بحار الانوار الجزء 32
بسمه تعالى
بحار الانوار مجلد: 32 من ص 1 سطر 1 الى ص 4 سطر 15
[ 1 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
} باب 25 {
* ( أنه عليه السلام النبأ العظيم والاية الكبرى ) *
1 - فس : ثم قال عزوجل : يا محمد " قل هو نبأ عظيم ( 1 ) " يعني أمير الؤمنين
عليه السلام " أنتم عنه معرضون ( 2 ) " .
2 - فس : أبي ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قوله تعالى
" عم يتساءلون * عن النباء العظيم * الذي هم فيه مختلفون ( 3 ) " قال : قال أمير
المؤمنين
صلوات الله عليه : مالله نبأ أعظم مني ، وما لله آية أكبر مني ، وقد عرض فضلي على
الامم
الماضية على اختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي ( 4 ) .
كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعرى ، عن ابن هاشم بإسناده
عن محمد بن الفضيل ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 5 ) .
3 - ير : أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير وغيره ، عن محمد بن الفضيل ، عن الثمالي ،
* ( هامش ) * ( 1 ) سورة ص : 67 ، وما بعدها ذيلها .
( 2 ) تفسير القمى : 572 .
( 3 ) النبأ : 1 - 3 .
( 4 ) تفسير القمى : 709 .
( 5 ) مخطوط .
[ 2 ]
عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت : جعلت فداك إن الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية
" عم يتساءلون عن النباء العظيم " قال : فقال : ذلك إلي إن شئت أخبرهم ، قال : فقال
:
لكني أخبرك بتفسيرها ، قال : فقلت : " عم يتساءلون " قال : كان أمير المؤمنين عليه
السلام
يقول : مالله آية أكبر مني ، ولا لله من نباء عظيم أعظم مني ، ولقد عرضت ولايتي على
الامم الماضية فأبت أن تقبلها ، قال : قلت له : " قل هو نبأ عظيم * أنتم عنه معرضون
( 1 ) "
قال : هو والله أمير المؤمنين عليه السلام ( 2 ) .
كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد مثله ( 3 ) .
4 - كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله
بن حماد ، عن أبان بن تغلب قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية ، فقال :
هو علي عليه السلام
لان رسول الله صلى الله عليه وآله ليس فيه خلاف وذكر صاحب كتاب النخب حديثا مسندا
عن محمد بن
مؤمن الشيرازي بإسناده إلى السدي في تفسير هذه الآية ، قال : أقبل صخر بن حرب حتى
جلس إلى رسول الله وقال : يا محمد هذا الامر بعدك لنا أم لمن ؟ فقال : يا صخر الامر
من بعدي
لمن هو مني بمنزلة هارون من موسى ، فأنزل الله تعالى " عم يتساءلون * عن النباء
العظيم *
الذى هم فيه مختلفون " : منهم المصدق بولايته وخلافته ، ومنهم المكذب بهما ، ثم قال
:
" كلا " وهو رد عليهم " سيعلمون " خلافته بعدك أنها حق " ثم كلا سيعلمون " يقول
يعرفون ولايته وخلافته إذ يسألون عنها في قبورهم ، فلا يبقى ميت في شرق ولا في غرب
ولا بحر ولا بر إلا ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بعد
الموت ، يقولان
للميت : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ ومن إمامك ؟
وروى أيضا : حدثنا أحمد بإسناده إلى علقمة أنه قال : خرج يوم صفين رجل
من عسكر الشام وعليه سلام وفوقه مصحف وهو يقرء : " عم يتساءلون عن النباء العظيم "
فأردت البراز إليه ( 4 ) ، فقال علي عليه السلام : مكانك ، وخرج بنفسه فقال له :
أتعرف النبأ
* ( هامش ) * ( 1 ) ص : 67 و 68 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 21 .
( 3 ) اصول الكافى 1 : 207 .
( 4 ) أى القتال معه .
[ 3 ]
العظيم الذي هم فيه مختلفون ؟ قال : لا ، فقال عليه السلام : أنا والله النبأ
العظيم الذي فيه
اختلفتم ، وعلى ولايتي تنازعتم ، وعن ولايتي رجعتم بعد ما قبلتم ، وببغيكم هلكتم
بعد ما
بسيفي نجوتم ، ويوم الغدير قد علمتم ، ويوم القيامة تعلمون ما عملتم ، ثم علا بسيفه
فرمى
برأسه ويده ( 1 ) .
5 - قب : تفسير القطان عن وكيع ، عن سفيان ، عن السدي ، عن عبد خير ، عن
علي بن أبي طالب عليه السلام قال : أقبل صخر بن حرب ، إلى آخر الخبرين . وزاد في
آخر الخبر
الثاني : ثم قال :
أبى الله إلا أن صفين دارنا * وداركم مالاح في الافق كوكب
وحتى تموتوا أو نموت ومالنا * ومالكم عن حومة الحرب مهرب ( 2 )
يف : محمد بن مؤمن الشيرازي عن السدي مثل الخبر السابق ( 3 ) .
6 - كنز ، قب : روى الاصبغ بن نباتة أن عليا عليه السلام قال : والله أنا النبأ
العظيم ( 4 )
الذي هم فيه مختلفون * كلا سيعلمون * ثم كلا سيعلمون * حين أقف بين الجنة والنار و
أقول : هذا لي وهذا لك ( 5 )
7 - قب : أبوالمضاصبيح عن الرضا عليه السلام قال علي عليه السلام : مالله نبأ أعظم
مني .
وروي أنه لما هربت الجماعة يوم احد كان علي يضرب قدامه صلى الله عليه وآله وجبرئيل
عن يمين النبي
وميكائيل عن يساره ، فنزل " قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون " وكان أمير المؤمنين
عليه السلام
يقول : ما لله آية أكبر مني ( 6 ) .
8 - ف ؟ : معنعنا عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : " عم
يتساءلون " فقال : كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول لاصحابه : أنا والله النبأ
العظيم الذي
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .
( 2 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 563 و 564 .
( 3 ) الطرائف : 23 .
( 4 ) في المناقب : والله انى انا النبأ العظيم .
( 5 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 564 . والكنز مخطوط .
( 6 ) 1 : 564 .
[ 4 ]
اختلف في ( 1 ) جميع الامم بألسنتها ، والله ما لله نبأ أعظم مني ، ولا لله آية
أعظم مني ( 2 )
9 - كا : في خطبة الوسيلة بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام - وساق الخطبة
إلى أن قال - : ألا وإنى فيكم أيها الناس كهارون في آل فرعون ، وكباب حطة في نبي
إسرائيل ، وكسفينة نوح في قوم نوح ، وإني النبأ العظيم ، والصديق الاكبر ، وعن
قليل ستعلمون ما توعدون ( 3 ) .
10 - [ يب : في الدعاء بعد صلاة الغدير : وعلي أمير المؤمنين عليه السلام والحجة
العظمى
وآيتك الكبرى ، والنبأ العظيم الذي هم فيه يختلفون ( 4 ) .
11 - ن : بإسناده عن ياسر الخادم ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال
رسول الله
صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : يا علي أنت حجة الله ، وأنت باب الله ، وأنت
الطريق إلى الله ، وأنت
النبأ العظيم ، وأنت الصراط المستقيم ، وأنت المثل الاعلى ، الخبر ( 5 ) . ]
بيان : هذه الاخبار المروية من طرق الخاصة والعامة دالة على خلافته وإمامته
وعظم شأنه صلوات الله عليه ولا يحتاج إلى بيان .
} باب 26 {
* ( أن الوالدين : رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما ) *
1 - ما : المفيد ، عن الحسين بن علي بن محمد ، عن علي بن ماهان ، عن نصر بن
............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 4 سطر 16 الى ص 12 سطر 2
الليث ، عن مخول ، عن يحيى بن سالم ، عن أبي الجارود ، عن أبي الزبير المكي ، عن
جابر
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : فيه .
( 2 ) تفسير فرات : 202 .
( 3 ) روضة الكافى : 30 .
( 4 ) التهذيب 1 : 163 . وفيه : مختلفون .
( 5 ) عيون الاخبار : 181 . والخبران الاخيران يوجدان في هامش ( ك ) فقط .
[ 5 ]
الانصارى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حق علي على هذه الامة كحق
الوالد على
الولد ( 1 ) .
أقول : روى ابن بطريق في المستدرك من الجزء الاول من كتاب الفردوس بإسناده
عن جابر مثله .
2 - ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن جعفر بن عبدالله المحمدي ، عن إسماعيل
ابن مرثد ، عن جده ، عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
حق علي على الناس
حق الوالد على ولده ( 2 ) .
3 - ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن جعفر بن محمد المحمدي ، عن إسماعيل
بن مزيد ، عن عيسى بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه السلام قال رسول
الله صلى الله عليه وآله :
حق علي على المسلمين كحق الوالد على ولده ( 3 ) .
4 - مع : أبومحمد عمار بن الحسين ، عن علي بن محمد بن عصمة ، عن أحمد بن محمد
الطبري ، عن محمد بن الفضل ، عن محمد بن عبدالملك بن أبي الشوارب القرشي ، عن ابن
سليمان ، عن حميد بن الطويل ، عن أنس بن مالك قال : كنت عند علي بن أبي طالب عليه
السلام
في الشهر الذي اصيب فيه - وهو شهر رمضان - فدعا ابنه الحسن عليه السلام ثم قال :
يابا محمد
اعل المنبر فاحمد الله كثيرا وأثن عليه واذكر جدك رسول الله بأحسن الذكر ، وقل :
لعن
الله ولدا عق أبويه ، لعن الله ولدا عق أبويه ، لعن الله ولدا عق أبويه ، لعن الله
عبدا أبق
عن مواليه ( 4 ) ، لعن الله غنما ضلت عن الراعي ، وانزل .
فلما فرغ من خطبته ونزل اجتمع الناس إليه فقالوا : يا ابن أمير المؤمنين وابن
بنت رسول الله صلى الله عليه وآله نبئنا ، فقال : الجواب على أمير المؤمنين عليه
السلام فقال أمير المؤمنين عليه السلام
إني كنت مع النبى في صلاة صلاها ، فضرب بيده اليمنى إلى يدي اليمنى فاجتذبها ،
* ( هامش ) * ( 1 ) امالى شيخ : 24 .
( 2 ) : 170 .
( 3 ) : 213 وفيه : إسماعيل بن مزيد مولى بنى هاشم .
( 4 ) في المصدر : من مواليه .
[ 6 ]
فضمها إلى صدره ضما شديدا ، ثم قال : يا علي ! فقلت : لبيك يا رسول الله ، قال :
أنا
وأنت أبوا هذه الامة ، فلعن الله من عقنا ، قل آمين ، قلت : آمين ، قال ( 1 ) : أنا
وأنت
موليا هذه الامة ، فلعن الله من أبق عنا ، قل : آمين ، قلت آمين ، ثم قال : أنا
وأنت راعيا
هذه الامة فلعن الله من ضل عنا ، قل : آمين ، قلت آمين ، قال أمير المؤمنين عليه
السلام : و
سمعت قائلين يقولان معي آمين ، فقلت : يا رسول الله من القائلان معي آمين ؟ قال :
جبرئيل
وميكائيل عليهما السلام ( 2 ) .
5 - فس : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن بسطام بن مرة ، عن إسحاق بن حسان
عن الهيثم بن واقد ، عن علي بن الحسين العبدي ، عن سعد الاسكاف ، عن الاصبغ بن
بناتة أنه سأل أمير المؤمنين عن قول الله تعالى : " أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير
( 3 ) "
فقال : الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم وورثا الحكم ،
وأمر
الناس بطاعتهما ، ثم قال : " إلي المصير " فمصير العباد إلى الله ، والدليل على ذلك
الوالدان
ثم عطف القول على ابن حنتمة وصاحبه فقال في الخاص : " وإن جاهداك على أن تشرك
بي ( 4 ) " يقول : في الوصية ، وتعدل عمن أمرت بطاعته " فلا تطعهما " ولا تسمع
قولهما
ثم عطف القول على الوالدين فقال : " وصاحبهما في الدنيا معروفا " يقول : عرف الناس
فضلهما
وادع إلى سبيلهما ، وذلك قوله : " واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم " فقال :
إلى الله ثم إلينا فاتقوا الله ولا تعصوا الوالدين فإن رضاهما رضى الله وسخطهما
سخط الله ( 5 ) .
بيان : قوله عليه السلام " والدليل على ذلك الوالدان " وجه الدلالة تذكير اللفظ إذ
التغليب مجاز والحقيقة أولى مع الامكان ، وابن حنتمة عمر ، وصاحبه : أبوبكر قال
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : ثم قال .
( 2 ) معانى الاخبار : 118 .
( 3 ) لقمان : 14 .
( 4 ) لقمان : 15 ، وما بعدها ذيلها .
( 5 ) تفسير القمى : 495 .
[ 7 ]
الفيروزآبادي : حنتمة بنت ذي الرمحين ام عمر بن الخطاب ( 1 ) . قوله عليه السلام "
فقال في
الخاص " أي الخطاب مخصوص بالرسول صلى الله عليه وآله وليس كالسابق عاما وإن كان
الخطاب
في " صاحبهما " أيضا خاصا ، ففيه تجوز ( 2 ) ، ويحتمل العموم .
6 - فر : جعفر الفزاري بإسناده عن زياد بن المنذر قال سمعت أبا جعفر عليه السلام
وسأله
جابر ، عن هذه الآية " اشكرلي ولوالديك " قال : رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي
بن أبي طالب
عليه السلام ( 3 ) .
7 - فس : " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم ( 4 ) " قال : نزلت
وهو أب لهم ، وهو معنى " أزواجه امهاتهم ( 5 ) " فجعل الله تبارك وتعالى المؤمنين
أولاد
رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله أباهم ( 6 ) لمن
لم يقدر أن يصون نفسه ، ولم يكن
له مال ، وليس له على نفسه ولاية ، فجعل الله تبارك وتعالى نبيه أولى بالمؤمنين ( 7
) من
أنفسهم ، وهو قول رسول الله بغدير خم : أيها الناس ألست اولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا
بلى ، ثم أوجب لامير المؤمنين عليه السلام ما أوجبه لنفسه عليهم من الولاية فقال :
ألا من كنت
مولاه فعلي مولاه ، فلما جعل الله النبي أبا المؤمنين ( 8 ) ألزمه مؤونتهم وتربية
أيتامهم
فعند ذلك صعد رسول الله صلى الله عليه وآله ( 9 ) فقال : من ترك مالا فلورثته ، ومن
ترك دينا أو ضياعا
فعلي وإلي ، فألزم الله نبيه صلى الله عليه وآله للمؤمنين مايلزم الوالد [ لولده ]
وألزم المؤمنين من
الطاعة له ما يلزم الولد للوالد ، فكذلك ألزم أميرالمؤمنين عليه السلام ما ألزم
رسول الله صلى الله عليه وآله
* ( هامش ) * ( 1 ) القاموس : 102 .
( 2 ) اى كون الخطاب في " وان جاهداك ا ه " وفى " صاحبهما " خاصا على طريق التوسع و
المجاز لانه خلاف الظاهر .
( 3 ) تفسير فرات : 120 .
( 4 ) الاحزاب : 6 .
( 5 ) اى انما يصح معنى " وأزواجه امهاتهم " اذا كان المراد من صدرالاية الابوة .
( 6 ) في المصدر : ابا لهم .
( 7 ) : فجعل الله تبارك وتعالى معه الولاية على المؤمنين ا ه .
( 8 ) : أبا للمؤمنين .
( 9 ) : صعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر .
[ 8 ]
من ذلك ، وبعده الائمة واحدا واحدا ( 1 ) ، والدليل على أن رسول الله صلى الله عليه
وآله وأمير المؤمنين
هما الوالدان قوله : " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ( 2 ) "
فالوالدان
رسول الله وأمير المؤمنين عليهما السلام ، وقال الصادق عليه السلام : وكان إسلام
عامة اليهود بهذا
السبب ، لانهم أمنوا على أنفسهم وعيالاتهم ( 3 ) .
بيان : قال الجزري : " من ترك ضياعا فإلي " الضياع : العيال ، وأصله مصدر ضاع
يضيع ضياعا ، فسمي العيال بالمصدر كما تقول : من مات وترك فقرا أي فقراء ، وإن كسرت
الضاد كان جمع ضائع كجائع وجياع ( 4 )
8 - فس : " قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا وبالوالدين
إحسانا ( 5 ) " قال : الوالدان رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه
السلام ( 6 ) .
9 - شى : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن رسول الله أحد
الوالدين
وعلي الآخر ، فقلت : أين موضع ذلك في كتاب الله ؟ قال : قرأ " اعبدوا الله ولا
تشركوا
به شيئا وبالوالدين إحسانا ( 7 ) " .
فر : جعفر الفزاري معنعنا عن أبي بصير مثله ( 8 ) .
10 - شى : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله : " وبالوالدين
إحسانا "
قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أحد الوالدين وعلي الآخر ، وذكر أنها الآية
التي في
النساء ( 9 ) .
11 - م قال الامام عليه السلام ولقد قال الله تعالى : " وبالوالدين إحسانا ، قال
رسول الله
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر ، واحدا بعد واحد .
( 2 ) النساء : 36 .
( 3 ) تفسير القمى : 516 .
( 4 ) النهاية : 3 : 29 .
( 5 ) الانعام : 151 .
( 6 ) تفسير القمى : 208 .
( 7 و 9 ) مخطوط .
( 8 ) تفسير فرات : 28 .
[ 9 ]
صلى الله عليه وآله : أفضل والديكم وأحقهما بشكركم محمد وعلي ، وقال علي بن أبي
طالب عليه السلام :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أنا وعلي بن أبي طالب أبوا هذه الامة ،
ولحقنا عليهم
أعظم من حق والديهم ( 1 ) ، فإنا ننقذهم إن أطاعونا من النار إلى دار القرار ،
ونلحقهم
من العبودية بخيار الاحرار .
وقالت فاطمة عليها السلام : أبوا هذه الامة محمد وعلي يقيمان أودهم ( 2 ) وينقذانهم
من
العذاب الدائم إن أطاعوهما ، ويبيحانهم النعيم الدائم إن وافقوهما .
وقال الحسن بن علي عليه السلام : محمد وعلي أبوا هذه الامة ، فطوبى لمن كان بحقهما
عارفا ، ولهما في كل أحواله مطيعا ، يجعله الله من أفضل سكان جنانه ، ويسعده
بكراماته
ورضوانه .
وقال الحسين بن علي عليهما السلام : من عرف حق أبويه الافضلين ( 3 ) محمد وعلي
عليهما السلام
وأطاعهما حق الطاعة ، قيل له : تبحبح ( 4 ) في أي الجنان شئت ( 5 ) .
وقال علي بن الحسين عليهما السلام إن كان الابوان إنما عظم حقهما على اولادهما
لاحسانهما إليهم فإحسان محمد وعلي عليهما السلام إلى هذه الامة أجل وأعظم فهما بأن
يكونا
أبويهم أحق .
وقال محمد بن علي عليهما السلام : من أراد أن يعلم كيف قدره عند الله فلينظر كيف
قدر أبويه
الافضلين عنده محمد وعلي عليهما السلام .
وقال جعفر بن محمد عليهما السلام : من رعى حق أبويه الافضلين محمد وعلي عليهما
السلام لم يضره
ما ضاع ( 6 ) من حق أبوي نفسه وسائر عباد الله ، فإنهما يرضيانهما بسعيهما .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : من حق ابوى والديهم .
( 2 ) الاود : العوج .
( 3 ) في المصدر : الافضل وكذا فيما يأتى إلى آخر الرواية
( 4 ) تبحبح : تمكن في المقام .
( 5 ) في المصدر : حيث شئت .
( 6 ) : ما أضاع .
[ 10 ]
وقال موسى بن جعفر عليهما السلام : يعظم ( 1 ) ثواب الصلاة على قدر تعظيم المصلي
على
أبويه الافضلين محمد وعلي عليهما السلام .
وقال علي بن موسى الرضا عليهما السلام : أما يكره أحدكم أن ينفى عن أبيه وأمه الذين
ولداه ؟ قالوا : بلى والله ، قال فليجتهد أن لا ينفى عن أبيه وامه اللذين هما أبواه
أفضل
من أبوي نفسه .
وقال محمد بن علي عليهما السلام إذ قال رجل بحضرته : إني لاحب محمد وعليا عليهما
السلام
حتى لو قطعت إربا إربا أو قرضت ( 2 ) لم أزل عنه ، قال محمد بن علي عليهما السلام :
لاجرم أن محمدا
وعليا عليهما السلام يعطيانك ( 3 ) من أنفسهما ما تعطيهما أنت من نفسك ، إنهما
ليستدعيان لك
في يوم فصل القضاء مالا يفي ما بذلته لهما بجزء من مائة ، ألف ألف جزء من ذلك .
وقال علي بن محمد عليهما السلام : من لم يكن والدا دينه محمد وعلي عليهما السلام
أكرم عليه من
والدي نسبه ( 4 ) فليس في حل ولا حرام ولا قليل ولا كثير ( 5 ) .
وقال الحسن بن علي عليه السلام : من آثر ( 6 ) طاعة أبوي دينه محمد وعلي على طاعة
أبوي نسبه قال الله عزوجل : لاوثرنك كما آثرتني ( 7 ) ، ولاشرفنك بحضرة أبوي
دينك كما شرفت نفسك بإيثار حبهما على حب أبوي نفسك ( 8 ) .
وأما قوله عزوجل : " وذي القربى " فهم من قراباتك من أبيك وامك ، قيل
لك : اعرف حقهم ، كما أخذ به العهد على بني إسرائيل ، وأخذ عليكم معاشر امة محمد
بمعرفة حق قرابات محمد الذينهم الائمة بعده ، ومن يليهم بعد من خيار أهل دينهم ( 9
) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : لعظم .
( 2 ) الارب : العضو . وقرض الشئ . قطعه .
( 3 ) في المصدر : معطياك .
( 4 ) : نفسه .
( 5 ) : ولا بقليل ولا كثير .
( 6 ) اى اختار .
( 7 ) في المصدر : كما آثرتهما .
( 8 ) : نسبك .
( 9 ) تفسير الامام . 133 . وفيه : ومن يليهم بعدهم .
[ 11 ]
12 - قب : أبان بن تغلب ، عن الصادق عليه السلام " وبالوالدين إحسانا " قال :
الوالدان
رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليهما السلام .
سلام الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام وأبان بن تغلب عن أبي عبدالله عليه السلام :
نزلت في
رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي علي عليه السلام وروي مثل ذلك في حديث ابن جبلة .
وروى أبوالمضاصبيح عن الرضا عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وآله : أنا وعلي
الوالدان .
وروي عن بعض الائمة في قوله : " أن اشكر لي ولوالديك " أنه نزل فيهما .
النبي صلى الله عليه وآله : أنا وعلي أبوا هذه الامة ، أنا وعلي موليا هذه الامة .
وعن بعض الائمة " لا اقسم بهذا البلد * وأنت حل بهذا البلد * ووالد وما
والد ( 1 ) " قال : أمير المؤمنين عليه السلام وما ولد من الائمة .
الثعلبي في ربيع المذكرين والخركوشي في شرف النبي عن عمار وجابر وأبي
أيوب ، وفي الفردوس عن الديلمي ، وفي أمالي الطوسي عن أبي الصلت بإسناده عن أنس :
كلهم عن النبي صلى الله عليه وآله قال : حق علي على الامة كحق الوالد على الولد .
وفي كتاب الخصائص عن أنس : حق علي بن أبي طالب على المسلمين كحق الوالد
على الولد .
مفردات أبى القاسم الراغب قال النبي صلى الله عليه وآله : يا علي أنا وأنت أبوا هذه
الامة ،
[ ومن حقوق الآباء والامهات أن يترحموا عليهم في الاوقات ، ليكون فيهم أداء
حقوقهم .
النبي صلى الله عليه وآله : أنا وعلي أبوا هذه الامة ( 2 ) ] ولحقنا عليهم أعظم من
حق أبوي
ولادتهم ، فإنا ننقذهم إن أطاعونا من النار إلى دار القرار ، ونلحقهم من العبودية
بخيار
الاحرار ، قال القاضي أبوبكر أحمد بن كامل : يعني أن حق علي [ على ] كل مسلم أن لا
يعصيه أبدا ( 3 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) البلد : 1 - 3 .
( 2 ) ليس ما بين العلامتين في المصدر المطبوع .
( 3 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 581
[ 12 ]
13 - فر : سعيد بن الحسن بن مالك معنعنا عن أبي مريم قال : كنا عند جعفر
بن محمد عليهما السلام فسأله أبان بن تغلب عن قول الله : " اعبدوا الله ولا تشركوا
به شيئا وبالوالدين
............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 12 سطر 3 الى ص 20 سطر 3
إحسانا " قال : هذه الآية التي في النساء من الوالدان ؟ قال جعفر عليه السلام رسول
الله وعلي
بن أبي طالب هما الوالدان ( 1 ) .
14 - كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن
فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالله بن سليمان ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر
عليه السلام قال : إن رسول الله وعليا هما الوالدان . قال عبدالله بن سليمان :
وسمعت
أبا جعفر عليه السلام يقول : منا الذي احل له الخمس ، ومنا الذي جاء بالصدق ، ومنا
الذي
صدق به ، ولنا المودة في كتاب الله عزوجل ، ورسول الله وعلي الوالدان ، وأمر الله
ذريتهما
بالشكر لهما .
15 - وقال أيضا : حدثنا أحمد بن درست ، عن ابن عيسى ، عن الاهوازي ،
عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن زرارة ، عن عبدالواحد بن مختار قال
دخلت على أبي جعفر فقال : أما علمت أن عليا أحد الوالدين اللذين قال الله عزوجل
" اشكر لي ولوالديك " ؟ قال زرارة : فكنت لا أدري أية آية هي : التي في بني إسرائيل
أو
التي في لقمان ؟ قال فقضى أن حججت فدخلت على أبي جعفر عليه السلام فخلوت به ، فقلت
:
جعلت فداك حديث جاء به عبدالواحد ، قال : نعم ، قلت : أية آية هي : التي في لقمان
أو
التي في بني إسرائيل ؟ فقال : التي في لقمان ( 2 ) .
بيان : لعل منشأ شك زرارة أن الراوي لعله ألحق الآية من قبل نفسه ، أو أن
زرارة بعد ما علم أن المراد الآية التي في لقمان ذكرها ( 3 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير فرات : 27 و 28 .
( 2 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .
( 3 ) توضيحه أن آية " اشكر لى ولوالديك " في سورة لقمان فقط ، فلا وجه للشك
والترديد ،
الا أن يقال أن عبدالواحد ألحق الاية من قبل نفسه ، وكان ما سمعه من المعصوم الجملة
الاولى فقط
فاستفسر زرارة عنه عليه السلام أن كون على أحد الوالدين من أية الايتين يستفاد من
التى في
النساء أو التى في لقمان ؟ أو يقال . ان عبدالواحد لم يذكر الاية اصلا وانما الحقها
زرارة بعد ما
استفاد من الامام عليه السلام .
[ 13 ]
16 - كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن
سعيد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعت يقول : "
ووصينا
الانسان بوالديه ( 1 ) " رسول الله وعلي عليهما السلام . وبهذا الاسناد عن الحسين ،
عن فضالة ،
عن أبان بن عثمان ، عن بشير الدهان أنه سمع أبا عبدالله عليه السلام يقول : رسول
الله أحد
الوالدين ، قال : قلت : والآخر ؟ قال : هو علي بن أبي طالب عليه السلام ( 2 ) .
17 - كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله
ابن حصيرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله
تعالى : " ووالد
وما ولد ( 3 ) " قال : يعني عليا وما ولد من الائمة عليهم السلام ( 4 ) .
18 - فر : جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن معلى بن خنيس قال : سمعت أبا
عبدالله عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا أحد الوالدين ،
وعلي بن أبى طالب الآخر ،
وهما عند الموت يعاينان ( 5 ) .
19 - فر : جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه
السلام
يقول : إن المؤمن إذا مات رأى رسول الله وعليا يحضرانه ، وقال رسول الله صلى الله
عليه وآله : أنا أحد
الوالدين وعلي الآخر ، قال : قلت : وأي موضع ذلك من كتاب الله ؟ قال : قوله "
اعبدوا الله
ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ( 6 ) " .
بيان : قد مرت الاخبار في ذلك في باب أسماء النبي صلى الله عليه وآله وفي كتاب
الامامة ،
وتحقيقه أن للانسان حياة بدنية بالروح الحيوانية ، وحياة أبدية بالايمان والعلم و
الكمالات الروحانية التي هي موجبة لفوزه بالسعادات الابدية ، وقد وصف الله تعالى في
مواضع من كتابه الكفار بأنهم أموات غير أحياء ( 7 ) ، ووصف أموات كمل المؤمنين
* ( هامش ) * ( 1 ) العنكبوت : 8 لقمان : 14 . الاحقاف : 15 .
( 2 و 4 ) مخطوط .
( 3 ) البلد : 3 .
( 5 ) تفسير فرات : 32 . وفيه : وهما يعاينان عند الموت .
( 6 ) : 35 .
( 7 ) منها قوله تعالى . " انك لا تسمع الموتى " النمل : 80 .
[ 14 ]
بالحياة كما قال الله تعالى : " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ( 1 ) "
وقال :
" فلنحيينه حياة طيبة ( 2 ) " إلى غير ذلك من الآيات والاخبار ، وحق الوالدين في
النسب
إنما يجب ادخليتهما في الحياة الاولى الفانية لتربية الانسان فيما يقوي ويؤيد تلك
الحياة ، وحق النبي والائمة صلوات الله عليهم أجمعين إنما يجب من الجهتين معا ، أما
الاولى فلكونهم علة غائية لايجاد جميع الخلق ، وبهم يبقون ، وبهم يرزقون ، وبهم
يمطرون ، وبهم يدفع الله العذاب ، وبهم يسبب الله الاسباب ، وأما الثانية التي هي
الحياة العظمى فبهدايتهم اهتدوا ، ومن أنوارهم اقتبسوا ، وبينابيع علمهم أحياهم
الله حياة
طيبة لا يزول عنهم أبدالآبدين ، فثبت أنهم الآباء الحقيقية الروحانية التي يجب على
الخلق رعاية حقوقهم ، والاحتراز عن عقوقهم ، صلوات الله عليهم أجمعين ، وقد مضى بعض
تحقيقات ذلك في أبواب كتاب الامامة .
[ وقال الراغب الاصفهاني في المفردات : الاب : الوالد ، ويسمى كل من كان سببا
في إيجاد شئ أو إصلاحه أو ظهوره أبا ، ولذلك سمي ( 3 ) النبي صلى الله عليه وآله
أبا المؤمنين ، قال
الله تعالى : " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم ( 4 ) " وفي بعض
القراءات
وهو أب لهم .
وروي أنه صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : أنا وأنت أبوا هذه الامة ،
وإلى هذا أشار
بقوله : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ، وقيل : أبوالاضياف لتفقده
إياهم ، وأبوالحرب لمهيجها ، وسمي العم مع الاب أبوين ، وكذلك الام مع الاب
وكذلك الجد مع الاب ، وسمي ( 5 ) معلم الانسان أباه تقدم ذكره ( 6 ) ، وقد حمل
* ( هامش ) * ( 1 ) آل عمران : 169 .
( 2 ) النحل : 97 ومنها قوله تعالى : " ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل
أحياء
ولكن لا تشعرون " البقرة : 154 .
( 3 و 5 ) في المصدر : يسمى .
( 4 ) الاحزاب : 6 .
( 6 ) من ان ان كل من كان سببا في ايجاد شئ او اصلاحه او ظهوره يسمى أبا .
[ 15 ]
قوله عزوجل : " إنا وجدنا آباءنا على امة ( 1 ) " على ذلك ، أي علماءنا الذين ربونا
بالعلم ، بدلالة قوله تعالى : " إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ( 2 ) "
وقيل في
قوله : " أن اشكر لي ولوالديك ( 3 ) " : إنه عني الاب الذي ولده والمعلم الذي علمه
، و
فلان أبوبهيمة ( 4 ) أي يتفقدها تفقد الاب ( 5 ) ] .
} باب 27 {
* ( أنه صلوات الله عليه حبل الله والعروة الوثقى وأنه متمسك بها ) *
1 - شى : عن ابن يزيد قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله تعالى : " واعتصموا
بحبل الله جميعا ( 6 ) " قال : علي بن أبي طالب عليه السلام حبل الله المتين ( 7 )
.
2 - شى : عن يونس بن عبدالرحمان ، عن عدة من أصحابنا رفعوه إلى أبي عبدالله
عليه السلام في قوله تعالى : " إلا بحبل من الله وحبل من الناس ( 8 ) " قال : الحبل
من الله كتاب
الله والحبل من الناس هو علي بن أبي طالب عليه السلام ( 9 ) .
3 - كنز : روى المفيد - رحمه الله - في كتاب الغيبة عن محمد بن الحسين ، عن أبيه ،
عن
جده قال : قال علي بن الحسين عليه السلام : كان رسول الله صلى الله عليه وآله ذات
يوم جالسا في المسجد و
أصحابه حوله فقال لهم : يطلع عليكم رجل من أهل الجنة يسأل عما يعنيه ( 10 ) ، قال :
* ( هامش ) * ( 1 ) الزخزف : 22 و 23 .
( 2 ) الاحزاب : 67 .
( 3 ) لقمان : 14 .
( 4 ) الصحيح كما في المصدر " وفلان يأبو بهمه " والبهم اولاد البقر والمعز والضأن
. و
الواحد : البهمة - بسكون الهاء وفتحها - .
( 5 ) المفردات في غريب القرآن . 4 - 5 . ولا يوجد ما نقله عنه الا في هامش ( ك )
فقط .
( 6 ) آل عمران : 103 .
( 7 و 9 ) تفسير العياشى مخطوط .
( 8 ) آل عمران : 112 .
( 10 ) اى عما يهمه ويهتم به .
[ 16 ]
فطلع علينا رجل شبيه برجال مصر ، فتقدم وسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وجلس
وقال : يا
رسول الله إني سمعت الله يقول : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فما هذا
الحبل
الذي أمرنا الله تعالى بالاعتصام به وأن لا نتفرق عنه ؟ قال : فأطرق النبى صلى الله
عليه وآله ساعة
ثم رفع رأسه وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : هذا حبل الله الذي من
تمسك به
عصم في دنياه ولم يضل في آخرته ، قال : فوثب الرجل إلى علي بن أبي طالب عليه السلام
و
احتضنه من وراء ظهره وهو يقول : اعتصمت بحبل الله وحبل رسوله ، ثم قال فولى وخرج
فقام رجل من الناس فقال : يا رسول الله ألحقه وأسأله أن يستغفر لي ؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله :
إذا تجده مرفقا ، قال : فلحقه الرجل - وهو عمر - وسأله أن يستغفر له ، فقال عليه
السلام :
هل فهمت ما قال لي رسول الله وما قلت له ؟ قال الرجل : نعم ، فقال له : إن كنت
متمسكا
بذلك الحبل فغفر الله لك . وإلا فلا غفر الله لك ، وتركه ( 1 ) .
4 - نى : محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد الحسيني ، عن إبراهيم بن إسحاق الخيبري
عن محمد بن يزيد التيمي ، عن الحسن بن الحسين الانصاري ، عن محمد بن الحسين ، عن
أبيه
عن جده مثله ( 2 ) .
بيان : أرفقه : رفق به ونفعه .
