موسى بن جعفر حجته ، وأن علي بن موسى حجته ، وأن محمد
ابن علي حجته ، وأن علي بن محمد حجته ، وأن الحسن بن علي حجته ، وأنت حجته
وأن الانبياء دعاة وهداة رشدكم ، أنتم الاول والاخر وخاتمته ، وان رجعتكم
حق لا شك فيها ، ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها
خيرا ، وان الموت حق ، وان المنكرا ونكيرا حق وان النشر حق ، والبعث
حق ، وان الصراط حق ، وان المرصاد حق ، وان الميزان حق والحساب
حق ، وان الجنة حق ، والنار حق ، والجزاء بهما ، للوعد والوعيد حق
وأنكم للشفاعة حق لا تردون ولا تسبقون ، بمشية الله وبأمره تعملون ، ولله
الرحمة والكلمة العليا ، وبيده الحسنى وحجة الله النعمى ، خلق الجن والانس
لعبادته ، أراد من عباده عبادته ، فشقي وسعيد ، قد شقي من خالفكم ، وسعد من
أطاعكم .
وأنت يا مولاي فاشهد بما أشهدتك عليه ، تخزنه وتحفظه لي عندك أموت
عليه ، وأنشر عليه ، وأقف به وليا لك ، بريئا من عدوك ، ماقتا لمن أبغضكم ،
وادا لمن أحببتم ، فالحق مارضيتموه ، والباطل ما سخطتموه ، والمعروف ما أمرتم
به ، والمنكر ما نهيتم عنه ، والقضاء المثبت ما استأثرت به مشيتكم ، والممحو
[ 95 ]
ما لا استأثرت به سنتكم .
فلا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ومحمد عبده ورسوله ، علي أمير المؤمنين
وحجة ، الحسن حجته ، الحسين حجته ، على حجته ، محمد حجته ، جعفر
حجته ، موسى حجته ، علي حجته ، محمد حجته ، على حجته ، الحسن حجته ،
وأنت حجته ، وأنتم حججه وبراهينه ، أنا يا مولاي مستبشر بالبيعة التي أخذ الله
على شرطه ، قتالا في سبيله اشترى به أنفس المؤمنين ، فنفسي مؤمنة بالله وحده
لا شريك له ، وبرسوله وبأمير المؤمنين وبكم يا موالي ، أولكم وآخركم ، ونصرتي
لكم معدة ، ومودتي خالصة لكم ، وبراءتي من أعدائكم : أهل الحردة
والجدال ثابتة ، لثاركم أنا ولي وحيد ، والله إله الحق جعلني بذلك ، آمين
آمين ، من لي إلا أنت فيما دنت واعتصمت بك فيه ، تحرسني فيما تقربت به
إليك ، يا وقاية الله وستره وبركته ، أغننى أدنى أدركنى صلني بك ولا تقطعنى .
اللهم بهم إليك توسلي وتقربي ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وصلني
............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 95 سطر 13 إلى صفحه 103 سطر 13
بهم ولا تقطعني ، بحجتك اعصمني ، وسلامك على آل يسين ، مولاي أنت الجاه
عند الله ربك وربي إنه حميد مجيد ، اللهم إني أسئلك باسمك الذي خلقته من
ذلك ، واستقر فيك ، فلا يخرج منك إلى شئ أبدا ، أيا كينون أيا مكون أيا
متعال أيا متقدس أيا مترحم أيا مترئف أيا متحنن ، أسئلك كما خلقته غضا
أن تصلي على محمد نبي رحمتك ، وكلمة نورك ، ووالد هداة رحمتك ، واملا قلبي
نور اليقين ، وصدري نور الايمان ، وفكري نور الثبات ، وعزمي نور التوفيق ،
وذكائي نور العلم ، وقوتي نور العمل ، ولساني نور الصدق ، وديني نور البصآئر
من عندك ، وبصري نور الضيآء ، وسمعي نور وعي الحكمة ، ومودتي نور الموالاة
لمحمد وآله عليهم السلام ، ونفسي نور قوة البراءة من أعداء محمد وأعداء آل محمد ،
حتى ألقاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك ، فلتسعني رحمتك يا ولي يا حميد ، بمرأى
آل محمد ومسمعك يا حجة الله دعائي ، فوفني منجزات إجابتى ، أعتصم بك ، معك
[ 96 ]
معك معك سمعى ورضاي يا كريم ( 1 ) .
اقول : قال مؤلف المزار الكبير : حدثنا الشيخ الفقيه أبومحمد عربى بن
مسافر رضي الله عنه بداره بالحلة في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة
وحدثني الشيخ أبوالبقاء هبة الله بن نماء بن علي بن حمدون قالا جميعا : حدثنا
الشيخ الامين الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال البغدادي ره بمشهد
مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، قال : حدثنا الشيخ المفيد
أبوعلي الحسن بن محمد الطوسي رضي الله عنه بالمشهد المذكور عن والده أبي جعفر
الطوسي رضي الله عنه عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن أشناس البزاز ، عن محمد
ابن أحمد بن يحيى القمى ، عن محمد بن علي بن زنجويه القمي ، عن محمد بن عبدالله
ابن جعفر الحميري .
قال : أبوعلي الحسن بن أشناس : وأخبرنا أبوالمفضل محمد بن عبيد الله
الشيباني أن أبا جعفر محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، أخبره وأجاز له جميع
ما رواه أنه خرج اليه من الناحية المقدسة حرسها الله ، بعد المسائل والصلاة
والتوجه أوله :
بسم الله الرحمن الرحيم : لا لامر الله تعقلون ، ولا من أوليائه تقبلون ،
حكمة بالغة عن قوم لا يؤمنون ، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فاذا
أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى : سلام على
آل ياسين ، ذلك هو الفضل المبين ، والله ذوالفضل العظيم ، من يهديه
صراطه المستقيم .
التوجه : قد آتاكم الله يا آل ياسين خلافته ومجارى أمره .
أقول : وساق الدعاء إلى آخر مامر ، ثم قال ره في المزار الكبير : ذكر
التوجه إلى الحجة صاحب الزمان صلوات الله عليه بالزيارة بعد صلاة اثنتى
عشرة ركعة ( 2 ) .
* ( هامش ص 96 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 223 225 .
( 2 ) المزار الكبير ص 188 .
[ 97 ]
قال أبوعلي الحسن بن أشناس : وأخبرنا أبومحمد عبدالله بن محمد الدعجلي
قال ، أخبرنا أبوالحسين حمزة بن الحسن بن شبيب قال : عرفنا أبو
عبدالله أحمد بن إبراهيم قال : شكوت إلى أبي جعفر محمد بن عثمان شوقي إلى
رؤية مولانا عليه السلام فقال لي : مع الشوق تشتهي أن تراه ؟ فقلت له : نعم ، فقال
: لي
شكرالله لك شوقك وأراك وجهه في يسر وعافية ، لا تلتمس يا أبا عبدالله أن تراه
فان أيام الغيبة تشتاق اليه ولا تسئل الاجتماع معه إنها عزائم الله والتسليم لها
أولى
ولكن توجه اليه بالزيارة ، وأما كيف يعمل وما املاه ؟ عند محمد بن على فانسخوه
من عنده ، وهو التوجه إلى الصاحب بالزيارة بعد صلاة اثنتى عشرة ركعة تقرأ
قل هو الله أحد في جميعها ركعتين ركعتين ، ثم تصلي على محمد وآله وتقول قول الله جل
اسمه : سلام على آل ياسين ، ذلك هو الفضل المبين ، من عند الله ، والله ذوالفضل
العظيم ، إمامه من يهديه صراطه المستقيم ، وقد آتاكم الله خلافته يا آل ياسين .
وذكرنا في الزيارة وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين ( 1 ) .
أقول : ولعله أشار بقوله وذكرنا في الزيارة إلى أنه يتلو بعد ذلك زيارة
الندبة كما مر ، فظهر من هذا الخبر أن الصلاة قبل الزيارة وأنها اثنتا
عشرة ركعة .
ثم قال السيد رحمه الله : زيارة اخرى له صلوات الله عليه تصلي ركعتين
وتقول بعدهما : سلام الله الكامل التام ، الشامل العام ، وصلواته وبركاته
الدائمة ، على حجة الله ووليه في أرضه وبلاده ، وخليفته في خلقه وعباده ،
وسلالة النبوة ، وبقية العترة والصفوة ، صاحب الزمان ، ومظهر الايمان ،
والحجة القائم المهدي ، الامام المنتظر المرضي ، الطاهر ابن الائمة المعصومين
السلام عليك يا وارث علم النبيين ، ومستودع حكم الوصيين ، السلام عليك يا عصمة
الدين ، السلام عليك يا معز المؤمنين المستضعفين ، السلام عليك
* ( هامش ص 97 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 194 . *
[ 98 ]
يا مذل الكافرين المتكبرين .