5 - قب : الباقر عليه السلام في قوله : " ضربت عليهم الذلة أينا ثقفوا إلا بحبل من
الله ( 3 ) " :
كتاب من الله " وحبل من الناس " : علي بن أبي طالب عليه السلام .
محمد بن علي العنبري بإسناده عن النبي صلى الله عليه وآله أنه سأل أعرابي عن قوله
تعالى :
" واعتصموا بحبل الله " فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله يده فوضعها على كتف علي
فقال : يا أعرابي
هذا حبل الله فاعتصم به ، فدار الاعرابي من خلف علي والتزمه ، ثم قال : اللهم إني
اشهدك أني اعتصمت بحبلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سره أن ينظر إلى
رجل من أهل
الجنة فلينظر إلى هذا ، وروى نحوا من ذلك الباقر والصادق عليهما السلام .
سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك في قوله تعالى : " ومن يسلم
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .
( 2 ) الغيبة للنعمانى : 16 .
( 3 ) آل عمران : 112 ، وما بعدها ذيلها .
[ 17 ]
وجهه إلى الله وهو محسن ( 19 ، قال : نزل في علي عليه السلام كان أول من أخلص وجهه
لله و
هو محسن ، أي مؤمن مطيع " فقد استمسك بالعروة الوثقى " قول لا إله إلا الله " وإلى
الله
عاقبة الامور " والله ما قتل علي بن أبي طالب إلا عليها ، وروي " فقد استمسك
بالعروة
الوثقى " يعني ولاية علي عليه السلام .
الرضا عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وآله : من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى
فليتمسك
بحب علي بن أبي طالب عليه السلام ( 2 ) .
[ 6 - نى : بإسناده عن جابر قال : وفد [ على ] رسول الله صلى الله عليه وآله أهل
اليمن ، فقالوا :
يا رسول الله من وصيك ؟ قال : هو الذي أمركم بالاعتصام به فقال عزوجل : " واعتصموا
بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فقالوا : يا رسول الله بين لنا ما هذا الحبل ، فقال :
هو قول الله :
" إلا بحبل من الله وحبل من الناس " فالحبل من الله كتابه والحبل من الناس وصيي ،
فقالوا : يا رسول الله من وصيك ؟ فقال : هو الذي أنزل الله فيه " أن تقول نفس يا
حسرتا
على ما فرطت في جنب الله ( 3 ) " فقالوا : يا رسول الله وما جنب الله هذا ؟ فقال :
هو الذي
يقول الله فيه : " يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ( 4 )
"
فوصيي السبيل ( 5 ) إلي من بعدي ، فقالوا : يا رسول الله بالذي بعثك ( 6 ) أرناه
فقد اشتقنا
إليه ، فقال : هو الذي جعله الله آية للمتوسمين ( 7 ) ، فإن نظرتم إليه نظر من كان
له
قلب أو ألقى السمع وهو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم ، فتخللوا الصفوف
وتصفحوا الوجوه ( 8 ) فمن هوت إليه قلوبكم فإنه هو ، لان الله عزوجل ( 9 ) يقول : "
فاجعل
* ( هامش ) * ( 1 ) لقمان : 22 ، وما بعدها ذيلها .
( 2 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 561 و 562 .
( 3 ) الزمر : 56 .
( 4 ) الفرقان : 27 . وصدرها : ويوم يعض . اه
( 5 ) في المصدر : هو وصيى والسبيل اه .
( 6 ) : بالذى بعثك بالحق .
( 7 ) : للمؤمنين المتوسمين .
( 8 ) تخلل القوم : دخل بينهم . وتصفحهم : تأمل وجوههم ليتعرف أمرهم .
( 9 ) في المصدر : يقول في كتابه .
[ 18 ]
أفئدة من الناس تهوي إليهم ( 1 ) " إليه وإلى ذريته فقاموا جميعا وتخللوا الصفوف
وأخذوا
بيد علي عليه السلام والحديث طويل اختصرناه ، وسيأتى بطوله إن شاء الله تعالى ( 2 )
] .
7 - كشف : مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : " واعتصموا بحبل
الله جميعا " قال العز المحدث : حبل الله علي وأهل بيته عليهم السلام ( 1 ) .
8 - فر : الحسين بن سعيد ، عن محمد بن مروان ، عن إسماعيل بن أبان ، عن
سلام بن أبي عروة ، عن أبان بن تغلب قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله
تعالى :
" ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس " قال : مايقول
الناس
فيها ؟ قال : قلت : يقولون : حبل من الله كتابه ، وحبل من الناس عهده الذي عهد
إليهم ،
قال : كذبوا ، قال : قلت : ما تقول فيها ؟ قال : فقال : حبل من الله كتابه ، وحبل
من الناس
علي بن أبي طالب عليه السلام ( 4 ) .
9 - فر : عن الحسين بن محمد ، عن محمد بن مروان ، عن أبي حفص الاعشى ، عن أبي
الجارود ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : جاء رجل في هيئة
أعرابي إلى
النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله بأبي أنت وامي ما معنى " واعتصموا
بحبل الله جميعا ولا
تفرقوا " ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وآله : أنا نبي الله ، وعلي بن أبي طالب
حبله ، فخرج الاعرابي
وهو يقول : آمنت بالله وبرسوله واعتصمت بحبله ( 5 ) .
فر : عن محمد بن الحسن بن إبراهيم معنعنا عن ابن عباس مثله ( 6 ) .
10 - فر : عن الحسن بن العباس البجلي معنعنا عن أبان بن تغلب قال : قال
أبوجعفر عليه السلام : ولاية علي بن أبي طالب الحبل الذي قال الله تعالى : "
واعتصموا بحبل
الله جميعا ولا تفرقوا " فمن تمسك به كان مؤمنا ، ومن تركه خرج من الايمان ( 7 )
11 - فر : جعفر الفزاري معنعنا عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : بينا رسول الله
صلى الله عليه وآله جالس
* ( هامش ) * ( 1 ) ابراهيم : 37 .
( 2 ) الغيبة للنعمانى : 15 و 16 . ولا يوجد الرواية الا في هامش ( ك ) .
( 3 ) كشف الغمة : 92 .
( 4 - 7 ) تفسير فرات : 14 .
[ 19 ]
في جماعة من أصحابه إذ ورد عليه أعرابي ، فبرك ( 1 ) بين يديه فقال : يا رسول الله
إني سمعت
الله يقول في كتابه : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فهذا الحبل الذي
امرنا
بالاعتصام به ما هو ؟ قال فضرب النبي يده على كتف علي بن أبي طالب عليه السلام فقال
: ولاية
هذا ، قال : فقام الاعرابي وضبط بكفيه إصبعيه جميعا ثم قال : أشهد أن لا إله إلا
الله ،
وأشهد أن محمدا رسول الله ، وأعتصم بحبله ، قال ، وشد أصابعه ( 2 ) .
أقول : روى ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم بإسناده عن أبي حفص الصائغ
قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : في قوله : " واعتصموا بحبل الله
جميعا " قال : نحن
حبل الله .
12 - مد : بإسناده عن الثعلبي ، عن عبدالله بن محمد بن عبدالله ، عن عثمان بن
الحسن ، عن جعفر بن محمد بن أحمد ، عن حسن بن حسين ، عن يحيى بن علي الربعي ، عن
أبان بن تغلب ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : نحن حبل الله الذي قال الله
تعالى : " واعتصموا
بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ( 3 ) . "
* [ أقول : ورأيت في أصل تفسيره أيضا .
13 - الخصائص للسيد الرضي - رضي الله عنه - ، عن هارون بن موسى ، عن أحمد بن
محمد بن علي ، عن عيسى الضرير ، عن أبي الحسن الاول عن أبيه عليهما السلام قال :
خطب رسول
الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي مات فيه ، فقال : يا معاش المهاجرين والانصار
من حضر في
يومي هذا وساعتي هذه من الانس والجن ليبلغ شاهدكم غائبكم ، ألا إني خلفت فيكم
كتاب الله ، فيه النور والهدى والبيان لما فرض الله تبارك وتعالى من شئ حجة الله
عليكم
وحجتي وحجة وليي ، وخلفت فيكم العلم الاكبر : علم الدين ونور الهدى وضياءه ، وهو
* ( هامش ) * ( 1 ) أى قام .
( 2 ) تفسير فرات : 15 . وفيه : وأعتصم بحبل الله .
( 3 ) العمدة : 150 .
* من هنا إلى البيان الاتى يوجد في هامش ( ك ) فقط .
[ 20 ]
علي بن أبي طالب عليه السلام وهو حبل الله " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
إلى قوله
تعالى : " لعلكم تهتدون " إلى آخر الخطبة بطولها .
4 - فس : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " ولا تفرقوا "
قال :
............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 20 سطر 4 الى ص 28 سطر 4
إن الله تبارك وتعالى علم أنهم سيتفرقون ( 1 ) بعد نبيهم ويختلفون فنهاهم عن التفرق
كما نهى من كان قبلهم ، فأمرهم أن يجتمعوا على ولاية آل محمد عليهم السلام ولا
يتفرقوا ( 2 ) .
15 - مناقب الخوارزمي بإسناده عن أبي ليلى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لعلي عليه السلام :
أنت العروة الوثقى ( 3 ) .
16 - مناقب ابن شاذان بإسناده عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : ستكون بعدي فتنة مظلمة ، الناجي منها من تمسك بالعروة الوثقى
، فقيل : يا
رسول الله وما العروة الوثقى ؟ قال ولاية سيد الوصيين ، قيل : ومن سيد الوصيين ؟
قال :
أمير المؤمنين ، قيل : يا رسول الله ومن أمير المؤمنين ؟ قال مولى المسلمين وإمامهم
بعدي ،
قيل : يا رسول الله من مولى المسلمين وإمامهم بعدك ؟ قال أخي علي بن أبى طالب . ]
بيان : اعلم أن الحبل يطلق على كل ما يتوسل به إلى البغية ( 4 ) ، ومنه الحبل
للامان ، لانه سبب النجاة ، فشبه الكتاب والعترة بالحبل الذي يتمسك به حتى
يوصل إلى رضى الله وقربه وثوابه وحبه ، قال الجزري : في صفة القرآن : كتاب الله حبل
ممدود من السماء إلى الارض أى نور ممدود يعني نور هداه والعرب يشبه النور الممتد
بالحبل
والخيط وفي حديث آخر : وهو حبل الله المتين أي نور هداه ، وقيل : عهده وأمانه الذي
يؤمن من العذاب ، والحبل : العهد والميثاق ( 5 ) .
وقال الطبرسي - رحمه الله - في قوله تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعا " : أي
تمسكوا به ، وقيل امتنعوا به من غيره ، وقيل في معنى حبل الله أقوال : أحدها أنه
القرآن
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : سيفترقون .
( 2 ) تفسير القمى : 98 .
( 3 ) مناقب الخوازرمى : 36 . وفيه بعد ذلك : التى لا انفصام لها .
( 4 ) البغية : ما يرغب فيه ويطلب .
( 5 ) النهاية 1 : 197 .
[ 21 ]
وثانيها أنه دين الله والاسلام ( 1 ) ، وثالثها ما وراه أبان بن تغلب عن جعفر بن
محمد عليهما السلام
قال : نحن حبل الله الذي قال : " واعتصموا بحبل الله جميعا " والاولى حمله على
الجميع
ويؤيده ( 2 ) ما رواه أبوسعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه أنه قال : أيها الناس
إني قد تركت
فيكم حبلين ، إن اتخذتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل
ممدود من السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي
الحوض ، انتهى ( 3 ) .
أقول : وفسر الاكثر الحبل في الآية الاخرى ( 4 ) بالعهد والايمان .
} باب 28 {
* ( بعض ما نزل في جهاده عليه السلام زائدا على ما سيأتى ) *
* ( في باب شجاعته عليه السلام ) *
1 - فس : أبي ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : " فإما نذهبن بك ( 5 ) " يا محمد من مكة إلى المدينة " فإنا "
رادوك إليها و
" منتقمون " منهم بعلي بن أبي طالب ( 6 ) .
2 - شى : عن البرقي ، عمن رواه رفعه إلى أبى بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام "
لينذر
بأسا شديدا من لدنه ( 7 ) " قال البأس الشديد علي عليه السلام وهو لدن رسول الله
صلى الله عليه وآله قاتل
معه عدوه ، فذلك قوله : " لينذر بأسا شديدا من لدنه " ( 8 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : دين الله الاسلام .
( 2 ) : والذى يؤيده .
( 3 ) مجمع البيان 2 : 482 .
( 4 ) وهى " الا بحبل من الله وحبل من الناس " آل عمران : 112 .
( 5 ) الزخرف : م 41 . وما بعدها ذيلها .
( 6 ) تفسير القمى : 610 .
( 7 ) الكهف : 2 .
( 8 ) مخطوط .
[ 22 ]
بيان على التفاسير المشهورة ، الضمير في قوله : " من لدنه " راجع إلى الله تعالى ،
وعلى
هذا التأويل راجع إلى قوله تعالى : " عبده " ( 1 ) .
3 - كشف : من سورة الحج في البخاري ومسلم ( 2 ) من حديث أبي ذر أنه كان
يقسم قسما أن " هذان خصمان اختصموا في ربهم ( 3 ) " نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن
الحارث الذين بارزوا المشركين يوم بدر : عتبة وشيبة ابنا الربيعة والوليد بن عتبة
أخرجه
العز المحدث الحنبلي ( 4 ) .
بيان : قال الطبرسي : قيل : نزلت في ستة نفر من المؤمنين والكفار تبارزوا يوم
بدر ، وهم : حمزة بن عبدالمطلب قتل عتبة بن ربيعة ، وعلي بن أبي طالب قتل الوليد بن
عتبة ، وعبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب قتل شيبة بن ربيعة ، عن أبي ذر الغفاري و
عطاء ، وكان أبوذر يقسم بالله تعالى أنها نزلت فيهم ، ورواه البخاري في الصحيح ( 5
) .
4 - مد : من صحيح البخاري ( 6 ) عن الحجاج بن منهال ، عن معمر بن سليمان
عن أمه ، عن أبي مخلد ، عن قيس بن عباد ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : أنا
أول
من يبحثو بين يدي الرحمان للخصومة يوم القيامة ، قال قيس : وفيهم نزلت : " هذان
خصمان
اختصموا في ربهم " قال : هم الذين بارزوا يوم بدر : علي وحمزة وعبيدة ، وعتبة وشيبة
ابنا ربيعة والوليد بن عتبة . وعن الثعلبي ، عن قيس بن عباد ، عن أبي ذر مثل الخبر
السابق ( 7 ) .
5 - كشف : روى أبوبكر من مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : " يوم لا يخزي
* ( هامش ) * ( 19 الواقع في الاية الاولى من السورة .
( 2 ) صحيح البخارى ج 3 : 4 صحيح مسلم ج 8 : 246 .
( 3 ) الحج : 19 .
( 4 ) كشف الغمة : 92 .
( 5 ) مجمع البيان : 7 : 77 .
( 6 ) ج 3 : 3 و 4 .
( 7 ) العمدة : 161 و 162 .
[ 23 ]
الله النبي والذين آمنوا معه ( 1 ) " قال : أول من يكسى من حلل الجنة إبراهيم لخلته
من الله عزوجل ، ثم محمد لان صفوة الله ، ثم علي يزف ( 2 ) إلى الجنان ، ثم قرأ ابن
عباس الآية وقال : علي عليه السلام وأصحابه ( 3 ) .
وروى أيضا عن ابن عباس في قوله تعالى : " فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون "
قال : منتقمون بعلي عليه السلام ( 4 ) .
6 - فر : أبوالقاسم العلوي ، عن فرات بن إبراهيم ، عن الفضل بن يوسف ، عن
إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، عن أبيه ، عن السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس في
قوله تعالى : " فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون " قال : بعلي بن أبي طالب عليه
السلام ( 5 )
أقول : روى ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم ، بإسناده عن زر بن حبيش ،
عن حذيفة مثله . من فضائل السمعاني بإسناده عن أبي زبير عن جابر مثله .
أقول : روى العلامة - رحمه الله - مثله ( 6 ) .
وقال الشيخ الطبرسي - قدس الله روحه - : قال الحسن وقتادة : إن الله أكرم نبيه بأن
لم يره تلك النقمة ، ولم ير في امته إلا ما قرت به عينه ، وقد كان بعده نقمة شديدة
، وقد
روي أنه صلى الله عليه وآله أري ما يلقى امته بعده ، فما زال منقبضا ولم ينبسط
ضاحكا حتى لقي الله
تعالى .
وروى جابر بن عبدالله الانصاري قال : إني لادناهم من رسول الله صلى الله عليه وآله
في حجة
الوداع بمنى قال : لا ألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، وايم الله
لئن فعلتموها لتعرفنني في الكتيبة التي تضاربكم ، ثم التفت إلى خلفه فقال : أو علي
أو
* ( هامش ) * ( 1 ) التحريم 8 .
( 2 ) أى يمشى ويسرع ويقال : زف العروس إلى زوجها : هداها .
( 3 ) كشف الغمة : 93 .
( 4 ) كشف الغمة : 95 .
( 5 ) تفسير فرات : 150 و 151 .
( 6 ) راجع كشف اليقين : 128 .
[ 24 ]
علي - ثلاث مرات - فرأينا أن جبرئيل غمزه ( 1 ) ، فأنزل الله على أثر ذلك " فإما
نذهبن بك فإنا منهم منتقمون " بعلي بن أبي طالب عليه السلام انتهى ( 2 ) .
أقول : روى ابن بطريق في العمدة عن ابن المغازلي ، عن الحسن بن أحمد بن موسى
عن هلال بن محمد ، عن إسماعيل بن علي ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام
عن جابر
مثله ، وزاد في آخره : " أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ( 3 ) " ثم نزلت
:
" قل رب إما تريني ما يوعدون * رب فلا تجعلني في القوم الظالمين ( 4 ) " ثم نزلت :
" فاستمسك بالذي اوحي اليك ( 5 ) " في علي " إنك على صراط مستقيم " وإن عليا
لعلم للساعة " وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون " عن علي بن أبي طالب عليه السلام (
6 )
[ وروى أبونعيم في منقبة المطهرين بإسناده عن حذيفة : " إنا منتقمون " يعني
بعلي بن أبي طالب عليه السلام ] .
7 - فر : الحسين بن الحكم معنعا عن ابن عباس في قوله تعالى : " إن الله يحب
الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ( 7 ) " نزلت الآية في أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام وحمزة وعبيدة وسهل بن حنيف والحارث بن صمة وأبي دجانة
( 8 )
[ كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن عبيد ، ومحمد بن القاسم معا ، عن حسين بن الحكم
عن حسين بن حسين ، عن حيان بن علي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس
مثله ( 9 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) أى أشار اليه .
( 2 ) مجمع البيان 9 : 49 .
( 3 ) الزخرف : 42 .
( 4 ) المؤمنون : 93 و 94 .
( 5 ) الزخرف : 43 ، وما بعدها ذيلها .
( 6 ) العمدة : 185 .
( 7 ) الصف : 4 .
( 8 ) تفسير فرات : 184 .
( 9 ) مخطوط .
[ 25 ]
8 - كنز : محمد بن العباس ، عن الحسين بن محمد ، عن حجاج بن يوسف ، عن بشر بن
الحسين ، عن الزبير بن عدي ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله عزوجل : " إن
الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص " قال : قلت له : من هؤلاء
قال : علي بن أبي طالب عليه السلام وحمزة أسد الله ورسوله ، وعبيدة بن الحارث ،
ومقداد بن
الاسود ( 1 ) .
9 - كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالعزين بن يحيى ، عن ميسرة بن محمد ، عن
إبراهيم بن محمد ، عن ابن فضيل ، عن حنان بن عبيدالله ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ،
قال :
علي صلوات الله عليه إذا صف في القتال كأنه بنيان مرصوص ( 2 ) ، يتبع ما قال الله
فيه ،
فمدحه الله ، وما قتل المشركين كقتله أحد ( 3 ) ]
10 - كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن العباس ، عن عباد بن يعقوب ، عن فضل
بن القاسم عن سفيان الثوري ، عن زبيد النامي ، عن مرة ، عن عبدالله بن مسعود أنه
كان يقرأ " وكفى الله المؤمنين القتال ( 4 ) " بعلي " وكان الله قويا عزيزا ( 5 ) "
.
11 - وروى أيضا عن محمد بن يونس ، عن مبارك ، عن يحيى بن عبدالحميد الحماني
عن يحيى بن معلى الاسلمي ، عن محمد بن عمار بن زريق ، عن أبي إسحاق ، عن أبي زياد
بن
مطر قال : كان عبدالله بن مسعود يقرأ " وكفى الله المؤمنين القتال " بعلي عليه
السلام .
[ وروى أيضا عن محمد بن يونس ، عن مبارك ، عن يحيى بن عبدالحميد قال : ] قال أبو
زياد : هو في مصحفه هكذا رأيتها ( 6 ) .
12 - كشف : روى أبوبكر بن مردويه عن ابن مسعود مثله ( 7 ) .
[ وروى أبونعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي بإسناده عن ابن مسعود أنه
* ( هامش ) * ( 1 و 3 ) مخطوط .
( 2 ) المرصوص : المنضم بعضه على بعض . كناية عن استقامته في الحرب .
( 4 ) الاحزاب : 25 ، وما بعدها ذيلها .
( 5 و 6 ) مخطوط .
( 7 ) كشف الغمة : 93 .
[ 26 ]
كان يقرأ هذه الآية " وكفى الله المؤمنين القتال ، بعلي بن أبي طالب عليه السلام .
]
أقول : روى ابن بطريق في المستدرك عن الحافظ أبي نعيم ، بإسناده عن مرة ،
عن ابن مسعود مثله .
بيان : قال العلامة - رحمه الله - في قراءة ابن مسعود : بعلي بن أبي طالب عليه
السلام ( 1 ) :
أقول : يدل على كونه أشجع الامة وأنصرهم للرسول صلى الله عليه وآله ، وهذه فضيلة
عظيمة تمنع
تقديم غيره عليه .
13 - مد : بإسناده عن الثعلبي في تفسير قوله تعالى : " ولقد كنتم تمنون الموت
من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون ( 2 ) " قال : نزلت في يوم احد ، قال :
فقتل
علي بن أبي طالب عليه السلام طلحة وهو يحمل لواء قريش ، فأنزل الله تعالى نصره على
المؤمنين
قال الزبير بن العوام : فرأيت هندا وصواحبها هاربات مصعدات في الجبل باديات خرامهن
! ( 3 )
فكانوا يتمنون الموت من قبل أن يلقوا علي بن أبي طالب عليه السلام ( 4 ) .
يف : عن الثعلبي مثله ( 5 ) .
أقول : قال السيد بن طاوس - رحمه الله - في كتاب سعد السعود : رأيت في كتاب ما نزل
من القرآن في أهل البيت عليهم السلام من نسخة قديمة ولم يذكر مؤلفه ما هذا لفظه :
محمد بن
عمير ، عن محمد بن جعفر ، عن سويد بن سعيد ، عن عقيل بن أحمد ، عن أبي عمرو بن
العلا ،
عن الشعبي قال : انصرف علي بن أبي طالب عليه السلام من وقعة احد وبه ثمانون جراحة
تدخل
فيها الفتائل ، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله ( 6 ) وهو على نطع ( 7 ) ،
فلما رآه بكى وقال :
* ( هامش ) * ( 1 ) راجع كشف الحق 1 : 96 .
( 2 ) آل عمران ، 143 .
( 3 ) في المصدر و ( ت ) : خدامهن . والظاهر أنه مصحف " حرامهن " استعير به من
العورة ، أى
كن يبدين عوراتهن لينصرف أمير المؤمنين عليه السلام عن تعقيبهم .
( 4 ) العمدة :
( 5 ) الطرائف : 24 .
( 6 ) الصحى كما في المصدر : فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله .
( 7 ) النطع : بساط من الجلد .
[ 27 ]
إن رجلا يصيبه هذا في سبيل الله لحق على الله أن يفعل به ويفعل ( 19 ، فقال علي
عليه السلام مجيبا له - وبكى ثانية - : وأما أنت يا رسول الله فالحمد لله الذي لم
يرني وليت
عنك ولا فررت ، ولكني كيف حرمت الشهادة ، فقال له : إنها من وارئك إن شاء الله
تعالى
ثم قال له النبي صلى الله عليه وآله : إن أبا سفيان يوعدنا ويقول : ما بيننا وبينكم
حمراء
الاسد ( 2 ) ، فقال علي عليه السلام : لا بأبي أنت وامي يا رسول الله لا أرجع عنهم
ولو حملت
على أيدي الرجال ، فأنزل الله عزوجل " وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير
فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ( 3
) .
} 29 باب {
* ( أنه صلوات الله عليه صالح المؤمنين ) *
1 - فس : " وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ( 4 ) "
يعني أمير المؤمنين عليه السلام " والملائكة بعد ذلك ظهير " لامير المؤمنين عليه
السلام ، حدثنا محمد بن
جعفر ، عن محمد بن عبدالله ، عن ابن أبي نجران ، عن ابن حميد ، عن أبي بصير قال :
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما " إلى قوله
: " صالح
المؤمنين " قال : صالح المؤمنين علي عليه السلام ( 5 ) .
2 - قب : تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان النسوي ، والكلبي ، ومجاهد ، و
أبي صالح ، والمغربي عن ابن عباس أنه رأت حفصة النبي في حجرة عائشة مع مارية
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : ولفعل .
( 2 ) موضع على ثمانية اميال [ من المدينة ] اليه انتهى النبى صلى الله عليه وآله
يوم احد تابعا
للمشركين ( مراصد الاطلاع 1 : 424 ) .
( 3 ) سعد السعود : 111 و 112 . والاية في سورة آل عمران : 146 .
( 4 ) التحريم : 4 ، وما بعد ذيلها .
( 5 ) تفسير القمى : 677 و 678 .
[ 28 ]
القبطية ، قال : أتكتمين علي حديثي ؟ قالت : نعم ، قال : فإنها علي حرام ليطيب
قلبها
فأخبرت عائشة وبشرتها من تحريم مارية ، فكلمت عائشة النبي في ذلك ، فنزل " وإذ
أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ( 1 ) " إلى قوله : " هو مولاه وجبريل وصالح
المؤمنين " قال : صالح المؤمنين والله علي عليه السلام الله والله حسبه : "
والملائكة بعد
............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 28 سطر 5 الى ص 36 سطر 5
ذاك ظهير " .
البخاري وأبويعلى الموصلي قال ابن عباس : سألت عمر بن الخطاب عن المتظاهرتين
قال : حفصة وعائشة .
السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس ، وأبوبكر الحضرمي ، عن أبي جعفر عليه السلام
والثعلبي بالاسناد عن موسى بن جعفر عليهما السلام ، وعن أسماء بنت عميس ، عن النبى
صلى الله عليه وآله
قال : " وصالح المؤمنين " علي بن أبي طالب عليه السلام .
زيد بن علي ، والناصر للحق : " وصالح المؤمنين " علي بن أبي طالب عليه السلام .
ورواه أبونعيم الاصفهاني بالاسناد عن أسماء بنت عميس ، عن ابن عباس ، عن
النبي صلى الله عليه وآله أن عليا باب الهدى بعدي ، والداعي إلى ربي ، وهو صالح
المؤمنين ، " ومن
أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا ( 2 ) " الآية .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام على المنبر : " أنا أخو المصطفى خير البشر ، من
هاشم سنامه ( 3 )
الاكبر ، ونبأ عظيم جرى به القدر ، وصالح المؤمنين مضت به الآيات والسور " وإذا
ثبت أنه صالح المؤمنين فينبغي كونه أصلح من جميعهم بدلالة العرف والاستعمال ،
كقولهم
فلان عالم قومه وشجاع قبيلته ( 4 ) .
[ 3 - لى : بإسناده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : معاشر
الناس من
أحسن من الله قيلا ؟ ومن أصدق من الله حديثا ؟ معاشر الناس إن ربكم جل جلاله
* ( هامش ) * ( 1 ) التحريم : 3 .
( 2 ) فصلت : 33 .
( 3 ) يقال : فلان سنام قومه أى كبيرهم .
( 4 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 562 .
[ 29 ]
أمرني أن اقيم ( 1 ) عليا علما وإماما وخليفة ووصيا ، وأن أتخذه وزيرا ( 2 ) ،
معاشر
الناس إن عليا باب الهدى بعدي والداعي إلى ربي وهو صالح المؤمنين ، الخبر ( 3 ) . ]
4 - كشف : العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : " فإن الله هو مولاه وجبريل
وصالح المؤمنين " قال مجاهد : وهو علي عليه السلام . وروى أبوبكر بن مردويه بإسناده
عن
أسماء بنت عميس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : صالح المؤمنين علي
بن أبي طالب
عليه السلام . وعن ابن عباس مثله ( 4 ) .
5 - كنز : محمد بن العباس ، عن جعفر بن محمد الحسيني ، عن عيسى بن مهران ،
عن مخول بن إبراهيم ، عن عبدالرحمان بن الاسود ، عن محمد بن عبدالله بن أبي رافع
قال :
لما كان اليوم الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وآله غشي عليه ثم أفاق ، وأنا
أبكي واقبل يديه و
أقول : من لي ولوالدي بعدك يا رسول الله ؟ قال : لك الله بعدي ووصيي صالح المؤمنين
علي بن أبي طالب ( 5 ) .
6 - وقال أيضا : حدثنا محمد بن سهل القطان ، عن عبدالله بن محمد البلوي ، عن
إبراهيم بن عبدالله القلا ، عن سعيد بن يربوع ، عن أبيه ، عن عمار بن ياسر قال :
سمعت
علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : ألا
ابشرك ؟ قلت : بلى يا
رسول الله وما زلت مبشرا بالخير ، قال : لقد أنزل الله فيك قرآنا ، قال قلت : وما
هو يا
رسول الله ؟ قال : قرنت بجبرئيل ، ثم قرأ " وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد
ذلك
ظهيرا " فأنت والمؤمنون من بنيك الصالحون ( 6 ) .
7 - وقال أيضا حدثنا أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضالة ، عن أبي
جميلة ، عن محمد الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله
عليه وآله عرف أصحابه
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : ان اقيم لكم .
( 2 ) في المصدر : وأن اتخذه أخا ووزيرا .
( 3 ) أمالى الصدوق : 20 ، ولا توجد الرواية الا في هامش ( ك ) فقط .
( 4 ) كشف الغمة : 92 و 93 .
( 5 و 6 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .
[ 30 ]
أمير المؤمنين عليه السلام مرتين ، وذلك أنه قال لهم : أتدرون من وليكم بعدي ؟
قالوا : الله و
رسوله أعلم ، قال : فإن الله تبارك وتعالى قد قال : " فإن الله هو مولاه وجبريل
وصالح
المؤمنين - يعني أمير المؤمنين - وهو وليكم بعدي ؟ والمرة الثانية في غدير خم حين
قال :
من كنت مولاه فعلي مولاه . وروي عن ابن عباس مثله ( 1 ) .
8 - فر : أبوالقاسم الحسينى معنعنا عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : " إن
الله هو مولاه جبريل وصالح المؤمنين " قال : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلام صالح
المؤمنين وقال أبوجعفر عليه السلام : لما نزلت الآية قال النبي صلى الله عليه وآله
: يا علي أنت صالح المؤمنين .
وكذا قال مجاهد وقال سالم : ادع الله لي ، قال أحياك الله حياتنا وأماتك مماتنا ،
وسلك
بك سلبنا ، قال سعيد : فقتل مع زيد بن علي . وقال ابن عباس : صالح المؤمنين علي
وأشياعه
وقالت أسماء بنت عميس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في هذه الآية : علي
بن أبي طالب
صالح المؤمنين : وقال سلام : سمعت خيثمة يقول : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :
نزلت هذه الآية في علي عليه السلام ، قال سلام : فحججت فلقيت أبا جعفر عليه السلام
وذكرت له
قول خيثمة فقال : صدق خيثمة أنا حدثته بذلك : قال : قلت له : رحمك الله ادع الله لي
،
فدعا كما مر وقال عرف رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وأصحابه مرتين : الاولى
قال : من كنت
مولاه فهذا علي مولاه ، والاخرى : أخذ بيد أمير المؤمنين عليه السلام وقال : يا
أيها الناس هذا
صالح المؤمنين ( 2 ) .
أقول : روى ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم ، بإسناده عن عبدالله بن جعفر
عن أسماء بنت عميس قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقرأ هذه الآية " فإن
تظاهرا عليه
فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين " قال صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلام
يف : الثعلبي وابن المغازلي بإسنادهما مثله ( 3 ) .
9 - مد : بإسناده عن الثعلبي ، عن ابن فتحويه ، عن أبي علي المقري ، عن أبي
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .
( 2 ) تفسير فرات : 185 و 186 ، وقد لفق المصنف الروايات ، راجع المصدر .
( 3 ) الطرائف : 24 .
[ 31 ]
القاسم [ ابن ] الفضل ، عن علي بن الحسين ، عن محمد بن يحيى بن أبي عمير ، عن محمد
بن جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين ( 1 ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله صالح
المؤمنين : هو علي بن
أبي طالب عليه السلام .
[ وروى أبونعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي بإسناده ، عن أسماء بنت
عميس قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : صالح المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام . وبإجماع الشيعة
على ذلك كما ادعاه السيد المرتضى رحمه الله ] .
بيان : قال العلامة في كشف الحق : أجمع المفسرون وروى الجمهور أن صالح
المؤمنين علي عليه السلام ( 2 ) .
وقال الطبرسي : ووردت الرواية من طريق الخاص والعام أن المراد بصالح
المؤمنين أمير المؤمنين عليه السلام وهو قول مجاهد ، وفي كتاب شواهد التنزيل
بالاسناد عن
سدير الصيرفي عن أبي جعفر عليه السلام قال : لقد عرف رسول الله عليا أصحابه مرتين :
أما
مرة فحيث قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وأما الثانية فحيث نزلت هذه الآية أخذ
بيد علي عليه السلام فقال : أيها الناس هذا صالح المؤمنين . وقالت أسماء بنت عميس :
سمعت
النبي صلى الله عليه وآله يقول : صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ( 3 )
انتهى .
فإذا علمت بنقل الخاص والعام بالطرق المتعددة أن صالح المؤمنين في الآية هو
أمير المؤمنين عليه السلام وبإجماع الشيعة على ذلك كما ادعاه السيد المرتضى - رحمه
الله - فقد
ثبت فضله بوجهين :
الاول أنه ليس يجوز أن يخبر الله أن ناصر رسوله صلى الله عليه وآله إذا وقع التظاهر
عليه
بعد ذكر نفسه وذكر جبرئيل عليه السلام إلا من كان أقوى الخلق نصرة لنبيه وأمنعهم
جانبا
في الدفاع عنه ، ألا ترى أن أحد الملوك لو تهدد بعض أعدائه ممن ينازعه في سلطانه
فقال :
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام ،
قال : حدثنى رجل ثقة
يرفعه إلى على بن أبى طالب عليه السلام اه .
( 2 ) كشف الحق : 94 .
( 3 ) مجمع البيان : 10 : 316 .
[ 32 ]
لا تطعموا في ولا تحدثوا أنفسكم بمغالبتي فإن معي من أنصاري فلانا وفلانا فإنه لا
يحسن أن يدخل في كلامه إلا من هو الغاية في النصرة ، والشهرة بالشجاعة ، وحسن
المدافعة وشدة معاونة ذلك السلطان ، فدل على أنه أشجع الصحابة وأعونهم للرسول .