السلام عليك يا مولاي صاحب الزمان ، يا ابن رسول الله ، السلام عليك
يا ابن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء ، سيدة نساء العالمين
السلام عليك يا ابن الائمة الحجج على الخلق أجمعين ، السلام عليك يا مولاي
سلام مخلص لك في الولاء ، أشهد أنك الامام المهدى قولا وفعلا ، وأنك الذي
تملا الارض قسطا وعدلا ، عجل الله فرجك ، وسهل مخرجك ، وقرب زمانك
وكثر أنصارك وأعوانك ، وأنجز لك وعدك ، فهو أصدق القائلين " ونريد أن نمن على الذين
استضعفوا في الارض ، ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " يا مولاي حاجتي
كذاو كذا فاشفع لي إلى ربك في نجاحها ، وادع بما أحببت وتنصرف ولا تحول
وجهك حتى تخرج من الباب ( 1 ) .
أقول : سيأتي سند هذه الزيارة في باب رقاع الحوائج وفيه أنه يقرأ في
الركعة الاولى بعد الفاتحة سورة إنا فتحنا ، وفي الثانية إذا جاء نصر الله .
زيارة اخرى له عليه السلام قد تقدم ذكر الاستيذان في أول زيارته عليه السلام فأغنى
ذلك عن الاعادة في كل زيارة ، فاذا دخلت بعد الاذن فقل : اللسلام عليك يا خليفة
الله في أرضه ، وخليفة رسوله وآبائه الائمة المعصومين المهديين ، السلام عليك
يا حافظ أسرار رب العالمين ، السلام عليك يا وارث علم المرسلين ، السلام عليك
يا بقية الله من الصفوة المنتجبين ، السلام عليك يا ابن الانوار الزاهرة ، السلام
عليك يا ابن الاشباح الباهرة ، السلام عليك يا ابن الصور النيرة الطاهرة ، السلام
عليك يا وارث كنز العلوم الالهية ، السلام عليك يا حافظ مكنون الاسرار الربانية
السلام عليك يا من خضعت له الانوار المجدية ، السلام عليك يا باب الله الذي
لايؤتى إلا منه ، السلام عليك يا حجاب الله الازلي القديم ، السلام عليك يا ابن
شجرة طوبى وسدرة
المنتهى ، السلام عليك يا نور الله الذي لا يطفى ، السلام عليك يا حجة الله التي
* ( هامش ص 98 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 225 226 . *
[ 99 ]
لا تخفى ، السلام عليك يا لسان الله المعبر عنه ، السلام عليك يا وجه الله المتقلب
بين أظهر عباده ، سلام من عرفك بما تعرفت به إليه ، ونعتك ببعض نعوتك التي
أنت أهلها وفوقها .
أشهد أنك الحجة على من مضى ومن بقى ، وأن حزبك هم الغالبون ،
وأولياءك هم الفائزون ، وأعداءك هم الخاسرون ، وأنك حائز كل علم ، وفاتق
كل رتق ، ومحقق كل حق ، ومبطل كل باطل ، وسابق لا يلحق ، رضيت
بك يا مولاي إماما وهاديا ، ووليا ومرشدا ، لا أبتغي بك بدلا ، ولا أتخذ من دونك
وليا ، وأنك الحق الثابت الذى لا ريب فيه ، لا أرتاب ولا أغتاب لامد الغيبة ،
ولا أتحير لطول المدة ، وأن وعد الله بك حق ، ونصرته لدينه بك صدق ، طوبى
لمن سعد بولايتك ، وويل لمن شقى بجحودك ، وأنت الشافع المطاع الذي
لا يدافع ، ذخرك الله سبحانه لنصرة الدين ، وإعزاز المؤمنين ، والانتقام من
الجاهدين ، الاعمال موقوفة على ولايتك ، والاقوال معتبرة بإمامتك ، من
جاء بولايتك واعترف بإمامتك قبلت أعماله ، وصدقت أقواله ، وتضاعف له
الحسنات ، وتمحى عنه السيئات ، ومن زل عن معرفتك ، واستبدل بك غيرك ،
أكبه الله على منخريه في النار ، ولم يقبل له عملا ، ولم يقم له يوم
القيامة وزنا .
أشهد يا مولاي أن مقالي ظاهره كباطنه ، وسره كعلانيته ، وأنت الشاهد
علي بذلك وهو عهدي إليك ، وميثاقي المعهود لديك إذ أنت نظام الدين ، وعز
الموحدين ، ويعسوب المتقين ، وبذلك أمرني فيك رب العالمين ،
فلو تطاولت الدهور وتمادت الاعصار ، لم أزدد بك إلا يقينا ، ولك إلا
حبا ، وعليك إلا اعتمادا ، ولظهورك إلا توقعا ، ومرابطة بنفسي ومالي وجميع
ما أنعم به على ربي ، فان أدركت أيامك الزاهرة ، وأعلامك الظاهرة ، ودولتك
القاهرة ، فعبد من عبيدك ، معترف بحقك ، متصرف بين أمرك ونهيك ، أرجو
[100]
بطاعتك الشهادة بين يديك ، وبولايتك السعادة فيما لديك ، وإن أدركني الموت
قبل ظهورك فأتوسل بك إلى الله سبحانه أن يصلي على محمد وآل محمد ، وأن يجعل لي
كرة في ظهورك ، ورجعة في أيامك ، لابلغ من طاعتك مرادي ، وأشفي من أعدائك
فؤادي ، يامولاي وقفت في زيارتي إياك موقف الخاطئين ، المستغفرين النادمين
أقول : عملت سوء وظلمت نفسي ، وعلى شفاعتك يا مولاي متكلي ومعولي ، وأنت
ركني وثقتي ، ووسيلتي إلى ربي ، وحسبي بك وليا ومولى وشفيعا ، والحمد
لله الذي هدانى لولايتك ، وما كنت لاهتدي لو لا أن هدانى الله حمدا يقتضى ثبات
النعمة ، وشكرا بوجب المزيد من فضله ، والسلام عليك يا مولاي وعلى آبائك
موالي الائمة المهتدين ، ورحمة الله وبركاته ، وعلي منكم السلام .
ثم صل صلاة الزيارة وقد تقدم بيانها في الزيارة الاولى فاذافرغت منها
فقل : اللهم صل على محمد وأهل بيته ، الهادين المهديين ، العلماء الصادقين
الاوصياء المرضيين ، دعائم دينك ، وأركان توحيدك ، وتراجمة وحيك ، وحججك
على خلقك ، وخلفائك في أرضك ، فهم الذين اخترتهم لنفسك ، واصطفيتهم على
عبادك ، وارتضيتهم لدينك ، وخصصتهم بمعرفتك ، وجللتهم بكرامتك ، وغذيتهم
بحكمتك ، وغشيتهم برحمتك ، وزينتهم بنعمك ، وألبستهم من نورك ورفعهتم
في ملكوتك ، وحففتهم بملائكتك وشرفتهم بنبيك .
اللهم صل على محمد صلاة زاكية نامية ، كثيرة طيبة دائمة ، لا يحيط
بها إلا أنت ، ولا يسعها إلا علمك ، ولا يحصيها أحد غيرك ، اللهم صل على وليك
المحيي لسنتك ، القائم بأمرك ، الداعي إليك ، الدليل عليك ، وحجتك على
خلقك ، وخليفتك في أرضك ، وشاهدك على عبادك .
اللهم أعز نصره ، وامدد في عمره ، وزين الارض بطول بقائه ، اللهم
اكفه بغي الحاسدين ، وأعذه من شر الكائدين ، وازجر عنه إرادة الظالمين ،
وخلصه من أيدى الجبارين ، اللهم أعطه في نفسه وذريته ، وشيعته ورعيته ، و
[101]
خاصته وعامته ، ومن جميع أهل الدنيا ما تقر به عينه ، وتسر به نفسه ، وبلغه
أفضل أمله في الدنيا والاخرة إنك على كل شئ قدير . ثم ادع الله بما
أحببت ( 1 ) .
زيارة اخرى مستحسنة يزار بها صلوات الله عليه وسلامه تقول : السلام على
الحق الجديد ، والعالم الذي علمه لا يبيد ، السلام على محيي المؤمنين ، ومبير
الكافرين ، السلام على مهدي الامم ، وجامع الكلم ، السلام على خلف السلف ،
وصاحب الشرف ، السلام على حجة المعبود ، وكلمة المحمود ، السلام على معز الاولياء ،
ومذل الاعداء ، السلام على وارث الانبياء ، وخاتم الاوصياء
السلام على القائم المنتظر ، والعدل المشتهر ، السلام على السيف الشاهر ، والقمر
الزاهر ، والنور الباهر السلام على شمس الظلام ، وبدر التمام ، السلام على
ربيع الانام ، ونضرة الايام ، السلام على صاحب الصمصام ، وفلاق الهام ، السلام
على صاحب الدين المأثور ، والكتاب المسطور ، السلام على بقية الله في بلاده ،
وحجته على عباده ، المنتهى إليه مواريث الانبياء ، ولديه موجود آثار الاصفياء ،
المؤتمن على السر ، والولي للامر .
السلام على المهدي ، الذي وعد الله عزوجل به الامم ، أن يجمع به الكلم
ويلم به الشعث ، ويملا به الارض قسطا وعدلا ، ويمكن له ، وينجز به وعد
المؤمنين ، أشهد يا مولاي أنك والائمة من آبائك ، أئمتي وموالي ، في الحياة
الدنيا ويوم يقوم الاشهاد ، أسئلك يا مولاي أن تسأل الله تبارك وتعالى في صلاح
شأني ، وقضاء حوائجي ، وغفران ذنوبي ، والاخذ بيدي في ديني ودنياى وآخرتي
لي ولاخواني وأخواتي المؤمنين والمؤمنات كافة ، إنه غفور رحيم .
ثم صل صلاة الزيارة بما قدمناه فاذا فرغت فقل : اللهم صل على حجتك
في أرضك ، وخليفتك في بلادك ، الداعي إلى سبيلك ، والقائم بقسطك ، والفائز
بأمرك ، ولي المؤمنين ، ومبير الكافرين ومجلي الظلمة ، ومنير الحق ،
* ( هامش ص 101 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 226 - 228 . *
[102]
والصادع بالحكمة ، والموعظة الحسنة والصدق ، وكلمتك وعيبتك وعينك في
أرضك ، المترقب الخائف ، الولي الناصح ، سفينة ، النجاة وعلم الهدى ، ونور
أبصار الورى ، وخير من تقمص وارتدى ، والوتر الموتور ، ومفرج الكرب ،
ومزيل الهم ، وكاشف البلوى ، صلوات الله عليه وعلى آبائه الائمة الهادين ، و
القادة الميامين ، ما طلعت كواكب الاسحار ، وأورقت الاشجار ، وأينعت الاثمار
واختلف الليل والنهار ، وغردت الاطيار .
اللهم انفعنا بحبه ، واحشرنا في زمرته ، وتحت لوائه ، إله الحق آمين
رب العالمين .
( الصلاة عليه صلى الله عليه ) : اللهم صل على محمد وأهل بيته ، وصل على
ولي الحسن ووصيه ووارثه ، القائم بأمرك ، والغائب في خلقك ، والمنتظر
لاذنك .
اللهم صل عليه وقرب بعده ، وأنجز وعده ، وأوف عهده ، واكشف عن
بأسه حجاب الغيبة ، وأظهر بظهوره صحائف المحنة ، وقدم أمامه الرعب ، وثبت
به القلب ، وأقم به الحرب ، وأيده بجند من الملائكة مسومين ، وسلطه على
أعداء دينك أجمعين ، وألهمه أن لا يدع منهم ركنا إلا هده ، ولا هاما إلا قده
ولا كيد إلا رده ، ولا فاسقا إلا حده ، ولا فرعون إلا أهلكه ، ولا سترا إلا
هتكه ، ولا علما إلا نكسه ، ولا سلطانا إلا كبسه ، ولا رمحا إلا قصفه ، ولا
مطردا إلا خرقه ، ولا حندا إلا فرقه ، ولا منبرا إلا أحرقه ، ولا سيفا إلا كسره
ولا صنما إلا رضه ولا دما إلا أراقه ، ولا جورا إلا أباده ، ولا حصنا إلا هدمه
ولا بابا إلا ردمه ، ولا قصرا إلا أخربه ، ولا مسكنا إلا فتشه ، ولا سهلا إلا
أوطنه ، ولا جبلا إلا صعده ، ولا كنزا إلا أخرجه ، برحمتك يا أرحم
الراحمين ( 1 ) .
زيارة اخرى يزار بها مولانا صاحب الامر صلوات الله عليه : إذا زرت العسكريين
* ( هامش ص 102 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 228 - 229 . *
[103]
صلوات الله عليهما فأت إلى السرداب وقف ماسكا جانب الباب كالمستأذن وسم ،
وانزل وعليك السكينة والوقار ، وصل ركعتين في عرصة السرداب وقل :
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، ولله الحمد ، الحمد لله الذي
هدانا لهذا ، وعرفنا أولياؤه وأعداءه ، ووفقنا لزيارة أئمتنا ولم يجعلنا من
المعاندين
الناصبين ، ولا من الغلاة المفوضين ، ولا من المرتابين المقصرين ، السلام على
ولي الله وابن أوليائه ، السلام على المدخر لكرامة ( أولياء ) ظ الله وبوار أعدائه
السلام على نور الذي أراد أهل الكفر إطفاءه ، فأبى الله إلا أن يتم نوره بكرههم
وأيده بالحياة حتى يظهر على يده الحق برغمهم ، أشهد أن الله اصطفاك صغيرا
وأكمل لك علومه كبيرا ، وأنك حي لا تموت حتى تبطل الجبت والطاغوت .
اللهم صل عليه وعلى خدامه وأعوانه ، على غيبته ونأيه ، واستره سترا
عزيزا واجعل له معقلا حريزا واشدد اللهم وطأتك على معانديه ، واحرس مواليه
وزائريه . اللهم كما جعلت قلبي بذكره معمورا ، فاجعل سلاحي بنصرته مشهورا
وإن حال بيني وبين لقائه الموت الذي جعلته على عبادك حتما ، وأقدرت به على
............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 103 سطر 14 إلى صفحه 111 سطر 14
خليفتك رغما ، فابعثني عند خروجه ، ظاهرا من حفرتي ، مؤتزرا كفني ، حتى
اجاهد بين يديه ، في الصف الذي أثنيت على أهله في كتابك ، فقلت " كأنهم
بنيان مرصوص " .
اللهم طال الانتظار ، وشمت بنا الفجار ، وصعب علينا الانتصار ، اللهم أرنا
وجه وليك الميمون ، في حياتنا وبعد المنون ، اللهم إني أدين لك بالرجعة ،
بين يدي صاحب هذه البقعة ، الغوث الغوث الغوث ، يا صاحب الزمان ، قطعت
في وصلتك الخلان ، وهجرت لزيارتك الاوطان ، وأخفيت أمري عن أهل البلدان
لتكون شفيعا عند ربك وربي ، وإلى آبائك وموالي في حسن التوفيق لي ،
وإسباغ النعمة علي ، وسوق الاحسان إلى .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، أصحاب الحق ، وقادة الخلق ، واستجب
مني ما دعوتك ، وأعطني ما لم أنطق به في دعائي ، من صلاح ديني ودنياي ، إنك
[104]
حميد مجيد ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .
ثم ادخل الصفة فصل ركعتين وقل : اللهم عبدك الزائر في فناء وليك
المزور ، الذي فرضت طاعته على العبيد والاحرار ، وأنقدت به أولياءك من عذاب
النار ، اللهم اجعلها زيارة مقبولة ذات دعاء مستجاب من مصدق بوليك غير مرتاب
اللهم لا تجعله آخر العهد به ولا بزيارته ، ولا تقطع أثري من مشهده ، وزيارة
أبيه وجده ، اللهم أخلف علي نفقتى ، وانفعني بما رزقتني ، في دنياي وآخرتي
لي ولاخوانى وأبوي وجميع عترتي ، أستودعك الله أيها الامام الذي تفوز به
المؤمنون ، ويهلك على يديه الكافرون المكذبون .
يا مولاي ياابن الحسن بن علي جئتك زائرا لك ولابيك وجدك متيقنا الفوز
بكم ، معتقدا إمامتكم ، اللهم اكتب هذه الشهادة والزيارة لي عندك في عليين
وبلغني بلاغ الصالحين ، وانفعني بحبهم يا رب العالمين ( 1 ) .