الثاني أن قوله : " صالح المؤمنين " يدل على أنه أصلح من جميعهم بدلالة العرف
والاستعمال ، لان أحدنا إذا قال : فلان عالم قومه وزاهد أهل بلده لم يفهم من قوله
إلا
كونه أعلمهم وأزهدهم ، فإذا ثبت فضله بهذين الوجهين ثبت عدم جواز تقديم غيره عليه
لقبح تفضيل المفضول .
} 30 باب {
* ( قوله تعالى " من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم ) *
* ( يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) *
* ( يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لمومة لائم ) *
* ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم " * ) *
1 - مد : بإسناده عن الثعلبي في قوله تعالى : " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم
ويحبونه " قال : علي بن أبي طالب عليه السلام . ( 1 )
أقول : قال العلامة - قدس الله روحه - في كشف الحق : قال الثعلبي : نزلت في علي
عليه السلام ( 2 ) ، وقال الشيخ الطبرسي - أعلى الله مقامه - : قيل : هم أمير
المؤمنين عليه السلام وأصحابه
حين قاتل من قاتله من الناكثين والقاسطين والمارقين ، وروي ذلك عن عمار وحذيفة و
ابن عباس ، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام ويويد هذا القول أن
النبي
* ( هامش ) * * المائدة : 54 .
( 1 ) العمدة : 151 .
( 2 ) كشف الحق : 92 .
[ 33 ]
صلى الله عليه وآله وصفه بهذه الصفات المذكورة في الآية ، فقال فيه - وقد ندبه ( 1
) لفتح خيبر بعد أن
رد عنها حامل الراية إليها مرة بعد اخرى وهو يجبن الناس ويجبنونه - : لاعطين
الراية غدا رجلا يجب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، كرارا غير فرار ، لا يرجع حتى
يفتح الله على يديه ، ثم أعطاها إياه . وأما الوصف باللين على أهل الايمان والشدة
على الكفار والجهاد في سبيل الله مع أنه لا يخاف فيه لومة لائم فمما لايمكن أحدا
دفع
علي عن استحقاق ذلك ، لما ظهر من شدته على أهل الشرك والكفر ونكايته فيهم ، و
مقاماته المشهورة في تشييد الملة ونصرة الدين والرأفة بالمؤمنين ، ويؤكد ذلك ( 2 )
إنذار
رسول الله صلى الله عليه وآله قريشا بقتال علي عليه السلام لهم من بعده ، حيث جاء
سهيل بن عمرو في جماعة
منهم فقالوا له : يا محمد إن أرقاءنا لحقوا بك فارددهم علينا ، فقال رسول الله :
صلى الله عليه وآله لتنتهن
يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا يضربكم على تأويل القرآن كما ضربتكم على
تنزيله ، فقال له بعض أصحابه : من هو يا رسول الله ، أبوبكر ؟ قال لا ولكنه خاصف
النعل ( 3 ) في الحجرة - وكان علي على السلام يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه
وآله - وروي عن علي
عليه السلام أنه قال يوم البصرة : والله ما قوتل أهل هذه الآية حتى اليوم ، وتلا
هذه الآية ،
ثم روى عن الثعلبي حديث الحوض الدال على ارتداد الصحابة إنتهى ( 4 ) .
أقول : ويؤيده أيضا ما أوردته في كتاب الفتن بأسانيد جمة عن جابر الانصاري
وأبي سعيد الخدري وابن عباس وغيرهم ، واللفظ لجابر قال : قام رسول الله صلى الله
عليه وآله يوم الفتح
خطيبا فقال : أيها الناس لا أعرفنكم ترجعون بعدي كفارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض ،
ولئن فعلتم ذلك لتعرفنني في كتيبة أضربكم بالسيف ، ثم التفت عن يمينه ، فقال الناس
،
لقنه جبرئيل عليه السلام شيئا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : هذا جبرئيل عليه
السلام يقول : أو علي .
أقول : دعا النصب والعناد الرازي ( 5 ) إمام النواصب في هذا المقام إلى خرافات و
* ( هامش ) * ( 1 ) ندب فلانا للامر : دعاه ورشحه للقيام به وحثه عليه .
( 2 ) في المصدر : ويؤيد ذلك ايضا .
( 3 ) خصف النعل : اطبق عليها مثلها وخرزها بالمخصف .
( 4 ) مجمع البيان 3 : 208 .
( 5 ) راجع مفاتيح الغيب 3 : 427 - 429 .
[ 34 ]
جهالات لا يبوح بها ( 1 ) خارجي ولا امي ، ولقد فضح نفسه وإمامه ، ولظهور بطلانها
أعرضنا عنها صفحا وطوينا عنها كشحا ( 2 ) ، فإن كتابنا أجل من أن يذكر فيه أمثال
تلك الهذيانات ، ولقد تعرض لها صاحب إحقاق الحق ( 3 ) وغيره ، ولا يخفى ما في هذه
الآية من الدلالة على رفعة شأنه وعلو مكانه ووصفه بكونه محبا ومحبوبا لربه ،
ومجاهدا
في سبيله على الجزم واليقين ، بحيث لايبالي بلوم اللائمين ، ورحمته على المؤمنين ،
وصولته
على الكافرين ، وتعقيب جميع ذلك بقوله : ذلك " فضل الله يؤتيه من يشاء " تعظيما
لشأن
تلك الصفات وتفخيما لها ، فكيف لا يستحق الخلافة والامامة من هذه صفاته ويستحقهما
من اتصف بأضدادها ؟ كما أوضحناه في كتاب الفتن .
} 31 باب {
* ( قوله عزوجل : " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد ) *
* ( الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في * )
* ( سبيل الله لا يستوون عند الله * " ) *
1 - فس : أبي ، عن صفوان ، عن ابن مسكان : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر
عليه السلام قال : نزلت في علي والعباس وشيبة ، قال العباس : أنا أفضل لان سقاية
الحاج
بيدي ، وقال شيبة : أنا أفضل لان حجاجة البيت بيدي ( 4 ) ، وقال علي : أنا أفضل
فإني
* ( هامش ) * ( 1 ) اى لا يتفوه بها .
( 2 ) يقال : ضرب عنه صفحا أى أعرض عنه . وطوى كشحه عنه : أعرض عنه بوده مهاجرا .
( 3 ) راجع ج 3 : 204 - 243 ولقد أورد قدس سره على الرازى بعد مانقل كلامه 26
اشكالا
لا مفر له ولا مثاله من واحد منها .
* التوبة : 19 .
( 4 ) هو شيبة بن عثمان بن أبى طلحة بن عبدالعزى بن عبدالدار بن قصى ويكنى أبا
عثمان و
قد كان دفع النبي صلى الله عليه وآله إلى ابن عمه عثمان بن طلحة بن أبى طلحة يوم
فتح مكة مفتاح الكعبة فورث
المفتاح من ابن عمه أو دفع المفتاح إليهما وقال خذوها خالدة تالدة إلى يوم القيامة
يا بنى أبى
طلحة لا ياخذها منكم إلا ظالم ( ب ) .
[ 35 ]
آمنت قبلكما ، ثم هاجرت وجاهدت ، فرضوا برسول الله صلى الله عليه وآله ( 1 ) فأنزل
الله : " أجعلتم
سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر " إلى قوله : إن الله
عنده
أجر عظيم " . وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزلت هذه الآية
في علي
بن أبي طالب عليه السلام .
قوله : " كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون " [ وإن منهم
أعظم
درجة ] " عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين " ثم وصف علي بن أبي طالب عليه
السلام [ فقال ] " الذين
آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله واولئك هم
الفائزون ( 2 ) " ثم وصف ما لعلي عليه السلام عنده فقال : " يبشرهم ربهم برحمة منه
ورضوان و
جنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم " ( 3 ) .
2 - كشف : مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : " أجعلتم سقاية الحاج
وعمارة المسجد الحرام ، الآية نزلت في ملاحاة ( 4 ) العباس وعلي عليه السلام قال له
العباس :
لئن سبقتمونا بالايمان والهجرة فقد كنا نسقي الحجيج ونعمر المسجد الحرام :
فنزلت ( 5 ) .
أقول : وروى عن أبي بكر بن مردويه أيضا نزولها فيه عليه السلام ( 6 ) .
3 - كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ،
عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عزوجل : " أجعلتم سقاية الحاج "
الآية ،
نزلت في حمزة وعلي وجعفر والعباس وشيبة ، إنهم فخروا بالسقاية والحجاجة فأنزل
الله عزوجل " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر
"
* ( هامش ) * ( 1 ) اى بحكمة .
( 2 ) التوبة : 20 ، وما بعدها 21 و 22 .
( 3 ) تفسير القمى : 260 .
( 4 ) الملاحاة : المنازعة ؤالمراد هنا المفاخرة .
( 5 ) كشف الغمة : 92 .
( 6 ) : 95 .
[ 36 ]
وكان علي وحمزة وجعفر الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله لا
يستوون
عند الله ( 1 ) .
شى : عن أبي بصير بثلاثة أسانيد مثله ( 2 ) .
4 - فر : قدامة بن عبدالله البجلي معنعنا عن ابن عباس قال : افتخر شيبة بن
عبدالدار والعباس بن عبدالمطلب فقال شيبة : في أيدينا مفاتيح الكعبة نفتحها إذا
شئنا و
............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 36 سطر 6 الى ص 44 سطر 6
نغلقها إذا شئنا ، فنحن خير الناس بعد رسول الله ، وقال العباس : في أيدينا سقاية
الحاج
وعمارة المسجد الحرام ( 3 ) ، فنحن خير الناس بعد رسول الله ، إذ مر عليهم ( 4 )
أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب عليه السلام فأراد أن يفتخر فقالا له : يا أبا الحسن أنخبرك بخير الناس
بعد رسول
الله ؟ ها أنا ذا ، فقال شيبة : في أيدينا مفايتح الكعبة نفتحها إذا شئنا ونغلقها
إذا شئنا ،
فنحن خير الناس بعد النبي ، وقال العباس : في أيدينا سقاية الحاج وعمارة المسجد
الحرام
فنحن خير الناس بعد رسول الله ، فقال لهما أمير المؤمنين عليه السلام : ألا أدلكما
على من هو خير
منكما ؟ قالا له : ومن هو ؟ قال : الذي صرف رقبتكما ( 5 ) حتى أدخلكما في الاسلام
قهرا ، قالا : ومن هو ؟ قال أنا ، فقام العباس مغضبا حتى أتى النبي صلى الله عليه
وآله وأخبره بمقالة
علي بن أبي طالب عليه السلام فلم يرد النبي صلى الله عليه وآله شيئا ، فهبط جبرئيل
عليه السلام فقال : يا محمد إن
الله يقرؤك السلام ويقول لك : " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام " فدعا
النبي
صلى الله عليه وآله العباس فقرأ عليه الآية وقال : يا عم قم فاخرج ، هذا الرحمان ،
( 6 ) يخاصمك في
علي بن أبي طالب عليه السلام ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) روضة الكافى : 203 و 204 .
( 2 ) مخطوط .
( 3 ) في ( ك ) : وعمارة المسجد الحرام في ايدينا .
( 4 ) في المصدر : عليهما .
( 5 ) : الذى ضرب رقابكما .
( 6 ) : هذا رسول الرحمان .
( 7 ) تفسير فرات : 56 .
[ 37 ]
فر : محمد بن عبيد الجعفي معنعنا عن الحارث الاعور مثله ( 1 ) .
5 - فر : محمد بن الحسين الخياط معنعنا عن ابن سيرين ، عن الحسين بن العباس ، و
جعفر الاحمسي معنعنا عن السدي قالا : قال عباس : أنا عم محمد ، وأنا صاحب سقاية
الحاج ، وأنا أفضل من علي ، وقال عثمان بن طلحة - أو شيبة - : أنا أفضل من علي ،
فنزلت هذه الآية ( 2 ) .
6 - فر : علي بن محمد الزهري معنعنا عن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال : لما فتح
رسول الله
صلى الله عليه وآله مكة أعطى العباس السقاية ، وأعطى عثمان بن طلحة الحجاجة ، ولم
يعط عليا
شيئا ، فقيل لعلي بن أبي طالب عليه السلام : إن النبي أعطى العباس السقاية ، وأعطى
عثمان
بن طلحة الحجاجة ، ولم يعطك شيئا ، قال : فقال : ما أرضاني بما فعل الله ورسوله ! ؟
فأنزل
الله ( 3 ) تعالى هذه الآية ( 4 ) .
أقول : روى ابن بطريق نزول الآية فيه عليه السلام في العمدة ( 5 ) بأسانيد جمة من
تفسير الثعلبي ومن الجمع بين الصحاح الستة .
وروى في المستدرك عن أبي نعيم بإسناده عن مجاهد قال : نزلت " أجعلتم سقاية
الحاج " الآية في علي والعباس . وبإسناده عن الضحاك عن ابن عباس قال : نزلت
في علي بن أبي طالب عليه السلام . وبإسناده عن الشعبي قال : تكلم علي والعباس وشيبة
في السقاية والسدانة ، فأنزل الله تعالى : " أجعلتم " إلى قوله : " حتى يأتي الله
بأمره " :
حتى يفتح مكة فتنقطع الهجرة .
7 - يف : في الجميع بين الصحاح الستة من صحيح النسائي ، عن محمد بن كعب
القرظي ، قال : افتخر شيبة بن أبي طلحة ( 6 ) ورجل - ذكر اسمه - وعلي بن أبي طالب
عليه السلام
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير فرات : 54 .
( 2 ) : 52 . وفيه " وبنو شيبة " وفى النسخ " وهو شيبة " وكلها مصحف ( ب )
( 3 ) في المصدر : قال فأنزل الله .
( 4 ) تفسير فرات : 58 .
( 5 ) ص : 18 .
( 6 ) في ( ك ) طلحة بن شيبة وفى ( ت ) شيبة بن طلحة وكلها مصحف ( ب ) .
[ 38 ]
فقال شيبة بن أبي طلحة : معي مفتاح البيت ولو أشاء بت فيه ، وقال ذلك الرجل : أنا
صاحب
السقاية ( 1 ) ولو أشاء بت في المسجد ، وقال علي عليه السلام : ما أدري ما تقولان !
لقد صليت
إلى القبلة قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ، فأنزل الله تعالى : " أجعلتم سقاية
الحاج " . و
رواه الثعلبي كذلك في تفسير هذه الآية عن الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرظي .
ورواه ابن المغازلي عن إسماعيل بن عامر وعن عبدالله بن عبيدة البريدي ( 2 ) .
بيان : لعل السيد اتقى في عدم التصريح بذكر العباس من خلفاء زمانه ورواه
السيوطي في الدر المنثور عن ابن جرير ، بإسناده عن محمد بن كعب مثله مصرحا باسم
العباس ، وقال : أخرج ابن مردويه عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه
السلام
والعباس . وأخرج ابن أبي حاتم وأبوالشيخ عن الشعبي قال : تفاخر علي والعباس و
شيبة في السقاية والحجاجة ، فأنزل الله تعالى : " أجلعتم سقاية الحاج " الآية .
وأخرج
عبدالرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبوا الشيخ عن
الشعبي
قال : نزلت هذه الآية في العباس وعلي عليه السلام تكلما في ذلك . وأخرج ابن مردويه
عن
الشعبي قال : كان بين علي والعباس منازعة فقال العباس لعلي عليه السلام : أنا عم
النبي و
أنت ابن عمه ، وإلي سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ، فأنزل الله هذه الآية .
وأخرج
عبدالرزاق عن الحسن قال : نزلت في علي والعباس وعثمان وشيبة ( 3 ) ، تكلموا في ذلك
وأخرج أبونعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر عن أنس قال : قعد العباس وشيبة
يفتخران ، فقال العباس : أنا أشرف منك ، أنا عم رسول الله صلى الله عليه وآله وساقي
الحاج
فقال شيبة : أنا أشرف منك ، أنا أمين الله على بيته وخزائنه ، فلا ائتمنك كما
ائتمنني ، فأطلع
عليهما علي عليه السلام فأخبراه بما قالا ، فقال علي عليه السلام : أنا أشرف منكما
، أنا أول من
آمن وهاجر وجاهد ، فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي صلى الله عليه وآله فأخبروه ، فما
أجابهم بشئ ،
فانصرفوا ، فنزل عليه الوحي بعد أيام ، فأرسل إليهم فقرأ عليهم : " أجعلتم سقاية
الحاج "
إلى آخر العشر ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر بعد ذلك : والقائم عليها .
( 2 ) الطرائف : 13 .
( 3 ) هكذا في المصدر وهو الصحيح وفى ( ك ) عثمان بن شيبة وفى ( ت ) تصحيحا عثمان
بن طلحة .
وكلها وهم ( ب ) ( 4 ) الدر المنثور 3 : 218 و 219 .
[ 39 ]
[ وأقول : روى صاحب جامع الاصول من صحيح النسائي نحو الحديث الاول
مصرحا باسم العباس ، إلا أن فيه : صليت إلى الكعبة ستة أشهر قبل الناس ، إلى آخر
الخبر .
وروى صاحب الفصول المهمة عن الواحدي في أسباب النزول مثل رواية أبي نعيم ( 1 )
وروى في فرائد السمطين أبسط من ذلك إلى أن قال علي عليه السلام ، أنا أشرف منكما
أنا
أول من آمن بالوعيد من ذكور هذه الامة وهاجر وجاهد ، فانطلقوا إلى رسول الله صلى
الله عليه وآله
فأخبره كل واحد منهم بفخره فما أجابهم بشئ ، فنزل الوحي بعد أيام ، فأرسل إلى
الثلاثة فأتوه ، فقرأ عليهم الآية .
وروى الشيخ في مجالسه عن أبي ذر أن عليا عليه السلام ذكر يوم الشورى نزول الآية
فيه فأقروا به .
وروى أبونعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام عن عامر قال : نزلت
الآية في علي والعباس وعن ابن عباس قال : نزلت في علي عليه السلام . وبإسناده عن
الشعبي
مثل ما مر إلى قوله : فتنقطع الهجرة . ]
وقال الشيخ الطبرسي - رحمه الله - : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام والعباس
بن
عبدالمطلب وشيب بن أبي طلحة ، عن الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرظي .
وروى الحاكم أبوالقاسم الحسكاني بإسناده عن ابن بريدة عن أبيه قال : بينا
شيبة والعباس يتفاخران إذ مر بهما علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : بماذا
تتفاخران
فقال العباس : لقد اوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد : سقاية الحاج ، وقال شيبة ، اوتيت
عمارة المسجد الحرام ، فقال عليه السلام : استحييت لكما ! فقد اوتيت على صغري مالم
تؤتيا ،
فقالا : وما اوتيت يا علي ؟ قال : ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله ورسوله ،
فقال العباس مغضبا يجر ذيله ( 2 ) حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وقال :
أما يرى إلى
ما استقبلني ( 3 ) به علي ؟ فقال صلى الله عليه وآله : ادعوا لي عليا ، فدعي له ،
فقال : ماحملك على ما
* ( هامش ) * ( 1 ) راجع الفصول المهمة : 106 . واسباب النزول للواحدى : 182 .
( 2 ) في المصدر و ( ك ) طلحة بن شيبة وفى ( ت ) شيبة بن طلحة وكلها مصحف ( ب ) .
( 3 ) ذيل الثوب ما جر منه اذا اسبل .
( 4 ) في المصدر : يستقلبنى .
[ 40 ]
استقبلت به عمك ؟ فقال : يا رسول الله صدمته ( 1 ) بالحق فمن شاء فليغضب ومن شاء
فليرض ، فنزل جبرئيل عليه السلام وقال : يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول :
اتل عليهم :
" أجعلتم سقاية الحاج " الآية ، فقال العباس : إنا قد رضينا - ثلاث مرات ( 2 ) .
أقول : نزولها في أمير المؤمنين عليه السلام مما أجمع عليه عامة المفسرين من
المتقدمين
ومتعصبي المتأخرين كالبيضاوي والزمخشري والرازي وغيرهم ( 3 ) ، وسيأتي الاخبار [
فيه ]
في باب شجاعته عليه السلام ويدل على أن مناط الفضل والفخر والايمان والجهاد ، ولا
ريب في
سبقه عليه السلام فيهما على سائر الصحابة كما سيأتي تفصيلهما ، فهو أولى بالامامة
والخلافة
لقبح تفضيل المفضول كما يشهد به ألباب ذوي العقول .
} 32 باب { * ( قوله تعالى " ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله * ) *
1 - فس : " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " قال : ذاك أمير المؤمنين
عليه السلام ومعنى يشري نفسه أي يبذل ( 4 ) .
2 - كشف : مما أخرجه شيخنا العز المحدث الحنبلي الموصلي في قوله تعالى :
" ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " نزلت في مبيت علي على فراش رسول الله
صلى الله عليه وآله ورواه أبوبكر بن مردويه أيضا ، وذكر ابن الاثير في كتابه كتاب
الانصاف الذي
جمع فيه بين الكاشف والكشاف أنها نزلت في علي عليه السلام وذلك حين هاجر النبي صلى
الله عليه وآله وترك عليا
في بيته بمكة ، وأمره أن ينام على فراشه ليوصل إذا أصبح ودائع الناس إليهم ، وقال
الله
* ( هامش ) *
( 1 ) اى دفعته .
( 2 ) مجمع البيان 5 : 14 و 15 .
( 3 ) راجع تفسير البيضاوى 1 : 191 والكشاف 2 : 27 . ومفاتيح الغيب 4 : 422 و 423 .
* البقرة : 207 .
( 4 ) تفسير القمى : 61 .
[ 41 ]
عزوجل لجبرئيل وميكائيل : إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر
فأيكما يؤثر أخاه ( 1 ) ؟ فاختار كل منهما الحياة ، فأوحى الله إليهما : ألا كنتما
مثل علي
بن أبي طالب ؟ آخيت بينه وبين ممد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ،
اهبطا إليه فاحفظاه من عدوه ، فنزلا إليه فحفظاه : جبرئيل عليه السلام عند رأسه
وميكائيل عليه السلام
عند رجليه ، وجبرئيل يقول : بخ بخ ( 2 ) يا ابن أبي طالب ، من مثلك وقد باهى الله
بك
الملائكة ( 3 ) ؟
يف ، مد : عن الثعلبي مثله ( 4 ) .
3 - فر : عبيد بن كثير ، عن هشام بن يونس ، عن محمد بن فضيل ، عن الكلبى ،
عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة
الله " قال : نزل في علي بن أبي طالب عليه السلام حين بات ( 5 ) على فراش رسول الله
صلى الله عليه وآله حيث
طلبه المشركون ( 6 ) .
أقول : روى ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم بإسناده عن عبدالله بن معبد ،
عن أبيه ، عن ابن عباس مثله .
4 - يف : أحمد في مسنده في حديث طويل يرويه عن عمر بن ميمون في قوله : " ومن
الناس من يشري " الآية قال : وشرى علي نفسه ( 7 ) لبس ثوب رسول الله ، ثم نام مكانه
،
قال : وكان المشركون يتوهمون أنه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال فيه : وجعل
علي يرمى
بالحجارة كما يرمى نبي الله صلى الله عليه وآله وهو يتضور ، قد لف رأسه بالثوب لا
يخرجه حتى
أصبح ، ثم كشف رأسه فقالوا : لما كان صاحبك كلما نرميه بالحجارة فلا يتضور قد
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : يؤثر اخاه بالبقاء .
( 2 ) بخ اسم فعل للمدح واظهار الرضى بالشئ ، ويكرر للمبالغة .
( 3 ) كشف الغمة : 91 ، ونقله عن ابن مردويه في ص 95 .
( 4 ) الطرائف : 11 و 12 . العمدة : 124 .
( 5 ) في المصدر : ليلة بات .
( 6 ) تفسير فرات : 6 .
( 7 ) في المصدر بعد ذلك : ابتغاء مرضاة الله .
[ 42 ]
استنكرنا ذلك ( 1 ) .
مد : بإسناده عن عبدالله بن أحمد ، عن أبيه ، عن يحيى بن حماد ، عن أبي عوانة ، عن
أبي بلح عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس مثله ( 2 ) .
بيان : قال الجزري : فيه : أنه دخل على امرأة وهي تتضور من شدة الحمى
أي تتلوى وتصيح ( 2 ) وتنقلب ظهر البطن ، وقيل : تتضور : تظهر الضور بمعنى الضر ،
يقال : ضارة بضورة ويضيره ( 4 ) .
5 - مد : بإسناده عن الثعلبي ، عن محمد بن عبدالله بن محمد القايني ، عن محمد بن
عثمان النصيبي ، عن محمد بن الحسين بن صالح السبيعي ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ، عن
محمد
بن منصور ، عن أحمد بن عبدالرحمان ، عن الحسن بن محمد بن فرقد ، عن الحكم بن ظهير ،
عن السدي في قوله عزوجل : " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " قال :
قال ابن عباس : نزلت في علي بن أبي طالب حين هرب النبي صلى الله عليه وآله من
المشركين إلى الغار
مع أبي بكر ، ونام علي على فراشه ( 5 ) .
6 - قب : نزل قوله تعالى : " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " في
علي عليه السلام حين بات على فراش رسول الله . رواه إبراهيم الثقفي والفلكي الطوسي
بالاسناد عن الحكم عن السدي ، وعن أبي مالك ، عن ابن عباس . ورواه أبوالمفضل
الشيباني
بإسناده عن زيد العابدين عليه السلام ، وعن الحسن البصري عن أنس ، وعن أبي زيد
الانصاري ، عن
أبي عمرو بن العلاء ، ورواه الثعلبي عن ابن عباس والسدي ومعبد أنها نزلت في علي
بين مكة والمدينة لما بات علي على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله .
فضائل الصحابة عن عبدالملك العكبري ، وعن أبي المظفر السمعاني بإسنادهما
عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : أول من شرى نفسه لله علي بن أبي طالب عليه
السلام كان
* ( هامش ) * الطرائف : 11 .
( 2 ) العمدة : 123 .
( 3 ) في المصدر : وتضج .
النهاية 3 : 28 .
( 5 ) العمدة : 124 .
[ 43 ]
المشركون يطلبون رسول الله صلى الله عليه وآله فقام من فراشه وانطلق هو وأبوبكر ،
واضطجع علي
عليه السلام على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء المشركون فوجدوا عليا عليه
السلام ولم يجدوا رسول
الله صلى الله عليه وآله .
الثعلبي في تفسير ، وابن عقب في ملحمته ، وأبوالسعادات في فضائل العشرة ،
والغزالي في الاحياء وفي كيمياء السعادة أيضا برواياتهم عن أبي اليقظان ، وجماعة من
أصحابنا ومن ينتمي إلينا نحو ابن بابويه وابن شاذان والكليني والطوسي وابن عقدة
والبرقي وابن فياض والعبدلي والصفواني والثقفى بأسانيدهم عن ابن عباس ، وأبي
رافع وهند بن أبي هالة أنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أوحى الله إلى
جبرئيل وميكائيل : أني
آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه ، فأيكما يؤثر أخاه ؟ فكلاهما
كرها الموت ، فأوحى الله إليهما : ألا كنتما مثل وليي علي بن أبي طالب ؟ آخيت بينه
و
بين محمد نبيي فآثره بالحياة على نفسه ، ثم ظل أورقد ( 1 ) على فراشه يقيه بمهجته ،
اهبطا
إلى الارض جميعا فاحفظاه من عدوه ، فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه وميكائيل عند رجليه ،
وجعل جبرئيل يقول : بخ بخ من مثل يا ابن أبي طالب والله يباهي بك الملائكة ؟
فأنزل الله : " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " ( 2 ) .
7 - [ الخصايص للسيد الرضي - رضي الله عنه - بإسناده رفعه قال : قال ابن الكواء
لامير المؤمنين عليه السلام : أين كنت حيث ذكر الله نبيه وأبا بكر " ثاني اثنين
إذهما في الغار
إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك يا
ابن الكواء
كنت على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وقد طرح علي بردة ، فأقبلت قريش مع كل
رجل منهم
هراوة فيها شوكها ( 3 ) ، فلم يبصروا رسول الله صلى الله عليه وآله حيث خرج ،
فأقبلوا علي يضربوني
بما في أيديهم ، فتنفط جسدي وصار مثل البيض ( 4 ) ، ثم انطلقوا يريدون قتلي ، فقال
بعضهم :
* ( هامش ) * ( 1 ) رقد : نام . وفى المصدر : ثم ظل اؤرقه . اى اسهره .
( 2 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 282 و 283 .
( 3 ) الهراوة : العصا الضخمة كهراوة الفاس والمعول . الشوك : ما يخرج من البنات
شبيها
بالابرة .
( 4 ) أى قرحت وتجمعت بين الجلد واللحم ماء مثل البيض ( ب ) .
[ 44 ]
لا تقتلوه الليلة ولكن أخروه واطلبوا محمدا ، قال : فأوثقوني بالحديد ( 1 ) وجعلوني
في بيت ،
واستوثقوا مني ومن الباب بقفل ( 2 ) ، فبينا أنا كذلك إذ سمعت صوتا من جانب البيت
يقول : يا علي ! فسكن الوجع الذي كنت أجده ، وذهب الورم الذي كان في جسدي ،
ثم سمعت صوتا آخر يقول يا علي ! فإذا الذي في رجلي قد تقطع ، ثم سمعت صوتا آخر
يقول : يا علي ! فاذا الباب قد تساقط ما عليه وفتح ، فقمت وخرجت وقد كانوا جاؤوا
بعجوز كمهاء ( 3 ) لا تبصر ولا تنام تحرس الباب ، فخرجت عليها وهي لا تعقل من النوم
]
............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 44 سطر 7 الى ص 52 سطر 7
بيان : قد مرت الاخبار في نزول تلك الآية في أمير المؤمنين عليه السلام في باب
الهجرة ،
وسيأتي في باب سبق هجرته عليه السلام أيضا ،
وروى العلامة في كشف الحق ( 4 ) مثل ما رواه صاحب الانصاف عن الثعلبي ، ووجدته
في أصل تفسيره أيضا ، وروى الشيخ الطبرسي ( 5 ) عن السدي عن ابن عباس مثله . وروى
الفخر الرازي ( 6 ) ونظام الدين النيسابوري ( 7 ) أنها نزلت في علي عليه السلام .
وقال الطبرسي
رحمه الله : وقال عكرمة : نزلت في أبي ذر الغفاري وصهيب بن سنان ، لان أهل أبي ذر
أخذوا أبا ذر فأنفلت ( 8 ) منهم فقدم على النبي صلى الله عليه وآله ، وأما صهيب
فإنه أخذه المشركون
من أهله ، فافتدى منهم بماله ثم خرج مهاجرا ، وروى الفخر ، والنيسابوري ( 9 ) عن
سعيد بن
المسيب نزوله في صهيب أيضا .
ولا يخفى على المنصف أن بعد نقل أعاظم المفسرين والمحدثين من الامامية و
* ( هامش ) * ( 1 ) أى شدونى بالحديد .
( 2 ) استوثق من الاموال : شدد في التحفظ عليها .
( 3 ) كمه : عمى . والمرأة الكمهاء : التى زال عقلها .
( 4 ) ص : 89 .
( 5 ) مجمع البيان 2 : 301 .
( 6 ) مفاتيح الغيب 2 : 198 .
( 7 ) غرائب القرآن 1 : 220 .
( 8 ) أى تخلص .
( 9 ) راجع ما ذكر من أرقام تفاسيرهم .
[ 45 ]
المخالفين أنها نزلت في علي عليه السلام لا عبرة بإخفاء حثالة ( 1 ) من متعصبي
المتأخرين
كالزمخشري والبيضاوي ( 29 ، واقتصارهم على رواية نزولها في صهيب وتركهم أبا ذر
أيضا لحبه لامير المؤمنين عليه السلام ! مع أنهم فسروا الشراء بالبيع وإعطاء المال
فدية ليس
بيعا للنفس بل اشتراء لها ، والشراء بمعنى البيع أكثر استعمالا لا سيما في القرآن ،
بل
لم يرد فيه إلا بهذا المعنى كقوله تعالى : " وشروه بثمن بخس دارهم معدودة ( 3 ) "
وقوله
تعالى : " لبئس ما شروا به أنفسهم ( 4 ) " وقوله عزوجل : " فليقاتل في سبيل الله
الذين
يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ( 5 ) ، وأيضا الانسب بمقام المدح بيع النفس وبذلها في
طلب رضى الله تعالى لا اشتراؤها واستنقاذها واستخلاصها ، فإن ذلك يفعله كل أحد ،
مع أن راويها عكرمة وهو من الخوارج ، وسعيد بن المسيب وكان منحرفا عن أهل البيت
عليهم السلام حتى أنه لم يصل على علي بن الحسين عليهما السلام كما سيأتي ، فلا عبرة
بروايتهما
سيما فيما إذا عارضت الاخبار الكثيرة المعتبرة .
ثم إنه استدل بها على إمامته عليه السلام لان هذه الخلة الحميدة فضيلة جزيلة عظيمة
لا يساويها فضل ، لان بذل النفس في رضى الله تعالى أعلى درجات الكمال ، وقد مدح
الله
تعالى ذبيحه بتسلمه للقتل بيد خليله عليه السلام ، وهذا علي قد استسلم للقتل تحت
مائة سيف من
سيوف الاعادي ، وليس لسائر الصحابة مثل تلك الفضيلة ، فهو أحق بالامامة ، لان
تفضيل المفضول قبيح عقلا ، وأيضا يدل عليها قول جبرئيل عليه السلام له : من مثلك ،
لان
يدل على انتفاء مثل له في العالم ولا أقل في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فإذا
ثبت فضله عليهم
ثبتت إمامته بما مر من التقرير .
فائدة : قال الشيخ المفيد - قدس الله روحه في كتاب الفصول : لما أراد رسول الله
صلى الله عليه وآله الاختفاء من قريش والهرب منهم إلى الشعب لخوفه على نفسه استشار
أبا طالب
* ( هامش ) * ( 1 ) حثالة الناس رذالتهم .
( 2 ) راجع تفسير البيضاوى 1 . 53 : ، والكشاف : 1 : 258 .
( 3 ) يوسف : 20 .
( 4 ) البقرة : 102 .
( 5 ) النساء : 74 .
[ 46 ]
رحمه الله ( 1 ) فأشار به عليه ، ثم تقدم أبوطالب إلى أمير المؤمنين عليه السلام أن
يضطجع على فراش
رسول الله صلى الله عليه وآله ليوقيه ( 2 ) بنفسه ، فأجابه إلى ذلك ، فلما نامت
العيون جاء أبوطالب ومعه
أمير المؤمنين عليه السلام ، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم واضطجع أمير
المؤمنين عليه السلام مكانه فقال أمير المؤمنين :
يا أبتاه إني مقتول ، فقال أبوطالب :
اصبرن يا بني فالصبر أحجى * كل حي مصيره لشعوب
قد بذلناك والبلاء شديد * لفداء النجيب وابن النجيب
لفداء الاعز ( 3 ) ذي الحسب الثا * قب والباع والفناء الرحيب ( 4 )
إن تصبك المنون فالنبل تترى ( 5 ) * فمصيب منها وغير مصيب
كل حي وإن تملى بعيش ( 6 ) * آخذ من سهامها بنصيب
قال : فقال أمير المؤمنين عليه السلام :
أتأمرني بالصبر في نصر أحمد * فوالله ما قلت الذي قلت جازعا
ولكنني أحببت أن تر نصرتي ( 7 ) * وتعلم أني لم أزل لك طائعا
وسعيي لوجه الله في نصر أحمد * نبي الهدى المحمود طفلا ويافعا ( 8 )
وقال أمير وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعد تسليمه ذلك :
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول إله الخلق إذ مكروا به * فنجاه ذو الطول الكريم من المكر
وبت اراعيهم وهم يثبتونني * وقد صبرت نفسي على القتل والاسر
وبات رسول الله في الشعب آمنا * وذلك في حفظ الاله وفي ستر
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر استشار ابا طالب رحمه الله في ذلك .