أقول : أورد محمد بن المشهدي هذه الزيارة في المزار الكبير مثلها سواء ( 2 )
ثم قال السيد رضي الله عنه : ذكر بعض أصحابنا قال : قال محمد بن علي
ابن أبي قرة نقلت من كتاب محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري رضي الله عنه دعاء
الندبة وذكر أنه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه ، ويستحب أن يدعى
به في الاعياد الاربعة وهو :
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله وسلم تسليما ، اللهم
لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أوليائك ، الذين استخلصتهم لنفسك ودينك ،
إذ اخترت لهم جزيل ما عندك ، من النعيم المقيم ، الذي لا زوال له ولا اضمحلال
بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها
فشرطوا لك ذلك ، وعلمت منهم الوفاء به ، فقبلتهم وقربتهم وقدمت لهم الذكر
العلي ، والثناء الجلي ، وأهبطت عليهم ملائكتك . وكرمتهم بوحيك ، ورفدتهم
* ( هامش ص 104 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 229 - 230 .
( 2 ) المزار الكبير ص 216 - 217 . *
[105]
بعلمك ، وجعلتهم الذرائع إليك ، والوسيلة إلى رضوانك .
فبعض أسكنته جنتك إلى أن أخرجته منها ، وبعضهم حملته في فلكك ونجيته
مع من آمن معه من الهلكة برحمتك ، وبعض اتخذته لنفسك خليلا ، وسألك
لسان صدق في الاخرة فأجبته ، وجعلت ذلك عليا ، وبعض كلمته من شجرة تكليما
وجعلت له من أخيه ردءا ووزيرا ، وبعض أولدته من غير أب ، وآتيته البينات
وأيدته بروح القدس ، وكل شرعت له شريعة ، ونهجت له منهاجا وتخيرت له
أوصياء مستحفظا بعد مستحفظ ، من مدة إلى مدة ، إقامة لدينك ، وحجة على
عبادك ، ولئلا يزول الحق عن مقره ، ويغلب الباطل على أهله ، ولئلا يقول
أحد " لولا أرسلت الينا رسولا منذرا ، وأقمت لنا علما هاديا ، فنتبع آياتك من قبل
أن نذل ونخزى " .
إلى أن انتهيت بالامر إلى حبيبك ونجيبك محمد صلى الله عليه واله ، فكان كما انتجبته
،
سيد من خلقته ، وصفوة من اصطفيته ، وأفضل من اجتبيته ، وأكرم من اعتمدته
قدمته على أنبيائك ، وبعثته إلى الثقلين من عبادك ، وأوطأته مشارقك ومغاربك
وسخرت له البراق ، وعرجت بروحه إلى سمآئك ، وأودعته علم ما كان وما يكون
إلى انقضاء خلقك ، ثم نصرته بالرعب ، وحففته بجبرئيل وميكائيل والمسومين
من ملائكتك ، ووعدته أن تظهر دينه على الدين كله ، ولو كره المشركون
وذلك بعد أن بوأته مبوأ صدق من أهله ، وجعلت له ولهم أول بيت وضع للناس
للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ، ومن دخله
كان آمنا ، وقلت ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا .
ثم جعلت أجر محمد صلواتك عليه وآله مودتهم في كتابك ، فقلت : لا
أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ، وقلت : ما سألتكم من أجر فهو لكم ،
وقلت : ما أسألكم عليه من أجر إلا من شآء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ، فكانوا هم
السبيل إليك ، والمسلك إلى رضوانك .
[106]
فلما انقضت أيامه ، قام وليه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما وعلى
آلهما هاديا ، إذ كان هو المنذر ولكل قوم هاد ، فقال والملا أمامه : من كنت
مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ،
واخذل من خذله ، وقال : من كنت نبيه فعلي أميره ، وقال : أنا وعلي
من شجرة واحدة ، وسائر الناس من شجر شتى ، وأحله محل هارون من موسى ،
فقال : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وزوجه ابنته
سيدة نسآء العالمين ، وأحل له من مسجده ما حل له ، وسد الابواب إلا بابه ،
ثم أودعه علمه وحكمته ، فقال : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد الحكمة
فليأتها من بابها ، ثم قال : أنت أخي ووصيي ووارثي ، لحمك لحمي ودمك
دمي ، وسلمك سلمي ، وحربك حربي ، والايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط
لحمي ودمي ، وأنت غدا على الحوض خليفتي ، وأنت تقضي ديني وتنجز عداتي
وشيعتك على منابر من نور ، مبيضة وجوههم حولي في الجنة ، وهم جيراني
ولولا أنت يا علي لم يعرف المؤمنون بعدي .
وكان بعده هدى من الضلال ، ونورا من العمى ، وحبل الله المتين ،
وصراطه المستقيم ، لا يسبق بقرابة في رحم ، ولا بسابقة في دين ، ولا يلحق في منقبة
يحذو حذو الرسول صلى الله عليهما وآلهما ، ويقاتل على التأويل ، ولا تأخذه
في الله لومة لائم ، قد وتر فيه صناديد العرب ، وقتل أبطالهم ، وناهش ذؤبانهم ،
فأودع قلوبهم أحقادا بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن ، فأضبت على عداوته ،
وأكبت على منابذته حتى قتل الناكثين والقاسطين والمارقين .
ولما قضى نحبه ، وقتله أشقى الاخرين ، يتبع أشقى الاولين ، لم يمتثل
أمر رسول الله صلى الله عليه واله في الهادين بعد الهادين ، والامة مصرة على مقته ،
مجتمعة
على قطيعة رحمه ، وإقصآء ولده إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم ، فقتل
من قتل ، وسبي من سبي ، واقصي من اقصي ، وجرى القضاء لهم بما يرجى له
حسن المثوبة ، وكانت الارض لله ، يورثها من يشآء من عباده ، والعاقبة للمتقين
[107]
وسبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، ولن يخلف الله وعده هو
العزيز الحكيم .
فعلى الاطائب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما وآلهما فليبك الباكون
وأياهم فليندب النادبون ، ولمثلهم فلتدر الدموع ، وليصرخ الصارخون ،
ويعج العاجون ، أين الحسن ، أين الحسين ، أين أبناء الحسين ، صالح بعد صالح
وصادق بعد صادق ، أين السبيل بعد السبيل ، أين الخيرة بعد الخيرة ، أين
الشموس الطالعة ، أين الاقمار المنيرة ، أين الانجم الزاهرة ، أين أعلام
الدين ، وقواعد العلم .
أين بقية الله التي لا تخلو من العترة الهادية ، أين المعد لقطع دابر
الظلمة ، أين المنتظر لاقامة الامت والعوج ، أين المرتجى لازارلة الجور والعدوان
أين المدخر لتجديد الفرائض والسنن ، أين المتخير لاعادة الملة والشريعة ،
أين المؤمل لاحياء الكتاب وحدوده ، أين محيى معالم الدين وأهله ، أين قاصم
شوكة المعتدين ، أين هادم أبنيه الشرك والنفاق ، أين مبيد أهل الفسوق و
العصيان والطغيان ، أين حاصد فروع الغي والنفاق ، أين طامس آثار الزيغ
والاهواء أين قاطع حبائل الكذب والافتراء ، أين مبيد العتاة والمردة ، أين
مستأصل أهل العناد والتضليل والالحاد ، أين معز الاولياء ومذل الاعداء
أين جامع الكلم على التقوى ، أين باب الله الذي منه يؤتى ، أين وجه الله الذي
يتوجه إليه الاولياء ، أين السبب المتصل بين الارض والسماء ، أين صاحب يوم
الفتح وناشر رأية الهدى ، أين مؤلف شمل الصلاح والرضا ، أين الطالب بذحول
الانبياء ، أين المطالب بكربلا ، أين المنصور على من اعتدى عليه وافترى ، أين
المضطر الذي يجاب إذا دعى ، أين صدر الخلائف ذو البر والتقوى .
أين ابن النبي المصطفى ، وابن علي المرتضى ، وابن خديجة الغراء
وابن فاطمة الكبرى ، بأبي أنت وامي ونفسي لك الوقاء والحمى ، يا ابن السادة
المقربين ، يا ابن النجباء الاكرمين يا ابن الهداة المهديين ، يا ابن الغطارفة
الانجبين
[108]
يا ابن الاطائب المستظهرين ، يا ابن الخضارمة المنتجبين ، يا ابن القماقمة الاكبرين
ياابن البدور المنيرة ، ياابن السرج المضيئة ، ياابن الشهب الثاقبة ياابن الانجم
الزاهرة ، يا ابن السبل الواضحة ، ياابن الاعلام اللائحة ، يا ابن العلوم الكاملة ،
ياابن السنن المشهورة ، ياابن المعالم المأثورة ، ياابن المعجزات الموجودة ، ياابن
الدلائل المشهودة ، ياابن الصراط المستقيم ، ياابن النباء العظيم ، ياابن من هو في
ام الكتاب
لدى الله علي حكيم .