( 2 ) في المصدر " ليقيه " .
( 3 ) في المصدر : لفداء الاغر .
( 4 ) الباع : قدر مد اليدين . ويقال : طويل الباع ورحب الباع أى كريم مقتدر .
( 5 ) في المصدر : ان يصبك المنون فالنبل يبرى .
( 6 ) أى طال عيشه واستمتع به .
( 7 ) في المصدر : اظهار نصرتى .
( 8 ) يفع الغلام : ترعرع وناهز البلوغ .
[ 47 ]
أردت به نصر الاله تبتلا ( 1 ) * وأضمرته حتى اوسد في قبري
ثم قال الشيخ - رحمه الله - : وأكثر الاخبار جاءت بمبيت أمير المؤمنين عليه السلام
على
فراش رسول الله في ليلة مضى رسول الله إلى الغار ، وهذا الخبر وجدته في ليلة مضيه
إلى الشعب ،
ويمكن أن يكون قد بات عليه السلام مرتين على فراش الرسول ، وفي مبيته عليه السلام
حجج على
أهل الخلاف من وجوه شتى :
أحدها قولهم : إن أمير المؤمنين عليه السلام آمن برسول الله صلى الله عليه وآله وهو
ابن خمس سنين
أو سبع سنين أو تسع سنين ، ليبطلوا بذلك فضيلة إيمانه ويقولوا : إنه وقع منه على
سبيل
التلقين دون المعرفة واليقين ، إذا كانت سنه عند دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله
على ما ذكروا له
لم يكن أمره يلتبس عند مبيته على الفراش ويشتبه برسول الله حتى يتوهم القوم أنه هو
يترصدونه إلى وقت السحر ، لان جسم الطفل لا يلتبس بجسم الرجل الكامل ، فلما
التبس على قريش الامر في ذلك حتى ظنوا أن عليا عليه السلام رسول الله صلى الله عليه
وآله بائتا على حاله
في مكانه وكان هذا أول الدعوة وابتداؤها وعند مضيه إلى الشعب دل على أن أمير
المؤمنين
عليا عليه السلام كان عند إجابته للرسول بالغا كاملا في صورة الرجال ومثلهم في
الجسم أو
يقاربهم ( 2 ) ، وإن كانت الحجج على صحة إيمانه وفضيلته وأنه لم يقع إلا بالمعرفة
لا
يفتقر إلى ذكر هذا ، وإنما أوردناه استظهارا .
ومنها أن الله تعالى قص علينا في محكم كتابه قصة إسماعيل عليه السلام في تعبده
بالصبر
على ذبح أبيه إبراهيم عليه السلام ثم مدحه بذلك وعظمه وقال : " إن هذا لهو البلاء
المبين ( 3 ) "
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله في افتخاره بآبائه : " أنا ابن الذبيحين " يعني
إسماعيل وعبدالله ،
ولعبدالله في الذبح قصة مشهورة يطول شرحهما ، يعرفها أهل السير ، وإن أباه
عبدالمطلب
فداه بمائة ناقة حمراء ، وإذا كان ما خبر الله ( 4 ) به من محنة إسماعيل بالذبح يدل
على أجل
* ( هامش ) * ( 1 ) التبتل : الانقطاع عن الدنيا إلى الله .
( 2 ) في المصدر : ومقاربهم .
( 3 ) الصافات : 106 .
( 4 ) في المصدر و ( ت ) : ما أخبر الله .
[ 48 ]
فضيلة وأفخر منقبة ، احتجنا أن ننظر في حال مبيت أمير المؤمنين عليه السلام على
الفراش ، وهل
يقارب ذلك أو يساويه ؟ فوجدناه يزيد في الظاهر عليه ، وذلك أن إبراهيم عليه السلام
قال
لابنه إسماعيل : " إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما
تؤمر
ستجدني إن شاء الله من الصابرين ( 1 ) " فاستسلم لهذه المحنة مع علمه بإشفاق الوالد
على الولد ورأفته به ورحمته له ، وأن هذا الفعل لا يكاد يقع من الوالد بولده بل لم
يقع
فيما مضى ( 2 ) ولم يتوهم فيما يستقبل ، وكان هذا الامر ( 3 ) يقوي في ظن إسماعيل
أن
المقال من أبيه خرج مخرج الامتحان له في الطاعة دون تحقيق العزم ( 4 ) على إيقاع
الفعل فيزول
كثير من الخوف معه وترجى السلامة عنهد ، وأمير المؤمنين عليه السلام دعاه أبوطالب
إلى المبيت
على فراش الرسول صلى الله عليه وآله وفداءه بنفسه ، وليس له من الطاعة عليه ما
للانبياء عليهم السلام على
البشر ، ولم يأمره بذلك عن وحي من الله عزوجل كما أمر إبراهيم عليه السلام ابنه
وأسند
أمره إلى الوحي .
ومع علم أمير المؤمنين عليه السلام أن قريشا أغلظ الناس على رسول الله صلى الله
عليه وآله
وأقساهم قلبا ، وما يعرفه كل ما عاقل من الفرق بين الاستسلام للعدو المناصب والمبغض
المعاند
الذي يريد أن يشفي نفسه ولا يبلغ الغاية في شفائها إلا بنهاية التنكيل وغاية الاذى
بضروب الآلام وبين الاستسلام للولي المحب والوالد المشفق الذي يغلب في الظن أن
إشفاقه يحول بينه وبين إيقاعه الضرر بولده ، إما مع الطاعة لله عزوجل بالمسألة
المراجعة
أ بارتكاب المعصية ممن يجوز عليه ارتكاب المعاصي ، أو يحمل ذلك منه على ما قدمناه
من
الاختبار والتورية في الكلام ليصح له مطلوبه من الامتحان ، وإذا كان محنة أمير
المؤمنين عليه السلام
أعظم من محنة إسماعيل بما كشفناه ثبت أن الفضيلة التي حصل بها أمير المؤمنين عليه
السلام ( 5 )
* ( هامش ) * ( 1 ) الصافات : 102 .
( 2 ) في المصدر : فيما سلف .
( 3 ) اى عدم وقوع ذبح الوالد الولد .
( 4 ) في المصدر : دون تحقق العزم .
( 5 ) : أن الفضل بالذى حصل به لامير المؤمنين عليه السلام .
[ 49 ]
ترجح على كل فضيلة لاحد من الصحابة ( 1 ) وأهل البيت عليهم السلام ، وبطل قول من
رام ( 2 )
المفاضلة بينه وبين أبي بكر من العامة والمعتزلة الناصبة له عليه السلام ، إذ قد
حصل له عليه السلام
فضل يزيد على الفضل الحاصل للانبياء عليهم السلام .
ولعل قائلا يقول عند سماع هذا : فكيف يسوغ لكم ما ادعيتموه في هذه المحنة وهو
تعظيمها على محنة إسماعيل عليه السلام وذاك نبي وهذا عندكم وصي ( 3 ) ؟ وليس يجوز
أن يكون من
ليس بنبي أفضل من أحد من الانبياء عليهم السلام ، فإنه يقال له : ليس في تفضيلنا
هذه المحنة على محنة
إسماعيل عليهم السلام تفضيل لامير المؤمنين عليه السلام على أحد من الانبياء ، وذلك
عليا وإن
حصل له فضل لم يحزه نبي فيما مضى فإن الذي حاز به الانبياء عليهم السلام من الفضل
الذي
لم يحصل منه شئ لامير المؤمنين عليهم السلام يوجب فضلهم عليه ، ويمنع من المساواة
بينه وبينهم
أو تفضيله عليهم كما بيناه ، وبعد فإن الحجة إذا قامت على فضل أمير المؤمنين عليه
السلام
على بني من الانبياء ولاح ( 4 ) على ذلك البرهان وجب علينا القول به وترك الخلاف
فيه
ولم يوحشنا منه خلاف العامة الجهال ( 5 ) ، وليس في تفضيل سيد الوصيين وإمام
المتقين وأخي رسول رب العالمين سيد المرسلين ونفسه بحكم التنزيل وناصره في الدين و
أبي ذريته الائمة الراشدين الميامين على بعض الانبياء المتقدمين أمر يحيله العقل ،
ولا
يمنع منه السنة ، ولا يرده القياس ولا يبطل الاجماع ، إذا عليه جمهور شيعته ،
وقدنقلوا
ذلك عن الائمة من ذريته ، وإذا لم يكن فيه إلا خلاف الناصبة له أو المستضعفين ممن
يتولاه لم يمنع من القول به .
فإن قال قائل : إن محنة إسماعيل أجل قدرا من محنة أمير المؤمنين عليه السلام وذلك
أن أمير المؤمنين قد كان عالما بأن قريشا إنما تريد غيره وليس غرضها قتله ، وإنما
قصدها
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : حصلت لاحد من الصحابة .
( 2 ) اى اراد .
( 3 ) في المصدر : وصى نبى .
( 4 ) أى بدا وظهر .
( 5 ) في المصدر : العامة الجهلاء .
[ 50 ]
لرسول الله صلى الله عليه وآله دونه ، فكان على ثقة من السلامة ، وإسماعيل عليه
السلام كان متحققا لحلول
الذبح به من حيث امتثل الامر بالذي نزل به الوحي ، فشتان بين الامرين !
قيل له : إن أمير المؤمنين عليه السلام وإن كان عالما بأن قريشا إنما تقصد رسول
الله دونه
فقد كان يعلم - بظاهل الحال وما يوجب غالب الظن من العادة الجارية بشدة غيظ قريش
على من فوتهم غرضهم في مطلبهم ، ومن حال بينهم وبين مرادهم من عدوهم ، ومن لبس
عليهم الامر حتى ضلت حيلتهم ، وخابت آمالهم ، أنهم يعاملونه بأضعاف ما كان في
أنفسهم
أن يعاملوا به صاحبه لتزايد حنقهم ( 1 ) وحقدهم ، واعتراء الغضب لهم ، فكان الخوف
منهم عند
هذه الحال أشد من خوف الرسول الله صلى الله عليه وآله ، واليأس من رجوعهم عن إيقال
الضرر به أقوى من
يأس النبي صلى الله عليه وآله ، وهذا هو المعروف الذي لا يختلف فيه اثنان ، لانه قد
كان يجوز منهم
عند ظفرهم بالنبي صلى الله عليه وآله أن تلين قلوبهم له ، ويتعطفوا بالنسب والرحم
التي بينهم
وبينه ويلحقهم من الرقة عليه ما يلحق الظافر بالمظفور به ، فتبرد قلوبهم ويقل غيظهم
و
تسكن نفوسهم ، وإذا فقدوا المأمول من الظفر به وعرفوا وجه الحيلة عليهم في فوتهم
غرضهم
وعلموا أنه بعلي عليه السلام تم ذلك ، ازدادت الدواعي لهم إلى الاضرار به ، وتوفرت
عليه ،
فكانت البلية أعظم على ما شرحناه .
وعلى أن إسماعيل عليه السلام قد كان يعلم أن قتل الوالد لولده لم تجربه عادة من
الانبياء والصالحين ، ولا وردت به فيما مضى عبادة ، فكان يقوى في نفسه أنه على ما
قدمناه
من الاختبار ، ولو لم يقع له ذلك لجوز نسخه لغرض توجبه الحكمة أو كان يجوز أن يكون
في باطن الكلام خلاف ما في ظاهره ، أو يكون تفسير المنام بضد حقيقته ، أو يحول الله
تعالى بين أبيه وبين مراده بالاخترام ، أو شغل يعوقه عنه ، ولا محالة أنه قد خطر
بباله
ما فعله الله تعالى من فدائه وإعفائه من الذبح ، ولو لم يخطر ذلك بباله لكان مجوزا
عنده ،
إذ لو لم يجز في عقله لما وقع من الحكيم سبحانه ( 2 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) الحنق - بفتح النون وكسره - شدة الاغتياظ .
( 2 ) أى الاعفاء من الذبح لو لم يكن جائزا عقلا لما وقع من الله تعالى أيضا .
[ 51 ]
وعلى أنه ( 1 ) متى تيقن تيقنه من مشفق رحيم وإذا تيقنه أمير المؤمنين عليه السلام
تيقنه من عدو قاس حقود ، فكان الفصل بين الامرين لاخفاء به على ذوي العقول ( 2 ) .
} 33 باب {
* ( قوله تعالى : " قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن ) *
* ( اتبعنى * وقوله : " ومن اتبعك من المؤمنين * " وقوله ) *
* ( تعالى : " هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين * )
1 - فس : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله : " قل هذه
سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن أتبعني " يعني نفسه ، ومن تبعه علي بن أبي
طالب
وآل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين . قال علي بن إبراهيم : حدثني أبي ، عن علي
ابن أسباط
قال : قلت لابى جعفر الثاني عليهم السلام : يا سيدي إن الناس ينكرون عليك حداثة سنك
،
قال : وما ينكرون [ علي ] من ذلك فوالله لقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وآله : "
قل هذه سبيلي أدعو
إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " [ يعني نفسه ] فما اتبعه غير علي عليه السلام
وكان ابن تسع سنين
وأنا ابن تسع سنين ( 3 ) .
2 - قب : أبوحمزة وزرارة بن أعين أن أبا جعفر عليه السلام قال : " قل هذه سبيلي
أدعو
إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " قال : علي بن أبي طالب عليه السلام وفي رواية
: وآل
محمد عليهم السلام ( 4 ) .
( 3 ) كشف : مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : " يا أيها النبي
* ( هامش ) * ( 1 ) هذا جواب ثالث عن الاشكال ، ومرجع الضمير اسماعيل عليه السلام .
( 2 ) الفصول المختارة : 31 - 36 .
* يوسف : 108 . الانفال : 63 و 64 .
( 3 ) تفسير القمى : 334 و 335 .
( 4 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 559 .
[ 52 ]
حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين " قال : هو علي بن أبي طالب ، وهو رأس المؤمنين .
وعن ابن مردويه في قوله تعالى : " أنا ومن اتبعني " قال : علي . وعن أبي جعفر عليه
السلام
قال : علي وآله محمد عليهم السلام ( 1 ) .
4 - شى : عن إسماعيل الجعفي قال : قال أبوجعفر عليه السلام : " قل هذه سبيلي أدعو
إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " قال : فقال علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة
، وإلا
فلا أصابني شفاعة محمد عليه وآله السلام . وعن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه
السلام قوله :
" قل هذه سبيلي " الآية قال : علي عليه السلام وزاد : قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وآله : علي والاوصياء
............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 52 سطر 8 الى ص 60 سطر 8
من بعده ( 2 ) .
5 - فر : سعيد بن الحسن بن مالك معنعنا عن أبي جعفر عليه السلام قال : لم ينلني
شفاعة جدي إن لم تكن هذه الآية نزلت في علي خاصة " قل هذه سبيلي أدعو "
الآية ( 3 ) .
فر : الحسن بن علي بن بزيع معنعنا عنه عليه السلام مثله ( 4 ) .
6 - فر : جعفر الفزاري معنعنا عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله
تعالى :
" قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " قال : من اتبعني علي بن
أبي طالب عليه السلام ( 5 ) .
7 - كنز : قوله تعالى : " يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين "
روى أبونعيم بإسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه
السلام ( 6 ) .
أقول : روى ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم مثله ثم قال : قوله تعالى :
" هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين " الحافظ أبونعيم بإسناده إلى أبي هريرة قال :
مكتوب
* ( هامش ) * ( 1 ) كشف الغمة : 92 و 93 .
( 2 ) مخطوط .
( 3 ) تفسير فرات : 70 .
( 4 ) لم نجده في المصدر المطبوع .
( 5 ) تفسير فرات : 70 ، وفيه : حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم معنعنا اه .
( 6 ) مخطوط .
[ 53 ]
على العرش : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، محمد عبدي ورسولي ، أيدته بعلي بن
أبي طالب .
8 - كنز : أبونعيم في حلية الاولياء بإسناده إلى محمد بن السائب ، عن الكلبي ،
عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وآله مثله وزاد في آخر : وذلك
قوله : " هو
الذي أيدك بنصره " يعني علي بن أبي طالب عليه السلام .
ويؤيده ما رواه الشيخ أبوجعفر الطوسي ، عن أبي نصر محمد بن محمد بن علي ،
بإسناده عن الثمالي ، عن ابن جبير ، عن أبي الحمراء خادم رسول الله صلى الله عليه
وآله قال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لما اسري بي إلى السماء رأيت على ساق العرش :
لا إله إلا الله
محمد رسولي وصفيي من خلقي ، أيدته بعلي ونصرته به ( 1 ) .
[ أقول : روى الثعلبي في تفسيره الخبر الاخير عن ابن جبير عن أبي الحمراء
مثله سواء ] .
بيان : رواه العلامة أيضا في كشف الحق ( 2 ) عن أبي هريرة ، وروى السيوطي
في الدر المنثور عن ابن عساكر بإسناده عن أبي هريرة وقال مكتوب على العرش : لا إله
إلا أنا وحدي لا شريك لي ، محمد عبدي ورسولي ، أيدته بعلي . وذلك قوله : " هو الذي
أيدك بنصره وبالمؤمنين " انتهى ( 3 ) .
أقول : هذه الاخبار تدل على فضل عظيم له حيث كتب اسمه على العرش في أول
الخلق ، ووصف بأن الله تعالى جعله مؤيدا للنبي صلى الله عليه وآله وتدل على أنه كان
أكثر تأييدا
وإعانة للنبي صلى الله عليه وآله من جميع المسلمين ، حيث خص بذلك ، وكل هذه ينافي
تقديم غيره
عليه في الامامة كما لا يخفى على من كشف عن عيينه غطاء العصبية والغباوة ، وأما
قوله
تعالى : " يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين " فقال العلامة - قدس
الله روحه - :
روى الجمهور أنها نزلت في علي عليه السلام ( 4 ) . فالمراد بالمتابعة التامة في
جميع الاشياء
* ( هامش ) * ( 1 ) مخطوط .
( 2 ) ص 92 .
( 3 ) الدر المنثور 3 : 199 .
( 4 ) راجع كشف الحق 1 : 92 .
[ 54 ]
وظاهر أنه لم يتبعه أحد كذلك إلا علي عليه السلام فإنه تبعه قبل كل أحد وأكثر من
جميع
الصحابة باتفاق الكل .
وقد ظهرت آثار ما أخبر الله تعالى به في غزواته ، فإنه كان في جميعها الظفر على
يديه كما سيأتي بيانه ، وكفى بهذا شرفا وللمخالفين مرغما ، حيث عادله الله بنفسه في
نصرة النبي صلى الله عليه وآله وإعانته ، وأنهما حسبه ، وكيف يتأمر أحد على من هذا
شأنه ؟ وكيف
يتقدم أحد على من بسيفه قام الدين وثبتت أركانه وكذا قوله تعالى : " ومن اتبعني "
يدل على أن المتابعة الكاملة مختصة به عليه السلام وأنه الداعي إلى سبيل الرسول على
بصيرة
والمستحق لذلك دون غيره ، وهذا أدل على إمامته مما سبق .
* [ 9 - كتاب منقبة المطهرين للحافظ أبي نعيم ، عن محمد بن عمر ، عن علي بن
الوليد ، عن علي بن حفص ، عن محمد بن الحسين بن زيد ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ،
عن
أبيه ، عليهما السلام في قوله تعالى : " يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من
المؤمنين " قال :
نزلت في علي عليه السلام ، وعن محمد بن عمر ، عن القاسم وعبدالله ابني الحسين بن
زيد ، عن
أبيهما ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام مثله .
وبإسناده عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : مكتوب على العرش
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، محمد عبدي ورسولي ، أيدته بعلي بن أبي طالب .
وذلك
قوله في كتابه : " هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين " علي بن أبي طالب عليه السلام (
1 ) .
10 - يب : بإسناده عن الصادق عليه السلام في الدعاء بعد صلاة الغدير : ربنا آمنا و
اتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الانام وصراطك المستقيم السوي وحجتك و
سبيلك الداعي إليك ، على بصيرة هو ومن اتبعه ، وسبحان الله عما يشركون بولايته ،
وبما يلحدون باتخاذ الولائج دونه ، إلى آخر الدعاء ( 2 ) .
بيان : لعل الضمير المنصوب في قوله : " ومن اتبعه " راجع إلى الموصول ( 3 )
والمستتر
* ( هامش ) * ( * ) من هنا إلى الباب الاتى ذكر في هامش ( ك ) فقط .
( 1 ) مخطوط .
( 2 ) التهذيب : 1 : 302 .
( 3 ) فيكون المعنى على ذلك أن أمير المؤمنين - وهو مرجع ضمير هو - ومن اتبعه أمير
المؤمنين
- وهو الرسول صلى الله عليه وآله - على بصيرة .
[ 55 ]
المرفوع ، إلى السبيل ، أو الداعي ، فيوافق الاخبار السابقة ، ويمكن أن يكون المراد
من
" [ من ] اتبعه " سائر الائمة عليهم السلام فلا يكون منطبقا على لفظ الآية بتمامها
، أو يكون
المراد بقوله : مولانا وولينا : الرسول صلى الله عليه وآله لكنهما بعيدان . ]
} 34 باب {
* ( أنه عليه السلام كلمة الله وأنه نزل فيه " لقد رضى الله * " ) *
1 - كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن أحمد الواسطي ، عن زكريا بن يحيى .
عن إسماعيل بن عثمان ، عن عمار الدهني ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن أبي جعفر
عليه السلام
قال : قلت : قوله الله : " لقد رضي الله " الآية كم كانوا ؟ قال ألفا ومائتين ، قلت
: هل كان
فيهم علي عليه السلام ؟ قال : نعم علي سيدهم وشريفهم .
وروى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن رجاله ، عن مالك بن عبدالله
قال : قلت لمولاي الرضا عليه السلام قوله : " لقد رضي الله ( 1 ) . وألزمهم كلمة
التقوى " ( 2 ) ،
قال : هي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فالمعنى : أن الملزمين بها شيعته " كانوا
أحق بها
أهلها " ( 3 ) .
2 - ما : المفيد ، عن المظفر بن محمد البلخي ، عن محمد بن جبير ، عن عيسى ، عن مخول
بن إبراهيم ، عن عبدالرحمان بن الاسود ، عن محمد بن عبيدالله ، عن عمر بن علي ، عن
أبي
جعفر عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنا الله عهد
إلي عهدا ، فقلت : رب
بينه لي ، قال : اسمع ، قلت : سمعت ، قال : يا محمد إن عليا راية الهدى بعدك ،
وإمام
أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمها الله تعالى المتقين ، فمن أحبه
فقد
* ( هامش ) * ( 1 ) الفتح : 18 .
( 2 ) الفتح : 25 .
( 3 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .
[ 56 ]
أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني : فبشره بذلك ( 1 ) .
أقول : روى ابن بطريق في المستدرك من الجزء الاول من كتاب حلية الاولياء
لابي نعيم بالاسناد عن سلام الجعفي ، عن أبي بردة قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وآله : إن الله
عهد إلي في علي عهدا ، فقلت : يا رب بينه لي ، فقال : اسمع ، فقلت : سمعت ،
فقال : إن عليا راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي
ألزمتها
المتقين ، من أحبه أحبني ، ومن أبغضه [ فقد ] أبغضني ، فبشره بذلك ، فجاء علي فبشره
بذلك ، فقال : يا رسول الله أنا عبدالله وفي قبضته ، فإن يعذبني فبذنبي ، وإن يتم
الذي
بشرني به فالله أولى بي ، قال : قلت : اللهم اجل قلبه ( 2 ) واجعل ربيعه الايمان ،
فقال
الله تعالى : قد فعلت به ذلك ، ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشئ لم يخص
به أحدا من أصحابي ، فقلت : يا رب أخي وصاحبي ، فقال تعالى : إن هذا شئ قد سبق ،
إنه مبتلى ومبتلى به .
3 - مد ، بإسناده عن ابن المغازلي ، عن أحمد بن محمد بن عبدالوهاب ، عن محمد بن
عثمان ، عن محمد بن سليمان ، عن محمد بن علي بن خلف ، عن الحسين الاشقر ، عن عثمان
بن
أبي المقدام ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : سئل النبي صلى الله
عليه وآله عن
الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، قال : سأله بحق محمد وعلي وفاطمة
والحسن
والحسين إلا ماتبت علي ، فتاب عليه ( 3 ) .
أقول : قد سبق كثير من الاخبار في ذلك في باب أنهم كلمات الله عليهم السلام .
* ( هامش ) * ( 1 ) امالى الشيخ : 154 .
( 2 ) من الجلاء . وفى ( ت ) و ( د ) : اللهم اجعل قلبه . وهو مصحف . والربيع ما
ينبت في
الارض من الكلاء . أى اجعل ما ينبت في قلبه الايمان .
( 3 ) العمدة : 197 . وقد رواه العلامة من كشف الحق 1 : 90 بأدنى اختلاف .
[ 57 ]
} 35 باب {
* ( قوله تعالى : " وجعلنا لهم لسان صدق عليا " وقوله تعالى : ) *
* ( " واجعل لى لسان صدق في الاخرين " وقوله : ) *
* ( " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق * " * )
1 - فس : " وجعلنا لهم لسان صدق عليا " يعني أمير المؤمنين عليه السلام حدثني بذلك
أبي عن الامام الحسن العسكري عليه السلام ( 1 ) .
2 - فس : قال علي بن إبراهيم في قوله : واجعل لي لسان صدق في الآخرين "
قال : هو أمير المؤمنين عليه السلام ( 2 ) .
3 - كنز : محمد بن العباس ، عن السياري ، عن يونس بن عبدالرحمان ، قال : قلت
لابي الحسن الرضا عليه السلام : إن قوما طالبوني باسم أمير المؤمنين عليه السلام في
كتاب الله عزوجل ،
فقلت لهم من قوله تعالى : " وجعلنا لهم لسان صدق عليا " فقال : صدقت هو هكذا قال
مؤلفه : ومعنى قوله : " لسان صدق " أي جعلنا لهم ولدا ذالسان أي قول صدق ، وكل
ذي قول صدق فهو صادق معصوم ، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام ( 3 ) .
4 - كشف : ابن مردويه في قوله : " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " عن أبي
عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام قال : هو علي بن أبي طالب عليه السلام عرضت
ولايته على إبراهيم
* ( هامش ) * * مريم : 50 الشعراء : 84 . يونس : 2 .
( 1 ) تفسير القمى : 411 .
( 2 ) تفسير القمى 473 .
( 3 ) مخطوط . أقول : بل المراد أنه قد حكى الله عزوجل عن إبراهيم دعاءه : " واجعل
لى لسان
صدق في الاخرين " أى في المتاخرين من أولادى ، فأجاب الله له ذلك ثم حكى ذلك لنا
بقوله :
" وجعلنا لهم " أى لابراهيم وآله " لسان صدق " الذى تمناه منى " عليا " ( ب )
[ 58 ]
عليه السلام . فقال : اللهم اجعله من ذريتي ، ففعل الله ذلك ( 1 ) .
بيان : رواه العلامة من طريقهم أيضا ( 2 ) ، وحمله أكثر المفسرين على الذكر الجميل
،
وقال النيسابوري وغيره : وقيل : سأل ربه أن يجعل من ذريته في آخر الزمان داعيا
إلى ملته ، وهو محمد صلى الله عليه وآله ( 3 ) .
أقول : فعلى هذا لا استبعاد في حمله على علي عليه السلام فإنه سبب لشرفه وذكره
بالجميل ، ولا يخفى ما فيه من الفضل والشرف الجليل ، والله يهدي من يشاء إلى سواء
السبيل .
5 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق "
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نزلت في ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ( 4 )
.
بيان : رواه العلامة أيضا من طرقهم ( 5 ) ، وروى الكليني . أيضا أنه الولاية ( 6 )
،
والظاهر أن معناه أن المراد بالايمان التصديق بالولاية أو الايمان الكامل المشتمل
عليها ،
ويحتمل أن يكون المعنى : أن قول : " قدم صدق " هو الولاية ، أي مذخور هذا عند ربهم
ينفعهم في القيامة .
وقال الطبرسي - قدس سره - : لما كان السعي والسبق بالقدم سميت المسعاة الجميلة
والسابقة قدما كما سميت النعمة يدا وباعا ، وإضافته إلى صدق دليل على زيادة فضل ،
وأنه من السوابق العظيمة ( 7 ) . ثم قال في بيان معناه : أي أجرا حسنا ومنزلة رفيعة
بما
قدموا من أعمالهم ، وقيل : السعادة في الذكر الاول ، وقيل : إن معنى " قدم صدق "
شفاعة محمد صلى الله عليه وآله يوم القيامة ، عن أبي سعيد الخدري وهو المروي عن أبي
عبدالله عليه السلام ( 8 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) كشف الغمة : 94 .
( 2 ) راجع كشف الحق 961 ، وكشف اليقين 124 .
( 3 ) غرائب القرآن 3 . 123 ، وفيه : من يكون داعيا إلى ملته .
( 4 ) كشف الغمة : 95 .
( 5 ) راجع كشف الحق 971 ، وكشف اليقين : 127 .
( 6 ) راجع اصول الكافى 1 : 422 .
( 7 ) جامع الجوامع ص . نقلا من الكشاف ( في 3 مجلدات ) ج 2 ص 66 .
( 8 ) مجمع البيان : 89 .
[ 59 ]
6 - شى : عن يونس ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله : " وبشر
الذين آمنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم " قال : الولاية ( 1 ) .
7 - شى : عن إبراهيم بن عمر ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله :
" وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم " قال : هو رسول الله صلى الله عليه
وآله ( 2 ) .
8 - [ بيان التنزيل لابن شهرآشوب : أبوبصير ، عن الصادق عليه السلام " وجعلنا لهم
لسان صدق عليا " يعني عليا أمير المؤمنين عليه السلام ] .
} 36 باب {
* ( ما نزل فيه عليه السلام للانفاق والايثار ) *
1 - كنز : محمد بن العباس ، عن سهل بن محمد العطار ، عن أحمد بن عمرو الدهقان
عن محمد بن كثير ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : إن رجلا جاء إلى
النبي صلى الله عليه وآله فشكا إليه الجوع ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى
بيوت أزواجه فقلن : ما عندنا
إلا الماء ، فقال صلى الله عليه وآله : من لهذا الرجل الليلة ؟ فقال علي بن أبي
طالب عليه السلام : أنا يا رسول
الله ، فأتى فاطمة عليها السلام فأعلمها ، فقالت : ما عندنا إلا قوت الصبية ولكنا
نؤثر به ضيفنا ،
فقال عليه السلام : نومي الصبية واطفئي السراج ، فلما أصبح غدا على رسول الله صلى
الله عليه وآله فنزل
قوله تعالى : " ويؤثرون على أنفسهم " الآية ( 3 ) .
2 - وروى أيضا عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن
فضالة ، عن كليب بن معاوية ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : " ويؤثرون
على
أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " قال : بينما علي عليه السلام عند فاطمة عليها السلام إذ
قالت له : يا علي
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) تفسير العياشى مخطوط .
( 3 ) كنز جامع الفوائد مخطوط ، والاية في سورة الحشر : 9 .
[ 60 ]
اذهب إلى أبي فابغنا ( 1 ) منه شيئا ، فقال : نعم ، فأتى رسول الله صلى الله عليه
وآله فأعطاه دينارا وقال
له : يا علي اذهب فابتع به لاهلك طعاما ، فخرج من عنده فلقيه المقداد بن الاسود ،
فقاما
ماشاء الله أن يقوما ، وذكر له حاجته ، فأعطاه الدينار وانطلق إلى المسجد ، فوضع
رأسه
فنام ، فانتظره رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يأت ، ثم انتظره فلم يأت ، فخرج
يدور في المسجد
فإذا هو بعلي عليه السلام نائم في المسجد ، فحركه رسول الله صلى الله عليه وآله
فقعد ، فقال : يا علي ما
صنعت ؟ فقال : يا رسول الله خرجت من عندك فلقيت المقداد بن الاسود ، فذكر لي ماشاء
الله
أن يذكر ، فأعطيته الدينار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما إن جبرئيل قد
أنبأني بذلك ،
وقد أنزل الله فيك كتابا : " ويؤثرون على أنفسهم " الآية ( 2 ) .
............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 60 سطر 9 الى ص 68 سطر 9
[ 3 - كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن أحمد بن ثابت ، عن القاسم بن إسماعيل ،
عن محمد بن سنان ، عن سماعة بن مهران ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال :
اتي رسول الله صلى الله عليه وآله بمال وحلل وأصحابه حوله جلوس ، فقسمه عليهم حتى
لم تبق منه
حلة ولا دينار ، فلما فرغ منه جاء رجل من فقراء المهاجرين وكان غائبا ، فلما رآه
رسول
الله صلى الله عليه وآله قال : أيكم يعطي هذا نصيبه ويؤثره على نفسه ؟ فسمعه علي
عليه السلام فقال : نصيبي
فأعطاه إياه فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله وأعطاه الرجل ، ثم قال : يا علي إن
الله جعلك سباقا
للخير سخاء بنفسك عن المال ، أنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة ، والظلمة
هم الذين يحسدونك ويبغون عليك ويمنعونك حقك بعدي ( 3 ) .
4 - وبالاسناد عن القاسم بن إسماعيل ، عن إسماعيل بن أبان ، عن ابن شمر ، عن
جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا ذات
يوم وأصحابه جلوس
حلوه فجاء علي عليه السلام وعليه سمل ثوب منخرق عن بعض جسده ، فجلس قريبا من رسول
الله صلى الله عليه وآله فنظر إليه ساعة ثم قرأ " يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم
خصاصة ومن يوق
شح نفسه فاولئك هم المفحلون ( 4 ) ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه
السلام : أما إنك رأس
* ( هامش ) * ( 1 ) بغى الشئ : طلبه .
( 2 و 3 ) مخطوط .
( 4 ) الحشر : 9 .
[ 61 ]
الذين نزلت فيهم هذه الآية وسيدهم وإمامهم ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
أين حلتك التي
كسوتكها يا علي ؟ فقال : يا رسول الله إن بعض أصحابك أتاني يشكو عراه وعرى أهل بيته
،
فرحمته فآثرته بها على نفسي ، وعرفت أن الله سيكسوني خيرا منها ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله :
صدقت أما إن جبرئيل قد أتاني يحدثني أن الله اتخذ لك مكانها في الجنة حلة خضراء
من استبرق ، وصنفتها من ياقوت وزبرجد ، فنعم الجواز جواز ربك بسخاوة نفسك ، و
صبرك على سملتك هذه المنخرقة ، فابشر يا علي ، فانصرف علي عليه السلام فرحا مستبشرا
بما
أخبره به رسول الله صلى الله عليه وآله ( 1 ) .
بيان : قال الفيروز آبادي سمل الثوب : أخلق فهو ثوب أسمال ، وسملة وسمل
- محركتين - وككتف وأمير وصبور . وقال : صنفة الثوب كفرحة وصنفه وصنفته - بسكرهما -
حاشيته أي جانب كان ، أو جانبه الذي لا هدب له ، أو الذي فيه الهدب ] .
5 - فر : بالاسناد إلى أبي عبدالله عليه السلام قوله تعالى : " مثل الذين ينفقون
أموالهم
ابتغاء مرضاة الله ( 2 ) " قال نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ( 3 ) .
6 - كشف : مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : " الذين ينفقون
أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم
يحزنون ( 4 ) " قال : كان عند علي عليه السلام أربعة دراهم لا يملك غيرها ، فتصدق
بدرهم ليلا
وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية ، فنزلت ( 5 ) ، ورواه ابن مردويه عن ابن
عباس
مثله ( 6 ) .