ياابن الايات والبينات ، ياابن الدلائل الظاهرات ، ياابن البراهين الباهرات
ياابن الحجج البالغات ، ياابن النعم السابغات ، ياابن طه والمحكمات ، ياابن يس
والذاريات ، ياابن الطور والعاديات ، ياابن من دنا فتدلى ، فكان قاب قوسين أو
أدنى دنوا واقترابا من العلي الاعلى .
ليت شعري أين استقرت بك النوى ، بل أي أرض تقلك أو ثرى ، أبرضوي
أم غيرها أم ذي طوى عزيز على أن أرى الخلق ولا ترى ، ولا أسمع لك حسيسا
ولا نجوى ، عزيز علي أن تحيط بك دوني البلوى ، ولا ينالك مني ضجيج ولا
شكوى .
بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا ، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا ، بنفسي
أنت امنية شآئق يتمنى ، من مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنا ، بنفسي أنت من عقيد
عز لا يسامى ، بنفسي أنت من أثيل مجد لا يجازى ، بنفسي أنت من تلاد نعم لا تضاهى
بنفسي أنت من نصيف شرف لا يساوي .
إلى متى أجار فيك يا مولاي وإلى متى ؟ وأي خطاب أصف فيك وأي
نجوى ، عزيز علي أن اجاب دونك واناغى ، عزيز علي أن أبكيك ويخذلك
الوري ، عزيز علي أن يجري عليك دونهم ماجرى .
هل من معين فاطيل معه العويل والبكاء هل من جزوع فاساعد جزعه إذا
خلا ، هل قذيت عين فساعدتها عيني على القذى ، هل إليك ياابن أحمد سبيل فتلقى
هل يتصل يومنا بغده فنحظى ، متى نرد مناهلك الروية فنروى ، متى ننتفع
[109]
من عذب مائك فقد طال الصدى ، متى نغاديك ونراوحك فنقر منها عينا ، متى
ترانا نراك وقد نشرت لوآء النصر ترى ، أترانا نحف بك وأنت تؤم الملاء و
قد ملات الارض عدلا ، وأذقت أعداءك هوانا وعقابا ، وأبرت العتاة وجحدة
الحق ، وقطعت دابر المتكبرين ، واجتثثت اصول الظالمين ، ونحن نقول الحمد
لله رب العالمين .
اللهم أنت كشاف الكرب والبلوى ، وإليك أستعدي فعندك العدوى ، وأنت
رب الاخرة والاولى ، فأغث يا غياث المستغيثين عبيدك المبتلى ، وأره سيده يا
شديد القوى ، وأزل عنه به الاسى والجوى ، وبرد غليله يامن على العرش استوى
ومن إليه الرجعى والمنتهى .
اللهم ونحن عبيدك الشائقون إلى وليك ، المذكر بك وبنبيك ، خلقته لنا
عصمة وملاذا ، وأقمته لنا قواما ومعاذا ، وجعلته للمؤمنين منا إماما ، فبلغه منا
تحية وسلاما ، وزدنا بذلك يا رب إكراما ، واجعل مستقره لنا مستقرا ومقاما
وأتمم نعمتك بتقديمك إياه أمامنا ، حتى توردنا جنانك ، ومرافقة الشهداء
من خلصائك .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وصل على محمد جده ورسولك ، السيد
الاكبر ، وعلى أبيه السيد الاصغر ، وجدته الصديقة الكبرى ، فاطمة بنت محمد
وعلى من اصطفيت من آبائه البررة ، وعليه أفضل وأكمل وأتم وأدوم وأكبر
وأوفر ما صليت على أحد من أصفيائك ، وخيرتك من خلقك ، وصل عليه صلاة
لا غاية لعددها ، ولا نهاية لمددها ، ولا نفاد لامدها ، اللهم وأقم به الحق
وأدحض به الباطل ، وأدل به أولياءك ، وأذلل به أعداءك وصل اللهم بيننا
وبينه وصلة تؤدي إلى مرافقة سلفه ، واجعلنا ممن يأخذ بحجزتهم ، ويمكث
في ظلهم ، وأعنا على تأدية حقوقه إليه ، والاجتهاد في طاعته ، والاجتناب عن
معصيته ، وامنن علينا برضاه ، وهب لنا رأفته ورحمته ودعاءه وخيره ، ما ننال
[110]
به سعة من رحمتك ، وفوزا عندك ، واجعل صلاتنا به مقبولة ، وذنوبنا به مغفورة
ودعاءنا به مستجابا ، واجعل أرزاقنا به مبسوطة ، وهمومنا به مكفية وحوائجنا
به مقضية ، وأقبل إلينا بوجهك الكريم ، واقبل تقربنا إليك ، وانظر إلينا نظرة
رحيمة نستكمل بها الكرامة عندك ، ثم لا تصرفها عنا بجودك ، واسقنا من حوض
جده صلى الله عليه واله بكاسه وبيده ، ريا رويا هنيئا سائغا لا ظمأ بعده ، يا أرحم
الراحمين .
ثم صل صلاة الزيارة وقد تقدم وصفها ثم تدعو بما أحببت فانك تجاب
إنشاء الله تعالى ( 1 ) .
أقول : قال محمد بن المشهدى في المزار الكبير : قال محمد بن علي بن أبي قرة :
نقلت من كتاب أبي جعفر محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري . .
أقول : وذكر مثل ما ذكره السيد سواء وأظن أن السيد أخذه منه إلا أنه
لم يذكر الصلاة في آخره ( 2 ) .
ثم قال السيد رحمه الله : ذكر ما يزار به مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه
كل يوم بعد صلاة الفجر .
اللهم بلغ مولاي صاحب الزمان - صلوات الله عليه - عن جميع المؤمنين
والمؤمنات ، في مشارق الارض ومغاربها ، وبرها وبحرها وسهلها وجبلها ، حيهم
وميتهم ، وعن والدي وولدي ، وعني ، من الصلوات والتحيات زنة عرش الله ،
ومداد كلماته ، ومنتهى رضاه ، وعدد ما أحصاه كتابه ، وأحاط به علمه به ، اللهم
اجدد له في هذا اليوم وفي كل يوم ، عهدا وعقدا وبيعة له في رقبتي .
اللهم فكما شرفتني بهذا التشريف ، وفضلتني بهذه الفضيلة ، وخصصتني بهذه
النعمة فصل على مولاي وسيدي صاحب الزمان ، واجعلني من أنصاره وأشياعه
والذابين عنه ، واجعلني من المستشهدين بين يديه ، طائعا غير مكره ، في الصف
الذي نعت أهله في كتابك ، فقلت " صفا كأنهم بنيان مرصوص " على طاعتك وطاعة
* ( هامش ص 110 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 230 - 234 .
( 2 ) المزار الكبير ص 190 - 194 . *
[111]
رسولك وآله عليهم السلام ، اللهم هذه بيعة له في عنقي إلى يوم القيامة ( 1 ) أقول :
وجدت في بعض الكتب القديمة بعد ذلك ويصفق بيده اليمنى على اليسرى .
ثم قال السيد رضي الله عنه : ذكر العهد المأمور به في زمان الغيبة :
روي عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال : من دعا إلى الله تعالى أربعين
صباحا بهذا العهد كان من أنصار قائمنا ، فان مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره ،
وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة وهو هذا :
اللهم رب النور العظيم ، ورب الكرسي الرفيع ، ورب البحر المسجور
ومنزل التوراة والانجيل والزبور ، ورب الظل والحرور ، ومنزل القرآن
العظيم ، ورب الملائكة المقربين ، والانبياء المرسلين ، اللهم إني أسئلك بوجهك
الكريم ، وبنور وجهك المنير ، وملكك القديم ، يا حي يا قيوم ، أسئلك باسمك
الذي أشرقت به السماوات والارضون ، وباسمك الذي يصلح به الاولون والاخرون
يا حي قبل كل حي ، يا حي بعد كل حي حين لا حي يا محيي الموتي ومميت
الاحياء يا حي لا إله إلا أنت ، اللهم بلغ مولانا الامام ، الهادي المهدي ، القائم
بأمرك ، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ، عن جميع المؤمنين والمؤمنات
في مشارق الارض ومغاربها ، سهلها وجبلها ، وبرها وبحرها ، وعني وعن والدي
............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 111 سطر 15 إلى صفحه 119 سطر 15
من الصلوات زنة عرش الله ومداد كلماته وما أحصاه علمه وأحاط به كتابه . اللهم إني
أجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي ، عهدا وعقدا
وبيعة له في عنقي ، لا أحول عنها ولا أزول أبدا ، اللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه
والذابين عنه ، والمسارعين إليه في قضاء حوائجه ، والمحامين عنه ، والسابقين إلى
إرادته ، والمستشهدين بين يديه ، اللهم إن حال بيني وبينه الموت ، الذي جعلته
على عبادك حتما مقضيا ، فأخرجني من قبري ، مؤتزرا كفنني ، شاهرا سيفي ،
مجردا قناتي ، ملبيا دعوة الداعي ، في الحاضر والبادي .
اللهم أرني الطلعة الرشيدة ، والغرة الحميدة ، واكحل ناظري بنظرة
* ( هامش ص 111 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 234 . *
[112]
مني إليه ، وعجل فرجه ، وسهل مخرجه ، وأوسع منهجه ، وأسلك بي محجته ،
وأنفذ أمره ، واشدد أزره ، واعمر اللهم به بلادك ، وأحي به عبادك ، فانك قلت
وقولك الحق " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " فأظهر اللهم لنا
وليك ، وابن بنت نبيك ، المسمى باسم رسولك ، حتى لا يظفر بشئ من الباطل
إلا مزقه ، ويحق الحق ويحققه ، واجعله اللهم مفزعا لمظلوم عبادك ، وناصرا
لمن لا يجد له ناصرا غيرك ، ومجددا لما عطل من أحكام كتابك ، ومشيدا لما ورد
من أعلام دينك ، وسنن نبيك صلى الله عليه واله واجعله اللهم ممن حصنته من بأس
المعتدين .
اللهم وسر نبيك محمدا صلى الله عليه واله برؤيته ، ومن تبعه على دعوته ، وارحم
استكانتنا بعده ، اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الامة بحضوره ، وعجل لنا
ظهوره ، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
ثم تضرب على فخذك الايمن بيدك ثلاث مرات وتقول : العجل يا مولاي
يا صاحب الزمان ثلاثا ( 1 ) .
ق : أخبرني السيد عبدالحميد بن فخار بن معد الحسيني قراءة عليه وهو
يعارضني بأصل سماعه الذي بخط والده ، قال أخبرني والدي عن الحسن بن علي
بن الدربي ، عن محمد بن عبدالله الشيباني ، عن أبي محمد الحسن بن علي ، عن علي
بن إسماعيل ، عن زكريا بن يحيى بن كثير ، عن محمد بن علي القرشي ، عن
أحمد بن سعيد ، عن علي بن الحكم ، عن الربيع بن محمد ، عن ابن سليم ، عن
أبي عبدالله عليه السلام مثله .
ثم قال السيد رحمه الله : فإذا أردت الانصراف من حرمه الشريف فعد إلى
السرداب المنيف وصل فيه ماشئت ، ثم قم مستقبل القبلة وقل : اللهم ادفع عن
وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ولسانك المعبر عنك ، والناطق بحكمتك
وعينك الناظرة بإذنك ، وشاهدك على عبادك ، الجحجاح المجاهد ، العائذ بك
العائد عندك ، وأعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وأنشأت وصورت ، واحفظه
* ( هامش ص 112 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 235 236 ، *
[113]
من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ، بحفظك
الذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك وآباءه السادة ، أئمتك
ودعائم دينك
واجعله في وديعتك التي لاتضيع ، وفي جوارك الذي لا يخفر ، وفي منعك
وعزك الذي لا يقهر ، وآمنه بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به ، واجعله
في كنفك الذي لا يرام من كان فيه ، وانصره بنصرك العزيز ، وأيده بجندك
الغالب ، وقوه بقوتك ، وأردفه بملائكتك ، ووال من والاه ، وعاد من عاداه ،
وألبسه درعك الحصينة ، وحفه بالملائكة حفا ، اللهم اشعب به الصدع ، وارتق
به الفتق ، وأمت به الجور ، وأظهر به العدل ، وزين بطول بقائه الارض ، وأيده
بالنصر ، وانصره بالرعب ، وقو ناصريه ، واخذل خاذليه ، ودمدم على من
نصب له ، ودمر على من غشه ، واقتل به جبابرة الكفر ، وعمده ودعائمه ،
واقصم به رؤوس الضلالة ، وشارعة البرع ، ومميتة السنة ، ومقوية الباطل ، وذلل
به الجبارين ، وأبر به الكافرين ، وجميع الملحدين ، في مشارق الارض ومغاربها
وبرها وبحرها وسهلها وجبلها ، حتى لا تدع منهم ديارا ، ولا تبقي لهم آثارا .
اللهم طهر به بلادك ، واشف منهم [ صدور ] عبادك ، وأعز به المؤمنين ، وأحي به
سنن المرسلين ، ودارس حكم النبيين ، وجدد به ما امتحى من دينك ، وبدل
من حكمك ، حتى تعيد دينك به وعلى يديه جديدا غضا محضا صحيحا ،
لا عوج فيه ولا بدعة معه ، وحتى تنير بعدله ظلم الجور ، وتطفئ به نيران
الكفر ، وتوضح به معاقد الحق ، ومجهول العدل ، فانه عبدك الذي استخلصته
لنفسك ، واصطفيته على غيبك ، وعصمته من الذنوب ، وبرأته من العيوب ،
وطهرته من الرجس ، وسلمته من الدنس .
اللهم فانا نشهد له يوم القيامة ، ويوم حلول الطامة ، أنه لم يذنب ذنبا
ولا أتى حوبا ، ولم يرتكب معصية ، ولم يضيع لك طاعة ، ولم يهتك لك حرمة
ولم يبدل لك فريضة ، ولم يغير لك شريعة ، وأنه الهادي المهتدي ، الطاهر
[114]
التقي النقي ، الرضي المرضى الزكي ، اللهم أعطه في نفسه وأهله وذريته
وامته وجميع رعيته ، ما تقر به عينه ، وتسر به نفسه ، وتجمع له ملك الممالك
قريبها وبعيدها ، وعزيزها وذليلها ، حتى يجري حكمه على كل حكم ، ويغلب
بحقه على كل باطل .
اللهم اسلك بنا على يديه منهاج الهدى ، والمحجة العظمى ، والطريقة
الوسطى التي يرجع إليها الغالي ، ويلحق بها التالي ، وقونا على طاعته وثبتنا على
متابعته ، وامنن علينا بمبايعته ، واجعلنا في حزبه القوامين بأمره ، الصابرين
معه ، الطالبين رضاك بمناصحته ، حتى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره وأعوانه ،
ومقوية سلطانه ، واجعل ذلك خالصا من كل شك وشبهة ، ورياء وسمعة ،
حتى لا نعتمد به غيرك ، ولا نطلب به إلا وجهك ، وحتى تحلنا محله ، وتجعلنا
في الجنة معه ، وأعذنا من السأمة والكسل والفترة ، واجعلنا ممن تنتصر به
لدينك ، وتعز به نصر وليك ، ولا تستبدل بنا غيرنا فان استبدالك بنا غيرنا عليك
يسير ، وهو علينا كبير .
اللهم نور به كل ظلمة ، وهد بركنه كل بدعة ، واهدم بعزه كل
ضلالة ، واقصم به كل جبار ، واخمد بسيفه كل نار ، وأهلك بعدله جور
كل جائر ، وأجر حكمه على كل حاكم ، وأذل بسلطانه كل سلطان .
اللهم أذل كل من ناواه وأهلك كل من عاداه وامكر بمن كاده واستأصل
من جحد حقه ، واستهان بأمره ، وسعى في إطفاء نوره ، وأراد إخماد ذكره .
اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء ( 1 ) والحسن
الرضي والحسين المصفى وجميع الاوصياء مصابيح الدجى وأعلام الهدى ومنار
التقى والعروة الوثقى والحبل المتين والصراط المستقيم وصل على وليك وولاة
عهدك والائمة من ولده ، ومد في أعمارهم ، وزد في آجالهم ، وبلغهم أقصى آمالهم
دينا ودنيا وآخرة ، إنك على كل شئ قدير .
* ( هامش ص 114 ) ( 1 ) وخديجة الكبرى خ . *
[115]
ثم ادع الله كثيرا وانصرف مسعودا إنشاء الله تعالى ( 1 ) .
أقول : إلى هذا انتهى ما نقلناه وأخرجناه من كتاب مصباح الزائر .