فر : جعفر الفزاري ، عن عباد ، عن نضر ، عن محمد بن مروان ، عن الكلبي ، عن
* ( هامش ) * ( 1 ) مخطوط .
( 2 ) البقرة : 207 .
( 3 ) تفسير فرات : 13 .
( 4 ) البقرة : 274 .
( 5 ) كشف الغمة : 91 .
( 6 ) : 93 .
[ 62 ]
أبي صالح ، عن ابن عباس مثله ( 1 ) .
مد : بإسناده عن الثعلبي ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مثله ( 2 ) .
أقول : وروى ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم ، بإسناده عن عبدالوهاب بن
مجاهد ، عن أبيه ، عن ابن عباس مثله . قال الحافظ ، ورواه يحيى بن يمان ويحيى بن
ضريس عن عبدالوهاب ، عن أبيه ، ولم يذكر ابن عباس : قال الحافظ : وحدثنا أحمد
بن علي ، بالاسناد إلى عبدالوهاب ، عن أبيه ( 3 ) .
يف : روى الثعلبي وابن المغازلي ، عن ابن عباس مثله ( 4 ) .
فر : الحسين بن الحكم ، عن الحسن بن الحسين ، عن حنان بن علي ، عن الكلبي
عن أبي صالح عن ابن عباس مثله إلا أنه ذكر بدل الدراهم الدنانير ( 5 ) .
7 - فر : جعفر بن محمد بن مروان ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن فراسة ، عن مسعر بن
كدام ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبدالرحمان السلمي قال : إني لاحفظ لعلي بن
أبي طالب عليه السلام أربع مناقب ما يمنعني أن أذكرها إلا الحسد ! قال : فقيل له :
اذكرها
قال : فقرأ هذه الآية ( 6 ) ذات يوم " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا
وعلانية "
قال : وما كان يملك يوم ذلك إلا أربعة دراهم ، فأعطى درهما بالليل ودرهما بالنهار و
درهما بالسر ودرهما بالعلانية ( 7 ) .
بيان : روى نزول هذه الآية في أمير المؤمنين صلوات الله عليه بهذه الجهة الطبرسي
- رحمه الله - والزمخشري ( 8 ) وسائر المفسرين عن ابن عباس ، وقال السيوطي في الدر
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير فرات : 2 .
( 2 ) العمدة : 183 .
( 3 ) مخطوط .
( 4 ) الطرائف : 24 .
( 5 ) تفسير فرات : 4 .
( 6 ) في المصدر : فقرأ الاية
( 7 ) تفسير فرات ( 8 ) وفيه : ودرهما سرا ودرهما علانية .
( 8 ) راجع مجمع البيان 2 : 388 والكشاف 1 : 286 .
[ 63 ]
المنثور : أخرج عبدالرزاق وعبد بن حميد ( 1 ) وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني
و
ابن عساكر من طريق عبدالوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس قال : نزلت في علي
بن أبي طالب عليه السلام كانت له أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما وبالنهار درهما
سرا وعلانية ( 2 )
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن عوف مثله ( 3 ) . وقال الطبرسي : وهو المروي
عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام ( 4 ) .
فهذه الآية تدل على فضله عليه السلام في السخاء الذي هو من أشرف مكارم الاخلاق ،
وأن الله قد قبل ذلك منه بأحسن القبول ، وأنزلها فيه ، ووصفه بأنه من الآمنين يوم
القيامة
بحيث لا يعتريه شئ من الخوف والحزن يوم القيامة ، وهذه من صفات الاولياء والاصفياء
فبذلك وأمثاله استحق التفضيل على سائر الصحابة ، وقبح تقديم غيره عليه لخلوهم عن
أمثال تلك الفضائل ، ولو فرض اتصافهم ببعضها ، فلا شك في اختصاصه عليه السلام
باستجماعها .
وأقول : سيأتي كثير من الاخبار في ذلك في باب سخائه عليه السلام .
} 37 باب {
* ( أنه عليه السلام المؤذن بين الجنة والنار وصاحب الاعراف ) *
* ( وسائر ما يدل على رفعة درجاته عليه السلام في الاخرة ) *
1 - فس : " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ( 5 ) " أبي ، عن محمد بن
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر بعد ذلك : وابن جرير .
( 2 ) في المصدر : سرا درهما وعلانية درهما .
( 3 ) الدر المنثور 1 : 362 .
( 4 ) مجمع البيان 2 : 388 .
( 5 ) الاعراف : 44 .
[ 64 ]
الفضيل ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : المؤذن أمير المؤمنين عليه السلام يؤذن
أذانا يسمع
الخلائق ( 1 ) .
2 - قب : الباقر والصادق عليهما السلام في قوله : " فلما رأوه زلفة ( 2 ) " نزلت في
علي عليه السلام
وذلك لما رأوا عليا في القيامة ( 3 ) اسودت وجوه الذين كفروا . ولما رأوا منزلته
مكانه
من الله أكلوا أكفهم على مافرطوا في ولاية علي عليه السلام ( 4 ) .
3 - كشف : مما أورده الحافظ أبوبكر بن مردويه عن جابر بن عبدالله قال كنا
عند رسول الله صلى الله عليه وآله فتذاكر أصحابه الجنة فقال صلى الله عليه وآله :
إن أول أهل الجنة دخولا
إليها علي بن أبي طالب عليه السلام قال أبودجانة الانصاري : يا رسول الله أخبرتنا
أن
الجنة محرمة على الانبياء حتى تدخلها ( 5 ) وعلى الامم حتى تدخلها امتك ، قال :
بلى يا أبا دجانة أما علمت أن لله لواء من نور عمودا من ياقوت مكتوب على ذلك النور
" لا إله إلا الله محمد رسول الله ( 6 ) ، آل محمد خير البرية ، صاحب اللواء إمام
القيامة "
وضرب بيده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام . قال : فسر رسول الله صلى الله عليه
وآله بذلك عليا عليه السلام
فقال : الحمد لله الذي كرمنا وشرفنا بك ، فقال له : أبشر يا علي ما من عبد ينتحل
مودتك إلا بعثه الله معنا يوم القيامة ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله : "
في مقعد صدق عند مليك
مقتدر " ( 7 ) .
كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن عمر بن أبي شيبة ، عن زكريا بن يحيى ، عن
عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن عاصم بن حمزة ، عن جابر مثله ( 8 ) .
* ( هامش ) * تفسير القمى : 216 ، وفيه : يسمع الخلائق كلها .
( 2 ) الملك : 27 .
( 3 ) في المصدر : يوم القيامة .
( 3 ) مناقب آل أبى طالب 2 : 12 و 13 .
( 5 ) في المصدر : حتى تدخلها أنت .
( 6 ) : محمد رسولى .
( 7 ) كشف الغمة : 95 ، والاية الاخيرة في سورة القمر : 55 .
( 8 ) مخطوط .
[ 65 ]
وروى الشيخ الطوسي رحمه الله بإسناده إلى جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام يا علي من أحبك وتولاك أسكنه الله معنا في
الجنة ، ثم تلا رسول الله
صلى الله عليه وآله : " إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر ( 1
) .
أقول : روى العلامة رحمه الله في كشف الحق نحوه ( 2 ) .
4 - ابن مردويه قوله تعالى : " طوبى لهم وحسن مآب ( 3 ) عن محمد بن سيرين قال :
هي شجرة في الجنة أصلها في حجرة علي عليه السلام وليس في الجنة حجرة إلا وفيها غصن
من أغصانها .
قوله تعالى : " فأذن مؤذن بينهم " عن أبي جعفر عليه السلام قال هو علي عليه السلام
( 4 ) .
أقول : روى العلامة مثل الخبرين ( 5 ) وقد مر وسيأتي الاخبار فيهما لا سيما في
كتاب المعاد ، وكفى بهذين له فضلا واستحقاقا للتقديم على الجاهل اللئيم والعتل
الزنيم ( 6 )
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
[ 5 - كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن عبدالله المحمدي ،
عن كثير بن عياش ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل : "
فأما من
اوتي كتابه بيمينه " الآية ، نزلت في علي عليه السلام وجرت لاهل الايمان مثلا ( 7 )
6 - كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن
سعيد ، عن عمرو بن عثمان ، عن حنان بن سدير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول
الله عزوجل
* ( هامش ) * ( 19 ما نقله عن الشيخ الطوسى غير موجود في تفسير الاية في التبيان ،
ولعله رواه في غير
هذا الموضع .
( 2 ) ج 1 ص 97 .
( 3 ) الرعد : 29 .
( 4 ) كشف الغمة : 95 .
( 5 ) راجع كشف الحق 1 : 97 و 98 . وكشف اليقين : 126 - 128 .
( 6 ) قال الطبرسى ( 10 : 331 ) : العتل : الجافى الغليط . والزنيم : الدعى الملصق
بالقوم و
ليس منهم .
( 7 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .
[ 66 ]
" فأما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه ( 1 ) " قال : هذا أمير
المؤمنين
عليه السلام ( 2 ) ] .
7 - كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن محمد ، عن أحمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن
حصين بن مخارق ، عن يعقوب بن شعيب ، عن عمران بن ميثم ، عن عباية بن ربعي ، عن
علي عليه السلام أنه كان يمر بالنفر من قريش فيقولون : انظروا إلى هذا الذي اصطفاه
محمد
واختاره من بين أهله ، ويتغامزون ( 3 ) ، فنزل " إن الذين أجرموا كانوا من الذين
آمنوا
يضحكون ( 4 ) " الآيات .
8 - وروى أيضا عن محمد بن محمد الواسطي بإسناده عن مجاهد قال : إن نفرا من قريش
كانوا من الذين يقعدون بفناء الكعبة فيتغامزون بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
ويسخرون بهم
فمر بهم يوما علي عليه السلام في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فضحكوا
منهم وتغامزوا عليهم
وقالوا : هذا أخو محمد ! فأنزل الله تعالى هذه الآيات ، فإذا كان يوم القيامة ادخل
علي
عليه السلام ومن كان معه الجنة ، فأشرفوا على هؤلاء الكفار ونظروا إليهم فسخروا
منهم
وضحكوا ، وذلك قوله تعالى : " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون " وأحسن ما
قيل في هذا التأويل ما رواه محمد بن القاسم ، عن أبيه ، بإسناده عن الثمالي ، عن
علي بن
الحسين عليهما السلام قال : إذا كان يوم القيامة اخرجت أريكتان ( 5 ) من الجنة
فبسطتا على
شفير ( 6 ) جهنم ، ثم يجئ علي عليه السلام حتى يقعد عليهما ، فإذا قعد ضحك ، وإذا
ضحك
انقلبت جهنم فصار عاليها سافلها ، ثم يخرجان فيوقفان بين يديه فيقولان : يا أمير
المؤمنين
يا وصي رسول الله ألا ترحمنا ؟ ألا تشفع لنا عند ربك ؟ قال : فيضحك منهما ثم يقوم
* ( هامش ) * ( 1 ) الحاقة : 19 .
( 2 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .
( 3 ) تغامز القوم : اشار بعضهم إلى بعض بأعينهم .
( 4 ) المطففين : 29 .
( 5 ) الاريكة : سرير مزين فاخر .
( 6 ) الشفير : الناحية من كل شئ .
[ 67 ]
فيدخل ، وترفع الاريكتان ، ويعادان إلى موضعهما ، فذلك قول تعالى : " فاليوم الذين
آمنوا " الآيات ( 1 ) .
9 - كنز ، محمد بن العباس ، عن الحسين بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ،
عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قوله تعالى :
" فأما من
اوتي كتابه بيمينه " فقال : هو علي وشيعته ، يؤتون كتابهم بأيمانهم ( 2 ) .
10 - كنز : محمد بن العباس ، عن الحسن بن علي بن عاصم ، عن الهيثم بن عبد
الرحمان ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام في قوله تعالى : " فأما من ثقلت
موازينه فهو في عيشة
راضية ( 3 ) " قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام " وأما من خفت موازينه
فامه هاوية ( 4 ) "
قال : نزلت في الثلاثة ( 5 ) .
11 - فر : أبوالقاسم العلوي ، معنعنا عن داود بن سرحان قال : سألت جعفر بن
محمد عليه السلام عن قول الله تعالى : " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل
هذا الذي
كنتم به تدعون ( 6 ) " قال أمير المؤمنين عليه السلام ، إذا رأوا منزلته من الله
أكلوا أكفهم
على ما فرطوا في ولايته . وقال : إذا رأوا صورة أمير المؤمنين عليه السلام يوم
القيامة سيئت ( 7 )
وجوه الذين كفروا ، وقال : إذا دفع ( 8 ) لواء الحمد إلى محمد صلى الله عليه وآله
تحته كل ملك مقرب
ونبي مرسل ( 9 ) حتى يدفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام سيئت وجوه الذين كفروا
وقيل : هذا الذي كنتم به تدعون . وقال مغيرة : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول لما
رأوا
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عند الحوض مع رسول الله صلى الله عليه
وآله زلفة سيئت وجوه
الذين كفروا ( 10 ) .
* ( هامش ) * ( 1 و 2 و 5 ) مخطوط .
( 3 و 4 ) القارعة 6 - 9 .
( 6 ) الملك : 27 .
( 7 ) في المصدر : سيئت واسودت .
( 8 ) : اذا دفع الله .
( 9 ) : وكل نبى مرسل .
( 10 ) تفسير فرات : 186 و 187 وهذه ثلاثة روايات ذكرت في المصدر بأسانيد مستقلة ،
وقد ادخل المصنف بعضها في بعض .
[ 68 ]
[ 12 - محمد بن العباس ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن مغيرة بن محمد ، عن أحمد بن
محمد
ابن يزيد ، عن إسماعيل بن عامر ، عن شريك ، عن الاعمش في قوله عزوجل : " فلما
رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون " قال : نزلت في
علي بن أبي طالب ( 1 ) .
13 - كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن زكريا بن يحيى ،
عن عبدالله بن الحسين الاشقر ، عن ربيعة الخياط ، عن شريك ، عن الاعمش في قوله
عزوجل : " فلما رأوه زلفة سيئت " الآية قال : لما رأوا ما لعلي بن أبي طالب عليه
السلام
من النبي صلى الله عليه وآله من القرب والمنزلة سيئت وجوه الذين كفروا ( 2 ) .
14 - كنز : محمد بن العباس ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد ، عن صالح بن
............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 68 سطر 10 الى ص 76 سطر 10
خالد ن عن منصور ، عن حريز ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : تلا
هذه الآية
" فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا " الآية ثم قال : أتدري مارأوا ؟ رأوا
والله عليا
مع رسول الله صلى الله عليه وآله وقربه منه " وقيل هذا الذي كنتم به تدعون " أي
يتسمون
بأمير المؤمنين ، يا فضيل لم يتسم بهذا أحد غير أمير المؤمنين عليه السلام إلا مفتر
كذاب إلى
يوم الناس هذ ( 3 ) ] .
بيان : قال المفسرون : " فلما رأوه " أي الوعد بالعذاب " زلفة " ذا زلفة أي قرب
منهم " سيئت وجوه الذين كفروا " بان عليها الكأبة وساءتها رؤية العذاب " وقيل هذا
الذي كنتم به تدعون " تطلبون وتستعجلون ، تفتعلون من الدعاء أو تدعون أن لا بعث ،
فهو من الدعوى .
وقال الطبرسي رحمه الله : روى الحاكم أبوالقاسم الحسكاني بالاسانيد الصحيحة
عن شريك ، عن الاعمش قال : لما رأوا ما لعلي بن أبي طالب عليه السلام عند الله من
الزلفى سيئت
وجوه الذين كفروا .
وعن أبي جعفر عليه السلام قال : فلما رأوا مكان علي عليه السلام من النبي صلى الله
عليه وآله " سيئت وجوه
* ( هامش ) * ( 1 - 3 ) مخطوط .
[ 69 ]
الذين كفروا " يعني الذين كذبوا بفضله ( 1 ) .
15 - فر : أبوالقاسم العلوي معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى : " إن الذين
أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ( 2 ) " قال فهو حارث بن قيس واناس معه ، كانوا
إذا مر عليهم أمير المؤمنين عليه السلام قالوا : انظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد
واختاره من أهل
بيته ، وكانوا يسخرون منه ، فإذا كان يوم القيامة فتح بين الجنة والنار باب ، فأمير
المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام على الاريكة متكئ فيقول : هل لكم ( 3 ) ؟ فإذا جاؤوا
سد
بينهم الباب ، فهو كذلك يسخر منهم ويضحك ، قال الله عزوجل : " فاليوم الذين
آمنوا من الكفار يضحكون * على الارائك ينظرون * هل ثوب الكفار ما كانوا
يفعلون ( 4 ) " .
16 - كنز الكراجكى : بإسناده مرفوعا إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا كان يوم
القيامة يقبل قوم على نجائب من نور ينادون بأعلى أصواتهم : " الحمد لله الذي صدقنا
وعده
وأورثنا أرضه نتبوء من الجنة حيث نشاء " قال : فتقول الخلائق : هذه زمرة الانبياء ،
فإذا النداء من قبل الله عزوجل : هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام فهم صفوتي
من
عبادي وخيرتي من بريتي ، فتقول الخلائق : إلهنا وسيدنا بما نالوا هذه الدرجة ؟ فاذا
النداء من الله تعالى : بتختمهم في اليمين ، وصلاتهم إحدى وخمسين ، وإطعامهم
المسكين
وتعفيرهم الجبين ، وجهرهم ببسم الله الرحمان الرحيم ( 5 ) .
17 - يف : الثعلبي رفعه إلى ابن عباس في قوله تعالى : " طوبى لهم وحسن مآب
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى شجرة أصلها في دار علي ، وفي دار كل
مؤمن منها غصن ،
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان : 10 : 330 .
( 2 ) المطففين : 29 .
( 3 ) كذا في نسخ الكتاب . وفى المصدر : هلم لكم .
( 4 ) تفسير فرات : 204 ، والايات في سورة المطفيين .
( 5 ) لم نجده في المطبوع من المصدر المذكور في المتن ، والظاهر ان مصدر الرواية "
كنز
جامع الفوائد " لا كنز الكراجكى ، يؤيده ما سيجئ في الباب التاسع والثلاثين تحت
رقم 141 إنشاء الله تعالى .
[ 70 ]
فقال : " طوبى لهم وحسن مآب " يعني حسن مرجع ، وروى في حديث آخر بإسناده إلى النبي
صلى الله عليه وآله أنه سئل عن الآية فقال : شجرة في الجنة ، أصلها في داري وفرعها
على
أهل الجنة ، فقيل له : يا رسول الله سألناك عنها فقلت : شجرة في الجنة أصلها في دار
علي علي عليه السلام وفرعها على أهل الجنة ، ثم سألناك عنها فقلت : شجرة في الجنة
أصلها في
داري وفرعها على أهل الجنة ؟ ! فقال : لان داري ودار علي غدا واحدة في مكان واحد .
وروى ابن المغازلي في كتابه نحو هذا ( 1 ) .
مد : بإسناده عن الثعلبي ، عن عبدالله بن أحمد ( 2 ) ، عن محمد بن عثمان ، عن محمد
بن
الحسين بن صالح ، عن علي بن محمد الدهقان ، والحسين بن إبراهيم الجصاص ، عن الحسين
ابن الحكم ، عن حسن بن حسين ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس مثل الحديث
الاول .
وعن أبي صالح ، عن عبدالله بن سواد ، عن جندل بن والق ، عن إسماعيل بن امية
عن داود بن عبدالجبار ، عن جابر ، عن أبي جعفر مثل الحديث الثاني ( 3 ) .
18 - كشف : ابن مردويه : قوله تعالى : " فأما من اوتي كتابه بيمينه ( 4 ) " قال
ابن عباس : هو علي بن أبي طالب عليه السلام ( 5 ) .
أقول : رواه العلامة في كشف الحق ( 6 ) ، وروى في قول تعالى : " وعد الله الذين
آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ( 7 ) " عن ابن عباس قال : سأل قوم
النبي صلى الله عليه وآله : فيم نزلت هذه الآية ؟ قال : إذا كان يوم القيامة عقد
لواء من نور أبيض ،
* ( هامش ) * ( 1 ) الطرائف : 24 .
( 2 ) في المصدر : عبدالله بن محمد .
( 3 ) العمدة : 183 و 184 .
( 4 ) الحاقة : 19 .
( 5 ) كشف الغمة : 96 .
( 6 ) ج 1 ص 99 .
( 7 ) الفتح : 29 .
[ 71 ]
ونادى مناد : ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد صلى الله عليه وآله
( 1 ) ، فيقوم علي بن
أبي طالب عليه السلام فيعطى اللواء من النور الابيض بيده ، وتحته جميع السابقين
الاولين من
المهاجرين والانصار ، لا يخالطهم غيرهم ، يجلس ( 2 ) على منبر من نور رب العزة ،
ويعرض
الجميع عليه رجلا رجلا فيعطي أجره ونوره ، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم : قد عرفتم
صفتكم ومنازلكم في الجنة ، إن ربكم يقول : إن لكم عندي مغفرة وأجرا عظيما يعني
الجنة فيقوم علي والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل بهم الجنة ، ثم يرجع إلى منبره
فلا يزال إلى أن يعرض عليه جميع المؤمنين ، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ، ويترك
أقواما
على النار ، وذلك قوله تعالى : " والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم ونورهم (
3 )
يعني السابقين وأهل الولاية له ( 4 ) " والذين كفروا وكذبوا بآياتنا اولئك أصحاب
الجحيم
يعني بالولاية بحق علي ، وحقه واجب على العالمين ( 6 ) .
أقول : قال صاحب إحقاق الحق : الرواية موجودة في شواهد التنزيل للحاكم
أبي القاسم الحسكاني ( 7 ) .
19 - فس : " يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ( 8 ) " ، أي علويا ، وذلك أن
رسول الله صلى الله عليه وآله كنى أمير المؤمنين أبا تراب ( 9 ) .
20 - كنز : روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن رجاله ، عن جابر
* ( هامش ) * في المصدر : آمنوا ببعث محمد .
( 2 ) في المصدر : حتى يجلس .
( 3 ) كأن التحريف وقع في الاية عند النسخ ، وأصلها كذلك : " والذين آمنوا بالله
ورسله
اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم " الحديد : 19 .
( 4 ) في المصدر : يعنى السابقين الاولين وأهل الولاية .
( 5 ) الحديد : 19 .
( 6 ) كشف الحق : 1 : 99 . وفيه : وحق على الواجب اه .
( 7 ) احقاق الحق 3 : 473 .
( 8 ) البنأ : 40 .
( 9 ) تفسير القمى : 710 .
[ 72 ]
بن يزيد ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : " وجاءت كل نفس معها سائق
وشهيد ( 1 ) "
قال : السائق أمير المؤمنين عليه السلام والشهيد رسول الله صلى الله عليه وآله ( 2
) .
21 - كشف : روى أبوبكر بن مردويه بإسناده إلى أبي هريرة قال : قال علي بن
أبي طالب عليه السلام يا رسول الله أيما أحب إليك أنا أم فاطمة ؟ قال : فاطمة أحب
إلي منك ،
وأنت أعز علي منها ، وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس ، وإن عليه لاباريق مثل
عدد نجوم السماء وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة إخوانا على سرر
متقابلين ، أنت معي ، وشيعتك في الجنة . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله "
إخوانا على سرر متقابلين " .
لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه ( 3 )
22 - فر : محمد بن إبراهيم بن زكريا معنعنا عن عبدالله بن أبي أوفى ، قال : قال
النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : يا علي أنت معي في قصري في الجنة مع
فاطمة بنتي ، وهي
زوجتك في الدنيا والآخرة ، وأنت رفيقي ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله "
إخوانا على سرر
متقابلين ( 4 ) " المتحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض ( 5 ) .
أقول : قال العلامة رفع الله مقامه في قوله تعالى : " إخوانا على سرر متقابلين "
في مسند أحمد بن حنبل أنها نزلت في علي عليه السلام وروى أيضا عن أبي هريرة
مثله سواء ( 6 ) .
23 - كنز : روي عن محمد بن حمران قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله تعالى
:
" ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ( 7 ) " فقال : إذا كان يوم القيامة وقف محمد وعلي
صلوات
الله عليهما على الصراط ، فلا يجوز عليه إلا من كان معه براءة ، قلت : وما براءة ؟
قال :
* ( هامش ) * ( 1 ) ق : 21 .
( 2 ) مخطوط .
( 3 ) كشف الغمة : 96 .
( 4 ) الحجر : 47 .
( 5 ) تفسير فرات : 82 .
( 6 ) راجع كشف الحق 1 : 98 . وكشف اليقين : 129 و 130 .
( 7 ) ق : 24 .
[ 73 ]
ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام والائمة من ولده ، وينادي مناد : يامحمد ياعلي
ألقيا في
جهنم كل كفار عنيد لعلي بن أبي طالب عليه السلام ( 1 ) .
24 - وروي عن عبدالله بن مسعود قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فسلمت
وقلت
يارسول الله أرني الحق أنظر إليه بيانا ، فقال : يا ابن مسعود لج المخدع ( 2 )
فانظر ماذا
ترى ؟ قال : فدخلت فاذا علي بن أبي طالب عليه السلام راكعا وساجدا وهو يخشع في
ركوعه
وسجوده ويقول : اللهم بحق نبيك محمد إلا ما غفرت للمذنبين من شيعتي ، فخرجت لاخبر
رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك ، فوجدته راكعا وساجدا وهو يخشع في ركوعه وسجوده
ويقول
اللهم بحق علي وليك إلا ما غفرت للمذنبين من أمتي ، فأخذني الهلع ( 3 ) ، فأوجز صلى
الله عليه وآله
في صلاته وقال يا ابن مسعود أكفرا بعد إيمان ؟ فقلت : لا وعيشك يارسول الله غير أني
نظرت إلى علي وهو يسأل الله تعالى بجاهك ، ونظرت إليك وأنت تسأل الله تعالى بجاهه ،
فلا أعلم أيكما أوجه عند الله تعالى من الآخر ؟ فقال : يا ابن مسعود إن الله تعالى
خلقني
وخلق عليا والحسن والحسين من نور قدسه ، فلما أراد أن ينشئ خلقه فتق نوري وخلق
منه السماوات والارض ، وأنا والله أجل من السماوات والارض ، وفتق نور علي وخلق منه
العرش والكرسي ، وعلي والله أجل من العرش والكرسي ، وفتق نور الحسن وخلق منه
الحور العين والملائكة ، والحسن والله أجل من الحور العين والملائكة ، وفتق نور
الحسين
وخلق منه اللوح والقلم ، والحسين والله أجل من اللوح والقلم ، فعند ذلك أظلمت
المشارق
والمغارب .
فضجت الملائكة ونادت : إلهنا وسيدنا بحق الاشباح التي خلقتها إلا ما فرجت
عنا هذه الظلمة ، فعند ذلك تكلم الله بكلمة اخرى فخلق منها روحا ، فاحتمل النور
الروح ، فخلق منه الزهراء فاطمة فأقامها أمام العرش ، فأزهرت المشارق والمغارب ،
فلاجل
ذلك سميت الزهراء . يا ابن مسعود إذا كان يوم القيامة يقول الله عزوجل لي ولعلي
* ( هامش ) * ( 1 ) مخلوط .
( 2 ) ولج البيت : دخل . المخدع : بيت داخل البيت الكبير .
( 3 ) الهلع : الجبن .
[ 74 ]
أدخلا الجنة من أحببتما وألقيا في النار من أبغضتما ، والدليل على ذلك قوله تعالى :
" ألقيا في جهنم كل كفار عنيد " فقلت : يا رسول الله من الكفار العنيد ؟ قال :
الكفار
من كفر بنبوتي والعنيد من عاند علي بن أبي طالب ( 1 ) .
25 - فر : أبوالقاسم الحسني ، عن فرات بن إبراهيم ، عن الحسن بن علي بن بزيع
والحسين بن سعيد ، عن إسماعيل بن إسحاق ، عن يحيى بن سالم الفراء ، عن قطر ، عن
موسى بن طريف ، عن عباية بن ربعي في قوله تعالى : " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد "
فقال : النبي صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب ( 2 ) .
26 - فر : جعفر بن محمد بن مروان ، عن أبيه ، عن عبيدالله بن محمد بن مهران الثوري
عن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله
تعالى :
" ألقيا في جهنم كل كفار عنيد " قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله : إن الله
تبارك وتعالى إذا
جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت ( 3 ) يومئذ عن يمين العرش ، فقال
لي
ولك فألقيا ( 4 ) من أبغضكما وخالفكما وكذبكما في النار ( 5 ) .
27 - فر : علي بن الحسين بن زيد ، عن علي بن يزيد الباهلي ، عن محمد بن الحجال
السلمي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : إذا كان يوم
القيامة نادى
مناد من بطنان العرش : يا محمد يا علي ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ، فهما الملقيان
في
النار ( 6 ) .
28 - فر : جعفر بن أحمد معنعنا ، عن الحسن بن راشد قال : قال لي شريك القاضي
أيام المهدي ، يابا علي اريد أن احدثك بحديث اوثرك ( 7 ) به على أن تجعل الله عليك
أن لا تحدث به حتى أموت ، قال : قلت : أنت امرؤ ( 8 ) تحدث بما شئت ، قال : كنت
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد : مخلوط .
( 2 و 5 و 6 ) تفسير فرات : 166 .
( 3 ) في المصدر : أنا وأنت يا على :
( 4 ) : فيقول الله لى ولك : قوما فألقيا .
( 7 ) في المصدر : اتبرك به والظاهر " اسرك " أى افرحك .
( 8 ) أى أنت امرؤ ذو مقام ووجاهة عند الناس فلا تخف وتحدث بما شئت ، قد يستظهر
أن " امرؤ " مصحف " آمن " وليس بشئ ( ب ) .
[ 75 ]
على باب الاعمش وعليه جماعة من أصحاب الحديث ، قال : ففتح الاعمش الباب فنظر إليهم
ثم رجع وأغلق الباب ، فانصرفوا وبقيمت أنا ، فخرج فرءاني فقال : أنت ههنا ؟ لو علمت
لادخلتك أو خرجت إليك ، قال : ثم قال لي : أتدرى ما كان ترددي في الدهليز هذا اليوم
؟
فقلت : لا ، قال : إنى ذكرت آية في كتاب الله ، قلت : ما هي ؟ قال : قول الله : يا
محمد يا علي
ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ، قال : قلت : وهكذا نزلت ؟ قال : فقال : إي والذي بعث
محمدا بالنبوة لهكذا نزلت ( 1 ) .
29 - فر : علي بن محمد الزهري ، عن صباح المزني ، قال : كنا نأتي الحسن بن
صالح ، وكان يقرء القرآن ، فإذا فرغ من القرآن سأله ( 2 ) أصحاب المسائل ، حتى إذا
فرغوا قام إليه شاب فقال له : قول الله تعالى في كتابه : " ألقيا في جهنم كل كفار
عنيد " ؟
فمكث ينكت ( 3 ) في الارض طويلا ثم قال : عن " العنيد " تسألني ؟ قال : لا ، أسألك
عن
" ألقيا " قال : فمكث الحسن ساعة ينكت في الارض ، ثم قال : إذا كان يوم القيامة
يقوم
رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام على شفير جهنم ، فلا يمر
به أحد من شيعته إلا قال :
هذا لي وهذا لك . وذكره الحسن بن صالح عن الاعمش ( 4 ) .
بيان : أوردنا مضمون الخبر بأسانيد في كتاب المعاد . وروى الشيخ أبوعلي الطبرسي
في مجمع البيان عن أبي القاسم الحسكاني بإسناده عن الاعمش أنه قال : حدثنا أبو
المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا
كان يوم القيامة
يقول الله تعالى لي ولعلي : ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا في الجنة من أحبكما ،
و
ذلك قوله : " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ( 5 ) " .
وقال رحمه الله : قيل فيه أقوال :
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير فرات : 167 .
( 2 ) في المصدر : سألوه .
( 3 ) نكت الارض بقضيب أو باصبعه : ضربها به حال التفكر فأثر فيها .
( 4 ) تفسير فرات : 169 .
( 5 ) مجمع البيان 9 : 147 .
[ 76 ]
أحدها أن العرب تأمر الواحد والقوم بما تأمر به الاثنين ، ويروى ( 1 ) أن ذلك
منهم لاجل أن أدنى أعوان الرجل في إبله وغنمه اثنان ، وكذلك الرفقة أدنى ما تكون
ثلاثة ، فجرى كلام الواحد على صاحبيه ، ألا ترى أن الشعراء أكثر شئ قيلا : يا صاحبي
ويا خليلي ؟ .
الثاني أنه إنما ثني ليدل على التكثير ، كأنه قال : ألق ألق ، فثني الضمير
ليدل على تكرير الفعل ، وهذا لشدة ارتباط الفاعل بالفعل ، حتى إذا كرر أحدهما
فكأن الثاني كرر ، وحمل عليه قول امرء القيس : " قفانبك " كأنه قال : قف قف .
الثالث أن الامر يتناول السائق والشهيد .
الرابع أنه يريد النون الخفيفة ، فكأنه كان " ألقين " فاجري الوصل مجرى
الوقف فابدل من النون ألفا . انتهى ( 2 ) .
............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 76 سطر 11 الى ص 84 سطر 11
وزاد البيضاوي أن يكون خطابا إلى ملكين من خزنة النار ( 3 ) .
أقول : لا يخفى أن ما ورد في تلك الاخبار المعتبرة المستفيضة أظهر لفظا ومعنى
من جميع تلك الوجوه التي لم تستند إلى رواية وخبر .
} 28 باب {
* ( قوله تعالى : " وقفوهم انهم مسؤولون * ) *
1 - مع : محمد بن عمر الحافظ ، عن عبدالله بن محمد بن سعيد ، عن أبيه ، عن حفص بن
العمر العمري ، عن عصام بن طليق ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله
عليه وآله
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : بما يؤمر به الاثنان ونروى .
( 2 ) مجمع البيان 9 : 145 و 146 .
( 3 ) تفسير البيضاوى 2 : 193 .
* الصافات : 24 .
[ 77 ]
في قول الله عزوجل : " وقفوهم إنهم مسؤولون " قال : عن ولاية علي عليه السلام
ماصنعوا في
أمره ؟ وقد أعلمهم الله عزوجل أنه الخليفة بعد رسوله ( 1 ) .
2 - فس : " وقفوهم إنهم مسؤولون " قال : عن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ( 2 )
.
3 - ن : بإسناد التميمي عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وآله في
قول الله عزوجل : " وقفوهم إنهم مسؤولون " قال : عن ولاية علي عليه السلام ( 3 ) .
4 - ن : الدقاق ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي
الحسن الثالث ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وآله : إن
أبا بكر مني لبمنزلة ( 4 ) السمع ، وإن عمر مني لبمنزلة البصر ، وإن عثمان مني
لبمنزلة الفؤاد ، فلما ( 5 ) كان من الغد دخلت إليه وعنده أمير المؤمنين عليه
السلام وأبوبكر و
عمر وعثمان ، فقلت له : يا أبه سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو ؟ فقال صلى
الله عليه وآله :
نعم ، ثم أشار إليهم فقال : هم السمع والبصر والفؤاد ، وسيسألون عن وصيي هذا -
وأشار
إلى علي عليه السلام - ثم قال : إن الله عزوجل يقول : " إن السمع والبصر والفؤاد كل
اولئك كان عنه مسؤولا ( 6 ) " ثم قال : وعزة ربي إن جميع أمتي لموقفون يوم القيامة
ومسؤولون عن ولايته ، وذلك قوله الله عزوجل : " وقفوهم إنهم مسؤولون ( 7 ) " .