وقال الكفعمي رحمه الله في مصباحه : روى يونس بن عبدالرحمن عن الرضا
عليه السلان أنه كان يأمر بالدعاء لصاحب الامر عليه السلام بهذا الدعاء " اللهم
ادفع
عن وليك وخليفتك " وساق الدعاء مثل ما مر إلى قوله : وهو علينا كبير .
ثم أورد بعده هذه الزيارة : اللهم صل على ولاة عهده ، والائمة من بعده
وبلغهم آمالهم وزد في آجالهم وأعز نصرهم ، وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم
وثبت دعائمهم واجعلنا لهم أعوانا وعلى دينك أنصارا ، فانهم معادن كلماتك و
خزان علمك ، وأركان توحيدك ودعائم دينك ، وولاة أمرك وخالصتك من
عبادك ، وصفوتك من خلقك ، وأولياؤك وسلائل أوليائك ، وصفوة أولاد نبيك
والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته ( 2 ) .
وأقول : وجدت في نسخة قديمة من مؤلفات أصحابنا ما هذا لفظه :
استيذان على السرداب المقدس والائمة عليهم السلام : اللهم إن هذه بقعة طهرتها وعقوة
شرفتها ، ومعالم زكيتها ، حيث أظهرت فيها أدلة التوحيد ، وأشباح العرش
المجيد ، الذين اصطفيتهم ملوكا لحفظ النظام ، واخترتهم رؤساء لجميع الانام
وبعثتهم لقيام القسط في ابتداء الوجود إلى يوم القيامة ، ثم مننت عليهم باستنابة
أنبيائك لحفظ شرائعك وأحكامك ، فأكملت باستخلافهم رسالة المنذرين كما أوجبت
رياستهم في فطر المكلفين .
فسبحانك من إله ما أرءفك ولا إله إلا أنت من ملك ما أعدلك ، حيث
طابق صنعك ما فطرن عليه العقول ، ووافق حكمك ما قررته في المعقول والمنقول
فلك الحمد على تقديرك الحسن الجميل ، ولك الشكر على قضائك المعلل بأكمل
التعليل ، فسبحان من لا يسئل عن فعله ولا ينازع في أمره ، وسبحان من كتب على * (
هامش ص 115 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 236 237 .
( 2 ) مصباح الكفعمى ص 548 . *
[116]
نفسه الرحمة قبل ابتدآء خلقه ، والحمد لله الذي من علينا بحكام يقومون مقامه
لو كان حاضرا في المكان ، ولا إله إلا الله الذي شرفنا بأوصياء يحفظون الشرائع
في كل الازمان ، والله أكبر الذى أظهر هم لنا بمعجزات يعجز عنها الثقلان ، ولا
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الذي أجرانا على عوائده الجميلة في
الامم السالفين .
اللهم فلك الحمد والثناء العلي ، كما وجب لوجهك البقاء السرمدي ، و
كما جعلت نبينا خير النبيين ، وملوكنا أفضل المخلوقين ، واخترتهم على علم
على العالمين ، وفقنا للسعي إلى أبوابهم العامرة إلى يوم الدين ، واجعل أرواحنا
تحن إلى موطن أقدامهم ، ونفوسنا تهوى النظر إلى مجالسهم وعرصاتهم ، حتى
كأننا نخاطبهم في حضور أشخاصهم .
فصلى الله عليهم من سادة غائبين ، ومن سلالة طاهرين ، ومن أئمة
معصومين .
اللهم فأذن لنا بدخول هذه العرصات ، التي استعبدت بزيارتها أهل الارضين
والسموات ، وأرسل دموعنا بخشوع المهابة ، وذلل جوارحنا بذل العبودية ، و
فرض الطاعة ، حتى نقر بما يجب لهم من الاوصاف ، ونعترف بأنهم شفعاء
الخلايق إذا نصبت الموازين في يوم الاعراف ، والحمد لله وسلام على عباده الذين
اصطفى محمد وآله الطاهرين .
ثم قبل العتبة ، وادخل خاشعا باكيا ، فانه الاذن ، منهم صلوات الله
عليهم أجمعين .
وقال الشيخ المفيد والشهيد ( 1 ) ومؤلف المزار الكبير رحمهم الله في وصف
زيارته عليه السلام : فاذا فرغت من زيارة جده وأبيه فقف على باب حرمه فقل :
السلام عليك يا خليفة الله وخليفة آبائه المهديين ، السلام عليك يا وصي
الاوصياء الماضين ، السلام عليك يا حافظ أسرار رب العالمين ، السلام عليك يا
* ( هامش ص 116 ) ( 1 ) مزار الشهيد ص 62 65 . *
[117]
بقية الله من الصفوة المنتجبين ، السلام عليك يا ابن الانوار الزاهرة ، السلام عليك
يا ابن الاعلام الباهرة ، السلام عليك يا ابن العترة الطاهرة ، السلام عليك يا معدن
العلوم النبوية ، السلام عليك يا باب الله الذي لا يؤتى إلا منه ، السلام عليك يا
سبيل الله من سلك غيره هلك ، السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى ، وسدرة
المنتهى ، السلام عليك يا نور الله الذي لا يطفى ، السلام عليك يا حجة الله التي
لا تخفى ، السلام عليك يا حجة الله على من في الارض والسماء .
السلام عليك سلام من عرفك بما عرفك به الله ، ونعتك ببعض نعوتك التي
أنت أهلها وفوقها ، أشهد أنك الحجة على من مضى ومن بقي ، وأن حزبك هم
الغالبون ، وأولياءك هم الفائزون ، وأعداءك هم الخاسرون وأنك خازن كل
علم ، وفاتق كل رتق ، ومحقق كل حق ، ومبطل كل باطل ، رضيتك يا
مولاي إماما وهاديا ووليا ومرشدا لا أبتغى بم بدلا ، ولا أتخذ من دونك وليا .
أشهد أنك الحق الثابت الذي لا عيب فيه ، وأن وعدالله فيك حق لا أرتاب
لطول الغيبة ، وبعد الامد ، ولا أتحير مع من جهلك وجهل بك ، منتظر متوقع
لايامك ، وأنت الشافع الذي لا تنازع ، والولي الذي لا تدافع ، ذخرك الله
لنصرة الدين ، وإعزاز المؤمنين ، والانتقام من الجاحدين المارقين .
أشهد أن بولايتك تقبل الاعمال ، وتزكى الافعال ، وتضاعف الحسنات
وتمحى السيئات ، فمن جاء بولايتك واعترف بامامتك قبلت أعماله ، وصدقت
أقواله وتضاعفت حسناته ، ومحيت سيئاته ، ومن عدل عن ولايتك ، وجهل
معرفتك ، واستبدل بك غيرك ، كبه الله على منخره في النار ، ولم يقبل الله له
عملا ولم يقم له يوم القيامة وزنا .
اشهد الله واشهد ملائكته واشهدك يا مولاي بهذا ، ظاهره كباطنه ، وسره
كعلانيته ، وأنت الشاهد على ذلك ، وهو عهدى إليك ، وميثاقي لديك ، إذ أنت
نظام الدين ، ويعسوب المتقين ، وعز الموحدين ، وبذلك أمرني رب العالمين ،
فلو تطاولت الدهور ، وتمادت الاعمار ، لم أزدد فيك إلا يقينا ، ولك إلا حبا ، و
[118]
عليك إلا متكلا ومعتمدا ، ولظهورك إلا متوقعا ومنتظرا ، ولجهادى بين يديك
مترقبا ، فأبذل نفسي ومالي وولدي وأهلي وجميع ما خولني ربي بين يديك ، والتصرف
بين أمرك ونهيك ، مولاي ! .
فان أدركت أيامك الزاهرة ، وأعلامك الباهرة ، فها أنا ذا عبدك المتصرف
بين أمرك ونهيك ، أرجو به الشهادة بين يديك ، والفوز لديك ، مولاى فان أدركني
الموت قبل ظهورك ، فاني أتوسل بك وبآبائك الطاهرين إلى الله تعالى ، وأسأله أن
يصلي على محمد وآل محمد ، وأن يجعل لي كرة في ظهورك ، ورجعة في أيامك ، لابلغ
من طاعتك مرادي ، وأشفي من أعدائك فؤادى .
مولاي وقفت في زيارتك موقف
الخاطئين ، النادمين الخائفين ، من عقاب رب العالمين ، وقد اتكلت على شفاعتك ،
ورجوت بموالاتك وشفاعتك محو ذنوبي ، وستر عيوبي ، ومغفرة زللي ، فكن لوليك
يا مولاي عند تحقيق أمله ، واسأل الله غفران زلله ، فقد تعلق بحبلك ، وتمسك
بولايتك ، وتبرأ من أعدائك .
اللهم صل على محمد وآله ، وأنجز لوليك ما وعدته ، اللهم أظهر كلمته ، و
أعل دعوته ، وانصره على عدوه وعدوك يا رب العالمين ، اللهم صل على محمد وآل محمد ،
وأظهر كلمتك التامة ، ومغيبك في أرضك الخائف المترقب ، اللهم انصره
نصرا عزيزا ، وافتح له فتحا قريبا يسيرا .
اللهم وأعز به الدين بعد الخمول ، وأطلع به الحق بعد الافول ، واجل به
الظلمة واكشف به الغمة اللهم وآمن به البلاد ، واهد به العباد ، اللهم املا به
الارض عدلا وقسطا ، كما ملئت ظلما وجورا ، إنك سميع مجيب ، السلام عليك
يا ولي الله ائذن لوليك في الدخول إلى حرمك ، صلوات الله عليك وعلى آبائك
الطاهرين ، ورحمة الله وبركاته ( 1 ) .
ثم ائت سرداب الغيبة وقف بين البابين ، ماسكا جانب الباب بيدك ، ثم
تنحنح كالمستأذن وسم وانزل ، وعليك السكينة والوقار ، وصل ركعتين في عرصة
* ( هامش ص 118 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 194 196 ومزار الشهيد ص 62 64 . *
[119]
السرداب ، وقل : الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، الحمد لله الذى هدانا لهذا .
أقول : وساقوا الزيارة والصلاة والدعاء مثل ما أوردناه سابقا برواية السيد
إلى قوله . وانفعني بحبهم يا رب العالمين .
ثم قالوا قدس الله أرواحهم : وروي بطريق آخر أن تقول عند نزول
السرداب : السلام على الحق الجديد ، وساقوا مثل مامر إلى قوله ، والاخذ
بيدي في ديني ودنياي وآخرتي ، لي ولكافة إخواني المؤمنين والمؤمنات ، إنه غفور
رحيم ، وصلى الله على سيدنا محمد رسول الله ، وآله الطاهرين .
ثم تصلي صلاة الزيارة اثنتي عشرة ركعة كل ركعتين بتسليمة ، ثم
تدعو بعدها بالدعاء المروي عنه عليه السلام ، وهو : اللهم عظم البلاء ، وبرح الخفآء
وانكشف الغطاء ، وضاقت الارض ، ومنعت السماء ، وإليك يا رب المشتكى ،
وعليك المعول في الشدة والرخاء ، اللهم صل على محمد وآله ، الذين فرضت
علينا طاعتهم ، فعرفتنا بذلك منزلتهم ، فرج عنا بحقهم فرجا عاجلا كلمح
البصر أو هو أقرب من ذلك ، يا محمد ياعلي يا علي يا محمد ، انصراني فانكما ناصراي
واكفياني فانكما كافياي ، يا مولاي يا صاحب الزمان ، الغوث الغوث الغوث ، أ دركني
أدركني أدركني ( 1 ) .
............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 119 سطر 16 إلى صفحه 127 سطر 16
ثم قال المفيد والشهيد رحمهما الله : ثم عد إلى العسكريين - صلوات الله
عليهما - فزر ام الحجة وذكراها مثل ما تقدم ( 2 ) .
ثم اعلم أنه يستحب زيارته صلوات الله عليه في كل مكان وزمان ، وفي
السرداب المقدس وعند قبور أجداده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين أفضل ،
وفي الازمنة الشريفة لا سيما ليلة ميلاده وهي النصف من شعبان على الاصح ،
وليلة القدر التي تنزل عليه فيها الملائكة والروح أنسب ، وقد مر الخبر في
زيارة الامام الموجود في باب زيارة الحسين عليه السلام من البعيد فلا تغفل .
* ( هامش ص 119 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 196 ومزار الشهيد ص 64 - 65 .
( 2 ) مزار الشهيد ص 65 . *
[120]
ق : زيارة مولانا الخلف الصالح صاحب الزمان عليه السلام : السلام عليك
يا خليفة الله ، وساق الزيارة نحوا مما مر إلى قوله : ورحمة الله وبركاته .
ولنوضح بعض ما يحتاج من الزيارات والادعية السابقة إلى البيان والله المستعان .
" قوله " بدر التمام كذا في النسخ بدون اللام من قبيل إضافة الموصوف
إلى الصفة بتقدير ، أي بدر النور التمام ، يقال : قمر تمام بكسر التآء وفتحها
والكسر أفصح : إذا لم يكن فيه نقص ، والصمصام السيف القاطع الذي لا ينثني ،
والهام جمع الهامة هي الرأس .
والقمقام بالفتح وقد يضم السيد والبحر والعدد الكثير ، والهمام ، كغراب
الملك العظيم الهمة ، والسيد الشجاع السخى ، وخاض الغمرات أي اقتحمها
ودخلها مبادرا ، وغمرة الشي ء شدته ومزدحمه ومن الناس جماعتهم أي الدخال بين
الجماعات الكثيرة للقتال من غير مبالاة أو في الشدايد وعظائم الامور ، والحزون
جمع الحزن كالوعور جمع الوعر وهما ما غلظ من الارض فيهما ليسا على سياق
ما سبق " قوله " حتى لا يشرك لعل فاعله محذوف أى أحد .
والغطارفة بالغين المعجمة والطاء المهملة جمع الغطريف بالكسر ، وهو
السيد الشريف ، والخضارمة بالخاء والضاد المعجمتين جمع خضرم بكسر
الخاء والراء ، وهو البئر الكثيرة الماء والبحر الغطمطم ، والكثير من كل
شئ والواسع والجواد المعطاء والسيد الحمول . والثاقبة المضيئة والنوى الدار
والتحول من مكان إلى آخر .
ورضوى كسكرى جبل بالمدينة ، يروى أنه عليه السلام قد يكون هناك ، وطوى
بالضم والكسر وقدينون واد بالشام ، وذو طوى مثلثة الطاء وقدينون
أيضا موضع قرب مكة ، والحسيس الصوت الخفى ، والوقيد المتوقد المشتعل .
ودوائر الدهر صروفه التي تدور وتحيط بالانسان ، ودائرة السوء ما يدور
عليه ويسوؤه ، والبغتة المفاجأة ، والجهرة العلانية ، والوغر بالغين المعجمة
الحقد والضغن والعداوة والتوقد من الغيظ .
[121]
قوله : لا لامر الله تعقلون ، يتوهم من كلامه أن هذه الفقرات من أجزاء
الزيارة ، لا سيما وقد سقط من النسخ ما مر في رواية الاحتجاج من قوله
عليه السلام إذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى والينا فقولوا كما قال الله تعالى
: سلام
على آل يسين فقوله : سلام على آل ياسين أول الزيارة أو ما بعده ، فيكون ذكر
الاية للاستشهاد ، لا لان تذكر في الزيارة وإنما أعدنا هاهنا للاختلاف
الكثير بينهما .
" قوله " عليه السلام ومن تقديره منائح العطاء ، المنائح جمع المنيحة وهي العطية
وتطلق غالبا في منحة اللبن كالناقة أو الشاة تعطيها غيرك يحتلبها ثم يردها
عليك ، فيكون المراد بها الفوائد الدنيوية لكونها عارية ، والتعميم أظهر .
و " قوله " منايح إما منصوب بمفعولية التقدير ، فقوله : إنفاذه مبتدأ ومن
تقديره خبره ، وبكم متعلق بانفاذه ، والمعنى أن من جملة ما قدر الله تعالى في
عطاياه أن جعل إنفاذها محتوما مقرونا بالحصول أو بعضها ببعض ببركتكم و
وسيلتكم ، فما شئ منه إلا أنتم سببه ، وإفراد ضمير إنفاذه لرجوعه إلى العطاء
أو مرفوع فيحتمل وجوها :
" الاول " أن يكون منائح العطاء مبتدأ ومن تقديره خبره ، وقوله بكم
إنفاذه جملة مستأنفة فكان سائلا سأل كيف قدره فقال : بكم إنفاذه .
" الثانى " أن يكون إنفاذه بدل اشتمال لقوله ، منائح العطاء ، والمعنى من
تقديره إنفاذ منائح العطاء بكم .
" الثالث " أن يكون قوله منائح العطاء مبتدأ وقوله بكم إنفاذه خبره ، و
يكون الجملة مع الظرف المتقدم جملة أي من تقديره هذا الحكم وهذه القضية .
قوله : خياره لوليكم نعمة ، أي كل ما اختاره لوليكم من الراحة والبلايا
والمصائب فهو نع