بيان : لعل مراده في تأويل بطن الآية أنهم لشدة خلطتهم ظاهرا واطلاعهم
على ما أبداه في أمير المؤمنين عليه السلام بمنزلة السمع والبصر والفؤاد ، فتكون
الحجة عليهم
أتم ، ولذا خصوا بالذكر في تلك الآية مع عموم السؤال لجميع المكلفين .
5 - مد : أبونعيم بإسناده عن الشعبي ، عن ابن عباس في قوله تعالى : " وقفوهم
* ( هامش ) * ( 1 ) معانى الاخبار : 67 .
( 2 ) تفسير القمى : 555 .
( 3 ) عيون اخبار الرضا : 220 .
( 4 ) في المصدر و ( د ) : " بمنزلة " في المواضع .
( 5 ) : قال : فلما .
( 6 ) بنى اسرائيل : 36 .
( 7 ) عيون اخبار الرضا : 174 .
[ 78 ]
إنهم مسؤولون " قال عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ( 1 ) .
يف : ابن شيرويه في الفردوس ، عن أبي سعيد الخدري مثله .
كشف : العز المحدث الحنبلي ، عن الخدري ، وأبوبكر بن مردويه في المناقب عن
ابن عباس مثله ( 2 ) .
فر : الحسين بن الحكم ، وعبيد بن كثير بإسنادهما إلى ابن عباس مثله ( 3 ) .
بيان : روى الطبرسي رحمه الله عن أبي سعيد الخدري وعن سعيد بن جبير ، عن ابن
عباس من كتاب الحكم أبي القاسم الحسكاني مثله ( 4 ) .
قال العلامة رحمه الله في كشف الحق : روى الجمهور عن ابن عباس وأبي سعيد
الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : عن ولاية علي بن أبي طالب ( 5 ) .
وروى ابن حجر في صواعقه عن الديملي والواحدي قال : وأخرج الديلمي عن أبي
سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وآله قال : " وقفوهم إنهم مسؤولون " عن ولاية
علي عليه السلام و
كأن هذا مراد الواحدي بقوله : روي في قوله تعالى : " وقفوهم إنهم مسؤولون " أي عن
ولاية علي وأهل البيت عليهم السلام لان الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وآله أن
يعرف الخلق أن لا يسأل
عن تبليغ الرسالة أجرا ( 6 ) إلا المودة في القربى ، والمعنى أنهم يسألون هل والوهم
حق
الموالاة كما أوصاهم النبي صلى الله عليه وآله أم أضاعوها وأهملوها ؟ فتكون عليهم
المطالبة والتبعة ،
انتهى ( 7 ) .
أقول : استدل به على إمامته عليه السلام بأن هذه الولاية التي خص السؤال و
* ( هامش ) * ( 1 ) العمدة : 157 .
( 2 ) كشف الغمة 92 و 93 .
( 3 ) تفسير فرات : 131 .
( 4 ) مجمع البيان 8 : 441 .
( 5 ) كشف الحق : 90 .
( 6 ) في المصدر : أنه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجرا
( 7 ) الصواعق المحرقة : 147 .
[ 79 ]
التوقيف بها في القيامة من بين سائر العقائد والاعمال ليس إلا ما هو من أعظم أركان
الايمان
وهو الاعتقاد بإمامته وخلافته عليه السلام . وأيضا لزوم هذه الولاية العظيمة التي
يسأل عنها
في القيامة يدل على فضيلة له من بين الصحابة ، وتفضيل المفضول قبيح عقلا ، وقد
مر الكلام في الولاية مرارا .
[ وأقول : يؤيد الاخبار المتقدمة ما رواه الحافظ أبونعيم في كتاب منقبة المطهرين
بإسناده عن نافع بن الحارث ، عن أبي بردة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله
ذات يوم ونحن
حوله : والذي نفسي بيده لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره
فيما أفناه ؟ وعن جسده فيما أبلاه ؟ وعن ماله مما كسبه وفيما أنفقه ؟ وعن حبنا أهل
البيت ؟ فقال عمر يا رسول الله وما آية حبكم من بعدك ؟ قال : فوضع يده على رأس علي
بن
أبي طالب عليه السلام - وهو إلى جنبه - فقال : آية حبنا من بعدي حب هذا . وروى
بإسناده
آخر عن عبدالله بن بريدة عن أبيه نحوه ، وقال في آخره : حب هذا - ووضع يده على
كتف علي عليه السلام - ثم قال : من أحبه فقد أحبنا ، ومن أبغضه فقد أبغضنا ( 1 ) .
]
} 39 باب {
* ( جامع في سائر الايات النازلة في شأنه صلوات الله عليه ) *
1 - فس : " مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم
عاصف ( 2 ) " قال : من لم يقر بولاية أمير المؤمنين عليه السلام بطل عمله مثل
الرماد الذي تجئ
الريح فتحمله ( 3 ) .
2 - فس : الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي السفاتج ، عن
* ( هامش ) * ( 1 ) توجد الروايتان في هامش ( ك ) و ( د ) فقط .
( 2 ) ابراهيم : 18 .
( 3 ) تفسير القمى : 345 .
[ 80 ]
أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى " ائت بقرآن غير هذا أو بدله ( 1 ) " يعني
أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام " قل ما يكون لي أن ابدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلا
ما يوحى
إلي " يعني في علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام ( 2 ) .
بيان : الخبر يحتمل وجهين : الاول أن يكون على تأويله عليه السلام ضمير " بدله "
راجعا إلى أمير المؤمنين عليه السلام أي ائت بقرآن لا يشمل على نعوته عليه السلام
وأوصافه و
فضائله ، أو بدله من قبل نفسك واجعل مكانه غيره . الثاني أن يكون الضمير راجعا إلى
القرآن أيضا ، أي ارفع هذا القرآن رأسا وائتنا بقرآن آخر لا يكون مشتملا على فضائله
والنصوص عليه ، أو بدل من هذا القرآن ما يشتمل على تلك الامور ، والاول أظهر
في الخبر والثاني في الآية .
3 - فس : " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا
انزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شئ وكيل ( 3 ) " فإنه
حدثني أبي عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن عمارة بن سويد
عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : سبب نزول هذه الآية أن رسول الله صلى الله
عليه وآله خرج ذات يوم
فقال لعلي عليه السلام يا علي إني سألت الله الليلة أن يجعلك وزيري ففعل ، وسألته
أن يجعلك
وصيي ففعل ، وسألته أن يجعلك خليفتي في امتي ففعل ، فقال رجل من أصحابه ( 4 ) :
والله لصاع من تمر في شن ( 5 ) بال أحب إلي مما سأل محمد ربه ، ألا سأله ملكا يعضده
،
أو مالا يستعين به على فاقته ( 6 ) ؟ ! فوالله ما دعا عليا قط إلى حق أو إلى باطل (
7 ) إلا
أجابه ! فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك "
الآية .
* ( هامش ) * ( 1 ) يونس : 15 ، وما بعدها ذيلها .
( 2 ) تفسير القمى : 285 .
( 3 ) هود : 12 .
( 4 ) في المصدر : من الصحابة .
( 5 ) الشن - بفتح الشين - القربة الخلق الصغيرة ، والمراد هنا الخوان .
( 6 ) في المصدر : على ما فيه .
( 7 ) : إلى الحق أو إلى الباطل .
[ 81 ]
قوله : " أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم
من دون الله إن كنتم صادقين ( 1 ) " يعني قولهم : إن الله لم يأمره بولاية علي عليه
السلام وإنما
يقول من عنده فيه ، فقال الله تعالى : " فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما انزل
بعلم الله "
أي بولاية علي عليه السلام من عند الله ( 2 ) .
ايضاح : قوله " ما دعا عليا " أي لما كان علي عليه السلام كثير الانقياد والاطاعة
له صلى الله عليه وآله
سأل الله تلك الامور ، أو أنه افترى له هذه الاشياء لكثرة انقياده من غير سؤال ووحي
أو أنه ما كان يحتاج إلى سؤال تلك الامور له ، لانه يطيعه في كل ما يأمره به ، فلو
أمره بالوصاية كان يفعلها ، والاوسط أظهر .
4 - فس : " إنما يبلوكم الله به " ( 3 ) يعني بعلي ابن أبي طالب يختبركم
" وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ( 4 ) " .
بيان : الضمير راجع إلى عهد الله المفسر بالولاية في الاخبار .
5 - فس : " وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره ( 5 ) "
يعني أمير المؤمنين عليه السلام " وإذا لاتخذوك خليلا " أي صديقا لو أقمت غيره ( 6
)
6 - فس : " من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون * ومن جاء
بالسيئة فكبت وجوهم في النار ( 7 ) " قال : الحسنة والله ولاية أمير المؤمنين عليه
السلام والسيئة
والله اتباع أعدائه ( 8 ) .
حدثنا محمد بن جعفر ، عن يحيى بن زكريا ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمان
* ( هامش ) * ( 1 ) هود : 13 .
( 2 ) تفسير القمى : 299 و 300 وفيه : أى ولاية أمير المؤمنين على بن ابى طالب عليه
السلام
من عند الله .
( 3 ) النحل : 91 ، وما بعدها ذيلها .
( 4 ) تفسير القمى : 365 .
( 5 ) بنى اسرائيل : 73 .
( 6 ) تفسير القمى : 386 .
( 7 ) القصص : 89 و 90 .
( 8 ) في المصدر : والسيئة عدواته .
[ 82 ]
ابن كثير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : " من جاء بالحسنة فله عشرة
أمثالها ( 1 ) " قال :
هي للمسلمين عامة ، والحسنة : الولاية ، فمن عمل من حسنة كتب الله تعالى له عشرا ،
فإن لم يكن ولاية دفع عنه ( 2 ) - بما عمل من حسنة - في الدنيا وماله في الآخرة من
خلاق ( 3 ) .
7 - فس : ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن ( 4 ) "
قال : الحق رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام والدليل على
ذلك قوله تعالى : " قد جاءكم
الرسول بالحق من ربكم ( 5 ) " يعني ولاية ( 6 ) أمير المؤمنين عليه السلام "
ويستبؤونك ( 7 ) "
يا محمد أهل مكة في علي " أحق هو " أي أمام ؟ " قل إي وربي إنه لحق " أي إمام ( 8 )
،
ومثله كثير ، والدليل على أن الحق رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين
قوله الله عزوجل :
" ولو اتبع " رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام قريشا "
لفسدت السماوات والارض
ومن فيهن " ففساد السماء إذا لم تمطر ، وفساد الارض إذا لم تنبت ، وفساد الناس في
ذلك ( 9 ) .
بيان : قوله : " والدليل على أن الحق " أي الخبر الذي ورد في تفسير هذه الآية
أيضا دليل على ذلك ، ويحتمل أن يكون قوله " ولو اتبع " تفسير الآية منفصلا عما قبله
والظاهر أن فيه تحريفا من النساخ .
* ( هامش ) * ( 1 ) الانعام : 160 .
( 2 ) في المصدر : فان لم يكن له ولاية رفع عنه
( 3 ) تفسير القمى : 480 - 481 .
( 4 ) المؤمنون : 71 .
( 5 ) النساء : 170 .
( 6 ) في المصدر : يعنى بولاية .
( 7 ) يونس : 53 ، وما بعدها ذيلها .
( 8 ) في المصدر : أى لامام .
( 9 ) تفسير القمى : 447 - 448 .
[ 83 ]
8 - فس : " لقد جئناكم بالحق ( 1 ) " يعني بولاية أمير المؤمنين عليه السلام " ولكن
أكثركم
للحق كارهون " والدليل ( 2 ) على أن الحق ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قوله : "
وقل الحق من
ربكم ( 3 ) " يعني ولاية علي عليه السلام " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا
أعتدنا
للظالمين " آل محمد حقهم ( 4 ) " نارا " ثم ذكر على أثر هذا ( 5 ) خبرهم ، وما
تعاهدوا عليه
في الكعبة أن لا يردوا الامر في أهل البيت رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقام : "
أم أبرموا أمرا فإنا
مبرمون ( 6 ) " إلى قوله : " لديهم يكتبون ( 7 ) " .
9 - فس : " شرع لكم من الدين ( 8 ) " مخاطبة لمحمد صلى الله عليه وآله " ماوصى به
نوحا
والذي أوحينا إليك " يا محمد " وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين "
أي
تعلموا الدين يعني التوحيد ، وإقام الصلاة وإتياء الزكاة وصوم شهر رمضان ، وحج
البيت ، والسنن
والاحكام التي في الكتب ، والاقرار بولاية أمير المؤمنين عليه السلام " ولا تتفرقوا
فيه " أي لا
تختلفوا فيه " كبر على المشركين ما تدعوهم إليه " من ذكر هذه الشرائع ، ثم قال :
الله
يجتبي إليه من يشاء " أي يختار " ويهدي إليه من ينيب " وهم الائمة الذين اجتباهم
الله
واختارهم ( 9 ) ، قال : " وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم " قال :
لم يتفرقوا
بجهل ولكنهم تفرقوا لما جاءهم العلم وعرفوه ، فحسد بعضهم بعضا وبغى بعضهم على
بعض لما رأوا من تفاضيل ( 10 ) أمير المؤمنين عليه السلام بأمر الله ، فتفرقوا في
المذاهب وأخذوا
* ( هامش ) * ( 1 ) الزخرف : 78 : وما بعدها ذيلها .
( 2 ) في المصدر : يعنى لولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، والدليل . ا ه .
( 3 ) الكهف : 29 ، وما بعدها ذيلها .
( 4 ) في المصدر : يعنى ظالمى آل محمد حقهم .
( 5 ) أى الاية الاولى .
( 6 ) الزخرف : 79 .
( 7 ) تفسير القمى . 614 .
( 8 ) الشورى : 13 ، وما بعدها ذيلها .
( 9 ) في المصدر : اختارهم واجتباهم .
( 10 ) : من تفاضل .
[ 84 ]
بالآراء والاهواء ، ثم قال عزوجل : " ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي
بينهم " قال : لولا أن الله قد قدر ذلك أن يكون في التقدير الاول لقضى بينهم إذا
اختلفوا وأهلكهم ولم ينظرهم ، ولكن أخرهم إلى أجل مسمى المقدور " وإن الذين
اورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب " كناية عن الذين نقضوا أمر رسول الله
صلى الله عليه وآله ، ثم قال : " فلذلك فادع واستقم " يعني لهذه الامور والدين الذي
تقدم
ذكره وموالاة أمير المؤمنين عليه السلام فادع واستقم كما امرت .
قال : فحدثني أبي ، عن علي بن مهزيار ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه
السلام
في قول الله : " أن أقيموا الدين " قال : الامام " ولا تتفرقوا فيه " كناية عن أمير
المؤمنين
عليه السلام .
ثم قال : " كبر على المشركين ماتدعوهم إليه " من أمر ولاية علي عليه السلام " الله
يجتبي إليه من يشاء " كناية عن علي عليه السلام " ويهدي إليه من ينيب " ثم قال : "
فلذلك
............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 84 سطر 12 الى ص 92 سطر 12
فادع واستقم كما امرت " يعني إلى أمير المؤمنين عليه السلام ( 1 ) " ولا تتبع
أهواءهم " فيه
" وقل آمنت بما انزل الله من كتاب وامرت لاعدل بينكم الله ربنا وربكم " إلى قوله :
" وإليه المصير " .
ثم قال عزوجل : " والذين يحاجون في الله ( 2 ) " أي يحتجون على الله بعد ما
شاء الله أن يبعث عليهم الرسل فبعث الله إليهم الرسل والكتب ، فغيروا وبدلوا ، ثم
يحتجون يوم القيامة على الله ف " حجتهم داحضة " أي باطلة " عند ربهم وعليهم غضب و
لهم عذاب شديد " .
ثم قال : " الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان " قال : الميزان أمير المؤمنين
عليه السلام .
والدليل على ذلك قوله في سورة الرحمان : " والسماء رفعها ووضع الميزان ( 3 ) " قال
:
* ( هامش ) * ( 1 ) في ( د ) يعنى إلى ولاية أمير المؤمنين عليه السلام .
( 2 ) الشورى : 16 ، وما بعدها ذيلها .
( 3 ) الاية السابعة .
[ 85 ]
يعني الامام عليه السلام ( 1 )
بيان : قوله : " المقدور " تفسير للمسمى بالمقدر ، أو المعنى إلى أجل سمي وذكر
مقدره .
قوله : " كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام " أي ضمير " فيه " راجع إليه أو إلى
الدين الذي
هو المقصود منه ، والاحتمالان جاريان في ضمير " إليه " في الموضعين ، ويحتمل فيهما
ثالث
وهو إرجاعه إلى الموصول في قوله : " ما تدعوهم " فقوله : " كناية عن علي " أي عن
أمر
ولايته . قوله : " يعني إلى أمير المؤمنين " إما بينا ل " ذلك " إن كان صلة للدعوة
، أو لمتعلق
الدعوة المقدر إن كان تعليلا ، أي لاجل ذلك التفرق أو الكتاب أو العلم الذي اوتيته
فادع إلى أمير المؤمنين عليه السلام .
ثم اعلم أن بعض المفسرين فسروا الميزان هنا بالشرع وبعضهم بالعدل وبعضهم
بالميزان المعهود ( 2 ) .
10 - فس : " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم
يحزنون ( 3 ) " قال : استقاموا على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ( 4 ) .
11 - فس : " أم يقولون تقوله ( 5 ) " يعني أمير المؤمنين عليه السلام " بل لا
يؤمنون "
أنه لم يتقوله ولم يقمه برأيه .
ثم قال : " فليأتوا بحديث مثله " أي رجل مثله " من عند الله إن كانوا صادقين ( 6 )
"
بيان : تقوله : أي ما يقول في أمير المؤمنين عليه السلام ويقرأ من الآيات فيه
اختلقه من
عند نفسه . قوله : " أي رجل مثله " أي في رجل مثله ، الحاصل أنهم إن كانوا صادقين
فليختاروا رجلا يكون مثله في الكمال ، وليختلقوا فيه مثل تلك الآيات ، فإذا عجزوا
عنهما
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 600 و 601 .
( 2 ) التفسير بالميزان المعهود لاوجه له ، واما الاولان فمرجعهما وحد في الحقيقة .
( 3 ) الاحقاف : 13 .
( 4 ) تفسير القمى : 592 .
( 5 ) الطور : 32 ، وما بعدها ذيلها .
( 6 ) تفسير القمى : 650 .
[ 86 ]
فليعلموا أنه الحق ، وما نزل فيه هو من عند الله .
12 - فس : أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن عباس ، عن
أبي جعفر عليه السلام في قوله : " ما ضل صاحبكم وما غوى ( 1 ) " يقول : ما ضل في
علي وما
غوى " وما ينطق عن الهوى " وما كان ما قال فيه إلا بالوحي الذي اوحي إليه ، ثم قال
:
" علمه شديد القوى " ثم أذن له فوفد ( 2 ) إلى السماء فقال : " ذو مرة فاستوى وهو
بالافق الاعلى ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى " كان بين لفظه وبين سماع محمد
صلى الله عليه وآله
كما بين وتر القوس وعودها " فأوحى إلى عبده ما أوحى " فسئل رسول الله صلى الله عليه
وآله عن ذلك
الوحي فقال : أوحى إلي أن عليا سيد المؤمنين وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ،
وأول خليفة يستخلفه خاتم النبيين ، فدخل القوم في الكلام فقالوا : أمن الله أو من
رسوله ؟
فقال الله جل ذكره لرسوله : قل لهم : " ما كذب الفؤاد ما رأى " ثم رده عليهم فقال :
" أفتمارونه على ما يرى " ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله قد امرت فيه
بغير هذا ، امرت
أن أنصبه للناس فأقول لهم : هذا وليكم من بعدي ، وهو بمنزلة السفينة يوم الغرق ، من
دخل فيها نجا ، ومن خرج منها غرق ( 3 ) .
13 - فس : " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم ( 4 ) " نزلت في
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
وغصبوا أهل بيته حقهم وصدوا
عن أمير المؤمنين وولاية الائمة عليهم السلام " أضل أعمالهم " أي أبطل ما كان تقدم
منهم مع
رسول الله صلى الله عليه وآله من الجهاد والنصرة ( 5 ) .
14 - فس : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، بإسناده عن إسحاق بن عمار قال : قال
أبوعبدالله عليه السلام " والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد (
6 ) " في علي
* ( هامش ) * ( 1 ) النجم : 2 ، وما بعدها ذيلها .
( 2 ) وفد إلى الامير أو عليه : قدم وورد رسولا .
( 3 ) تفسير القمى : 651 .
( 4 ) سورة محمد : 1 .
( 5 ) تفسير القمى : 624 .
( 6 ) سورة محمد : 2 ، وما بعدها ذيلها .
[ 87 ]
" هو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم " كذا نزلت . وقال علي بن
إبراهيم في قوله : " والذين آمنوا وعلموا الصالحات " نزلت في أبي ذر وسلمان وعمار
والمقداد ، لمن ينقضوا العهد " وآمنوا بما نزل على محمد " أي ثبتوا على الولاية
التي أنزلها الله
" وهو الحق " يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه " من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح
بالهم " أي حالهم ، ثم ذكر أعمالهم فقال : " ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل "
وهم
الذين اتبعوا أعداء أمير المؤمنين عليه السلام ( 1 ) ، " وأن الذين آمنوا اتبعوا
الحق من
ربهم " .
قال : وحدثني أبي عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله عليه السلام قال : في سورة محمد
آية
فينا وآية في عدونا ، والدليل على ذلك قوله : " كذلك يضرب الله للناس أمثالهم فإذا
لقيتم الذين كفرا فضرب الرقاب " إلى قوله : " لانتصر منهم " فهذا السيف الذي هو على
مشركي العجم ( 2 ) من الزنادقة ومن ليس معه الكتاب من عبدة النيران والكواكب ،
وقوله : " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب " فالمخاطبة للجماعة والمعنى لرسول
الله صلى الله عليه وآله
والامام بعده ( 3 ) " والذين قاتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح
بالهم
ويدخلهم الجنة عرفها لهم " أي وعدها إياهم وداخرها لهم ( 4 ) " ليبلوا بعضكم ببعض "
أي يختبر ، ثم خاطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال : " يا أيها الذين آمنوا إن
تنصروا
الله ينصركم ويثبت أقدامكم " ثم قال : " والذين كفروا فتسعا لهم وأضل أعمالهم ذلك
بأنهم كرهوا ما أنزل الله " في علي " فأحبط أعمالهم " حدثنا جعفر بن أحمد قال :
حدثنا
عبدالكريم بن عبدالرحيم ، عن محمد بن علي ، عن محمد فضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي
جعفر
عليه السلام قال : نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية هكذا : ذلك
بأنهم كرهوا ما
أنزل الله في علي ، إلا أن كشط الاسم " فأحبط أعمالهم " .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : اعداء آل محمد وأمير المؤمنين عليهما السلام .
( 2 ) : لموالى على على مشركى العجم .
( 3 ) : من بعده .
( 4 ) : وأذخرها لهم .
[ 88 ]
قال علي بن إبراهيم في قوله : " أفلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة
الذين من قبلهم ، أي أولم ينظروا في أخبار الامم الماضية ، وقوله : " دمر الله
عليهم " أي
أهلكم وعذبهم ، ثم قال : " والكافرين " يعني الذين كفروا وكرهوا ما أنزل الله في
علي
" أمثالهم " أي لهم مثل ما كان للامم الماضية من العذاب والهلاك ، ثم ذكر
المؤمنين الذين ثبتوا على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام فقال : " ذلك بأن الله
مولى الذين آمنوا
وأن الكافرين لا مولى لهم " ثم ذكر المؤمنين فقال : إن الله يدخل الذين آمنوا
وعملوا
الصالحات " يعني بولاية علي عليه السلام " جنات تجري من تحتها الانهار والذين كفروا
"
أعداؤه " يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعام " يعني أكلا كثيرا " والنار مثوى لهم "
قال : " وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم "
قال : إن الذين أهلكناهم من الامم السالفة كانوا أشد قوة من قريتك يعني أهل مكة
الذين أخرجوك منها فلم يكن لهم ناصر " أفمن كان على بينة من ربه " يعني أمير
المؤمنين
عليه السلام " كمن زين له سوء عمله " يعني الذين غصبوه " واتبعوا أهواءهم " ثم ضرب
لاوليائه وأعدائه مثلا ، فقال لاوليائه ، " مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار
من ماء
غير آسن " إلى قوله : لذة للشاربين " أي خمرة ( 1 ) ، إذا تناولها ولي الله وجد
رائحة
المسك فيها " وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم " ثم
ضرب لاعدائه مثلا فقال : " كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم "
قال
ليس من هو في هذه الجنة الموصوفة كمن هو في هذه النار ، كما أن ليس عدو الله
كوليه ( 2 ) .
* [ بيان : " والذين قاتلوا " كذا قرأ أكثر القراء ، وقرأ حفص وجماعة " قتلوا "
" عرفها لهم " قيل : أي طيبها لهم أو بينها لهم ( 3 ) بحيث يعلم كل واحد منزله ، و
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : إلى قوله : " من خمر لذة للشاربين " ومعنى الخمر أى
خمرة اه .
( 2 ) تفسير القمى : 625 - 627 .
* هذا البيان يوجد في ( ك ) وهامش ( د ) فقط .
( 3 ) في ( د ) : أو تلاها لهم .
[ 89 ]
يهتدي إليه كأنه كان ساكنه مذ خلق ، أو حددها لهم بحيث يكون لكل منهم جنة
مفروزة ( 1 ) " فتعسا لهم " أي عثورا وانحطاطا . قوله : " إلا أنه كشط الاسم " أي
ازيل
واذهب ، في القاموس : الكشط : رفعك شيئا عن شئ قد غشاه ( 2 ) . وانكشط الروع ذهب
" يعني بولاية علي عليه السلام " أي آمنوا بها . " يعني أكلا كثيرا " وقيل : غافلين
عن العاقبة
" غير آسن " أي متغير طعمه وريحه ، " كمن هو خالد فيها " تقدير الكلام ( 3 ) : أمثل
أهل
الجنة كمثل من هو خالد ؟ أو أمثل الجنة كمثل جزاء من هو خالد ؟ .
15 - فس : " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ( 4 ) قال : نزلت في قريش ، كلما
هووا شيئا عبدوه " وأضله الله على علم " أي عذبه على علم منه فيما ارتكبوا من أمير
المؤمنين
عليه السلام وجرى ذلك بعد رسول الله صلى الله عليه وآله مما فعلوه بعده بأهوائهم
وآرائهم ، وأزالوا
الخلافة والامامة عن أمير المؤمنين عليه السلام بعد أخذ الميثاق عليهم مرتين لامير
المؤمنين عليه السلام
وقوله : " واتخذ إلهه هواه " نزلت في قريش ، وجرت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
في أصحابه
الذين غصبوا أمير المؤمنين عليه السلام واتخذوا إماما بأهوائهم ، والدليل على ذلك
قوله : " ومن
يقل منهم إني إله من دونه ( 5 ) " قال : من زعم أنه إمام وليس بإمام ( 6 ) .
16 - فس : قوله : " وأما القاسطون فكانوا الجهنم حطبا ( 7 ) " معاوية وأصحابه عليهم
لعائن الله " وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غذقا " الطريقة : الولاية
لعلي عليه السلام " لنفتنهم
فيه " قتل الحسين عليه السلام " ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا وأن المساجد
لله
فلا تدعوا مع الله أحدا " إن الامام من آل محمد عليهم السلام فلا تتخذوا من غيرهم
إماما ( 8 )
* ( هامش ) * ( 1 ) أفرز فلانا بشئ : أفرده وخصه به ولم يشرك معه فيه أحدا .
( 2 ) ج 2 ، 382 .
( 3 ) في ( د ) و ( ك ) قيل : تقدير الكلام فيها .
( 4 ) الجاثية : 23 ، وما بعدها ذيلها .
( 5 ) الانبياء : 22 .
( 6 ) تفسير القمى : 619 .
( 7 ) الجن : 15 ، وما بعدها ذيلها .
( 8 ) في المصدر : وليا .
[ 90 ]
" وأنه لما قام عبدالله يدعوه " يعني محمد صلى الله عليه وآله يدعوهم إلى الولاية (
1 ) " كادوا " قريش " يكونون
عليه لبدا " يتعاوون عليه ، قال : " قل إنما أدعو ربي " قل : إنما أمر ربي ف " لا
أملك
لكم ضرا ولا رشدا " إن توليتم عن ولايته " قل إني لن يجيرني من الله أحدا " إن كتمت
ما امرت به " ولن أجد من دونه ملتحدا " يعني مأوى " إلا بلاغا من الله " ابلغكم ما
أمرني الله به من ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام " ومن يعص الله ورسوله " في
ولاية علي عليه السلام
" فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا " .
قال النبي صلى الله عليه وآله : يا علي أنت قسيم النار ، تقول : هذا لي وهذا لك ،
قالوا : فمتى
يكون ما تعدنا يا محمد من أمر علي والنار ؟ فأنزل الله " حتى إذا رأوا ما يوعدون "
يعني
الموت والقيامة " فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا " يعني فلان وفلان وفلان و
معاوية وعمرو بن العاص وأصحاب الضغائن من قريش من أضعف ناصرا وأقل عددا ،
قالوا : فمتى يكون هذا يا محمد ؟ قال الله لمحمد صلى الله عليه وآله : " قل إن أدري
أقريب ما توعدون
أم يجعل له ربي أمدا " قال : أجلا " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من
ارتضى
من رسول " يعني علي المرتضى من الرسول صلى الله عليه وآله وهو منه ، قال اللله : "
فإنه يسلك من
بين يديه ومن خلفه رصدا " قال : في قلبه العلم ومن خلفه الرصد ، يعلمه ويزقه العلم
زقا ويعلمه الله إلهاما ، والرصد : التعليم من النبي صلى الله عليه وآله " ليعلم "
البني أن قد أبلغ
رسالات ربه وأحاط علي بما لدى الرسول من العلم وأحصى كل شئ عددا ، ما كان و
ما يكون منذ يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة : من فتنة أو زلزلة أو خسف أو قذف
أو امة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقي ، وكم من إمام جائر أو عادل يعرفه باسمه و
نسبه ، ومن يموت موتا أو يقتل قتلا ، وكم من إمام مخذول لا يضره خذلان من خذله ،
وكم من إمام منصور لا ينفعه نصرة من نصره .
وعنه عن أبي جعفر عليه السلام في قوله ( 2 ) : " ومن يعرض " إلى آخره قال : حدثني
محمد بن أحمد المدائني ، قال : حدثني هارون بن مسلم ، عن الحسين بن علوان ، عن علي
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : إلى ولاية أمير المؤمنين .
( 2 ) كذا في نسخ الكتاب ، وفى المصدر : وعنه في قوله .
[ 91 ]
بن غراب ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله : " ومن يعرض عن ذكر
ربه " قال ذكر ربه ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ( 1 ) .
بيان : الغدق : الكثير ، والماء الكثير ، وكناية عن سعة المعاش أو وفور العلم
والحكمة
كما مر عن الصادق عليه السلام . قوله تعالى : " صعدا " أي شاقا يعلوا المعذب ويغلبه
، وقد
مضى تأويل المساجد في كتاب الامامة . [ يعني محمد ، كأنه حمله على الحذف والايصال ،
أي يدعوا إليه كما قال في مجمع البيان ( 2 ) يدعوه بقول لا إله إلا الله ، ويدعوا
إليه ويقرأ
القرآن . وفي القاموس : تعاووا عليه : اجتمعوا ( 3 ) ] وقال البيضاوي في قوله : [ "
كادوا "
كاد الجن " يكونون عليه " ] لبدا ، أي متراكمين من ازدحامهم عليه تعجبا مما رأوا من
عبادته
وسمعوا من قراءته ، أو كان الانس والجن يكونون عليه مجتمعين لابطال أمره ، وهو
جمع لبدة ، وهي ما تلبد بعضه على بعض ( 4 ) [ قوله : " قل إنما أمر ربي " بيان
لحاصل
المعنى ، أي لما كان دعوتي إلى الله وبأمره ولم اشرك به أحدا ولم اخالفه فيما أمرني
به
فوضت أمري وأمركم إليه ، وأعلم أنه ينصرني عليكم وقال البيضاوي في قوله :
" ملتحدا " منحرفا أو ملتجأ . " وإن أدري " ما أدري " أمدا " غاية تطول مدتها " فلا
يظهر " فلا يطلع " من رسول " بيان لمن ] قال : " فإنه يسلك من بين يديه " أي من بين
يدي المرتضى " ومن خلفه رصدا " حرسا من الملائكة يحرسونه من اختطاف ( 5 ) الشياطين
وتخاليطهم " [ ليعلم أن قد أبلغوا " أي ليعلم النبي الموحى إليه أن قد أبلغ جبرئيل
و
الملائكة النازلون بالوحي ، أو ليعلم الله أن قد أبلغ الانبياء ، بمعنى ليتعلق
العلم به موجودا
" رسالات ربهم " كما هي محروسة من التغيير " وأحاط بما لديهم " بما عند الرسل " و
أحصى كل شي ء عددا " حتى القطر والرمل ، انتهى ( 6 ) .
أقول : على تأويله عليه السلام " من رسول " صلة للارتضاء أو حال من الوصل ]
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 699 - 700 .
( 2 ) ج 10 : 372 .
( 3 ) ج 4 : 368 .
( 4 و 6 ) تفسير البيضاوى 2 : 241 .
( 5 ) اختطف الشئ : اجتذبه وانتزعه .
[ 92 ]
والظاهر أنه كان في قراءتهم عليهم السلام " ليعلم أن قد أبلغ رسالات ربه " اي علي
عليه السلام و
يحتمل أن يكون تفسيرا للآية بأنها نزلت فيه عليه السلام وصيغة الجمع للتفخيم أو
لانضمام
الائمة عليهم السلام معه . قوله : " إلى آخره " أي إلى آخر ما سيأتي في رواية ابن
عباس .
17 - ل : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن أحمد بن أبان ، عن يحيى بن سلمة ، عن
زيد بن الحارث ، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى قال : نزلت في علي عليه السلام ثمانون
آية صفوا
في كتاب الله عزوجل ما شركه فيها أحد من هذه الامة ( 1 ) .
بيان : صفوا أي خالصا .
18 - ل : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن المغيرة بن محمد ( 2 ) ، عن عبدالعزيز [ بن ]
الخطاب ، عن بليد بن سليمان ، عن ليث ، عن مجاهد قال : نزلت في علي عليه السلام
سبعون
آية ما شركه في فضلها أحد ( 3 ) .
19 - فس : " ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله ( 4 ) " فإنه حدثني
أبي عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : "
ولو أنهم
............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 92 سطر 13 الى ص 100 سطر 13
إذ ظلموا أنفسهم جاءوك " يا علي " فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله
توابا
رحيما " هكذا نزلت ، ثم قال : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك " يا علي ، " فيما
شجر بينهم " يعنى فيما تعاهدوا وتعاقدوا عليه بينهم من خلافك وغصبك " ثم لا يجدوا
في
أنفسهم حرجا مما قضيت عليهم " يا محمد على لسانك من ولايته " ويسلموا تسليما " لعلي
عليه السلام ( 5 ) .
20 - فس ، الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن ابن عمر ( 6 ) ، عن أبي جعفر الثاني
عليه السلام
في قوله : " يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ( 7 ) " قال : إن رسول الله صلى
الله عليه وآله عقد عليهم
* ( هامش ) * ( 1 ) الخصال 2 : 144 .
( 2 ) في المصدر : عن الجلودى ، عن أبى حماد الطالقانى اه .
( 3 ) الخصال 2 : 138 .
( 4 ) النساء : 64 ، وما بعدها ذيلها .
( 5 ) تفسير القمى : 130 و 131 .
( 6 ) كذا في نسخ الكتاب ، وفى المصدر : ابن ابى عمير .
( 7 ) المائدة : 1 .
[ 93 ]
لعلي صلوات الله عليه في الخلافة في عشرة مواطن ، ثم أنزل الله : " يا أيها الذين
آمنوا
أفوا بالعقود " التي عقدت عليكم لامير المؤمنين عليه السلام ( 1 ) .
21 - فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
إنما نزلت : " لكن الله يشهد بما انزل إليك " في علي " أنزله بعلمه والملائكة
يشهدون
وكفى بالله شهيدا ( 2 ) " وقرأ أبوعبدالله عليه السلام " إن الذين كفروا وظلموا "
آل محمد حقهم
" لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا * إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان
ذلك
على الله يسيرا ( 3 ) " .
22 - فس : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن ابن أسباط ، عن ابن أبي حمزة ، عن
أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : " والله ربنا ما كنا مشركين ( 4 )
" بولاية علي
عليه السلام ( 5 ) .
23 - فس : اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها
هؤلاء ( 6 ) " يعني أصحابه وقريشا ومن أنكر [ وا ] بيعة أمير المؤمنين عليه السلام
" فقد وكلنا بها
قوما ليسوا بها بكافرين " يعني شيعة أمير المؤمنين عليه السلام ( 7 ) .
24 - فس : جعفر بن أحمد ، عن عبدالكريم بن عبدالرحيم ، عن محمد بن علي ، عن
محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : "
فلما نسوا ما ذكروا
به فتحنا عليهم أبواب كل شئ ( 8 ) " قال : أما قوله : " فلما نسوا ما ذكروا به "
يعني
فلما تركوا ولاية علي وقد امروا به " فتحنا عليهم أبواب كل شئ " يعني دولتهم في
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 148 .
( 2 ) النساء : 166 .
( 3 ) تفسير القمى : 147 والايتان الاخيرتان في سورة النساء : 168 و 169 .
( 4 ) الانعام : 23 .
( 5 ) تفسير القمى : 186 .
( 6 ) الانعام : 89 ، وما بعدها ذيلها .
( 7 ) تفسير القمى : 197 .
( 8 ) الانعام : 44 .
[ 94 ]
الدنيا وما بسط لهم فيها ( 1 ) .
25 - فس : أبي ، عن عمرو بن سعيد الراشدي ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : لما اسري برسول الله إلى السماء وأوحى الله إليه في علي ما أوحى
من شرفه
ومن عظمه عند الله ورد إلى البيت المعمور وجمع له النبيين وصلوا خلفه عرض عن نفس
رسول الله من عظم ما أوحى إليه في علي ( 2 ) ، فأنزل الله " فإن كنت في شك مما
أنزلنا
إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك ( 3 ) " يعني الانبياء ، فقد أنزلنا عليهم
في
كتبهم من فضله ما أنزلنا في كتابك " لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين *
ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين " فقال الصادق عليه السلام
:
فوالله ما شك وما سأل ( 4 ) .
26 - فس : " ألا إنهم يثنون صدورهم لستخفوا منه ( 5 ) " يقول : يكتمون ما في
صدورهم من بغض علي عليه السلام ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن آية
المنافق بغض علي عليه السلام
فكان قوم يظهرون المودة لعلي عند النبي صلى الله عليه وآله ويسرون بغضه فقال : "
ألا حين يستغشون
ثيابهم " فإنه كان إذا حدث بشئ من فضل علي عليه السلام أو تلا عليهم ما أنزل الله
فيه نفضوا
ثيابهم ثم قاموا ، يقول الله : " يعلم ما يسرون ومايعلنون " حين قاموا " إنه عليم
بذات
الصدور " ( 6 ) .
بيان : الاستغشاء بمعنى النفض غير معهود في اللغة ، ولعله كان " تغطوا ثيابهم "
فصحف .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 188 .
( 2 ) هذا لا ينافى عصمته صلى الله عليه وآله لانه لم يشك في شئ كما يظهر من ذيل
الرواية : ولعله تعجب
من رفعة منزلة على عليه السلام عند الله وما ناله من الدرجات العالية فنزلت الاية .
( 3 ) يونس : 94 ، وما بعدها ذيلها .
( 4 ) تفسير القمى : 292 و 293 .
( 5 ) هود : 5 ، وما بعدها ذيلها .
( 6 ) تفسير القمى : 297 .
[ 95 ]
27 - ير : أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل والحسن بن راشد ، عن أبي
عبدالله عليه السلام في قوله الله تبارك وتعالى : " ألم نشرح لك صدرك ( 1 ) " قال :
فقال : بولاية
أمير المؤمنين عليه السلام ( 2 ) .
28 - ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابه ، عن حنان بن سدير ،
عن سلمة الحناط ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله الله عزوجل : " نزل به الروح
الامين *
على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين ( 3 ) " قال : هي الولاية أمير
المؤمنين
عليه السلام ( 4 ) .
29 - ير : محمد بن أحمد ، عن ابن معروف ، عن ابن محبوب ، عن حنان بن سدير ،
عن سالم أبي محمد ( 5 ) قال : قلت لابي جعفر عليه السلام أخبرني عن الولاية أنزل
بها جبرئيل من
عند رب العالمين يوم الغدير ؟ فقال : " نزل به الروح الامين * على قلبك لتكون من
المنذرين * بلسان عربي مبين * وإنه لفي زبر الاولين " قال : هي الولاية لامير
المؤمنين
عليه السلام ( 6 ) .
30 - ير : محمد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، وأحمد بن محمد ، عن الحسين بن
سعيد ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن حجر بن زائدة ، عن حمران عن أبي جعفر عليه
السلام
في قول الله تبارك وتعالى : " يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوارة
والانجيل
وما انزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما انزل إليك من ربك طغيانا و
كفرا ( 7 ) " قال : هي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ( 8 ) .
31 - ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن
* ( هامش ) * ( 1 ) الانشراح : 1 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 20 .
( 3 ) الشعراء : 193 - 195 .
( 4 و 6 و 8 ) بصائر الدرجات : 21 .
( 5 ) كذا في النسخ ، وفى المصدر : عن سالم ، عن أبى محمد .
( 7 ) المائدة : 68 .
[ 96 ]
اذينة ، عن عبدالله النجاشي قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله الله تعالى
: " فلا وربك
لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا
تسليما ( 1 ) " قال : عنى بها عليا عليه السلام ( 2 ) .
32 - يف ، شف : من تفسير الحافظ محمد بن مؤمن ، بإسناده عن علقمة ، عن ابن
مسعود قال : وقعت الخلافة من الله عزوجل في القرآن لثلاثة نفر : لآدم عليه السلام
لقول الله
تعالى : " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة ( 3 ) " يعني خالق في
الارض خليفة يعني آدم عليه السلام ، ثم قال في الحديث المذكور : والخليفة الثاني
داود عليه السلام
لقوله تعالى : " يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض ( 4 ) " يعني بيت المقدس ( 5 )
، والخليفة
الثالث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لقول الله تعالى في السورة التي
يذكر فيها
النور : " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ( 6 ) " يعني علي بن أبي طالب
عليه السلام " ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم " آدم وداود
" وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم " من أهل مكة
" أمنا " يعني في المدينة " يعبدونني " يوحدونني " لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد
ذلك " بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام " فاولئك هم الفاسقون " يعني العاصين لله
ورسوله ( 7 ) .
أقول : روى العلامة في كشف الحق مثله ( 8 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) النساء : 65 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 151 .
( 3 ) البقرة : 30 .
( 4 ) سورة ص : 26 .
( 5 ) في المصدر : يعنى في أرض بيت المقدس
( 6 ) النور : 55 ، وما بعدها ذيلها .
( 7 ) الطرائف 23 - 24 . ولم نجده في كشف اليقين المطبوع ، والظاهر وقوع السهو في
الرمز ، يدل عليه قوله : ( اقول اه ) فانه لو كانت الرواية موجودة في كشف اليقين
كان الانسب
أن يقول : رواه العلامة في كشف الحق أيضا .
( 8 ) الجزء الاول : 100 .
[ 97 ]
33 - شى : عن عبدالرحمان بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : " ربنا
إننا سمعنا
مناديا ينادي للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا ( 1 ) قال : هو أمير المؤمنين عليه
السلام نودي من
السماء أن آمن بالرسول ، وآمن به ( 2 ) .
34 - شى : عن ابن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله : " ثوابا من
عند الله ( 3 ) ،
" وما عند الله خير للابرار ( 4 ) " قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت
الثواب وأصحابك
الابرار ( 5 ) .
بيان : لعل فيه تقدير مضاف أي أنت صاحب الثواب أو سببه ، ويحتمل أن يكون
" ثوابا " مفعولا لفعل محذوف ، أي تعطيهم ثوابا وهو لقاء أمير المؤمنين صلى الله
عليه وآله أو ولاؤه ،
ثم اعلم أن قوله : " وما عندالله خير " منفصل عن قوله : ثوابا من عند الله " أي
سأله
عن تفسير الآيتين .
35 - شى : عن سماعة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : " أفوا بعهدي
اوف بعهدكم ( 6 ) " قال : أفوا بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام فرضا من الله
اوف لكم
بالجنة ( 7 ) .
36 - شى : عن جابر الجعفي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن تفسير هذه الآية
في باطن القرآن : " وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ( 8 )
" يعني
* ( هامش ) * ( 1 ) آل عمران : 193 .
( 2 ) تفسير العياشى مخطوط ورواه البحرانى في البرهان 1 : 333 . وفيه : فآمن وهو
الصحيح .
( 3 ) آل عمران : 195 .
( 4 ) آل عمران : 198 .
( 5 ) تفسير العياشى مخطوط ، وقد رواه البحرانى أيضا في البرهان 1 : 333 . الا أنه
أسند
الرواية إلى محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام .
( 6 ) البقرة : 40 .
( 7 ) تفسير العياشى مخطوط ، ورواه في البرهان 1 : 91 .
( 8 ) البقرة : 41 .
[ 98 ]
فلانا وصاحبه ومن تبعهم ودان بدينهم ، قال الله - يعنيهم - ولا تكونوا أول كافر به
يعني
عليا عليه السلام ( 1 ) .
37 - شى : عن عبدالله النجاشي قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : " اولئك
الذين
يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ( 2 ) "
يعني والله
فلانا وفلانا " وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله " إلى قوله : " ثوابا رحيما
" يعني
والله النبي وعليا بما صنعوا أي لو جاؤوك بها يا علي " فاستغفروا الله " بما صنعوا
" واستغفر
لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم
" ثم
قال أبوعبدالله عليه السلام : هو والله علي بعينه " ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما
قضيت ، على
لسانك يا رسول الله ، يعني به ولاية علي عليه السلام " ويسلموا تسليما " لعلي بن
أبي طالب
عليه السلام ( 3 ) .
38 - شى : عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية من قول الله : "
فلما
جاءهم ما عرفوا كفروا به ( 4 ) " قال تفسيرها : في الباطن : لما جاءهم ما عرفوا في
علي كفروا به
فقال الله فيهم : " فلعنة الله على الكافرين " يعني بني امية ، هم الكافرون في باطن
القرآن .
قال أبوجعفر عليه السلام : نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا :
" بئسما اشتروا به
أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله " في علي " بغيا " وقال الله في علي : أن ينزل الله
من
فضله على من يشاء من عباده " يعني عليا ، قال الله : " فباؤوا بغضب على غضب " يعني
بني امية " والكافرين " يعني بني امية [ عذاب مهين . وقال جابر : قال أبوجعفر عليه
السلام
نزلت هذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا والله : " وإذا قيل لهم آمنوا بما
أنزل الله من ربكم
في علي ، يعني بني امية ] قالوا نؤمن بما انزل علينا " يعني في قلوبهم بما أنزل
الله عليه
* ( هامش ) * ( 1 ) مخطوط . رواه في البرهان 1 : 91 ، وفيه ، قال الله يعيبهم .
( 2 ) النساء : 63 . وما بعدها ذيلها .
( 3 ) تفسير العياشى مخطوط ، رواه في البرهان 1 : 391 .
( 4 ) البقرة : 89 ، وما بعدها ذيلها .
[ 99 ]
" ويكفرون بما وراءه " بما أنزل الله في علي " وهو الحق مصدقا لما معهم " يعني
عليا عليه السلام ( 1 ) .
39 - شى : عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : " لكن الله
يشهد بما انزل إليك ( 2 ) " في علي " أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله
شهيدا "
قال : وسمعته يقول : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا " إن الذين كفروا وظلموا " آل محمد
حقهم " لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا " إلى قوله : " يسيرا " ثم قال : "
يا أيها
الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم " في ولاية علي " فآمنوا خيرا لكم فإن تكفروا
"
بولايته " فإن لله ما في السماوات وما في الارض وكان الله عليما حكيما " ( 3 ) .
40 - شى : عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : ما نزلت آية " يا أيها الذين آمنوا "
إلا وعلي شريفها وأميرها ، ولقد عاتب الله أصحاب محمد صلى الله عليه وآله في غير
مكان وما ذكر عليا إلا
بخير ( 4 ) .
41 - شى : عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله : " يريد الله بكم اليسر
ولا يريد بكم العسر ( 5 ) " قال اليسر علي عليه السلام ، وفلان وفلان العسر ، فمن
كان من
ولد آدم لم يدخل في ولاية فلان وفلان ( 6 ) .
بيان : أي من يدخل في ولايتهما إنما هو شرك شيطان .
42 - شى : عن عمرو بن القاسم قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام وذكر أصحاب النبي
صلى الله عليه وآله
ثم قرأ : " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع ( 7 ) " إلى قوله : تحكمون " فقلنا :
من هو أصلحك الله ؟ فقال : بلغنا أن ذلك علي عليه السلام ( 8 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير العياشى مخطوط ، رواه في البرهان 1 : 130 - 131 .
( 2 ) النساء : 166 ، وما بعدها ذيلها .
( 3 ) تفسير العياشى مخطوط ، رواه في البرهان 1 : 428 .
( 4 و 6 )
( 5 ) البقرة : 185 .
( 7 ) يونس : 35 .
( 8 ) تفسير العياشى مخطوط ، رواه في البرهان 2 : 186 .
[100]
43 - شى : عن يحيى بن سعيد ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما السلام في قول الله :
" ويستنبؤونك أحق هو ( 1 ) " فقال : يستنبئك يا محمد أهل مكة عن علي بن أبي طالب
إمام
هو ؟ " قل إي وربي إنه لحق " ( 2 ) .
44 - شى : عن عمار بن سويد قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول في هذه الآية :
" فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك ( 3 ) " إلى قوله : " أوجاء معه ملك "
قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما قال لعلي عليه السلام : إني سألت ربي أن
يوالي بيني وبينك
ففعل : وسألت ربي أن يؤاخي بيني وبينك ففعل ، وسألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل
فقال رجلان من قريش : والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلينا مما سأل محمد ربه ،
فهلا
سأله ملكا يعضده على عدوه ؟ أو كنزا يستعين به على فاقته ؟ والله ما دعاه إلى باطل
إلا
أجابه له ! فأنزل الله عليه : " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك " قال :
ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين عليه السلام في آخر صلاته رافعا
بها صوته يسمع الناس يقول :
اللهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين ، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين ،
فأنزل الله
" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا * فإنما يسرناه بلسانك
............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 100 سطر 14 الى ص 108 سطر 14
لنبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ( 4 ) " بني امية ، فقال رمع : والله لصاع من
تمر في شن بال
أحب إلي مما سأله محمد ربه ، أفلا سأله ملكا يعضده ؟ أو كنزا يستظهر به على فاقته ؟
فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك " إلى " أم
يقولون
افتراه " ولاية علي " قل فأتوا بعشرة سور مثله مفتريات " إلى " فإن لم يستجيبوا لكم
"
في ولاية علي " فاعلموا أنما انزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون "
لعلي
ولايته " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها " يعني فلانا وفلانا " نوف إليهم
أعمالهم
فيها أفمن كان على بينه من ربه " رسول الله صلى الله عليه وآله " ويتلوه شاهد منه "
أمير المؤمنين
* ( هامش ) * ( 1 ) يونس : 53 ، وما بعدها ذيلها .
( 2 ) تفسير العياشى مخطوط ، رواه في البرهان 2 : 187 .
( 3 ) هود : 12 .
( 4 ) مريم : 96 - 97 .
[101]
عليه السلام " ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة " قال : كان ولاية علي ولاية علي
عليه السلام في كتاب موسى
" اولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فلا تك في مربة منه " في
ولاية علي " إنه الحق من ربك " إلى قوله : " ويقول الاشهاد " هو الائمة عليهم
السلام
" هؤلاء الذين كذبوا على ربهم " إلى قوله : " هل يستويان مثلا أفلا تذكرون ( 1 ) "
.
بيان : رمع كناية عن عمر ، لانه مقلوبة .
45 - قب : محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الماضي عليه السلام " إنه لقول رسول
كريم ( 2 ) " قال : يعني جبرئيل عن الله تعالى في ولاية علي عليه السلام ، قلت : "
وما هو بقول
شاعر قليلا ما تؤمنون " ؟ قالوا : إن محمد كذاب على ربه وما أمره الله بهذا في
علي ! فأنزل الله بذلك قرآنا ، فقال : إن ولاية علي " تنزيل من رب العالمين ولو
تقول
علينا " محمد " بعض الاقاويل " الآيات .
أبوعبدالله عليه السلام في قوله : وهدوا إلى الطيب من القول ( 3 ) قال : ذاك حمزة
وجعفر
وعبيدة وسلمان وأبوذر والمقداد وعمار وهدوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام .
أبوصالح ، عن ابن عباس في وقوله تعالى : " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة
ضنكا ( 4 ) " أي من ترك ولاية علي أعماه الله وأصمه عن الهدى .
أبوبصير عن أبي عبدالله عليه السلام يعني ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، قلت :
" ونحشره يوم
القيامة أعمى " قال : يعني أعمى البصيرة في الآخرة ، أعمى القلب في الدنيا عن ولاية
أميرالمؤمنين عليه السلام ، قال : وهو متحير في الآخرة ، يقول : " لم حشرتني أعمى
وقد كنت بصيرا
قال كذلك أتتك آياتنا " قال : الآيات الائمة " فنسيتها فكذلك اليوم تنسى " يعني
تركتها ، وكذلك اليوم تترك في النار كما تركت الائمة عليهم السلام فلم تطع أمرهم
ولم تسمع
قولهم .
قال : " وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد و
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسيرالعياشى مخطوط ، والايات في سورة هود 12 - 24 .
( 2 ) الحاقة : 40 ، وما بعدها ذيلها .
( 3 ) الحج : 24 .
( 4 ) طه : 124 ، ومابعدها ذيلها .
[102]
أبقى " كذلك نجزي من أشرك بولاية أمير المؤمنين عليه السلام الخبر .
الباقر عليه السلام في خبر : إن بعضهم قال : لقد افتتن رسول الله في علي حتى
لايوازيه
شئ ( 1 ) ! فنزل " ن والقلم وما يسطرون " إلى قوله : " المفتون " .
الباقر عليه السلام في قوله تعالى : " ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه
فأحبط أعمالهم ( 2 ) " قال : كرهوا عليا وكان أمر الله بولايته يوم بدر وحنين ويوم
بطن نخلة
ويوم التروية ويوم عرفة : نزلت فيه خمس عشرة آية في الحجة التي صد فيها رسول الله
صلى الله عليه وآله عن
المسجد الحرام بالجحفة وخم ، وعنى بقوله تعالى : " واتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم
ورضوا عنه ( 3 ) " عليا عليه السلام .
ابن زاذان وأبوداود السبيعي عن أبي عبدالله الجدلي قال أمير المؤمنين عليه السلام
في قوله
" من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها ( 4 ) " يا أبا
عبدالله
الحسنة حبنا والسيئة بغضنا .
تفسير الثعلبي : ألا انبئك بالحسنة التي من جاء بها دخل الجنة والسيئة التي
من جاء بها أكبه الله في النار ولم يقبل معها عملا ؟ قلت : بلى ، قال : الحسنة حبنا
والسيئة
بغضنا .
الباقر عليه السلام : الحسنة ولاية علي عليه السلام وحبه ، والسيئة عداوته وبغضه ،
ولايرفع
معها عمل . وقال عليه السلام : " ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ( 5 ) " قال :
المودة لعلي
ابن أبي طالب عليه السلام . وقد رواه الثعلبي عن ابن عباس .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : لقد افتتن على ورسول الله حتى لا يواريه شئ .
( 2 ) سورة محمد : 28 .
( 3 ) التوبة : 1 .
( 4 ) كأن التحريف وقع في الاية عند النسخ ، وأصلها كذلك " من جاء بالحسنة فله عشر
أمثالها
ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها " الانعام : 160 . أو المراد آية 84 من سورة
القصص ، و
هى أيضا لا تطابق المتن :
( 5 ) الشورى : 23 .
[103]
الرضا ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام في قوله تعالى : " فطرة الله التي فطر الناس
عليها ( 1 ) . "
قال : هو التوحيد ، ومحمد صلى الله عليه وآله رسول الله ، وعلي عليه السلام أمير
المؤمنين ، إلى ههنا التوحيد .
علي بن حاتم في كتاب الاخبار لابي الفرج بن شاذان أنه نزل قوله تعالى : " بل
كذبوا بالساعة ( 2 ) " يعنى كذبوا بولاية علي عليه السلام ، وهو المروي عن الرضا
عليه السلام .
الباقر عليه السلام في قوله تعالى : " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ( 3
) " قال :
اليسر أمير المؤمنين عليه السلام والعسر فلان وفلان ،
أبوالحسن الماضي عليه السلام ( 4 ) : إن ولاية علي لتذكرة للمتقين للعالمين ، وإنا
لنعلم
أن منكم مكذبين ، وإن عليا لحسرة على الكافرين ، وإن ولايته لحق اليقين ، وقد ثبت
أن قوله : " رجال صدقواما عاهدوا الله عليه ( 5 ) " وقوله تعالى : " وعلى الاعراف
رجال ( 6 ) "
نزلتا فيه عليه السلام وقوله تعالى : " إن هو إلا عبد أنعمنا عليه ( 7 ) " الآية
نزلت فيه ( 8 ) .
46 - شى : عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن هذه الآية " والذين
يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون * أموات غير أحياء وما يشعرون أيان
يبعثون ( 9 ) " قال : الذين يدعون من دون الله الاول والثاني والثالث كذبوا رسول
الله
صلى الله عليه وآله بقوله : والوا عليا واتبعوه ، فعادوا عليا ولم يوالوه ، ودعوا
الناس إلى
ولاية أنفسهم ، فذلك قول الله : " والذين يدعون من دون الله " قال : وأما قوله : "
لا
يخلقون شيئا " فإنه يعني لا يعبدون شيئا " وهم يخلقون " فإنه يعني وهم يعبدون ،
وأما قوله : " أموات غيرأحياء " يعني كفار غير مؤمنين . وأما قوله : " وما يشعرون
أيان
* ( هامش ) * ( 1 ) الروم : 30 .
( 2 ) الفرقان : 11 .
( 3 ) البقرة : 185 .
( 4 ) اى في تفسير قوله تعالى " وانه لتذكرة للمتقين " * وانا لنعلم أن منكم مكذبين
* وانه
لحسرة على الكافرين وأنه لحق اليقين " : الحاقة 48 - 51 . ( ب )
( 5 ) الاحزاب : 23 .
( 6 ) الاعراف : 46 .
( 7 ) الزخرف : 59 .
( 8 ) مناقب آل أبى طالب : 1 : 575 - 581 .
( 9 ) النحل 20 - 21 .
[104]
يبعثون " فإنه يعني أنهم لا يؤمنون أنهم يشركون " إلهكم إله واحد " فإنه كما قال
الله وأما قوله : " فالذين لايؤمنون بالآخرة " فإنه يعني لا يؤمنون بالرجعة أنها حق
.
وأما قوله : " قلوبهم منكرة " فإنه يعني قلوبهم كافرة . وأما قوله : " وهم
مستكبرون " فإنه يعني عن ولاية علي عليه السلام مستكبرون ، قال الله لمن فعل ذلك
وعيدا
منه : " لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لايحب المستكبرين " عن ولاية
علي عليه السلام ( 1 ) .
شى : عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله سواء ( 2 ) .
بيان : لعله أطلق الخلق على العبادة مجازا .
47 - شى : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل بهذه الآية
هكذا : " وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم " في علي " قالوا أساطير الاولين ( 3 ) " .
48 - شى : عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " وإذا قيل لهم ماذا أنزل
ربكم " في علي " قالوا أساطير الاولين " سجع ( 4 ) أهل الجاهلية في جاهليتهم ، فذلك
قوله : " أساطير الاولين " وأما قوله : " ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة " ( 5
) فإنه يعني
يستكمل الكفر يوم القيامة .
وأما قوله : " ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم " يعني يتحملون كفرالذين
يتولونهم قال الله : " ألاساء مايزرون " ( 6 ) .
49 - قب : زياد بن المنذر ، عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى " ياأيها الذين
آمنوا
استجيبو الله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ( 7 ) ، قال : ولاية علي عليه السلام .
أحمد بن حميد الهاشمي قال : وجد في كتاب جامع جعفر عليه السلام في قوله تعالى :
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) تفسير العياشى مخطوط . رواه في البرهان 2 : 363 .
( 3 ) تفسير العياشى مخطوط والاية في سورة النحل : 24 .
( 4 ) سجع الخطيب : نطق بكلام مقفى له فواصل .
( 5 ) النحل : 25 ، وما بعدها ذيلها .
( 6 ) تفسيرالعياشى مخطوط ، وقد روى الروايتين في البرهان 2 : 363 .
( 7 ) الانفال : 24 .
[105]
" وبئر معطلة وقصر مشيد ( 1 ) " أنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله : القصر
المشيد والبئر المعطلة
علي عليه السلام .
علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال : البئر المعطلة الامام
الصامت
والقصر المشيد الامام الناطق ، وقالوا : إنما مثل به عليا عليه السلام لانه مرتفع
مثل القصر
المشيد ، والبئر المعطلة التي لا يستقى منها الماء ( 4 ) .
بيان : قال البيضاوي : " وبئر معطلة " عطف على قرية - في قوله : " فكأين من قرية
أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها ( 3 ) " - أي وكم بئر عامرة في البوادي
تركت
لايستقى منها لهلاك أهلها ، وقصر مشيد مرفوع أو محصص ؟ أخليناه عن ساكنيه . انتهى (
4 )
فظهر أنه لا يبعد أن يكونا كنايتين عن الامام عليه السلام .
50 - شى : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل بهذه الآية
هكذا : " فأبى أكثر الناس " بولاية علي " إلا كفورا ( 5 ) " .
51 - شى : عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله
:
" ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ( 6 ) " قال : تفسيرها : ولا
تجهر
بولاية علي عليه السلام ولا بما أكرمته به حتى آمرك بذلك " تخافت بها " يعني ولا
تكتمها
عليا وأعلمه ما أكرمته به ( 7 ) .
52 - شى : عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن تفسير هذه الآية في قول
الله : " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ( 8 ) " قال : لا تجهر
بولاية
علي عليه السلام فهو الصلاة ، ولا بما أكرمته به حتى آمرك به ، وذلك قوله : " ولا
تجهر
* ( هامش ) * ( 1 و 3 ) الحج : 45 .
( 2 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 570 .
( 4 ) تفسير البيضاوى 2 : 14 .
( 5 ) تفسير العياشى مخطوط ، رواه في البرهان 2 : 445 . والاية في سورة بنى اسرائيل
:
89 والفرقان : 50 .
( 6 و 8 ) بنى اسرائيل : 110 .
( 7 ) تفسيرالعياشى مخطوط ، رواه في البرهان 2 : 453 .
[106]
بصلاتك " وأما قوله : " ولا تخافت بها " فإنه يقول : ولا تكتم ذلك عليا ، يقول :
أعلمه
ما أكرمته به . فأما قوله : " وابتغ بين ذلك سبيلا " يقول : تسألني أن آذن لك أن
تجهر
بأمر علي بولايته ، فأذن له بإظهار ذلك يوم غدير خم ، فهو قوله يومئذ : اللهم من
كنت
مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . ( 1 )
بيان : لما كانت الصلاة الكاملة في علي عليه السلام ولم يصدر كاملها إلا منه ومن
أمثاله
فقد ظهر عليه آثارها ، فكأنه صارعينها ، وأيضا لشدة اشتراط ولايتة في قبولها وعدم
صحتها بدونها ، ولكونه الداعي إليها والمعلم لها ، فلتلك الامور قد يعبر عنه عليه
السلام
بالصلاة في بطن القرآن ، وقد مر بعض تحقيق ذلك وسيأتي إن شاءالله تعالى .
53 - شى : عن جميل ، عن إسحاق بن عمار في قوله : " ولاتبذر تبذيرا ( 2 ) " قال
لاتبذر في ولاية علي عليه السلام ( 3 ) .
بيان : لما ذكر في صدر الآية " وآت ذالقربى حقه " فأعطى صلى الله عليه وآله فاطمة
فدكا
قال " لاتبذر " أي لاتصرف المال في غير المصارف التي امرت بها ، فعلى هذا البطن من
الآية لعل المعنى : لاتجعل ولاية علي عليه السلام لغيره ، ويحتمل أن يكون نهيا عن
الغلو
في شأنه عليه السلام لمنع غيره عن ذلك ، كقوله " لئن أشركت ( 4 ) "
54 - شى : عن سماعة بن مهران قال : سأل ت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : "
فليعمل
عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ( 5 ) " قال : العمل الصالح المعرفة بالائمة
عليهم السلام
" ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " التسليم لعلي عليه السلام لايشرك معه في الخلافة من
ليس له
ذلك ولا هو من أهله ( 6 ) .
بيان : لعل المراد بالعبادة هناالعبادة القلبية ، وهي الاعتقاد بالولاية ، أوهي
أيضا
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير العياشى مخطوط ، رواه في البرهان 2 : 454 .
( 2 ) بنى اسرائيل : 26 .
( 3 ) تفسيرالعياشى مخطوط ، رواه في البرهان 2 : 416 .
( 4 ) الزمر : 65 .
( 5 ) الكهف : 110 .
( 6 ) تفسيرالعياشى مخطوط ، رواه في البرهان 2 : 497 .
[107]
داخلة فيها والشرك فيها تشريك غير من جعل الله له الولاية مع من جعلها له .
55 - عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : ما في القرآن آية " الذين آمنواو
عملوالصالحات " إلا وعلي أميرها وشريفها ، وما من أصحاب محمد رجل إلا وقد عاتبه
الله ،
وما ذكر عليا إلا بخير . قال عكرمة : إني لاعلم لعلي منقبة لو حدثت بها لبعدت أقطار
السماوات والارض ( 1 ) .
56 - شى : عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام " ولقد صرفنا في هذا
القرآن
ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا ( 2 ) " يعني ولقد ذكرنا عليا في القرآن ، وهو الذكر
،
فما زادهم إلانفورا ( 3 ) .
57 - م : إن الذين يكتمون أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه
للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون * إلا الذين تابوا وأصلحوا
وبينوا
فاولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ( 4 ) " قال الامام عليه السلام : قوله عزوجل
: " إن الذين
يكتمون ما أنزلنا من البينات " في صفة محمد وصفة علي وحليته ( 5 ) " والهدى من بعد
ما بيناه
للناس في الكتاب " قال : والذي أنزلناه من الهدى ( 6 ) ، وهو ما أظهرناه من الآيات
على فضلهم و
محلهم ، كالغمامة التي كانت تظل رسول الله صلى الله عليه وآله في أسفاره ، والمياه
الاجاجة ( 7 ) التي
كانت تعذب في الآبار والموارد ببزاقه ( 8 ) ، والاشجار التي تتهدل ( 9 ) ثمارها
بنزوله
* ( هامش ) * تفسيرالعياشى مخطوط .
( 2 ) بنى اسرائيل : 41 .
( 3 ) تفسيرالعياشى مخطوط ، رواه في البرهان 2 : 422 .
( 4 ) البقرة : 159 و 160 .
( 5 ) في المصدر ، من صفة محمد صلى الله عليه وآله .
( 6 ) : من بعد الهدى .
( 7 ) صارالماء اجاجا : أى ملحا مرا .
( 8 ) الابار جمع البئر . والموارد : جمع المورد : الطريق إلى الماء . وفى المصدر :
ببصاقه .
وكلاهما بمعنى واحد .
( 9 ) في المصدر : كانت تتهدل : تهدلت أغصان الشجرة أوثمرتها : تدلت .
[108]
تحتها ، والعاهات ( 1 ) التي كانت تزول عمن يمسح يده عليه أو ينفث ببزاقه فيها ( 2
) ، و
كالآيات التي ظهرت على علي عليه السلام من تسليم الجبال والصخور والاشجار قائلة :
يا
ولي الله ويا خليفة رسول الله ، والسموم القاتلة التي تناولها من سمى باسمه عليها
ولم يصبه
بلاؤها ، والافعال العظيمة : من التلال والجبال التي اقتلعها ورمى بها كالحصاة
الصغيرة ،
وكالعاهات التي زالت بدعائه ، والآفات والبلايا التي حلت بالاصحاء بدعائه ، وسائر
ما
خصه به من فضائله ، فهذا من الهدى الذي بينه الله تعالى للناس في كتابه ، ثم قال :
" اولئك " الكاتمون لهذه الصفات من محمد ومن علي صلوات الله عليهما المخفون لها عن
طالبيها
الذين يلزمهم إبداؤها لهم عند زوال التقية " يلعنهم الله " يلعن الكاتمين " ويلعنم
اللاعنون "
وفيه وجوه :
منها : يلعنهم اللاعنون " أنه ليس أحد محقا كان أو مبطلا إلاوهو يقول : لعن
الله الكاتمين للحق ، لعن الله الظالمين ، إن الظالم الكاتم للحق ذلك يقول أيضا :
لعن الله
الظالمين الكاتمين ، فهم على هذا المعنى في لعن كل اللاعنين وفي لعن أنفسهم .
ومنها أن الاثنين إذا ضجر بعضهما على بعض وتلاعنا ارتفعت اللعنتان ، فأستأذنتا
ربهما في الوقوع بمن بعثتا إليه ، فقال الله عزوجل لملائكة : انظروا فإن كان اللاعن
............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 108 سطر 15 الى ص 116 سطر 15
أهلا للعن وليس المقصود به أهلا فأنزلوهما جميعا باللاعن ، وإن كان المشار إليه
أهلا وليس
اللاعن أهلا فوجهوهما إليه ، وإن كان جميعا لهما أهلا فوجهوا لعن هذا إلى ذلك
ووجهوا لعن
ذلك إلى هذا ، وإن لم يكن واحد منهما لها أهلا لايمانهما وإن الضجر أحوجهما إلى
ذلك فوجهوا اللعنتين إلى اليهود والكاتمين نعت محمد وصفته وذكر علي وحليته صلوات
الله
عليهما ، وإلى النواصب الكاتمين لفضل علي عليه السلام والدافعين لفضله .
ثم قال الله عزوجل : " إلا الذين تابوا " من كتمانهم " وأصلحوا " ما كانوا
أفسدوه ( 3 ) بسوء التأويل فجحدوا به فضل الفاضل واستحقاق المحق وبينوا ما ذكره
الله
من نعت محمد صلى الله عليه وآله وصفته ومن ذكر علي عليه السلام وحليته وما ذكره
رسول الله صلى الله عليه وآله " فاولئك
* ( هامش ) * ( 1 ) جمع العاهة : عرض يفسد ما أصابه .
( 2 ) في المصدر : أو ينفث ببصاقه فيها . نفث البصاق من فيه . رمى به .
( 3 ) في المصدر : " واصلحوا " أعمالهم وأصلحوا ما كانوا أفسدوه .
[109]
أتوب عليهم " أقبل توبتهم " وأنا التواب الرحيم ( 1 ) " .
بيان : التهدل : الاسترخاء والاسترسال .
58 - قب : عن الباقرين عليهما السلام : قال النبي صلى الله عليه وآله من يقبل منكم
وصيتي ويؤازرني
على أمري ويقضي ديني وينجز عداتي من بعدي ويقوم مقامي ؟ - في كلام له - فقال
رجلان لسلمان : ماذا يقول آنفا محمد ؟ فقام إليه أمير المؤمنين عليه السلام فضمه
إلى صدره وقال :
أنت لها يا علي ، فأنزل الله " ومنهم من يستمع إليك ( 2 ) " إلى قوله : " طبع الله
على
قلوبهم " .
موسى بن جعفر عليه السلام في قوله : " ألا إنهم يثنون صدورهم ( 3 ) " قال : كان إذا
نزلت ( 4 ) الآية في علي عليه السلام ثنى أحدهم صدره لئلا يسمعها ، واستخفى من
النبي
صلى الله عليه وآله .
الباقر عليه السلام في قوله : " يستغشون ثيابهم ( 5 ) " إن رسول الله صلى الله عليه
وآله كان إذا حدث
بشئ من فضائل علي عليه السلام أو تلا عليهم ما انزل فيه نفضوا ثيابهم وقاموا ، يقول
الله :
" يعلم ما يسرون وما يعلنون ( 6 ) " .
عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " إلا أصحاب اليمين * في جنات
يتساءلون * عن المجرمين ما سلككم في سقر ( 7 ) " قال لعلي المجرمون : يا علي
المكذبون
بولايتك .
أبوبكر بن أبي شيبة ، عن ابن فضيل ، عن الاعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس
في قوله : " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت ( 8 ) " قال : لعلي بن
أبي
طالب عليه السلام ( 9 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير الامام : 236 و 237 .
( 2 ) سورة محمد : 16 .
( 3 و 5 و 6 ) سورة هود : 5 .
( 4 ) في المصدر : اذا كان نزلت .
( 7 ) المدثر - 39 - 42 .
( 8 ) النحل : 38 .
( 9 ) مناقب آل أبى طالب 2 : 13 و 14 .
[110]
بيان : أي أقسموا أن عليا عليه السلام لا يبعث في الرجعة ، أو لا يبعث الناس له
فيها .
59 - م : قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا
خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين * فإن زللتم من بعد ما جاءكم البينات فاعلموا
أن الله عزيز حكيم ( 1 ) " قال الامام عليه السلام : فلما ذكر الله تعالى الفريقين
: أحدهما " و
من الناس من يعجبك قوله ( 2 ) " والثاني " ومن الناس من يشري نفسه ( 3 ) " وبين
حالهما ودعا الناس إلى حال من رضي صنيعه فقال : " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في
السلم كافة " يعني في السلم والمسالمة إلى دين الاسلام كافة جماعة ادخلوا فيه ،
وادخلوا
في جميع الاسلام فتقبلوه واعملوا لله ( 4 ) ، ولا تكونوا كمن يقبل بعضه ويعمل به
ويأبى
بعضه ويهجره ، قال : ومنه الدخول في قبول ولاية علي عليه السلام كالدخول في قبول
نبوة
رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه لا يكون مسلما من قال إن محمدا رسول الله فاعترف
به ، ولم يعترف
بأن عليا وصيه وخليفته وخير أمته " ولا تتبعوا خطوات الشيطان " ما يتخطى بكم
إليه الشيطان من طريق الغي والضلال ( 5 ) ، ويأمركم به من ارتكاب الآثام الموبقات (
6 )
" إنه لكم عدو مبين " إن الشيطان بعدواته يريد اقتطاعكم عن مزيد الثواب ( 7 ) و
إهلاككم بشديد العقاب " فإن زللتم " عن السلم والاسلام الذي تمامه باعتقاده ولاية
علي عليه السلام
لا ينفع الاقرار بالنبوة مع جحد إمامة علي عليه السلام كما لا ينفع الاقرار
بالتوحيد مع جحد
النبوة ، إن زللتم ، " من بعد ما جاءتكم البينات " من قول رسول الله وفضيلته ،
وآتاكم
الدلالات الواضحات الباهرات على أن محمدا صلى الله عليه وآله الدال على إمامة علي
عليه السلام نبي صدق ،
* ( هامش ) * ( 1 ) البقرة : 208 - 209 .
( 2 ) : 204 .
( 3 ) : 207 .
( 4 ) في المصدر : فاقبلوه واعملوا فيه .
( 5 ) : من طريق الغى والضلال .
( 6 ) أى المهلكات .
( 7 ) في المصدر : ان الشيطان لكم عدو مبين بعدواته يريد اقتطاعكم عن عظيم الثواب .
[111]
ودينه دين حق " فاعلموا أن الله عزيز حكيم " عزيز قادر على معاقبة المخالفين لدينه
و
والمكذبين لنبيه لا يقدر أحد على صرف انتقامه من مخالفيه ( 1 ) ، وقادر على إثابه
الموافقين
لدينه والمصدقين لنبيه لا يقدر أحد على صرف ثوابه عن مطيعيه ، حكيم فيما يفعل
من ذلك ( 2 ) .
قال علي بن الحسين عليهما السلام : وبهذه الآية وغيرها احتج علي عليه السلام يوم
الشورى
على من دافعه عن حقه وأخره عن رتبته ، وإن كان ما ضر الدافع إلا نفسه ( 3 ) ، فإن
عليا كالكعبة التي أمر الله باستقبالها للصلاة ، جعلها الله ليؤتم ( 4 ) به في امور
الدين و
الدنيا ، كما لا ينقص الكعبة ولا يقدح في شئ من شرفها وفضلها إن ولى عنها الكافرون
فكذلك لا يقدح في علي عليه السلام إن أخره عن حقه المقصرون ودافعة عن واجبه
الظالمون ،
قال لهم علي عليه السلام يوم الشورى في بعض مقاله بعد أن أعذر وأنذر وبالغ وأوضح :
معاشر الاولياء ( 5 ) العقلاء ألم ينه الله تعالى عن أن تجعلوا له أندادا ممن لا
يعقل ولا
يسمع ولا يبصر ولا يفهم كما نفهم ؟ أولم يجعلني رسول الله لدينكم وديناكم قواما ؟
أولم يجعل
إلي مفزعكم ؟ أولم يقل ( 6 ) : علي مع الحق والحق معه ؟ أولم يقل : أنا مدينة
الحكمة ( 7 )
وعلي بابها ؟ أولا تروني غنيا عن علومكم وأنتم إلى علمي محتاجون ؟ أفأمر الله تعالى
العلماء ( 8 ) باتباع من لا يعلم ، أم أمر من لا يعلم باتباع من يعلم ؟ يا أيها
الناس لم
تنقضون ترتيب الالباب ؟ لم تؤخرون من قدمه الكريم الوهاب ؟ أو ليس رسول الله
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : عن مخالفيه .
( 2 ) في المصدر بعد ذلك : غير مصرف على من أطاعه وإن أكثر به الخيرات ، ولا واضع
لها
في غير موضعها للكرامات ، ولا ظالم لمن عصاه وإن شدد عليه العقوبات .
( 3 ) في المصدر : ما ضر إلا نفسه .
( 4 ) : جعل الله ليؤتم به .
( 5 ) كذا في النسخ وهو تصحيف " الالباء " ( ب )
( 6 ) في المصدر : اولم يقل لكم .
( 7 ) : : انا مدينة العلم .
( 8 ) : افأمر العلماء .
[112]
أجابني إلى ما رد عنه أفضلكم : فاطمة لما خاطبها ( 1 ) ؟ أوليس قد جعلني أحب خلق
الله إلى الله لما أطعمني معه من الطائر ؟ أوليس جعلني أقرب الخلق شبها بمحمد نبيه
؟
أفأقرب الناس به شبها تؤخرون ؟ وأبعد الناس به شبها تقدمون ؟ مالكم لا تتفكرون ولا
تعقلون ؟
قال : فما زال يحتج بهذا ونحوه عليهم وهم لا يغفلون عما دبروه ( 2 ) ، ولا يرضون
إلا بما آثروه ( 3 ) !
60 - نى : محمد بن عبدالله الطبراني ، عن أبيه ، عن علي بن هاشم والحسن بن
سكن معا ، عن عبدالرزاق بن همام ، عن أبيه ، عن مينا مولى عبدالرحمان ، عن جابر بن
عبدالله الانصاري قال : وقف ( 4 ) على رسول الله صلى الله عليه وآله أهل اليمن
يبشون بشيشا ، فلما
دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وآله قال : قوم رقيقة قلوبهم ، راسخ إيمانهم ،
منهم المنصور يخرج
في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي ، حمائل سيوفهم المسد ، فقالوا : يا رسول الله
ومن
وصيك ؟ فقال : هو الذي أمركم الله بالاعتصام به ، فقال عزوجل : " واعتصموا بحبل
الله جميعا ولا تفرقوا ( 5 ) " فقالوا : يا رسول الله بين لنا ما هذا الحبل ؟ فقال
: هو قول الله :
" إلا بحبل من الله وحبل من الناس ( 6 ) " فالحبل من الله كتاب ، والحب من الناس
وصيي ، فقالوا : يا رسول الله من وصيك ؟ فقال : هو الذي قال الله فيه : " أن تقول
نفس
يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله ( 7 ) " فقالوا : يا رسول الله وما جنب الله هذا
؟ قال :
هو الذي يقول الله فيه : " ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول
سبيلا ( 8 ) " هو وصيي والسبيل إلي من بعدي ، فقالوا يا رسول الله بالذي بعثك بالحق
* ( هامش ) * ( 1 ) الصحيح كما في المصدر " خطبها " أى طلبها إلى التزويج .
( 2 ) في المصدر : وهم لا يعقلون إلا عما دبروه .
( 3 ) تفسير الامام : 264 - 265 .
( 4 ) الصحيح كما في المصدر : وفد .
( 5 ) آل عمران : 103 .
( 6 ) : 112 .
( 7 ) الزمر : 56 .
( 8 ) الفرقان ، 27 .
[113]
أرناه فقد اشتقنا إليه ، فقال هو الذي جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين ( 1 ) ،
فإن نظرتم إليه
نظر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم ،
تخللوا الصفوف ( 2 ) وتصفحوا الوجوه فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو ، لان الله
عزوج يقول في كتابه : " فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ( 3 ) " إليه وإلى ذريته
عليهم السلام ،
قال : فقام أبوعامر الاشعري في الاشعريين ، وأبوغرة الخولاني في الخولانيين
وظبيان ، وعثمان بن قيس ( 4 ) وعرنة الدوسي في الدوسيين ولاحق بن علاقة ، فتخللوا
الصفوف وتصفحوا الوجوه وأخذوا بيد الانزع الاصلع البطين ، وقالوا : إلى هذا أهوت
أفئدتنا يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وآله : أنتم بحمد الله عرفتم وصي
رسول الله قبل أن تعرفوه ،
وعرفتم أنه هو ( 5 ) ، فرفعوا أصواتهم يبكون ، ويقولون يا رسول الله نظرنا إلى
القوم فلم
نحن لهم ( 6 ) ، ولما رأيناه رجفت ( 7 ) قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا وانخدشت أكبادنا (
8 )
وهملت أعيننا وانثلجت صدورنا ( 9 ) حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون ، فقال النبي صلى
الله عليه وآله :
" وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " أنتم منهم بالمنزلة التي سبقت لكم
من الله
الحسن ( 10 ) ، وأنتم عن النار مبعدون ، قال : فبقي هؤلاء القوم المتوسمون ( 11 )
حتى شهدوا
* ( هامش ) * ( 19 ليست كلمة " المتوسمين " في ( ك ) . توسم فيه الخير أى تبين فيه
أثره . والمراد : المؤمنون
الذين يتلالا نور الايمان في وجوهم .
( 2 ) في المصدر : فتخللوا الصفوف .
( 3 ) سورة إبراهيم : 37 .
( 4 ) في المصدر : وعثمان بن قيس في بنى قيس .
( 5 ) : فبم عرفتم انه هو ؟
( 6 ) : فلم تخن لهم قلوبنا . ومعنى حن : اشتاق .
( 7 ) أى تحركت .
( 8 ) في المصدر : وانجاشت اكبادنا . أى هاجت واضطربت .
( 9 ) ثلج نفسى به واليه : ارتاحت به واطمأنت اليه .
( 10 ) في المصدر : سبقت لكم بها الحسنى .
( 11 ) : المسمون .
[114]
مع أمير المؤمنين عليه السلام الجمل وصفين - رحمهم الله ( 1 ) - فكان النبي صلى
الله عليه وآله بشرهم
بالجنة وأخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب عليه السلام ( 2 ) .
بيان : " يبشون " من البشاشة وهي طلاقة الوجه . والمسد - بالتحريك - : حبل
من ليف أو خوص ( 3 ) . والمنصور هو الذي يخرج من اليمن قريبا من زمان القائم - عجل
الله تعالى فرجه - وسيأتي في كتاب الغيبة .
61 - فض : بالاسانيد عن جعفر بن محمد عليه السلام نزل ( 4 ) جبرئيل بهذه الآية "
وإن
كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله
إن
كنتم صادقين ( 5 ) " في علي .
بالاسانيد إلى أبي عبدالله عليه السلام ( 6 ) أنه قال : لما نزلت هذه الآية : "
الذين آمنوا
ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون ( 7 ) " قال : بولاية علي بن
أبي طالب
عليه السلام ولم يخلطوا بولاية فلان وفلان ، فإنه التلبس بالظلم ( 8 ) . وعنه في
قوله
تعالى : " الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ( 9 ) "
قال : إذا
كان ( 10 ) يوم القيامة دعا الله بالنبي صلى الله عليه وآله وبعلي عليه السلام
فيجلسان على كرسي الكرامة بين
يدي العرش ، كلما خرجت زمرة ( 11 ) من شيعتهم فيقولون ( 12 ) هذا النبي وهذا الوصي
( 13 ) ،
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر فقتلوا في الصفين رحمهم الله .
( 2 ) الغيبة للنعمانى : 15 - 16 .
( 3 ) الخوص : ورق النخل .
( 4 ) في المصدر : لما نزل . وفى ( د ) قال : نزل .
( 5 ) البقرة : 23 .
( 6 ) في المصدر : إلى عبدالله بن عباس .
( 7 ) الانعام : 82 .
( 8 ) في المصدر : فهو التلبس بالظلم .
( 9 ) الاعراف : 43 .
( 10 ) في المصدر : اذا قام .
( 11 ) : كلما اخرجت فرقة .
( 12 ) في المصدر : فيعرفونهم فيقولون . وفى ( د ) فرأوهما فيعرفونهما فيقولون .
( 13 ) : وهذا على الوصى .
[115]
فيقول بعضهم لبعض : " الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا
الله "
بولاية النبي صلى الله عليه وآله وعلي والائمة ( 1 ) من ولدهم عليهم السلام ، فيؤمر
بهم إلى الجنة . وفي
قوله : " وشاهد ومشهود ( 2 ) ، " يعني بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وعليا
عليه السلام : النبي الشاهد ،
وعلي المشهود ( 3 ) .
62 - يل ، فض : بالاسناد يرفعه إلى جابر رضي الله عنه في قوله تعالى : " أفمن كان
على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ( 4 ) " قال : البينة رسول الله صلى الله عليه
وآله والشاهد علي بن
أبي طالب عليه السلام . وفي قوله تعالى : " ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار ( 5 ) "
الآية وفيه
حديث طويل ، فقد ذكروا أن علي بن أبي طالب عليه السلام هو المنادي وهو المؤذن
والمنقذ .
وكذلك قوله تعالى : " واستمع يوم يناد المناد ( 6 ) " الآية . وفي قوله تعالى : "
وكفى الله
المؤمنين القتال ( 7 ) " بعلي عليه السلام وقد ذكروا فيه روايات كثيرة ، وسئل
الصادق عليه السلام
عن القرآن ، فقال : فيه الاعاجيب ، ومنه قوله تعالى : " إن عليا للهدى وإن لنا
للآخرة
والاولى ( 8 ) " ولكنها قراءة نفيت عنها ، وإن كان أقر بها الجاحدون . وقال
أبوعبدالله
عليه السلام : إن الرجل المؤمن إذا صارت نفسه عنه صدره وقت موته رأى رسول الله يقول
:
أبشر أنا رسول الله نبيك ، ورأى علي بن أبي طالب فيقول : أنا الذي كنت تحبني ، أنا
أنفعك ، فقلت : يا مولاي من يرى هذا يرجع إلى الدنيا ؟ قال : إذا رأى هذا مات ،
وقال :
وذلك في القرآن في قوله تعالى : " الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : بالنبى وبعلى وبالائمة .
( 2 ) البروج : 3 .
( 3 ) الروضة : 16 .
( 4 ) سورة هود : 17 .
( 5 ) : الاعراف : 44 . وقد ذكرت في المصدرين ذيل الاية أيضا وهى : " فأذن مؤذن
بينهم ان لعنة الله على الظالمين " .
( 6 ) سورة ق : 41 .
( 7 ) الاحزاب : 25 .
( 8 ) الليل : 12 و 13 .
[116]
الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ( 1 ) " قال : يبشرهم
بمحبته
إياه وبالجنة في الدنيا والآخرة ، وهي بشارة إذا رءاها أمن من الخوف ( 2 ) .
63 - وبالاسناد يرفعه إلى المقداد بن أسود الكندي قال : كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وآله
وهو متعلق بأستار الكعبة ، وهو يقول : اللهم اعضدني واشدد أزري واشرح صدري وارفع
ذكري ، فنزل جبرئيل عليه السلام ( 3 ) وقال : أقرأ يا محمد ، قال : وما أقرأ ؟ قال
أقرأ : " ألم
نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك ( 4 ) ،
بعلي صهرك ؟ فقال : فقرأها صلى الله عليه وآله وأثبتها ابن مسعود في مصحفه فأسقطها
عثمان ( 5 ) .
64 - كشف : مما أخرجه شيخنا العز المحدث الحنبلي الموصلي في قوله تعالى
في سورة البقرة : " واركعوا مع الراكعين ( 6 ) " وهو علي بن أبي طالب عليه السلام .
وقال ابن عباس
رضي الله عنه ومحمد الباقر عليه السلام : لما انزلت هذه الآية " يا أيها الرسول بلغ
ما انزل
إليك من ربك ( 7 ) " أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فقال : من
كنت مولاه فعلي مولاه
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . قوله تعالى : " وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن
الصراط لناكبون ( 8 ) " يعني صراط محمد وآله عليهم السلام قوله تعالى : " أفمن
وعدناه وعدا حسنا
فهو لاقيه ( 9 ) " هو علي عليه السلام . قوله تعالى : " سلام على آل ياسين ( 10 ) "
قال ابن السائب
............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 116 سطر 16 الى ص 124 سطر 16
* ( هامش ) * ( 1 ) يونس : 63 و 64 .
( 2 ) الفضائل : 146 و 147 ، الروضة : 22 .
( 3 ) في الروضة : قال : فنزل جبرئيل عليه السلام .
( 4 ) الانشراح 1 - 4 : وقد ذكرت البسملة في الروضة قبل الايات .
( 5 ) الفضائل : 159 ، الروضة 30 .
( 6 ) البقرة : 43 .
( 7 ) المائدة : 67 .
( 7 ) المؤمنون : 74 .
( 9 ) القصص : 61 .
( 10 ) الصافات : 130 . واعلم ان القوم اتفقوا على كتابة ( آل ياسين ) مفصولة ،
وقرأ عامر
ونافع ورويس بفتح الالف وكسر اللام ، والباقون بكسر الالف وسكون اللام موصولة
بياسين ، وما
ذكر في المتن يناسب قراءة الاولى .
[117]
آل يس آل محمد عليهم السلام . قوله تعالى : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في
القربى ( 1 )
في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : لا تؤذوا فاطمة وعليا وولديهما .
وأما ما أورده الحافظ أبوبكر أحمد بن موسى بن مردويه فأنا ذاكره أيضا على
سياقته ( 2 ) ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه انيب ، قال - يرفعه بسنده عن
ابن عباس -
قال : ما في القرآن آية وفيها " يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي رأسها وقائدها .
وروي
عن علي عليه السلام قال : نزل القرآن أرباعا : فربع فينا ، وربع في عدونا ، وربع
سير وأمثال
وربع فرائض وأحكام ، ولنا كرائم القرآن ، وعن ابن عباس : مانزل في أحد من كتاب الله
ما نزل في علي عليه السلام . وعن مجاهد : نزل في علي عليه السلام سبعون آية ، وعن
أبي جعفر عليه السلام
" وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى ( 3 ) " قال : في أمر علي عليه السلام :
وعنه " ويؤت
كل ذي فضل فضله ( 4 ) " قال : علي بن أبي طالب عليه السلام . " أنا ومن اتبعني ( 5
) " علي
ابن أبي طالب وآل محمد عليهم السلام . " أفمن يعلم أنما انزل إليك من ربك الحق ( 6
) " علي
ابن أبي طالب عليه السلام . وقوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا " عن ابن عباس :
ما نزلت :
" يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي أميرها وشريفها . وعنه : ما ذكر الله في القرآن "
يا
أيها الذين آمنوا " إلا وعلي شريفها وأميرها ، ولقد عاتب الله أصحاب محمد صلى الله
عليه وآله في آي
من القرآن وما ذكر عليا إلا بخير ، وعنه مثله ، وفيه إلا إان علي رأسها وأميرها ،
وفيه :
ولقد أمرنا بالاستغفار له . وعنه مثله ، وفيه : رأسها وقائدها . وعن حذيفة : إلا
كان
علي ( 7 ) لبها ولبابها . وعن مجاهد : فإن لعلي سابقة ذلك لانه سبقهم إلى الاسلام .
* ( هامش ) * ( 1 ) الشورى : 23 .
( 2 ) سياق الكلام اسلوبه ومجراه .
( 3 ) سورة محمد : 32 .
( 4 ) سورة هود : 3 .
( 5 ) سورة يوسف : 108 .
( 6 ) الرعد : 19 .
( 7 ) في المصدر : الا كان لعلى .
[118]
وعن ابن عباس : إلا وعلي شريفها وأميرها .
قوله تعالى : " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر ( 1 ) " عن أنس وبريدة قالا : قرأ
رسول الله صلى الله عليه وآله " في بيوت أذن الله أن ترفع " إلى قوله : " القلوب
والابصار " فقام رجل
فقال : أي بيوت هذه يا رسول الله ؟ قال : بيوت الانبياء ، فقال أبوبكر : يا رسول
الله هذا
البيت منها - لبيت علي وفاطمة عليهما السلام - ( 2 ) ؟ قال : نعم من أفاضلها . قوله
تعالى :
" يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ( 3 ) " قيل : كان علي عليه
السلام
في اناس من أصحابه على تحريم الشهوات فنزلت . وعن قتادة أن عليا وجماعة من
الصحابة منهم عثمان بن مظعون أرادوا أن يتخلوا عن الدنيا ( 4 ) ويتركوا النساء
ويترهبوا ( 5 )
فنزلت . وعن ابن عباس أنها نزلت في علي وأصحاب له .
قوله تعالى : " والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن
الهوى ( 6 ) " عن حبة العرني : لما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بسد الابواب
التي في المسجد
شق عليهم ، قال حبة : إني لانظر إلى حمزة بن عبدالمطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه
تذرفان ويقول : أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمك ، فقال رجل
يومئذ : ما يألو في رفع ابن عمه ، فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قد شق
عليهم ، فدعا : الصلاة
جامعة ، فصعد المنبر ، فلم يسمع من رسول الله صلى الله عليه وآله خطبة كان أبلغ
منها تمجيدا وتوحيدا
فلما فرغ قال : يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها ولا أنا أخرجتكم
وأسكنتكم ( 7 ) ،
وقرأ " والنجم إذا هوى " إلى قوله تعالى : " إن هو إلا وحي يوحى " .
* ( هامش ) * ( 1 ) النور : 36 .
( 2 ) أى مشيرا إلى بيت على وفاطمة ، وفى المصدر : يعنى بيت على وفاطمة عليهما
السلام .
( 3 ) المائدة : 87 .
( 4 ) تخلى : انفرد في خلوة . تخلى منه وعنه : تركه .
( 5 ) ترهب : صار راهبا وتعبد . والراهب من اعتزل عن الناس إلى دير طلبا للعبادة .
( 6 ) سورة النجم : 1 - 3 .
( 7 ) في المصدر : واسكنته .
[119]
قوله تعالى : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ( 1 ) " عن ابن عباس
قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله : من هؤلاء الذين يجب علينا حبهم ؟ قال :
علي وفاطمة
وابناهما - قالها ثلاث مرات - ورواه سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه .
قوله تعالى : " وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون ( 2 ) " عن
علي عليه السلام قال : ناكبون عن ولايتنا .
قوله تعالى : " من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون * ومن جاء
بالسيئة فكبت وجوههم في النار ( 3 ) " قال علي عليه السلام : الحسنة حبنا والسيئة
بغضنا .
قوله تعالى : " ونادى أصحاب الاعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم ( 4 ) " عن علي
عليه السلام قال : نحن أصحاب الاعرفا ، من عرفناه بسيماه أدخلناه الجنة .
قوله تعالى : " هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ( 5 ) "
قيل : هو علي عليه السلام . قوله تعالى : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ( 6 )
" الآية
وقد تقدم ذكر ما أوردته ام سلمة وعائشة وغيرهما في ذلك ، وقد أورد الحافظ أبو بكر
بن مردويه ذلك من عدة طرق لعلها تزيد على المائة ، فمن أرادها فقد دللته .
قوله تعالى : " أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه ( 7 ) " عن مجاهد : نزلت في علي
وحمزة . قوله تعالى : " إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من
تحتها الانهار ( 8 ) " قيل : نزلت في على وحمزة وعبيدة بن الحارث حين بارزوا عتبة و
* ( هامش ) * ( 1 ) الشورى : 23 .
( 2 ) المؤمنون : 74 .
( 3 ) النمل : 89 و 90 .
( 4 ) الاعراف : 48 .
( 5 ) النحل : 76 .
( 6 ) الاحزاب : 33 .
( 7 ) القصص : 61 .
( 8 ) الحج : 14 و 23 محمد : 12 .
[120]
شيبة والوليد قرآن ( 1 ) ، فأما الكفار فنزل فيهم " هذان خصمان اختصموا في ربهم ( 2
) "
إلى قوله : " عذاب الحريق " . وفي علي وأصحابه " إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا
الصالحات " الآية .
قوله تعالى : " واركعوا مع الراكعين ( 3 ) " عن ابن عباس : نزلت في رسول الله و
علي خاصة ، وهما أول من صلى وركع .
قلت : هذا ما نقلته مما نزل فيه عليه السلام من طرق الجهمور ، فإن العز المحدث كان
صديقنا وكنا نعرفه ، وكان حنبلي المذهب ، وابن مردويه وإن كان قد جمع كتابا في
مناقبه عليه السلام
اجتهد فيه وبالغ فيه أورده ولم يأل جهدا فقد أورد فيه مواضع لا تقولها الشيعة ولا
يوردونها
ولم أذكر نزول القرآن فيه من طرق أصحابنا دفعا للمكابرة ، واستغناء بما نقلوه من
مناقبه
عليه الصلاة والسلام . * ( شعر ) *
قال فيه البليغ ما قال ذو العي * فكل بفضله منطيق
وكذاك العدو لم يعد إن قا * ل جميلا كما يقول الصديق ( 4 )
أقول : فرقت سائر مارواه عن الحنبلي وابن مردويه على الابواب المناسبة لها .
65 - كشف : روي في قوله تعالى : " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون *
على الارائك ينظرون ( 5 ) " قيل : نزلت في أبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن
وائل
وغيرهم من مشركي مكة ، كانوا يضحكون من بلال وعمار وغيرهما من أصحابهما ، و
قيل : إن علي بن أبي طالب عليه السلام جاء في نفر من المسلمين إلى رسول الله صلى
الله عليه وآله فسخر منهم
المنافقون وضحكوا وتغامزوا ، وقالوا لاصحابهم : رأينا اليوم الاصلع فضحكنا منه ،
فأنزل
الله تعالى الآية قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وآله . وعن مقاتل والكلبي :
لما نزل قوله
* ( هامش ) * ( 1 ) في هامش ( د ) : الظاهر " أقران " جمع قرن - بالكسر - كما في
بعض النسخ .
( 2 ) الحج : 19 .
( 3 ) البقرة : 43 .
( 4 ) كشف الغمة : 91 - 96 .
( 5 ) المطففين : 34 و 35 .
[121]
تعالى : " قل لاأسالكم عليه أجرا إلاالمودة في القربى ( 1 ) " قالوا : هل رأيتم
أعجب من
هذا ؟ يسفه أحلامنا ويشتم آلهتنا ويرى قتلنا ويطمع أن نخبه ؟ فنزل " قل ماسألتكم من
أجر فهو لكم ( 2 ) " أي ليس لي من ذلك أجر ، لان منفعة المودة تعود عليكم وهو ثواب
الله تعالى ورضاه .
وروي في قوله تعالى : " وقفوهم إنهم مسؤولون ( 3 ) " يعني عن ولاية علي عليه السلام
وقوله تعالى : " أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا
الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء مايحكمون ( 4 ) " قيل : نزلت في قصة بدر في حمزة
و
علي وعبيدة بن الحارث ، لما برزوا لقتال عتبة وشيبة والوليد .
قوله تعالى . " لقد رضي الله عن المؤمنين إذيبايعونك تحت الشجرة ( 5 ) " نزلت في
أهل
الحديبية ، قال جابر : كنا يومئذ ألفا وأربع مائة قال لنا النبي صلى الله عليه وآله
: أنتم اليوم خيار
أهل الارض ، فبايعنا تحت الشجرة على الموت ، فما نكث إلا حر بن قيس ( 6 ) وكان
منافقا ،
وأولى الناس بهذه الآية أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لانه تعالى قال :
" وأثابهم
فتحا قريبا ( 7 ) " يعني فتح خيبر ، وكان ذلك على يد علي بن أبي طالب عليه السلام .
قال : روى السيد أبوطالب بإسناده عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وآله
لعلي عليه السلام : من أحبك وتولاك أسكنه الله معنا ، ثم تلا رسول الله صلى الله
عليه وآله " إن المتقين
في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر ( 8 ) " .
قوله تعالى : " ياأيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم
صدقة ( 9 ) وقد تقدم ذكر هذه الآية ، والامة مجمعون أنها نزلت ( 10 ) ولم يعمل بها
أحد
* ( هامش ) * ( 1 ) الشورى : 23 .
( 2 ) سبأ : 47 .
( 3 ) الصافات : 24 .
( 4 ) الجاثية : 21 .
( 5 و 7 ) الفتح : 18 .
( 6 ) كذا في النسخ والصحيح الجد بن قيس وفى الاستيعاب عن جابر انه اختبأ تحت بطن
ناقته
ولم يبايع ( ب ) .
( 8 ) القمر : 54 و 55 .
( 9 ) المجادلة : 12 .
( 10 ) في المصدر : على انها نزلت .
[122]
غيره ، ونزلت الرخصة .
قوله تعالى : " يا أيهاالنبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك ( 1 ) " روى الزبير بن
العوام قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو النساء إلى البيعة حين نزلت
هذه الآية ، فكانت
فاطمة بنت أسد ام علي بن أبي طالب عليه السلام أول امرأة بايعت .
وروي عن ابن عباس أن عبدالله بن ابي وأصحابه خرجوا فاستقبلهم نفر من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عبدالله بن ابي لاصحابه : انظروا كيف أرد
هؤلاء السفهاء
عنكم ، فأخذ بيد علي عليه السلام وقال : مرحبا بابن عم رسول الله وختنه ( 2 ) ، سيد
بني هاشم
ماخلا رسول الله ، فقال علي صلوات الله عليه : يا عبدالله اتق الله ولا تنافق ، فإن
المنافق
شر خلق الله ، فقال : مهلا يا أباالحسن ، والله إن إيماننا كإيمانكم ، ثم تفرقوا ،
فقال
ابن ابي لاصحابه : كيف رأيتم ما فعلت ؟ فأثنوا عليه خيرا ، ونزل على رسول الله صلى
الله عليه وآله
وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن
مستهزؤون ( 3 ) " فدلت الآية على إيمان علي عليه السلام ظاهرا وباطنا ، وعلى القطع
بقوله في
في أمر المنافقين ( 4 ) .
وقوله تعالى : " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ( 5 ) " قال ابن عباس :
هو علي شهد النبى صلى الله عليه وآله وهو منه . قوله تعالى : " إن الذين آمنوا
وعملو الصالحات
سيجعل لهم الرحمان ودا ( 6 ) " قال ابن عباس : هو علي بن أبي طالب عليه السلام ،
وروى زيد بن
* ( هامش ) * ( 1 ) الممتحنة : 12 .
( 2 ) في المصدر ، يا ابن عم رسول الله وختنه . والختن : زوج الابنة .
( 3 ) البقرة : 14 .
( 4 ) اى دلت الاية على ايمانه عليه السلام لاجل قوله تعالى ، " واذا لقوا الذين
آمنوا " فان
هذا تصديق من الله بايمانه ظاهرا وباطنا ، ودلت الايات الاتية الواردة في المنافقين
بان قول
اميرالمؤمنين عليه السلام فيهم " فان المنافق شر خلق الله " هو كذلك في الحقيقة كما
يظهر من
الايات ،
( 5 ) سورة هود : 17 .
( 6 ) " مريم : 96 ،
[123]
علي عن آبائه عن علي عليه السلام قال : لقيني رجل فقال : يا أبا الحسن أما والله
إني احبك
في الله ، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبرته بقول الرجل فقال : لعلك
صنعت إليه معروفا
فقال : والله ما صنعت إليه معروفا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : الحمدالله
الذي جعل قلوب المؤمنين
تتوق إليك بالمودة ، فنزلت . قوله تعالى : " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدواالله
عليه
فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ( 1 ) " علي بن أبي طالب عليه السلام مضى على
الجهاد ولم
يبدل ولم يغير ( 2 ) ،
66 - كنز : روى ابن مردويه بإسناده عن رجاله مرفوعا إلى الامام محمد بن علي
الباقر عليه السلام أنه قال في قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله
وللرسول إذا
دعاكم لما يحييكم ( 3 ) " قال : إلى ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام .
ونحوه روى أبوالجارود عنه عليه السلام . وذكر علي بن يوسف في كتاب نهج الايمان
قال : ذكر أبوعبدالله محمد بن علي بن سراج في كتابه في تأويل هذه الآية حديثا يرفعه
بإسناده إلى عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ياابن
مسعود إنه قد نزلت في
علي آية " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموامنكم خاصة ( 4 ) وأنا مستودعكها ومسم لك
خاصة الظلمة ، فكن لما أقول واعيا وعني مؤديا ، من ظلم ع&